۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ▒◄ الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية ►▒

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صقر طيبة

عضو مبدع  عضو مبدع
صقر طيبة


الجنس : ذكر
العمر : 46
الموقع طيبة الطيبة
التسجيل : 08/09/2011
عدد المساهمات : 242

▒◄ الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية ►▒ Empty
مُساهمةموضوع: ▒◄ الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية ►▒   ▒◄ الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية ►▒ Icon_minitimeالأحد 20 نوفمبر 2011, 8:52 pm



▒◄ الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية ►▒


بسم الله الرحمن الرحيم


الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية - الجزء الأول - ( لا ريب فيه )


يقول الله تعالى فى أول سورة : ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) [البقرة (1)].

ولنتأمل قوله تعالى : ( لا ريب فيه ) ، ونتدبر الحكمة فى أن الله تعالى قال : ( ريب ) ، ولم يقل : " شك ".

· إذا رجعنا إلى معاجم اللغة وقواميسها ، وجدنا أغلبها يفسر كلا منهما على أنها الأخرى. فيقولون الشك هو الريب ، والريب هو الشك.


· وهذا الكلام إذا جاز فى اللغة فإنه لا يجوز فى كلام الله. وأقصد بقولى هذا أن كل كلمة فى كتاب الله تقوم بمعنى لا يقوم بها كلمة أخرى. والمترادفات تشترك فى أصل المعنى ، ولكن لكل مفردة منها خصوصية لا تؤديها ولا تقوم بها ولا تدلل عليها لفظة أخرى.


· وهذا ما أسميه بعلم المعانى.


· وقضية المترادفات اللغوية واشتراكها أو افتراقها فى المعنى ، قضية خلافية قديمة بين علماء اللغة والبلاغة ، فهم على قولين :


= القول الأول : يقولون بأن المترادفات يمكن أن تتطابق فى المعنى ، بحيث تقوم الواحدة بجميع معانى اللفظة التى ترادفها تطابقاً كاملاً.


= والقول الثانى : يذهب إلى غير ذلك ،فيقولون أن المترادفات تشترك فى أصل المعنى ، وتختلف من حيث الدلالة النهائية لكل منها.


وأجد نفسى أكثر ميلاً إلى هذا القول الأخير. ولكننى لست بذلك الذى يرجح بين كلام العلماء ، فيقول هذا صواب وذاك خطأ ، ولا أستطيع أن أبخس حق الفريق الأول ولا أن أنفى ما قالوه جملة وتفصيلاً.


ولكننى – فى نفس الوقت – أؤمن إيماناً قاطعاً أن كل كلمة فى كتاب الله لها معنى تنفرد به عن جميع مفردات اللغة ، وهذا المعنى لا يمكن أن يوجد أو تقوم به كلمة أخرى. لماذا؟


لأنه لو افترضنا – جدلاً - وجود كلمة فى كتاب الله يمكن أن نستبدلها بكلمة أخرى تؤدى نفس معناها ، نكون بهذا قد استدركنا شيئاً على الله ، وهذا محال ، وحاشى لله أن يحدث هذا ، ومن قال به فقد كفر.


وعليه فلو صحت وجهة نظر الفريق الأول وهو جواز أن توجد كلمتان مترادفتان فى اللغة ، وكل منهما تدل دلالة كاملة على معانى مرادفتها ، أقول : لو أننا وجود هاتين الكلمتين ، لَما جاز أن تكون إحداهما موجودة فى كتاب الله.


ولنعد إلى قوله تعالى : ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) ولنتأمل اختيار الله لكلمة : ( ريب ) وليس : " شك " .


بحثت عن الفرق بين معنى الكلمتين فوجدت أن المعاجم والقواميس تشير - اختصاراً - إلى أن كلاً منهما بمعنى الأخرى.


ولكن فى كتاب : " فروق اللغة " قال : الريب هو الشك بتهمة ".


وهو يقصد أن القرآن الكريم الذى كان النبى – صلى الله عليه وسلم – يتلوه على الكافرين صباح مساء ، هذا القرآن لا شك فيه ، كما أنه لا تهمة فى مُبلّغه ألا وهو النبى صلى الله عليه وسلم.


نتأمل ونتدير هذا الاستخدام العجيب لكلمة : ( ريب ) فى هذا الموضع بالذات والذى يأتى بتبرئة للرسالة وهى القرآن وللرسول فى نفس الوقت.


ولنتأمل أيضاً هذا التلازم والترابط المهم بين الرسالة والرسول ، وهذا التلازم والترابط موجود بكثرة فى كتاب الله ، لنعلم أنه لا رسالة بلا رسول ، ولا رسول بلا رسالة.


وكما أن الرسالة هى رسالة صدق ، فكذلك فإن المرسل يجب أن يكون صادقاً ، وعلى قدر صدق الرسول يكون صدق الرسالة. فإذا بطل إحداها بطلت الأخرى ، فهذه وسيلة لتلك الغاية.


وهنا أتوجه بسؤالى إلى من ينكرون السنة المحمدية ، وأقول لهم : ما تفسيركم لقول الله تعالى : ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) ؟ وما معنى : ( ريب )؟


إن كنتم ستفسرونها بأنها الشك ، فسأقول لكم : حسناً ، إن جاز لكم ما قلتم ، فهلموا جميعاً إلى كتاب الله وانزعوا منه قوله تعالى : ( لا ريب فيه ) ، وحلوا محلها : " لا شك فيه " ، فإن فعلتم أو حاولتم هذا فقد كفرتم بإجماع الأمة ، علمائها وعامتها ، وإن أبيتم فقد أقررتم بلسان حالكم على استحالة انفصال الرسالة عن الرسول ، وأقررتم كذلك أنه لا يمكن أن نستبدل قوله تعالى : ( لا ريب فيه ) ليحل محلها : " لا شك فيه " ، وذلك لأن قوله تعالى : ( لا ريب فيه ) تشير إلى معنى إضافى لا يوجد فى : " لا شك فيه " وهو شئ خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يمكن أن يستغنى عنه.


أليس فى هذا دليل قاطع على حجية السنة؟!!!!!!<
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صقر طيبة

عضو مبدع  عضو مبدع
صقر طيبة


الجنس : ذكر
العمر : 46
الموقع طيبة الطيبة
التسجيل : 08/09/2011
عدد المساهمات : 242

▒◄ الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية ►▒ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ▒◄ الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية ►▒   ▒◄ الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية ►▒ Icon_minitimeالأحد 20 نوفمبر 2011, 8:54 pm



الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية - الجزء الثاني ( أقيموا الصلاة )



الصلاة هي الركن الثاني من أركان هذا الدين ، بعد شهادة , لا اله إلا الله , محمد رسول الله ,, وهى الركن العملي التعبدي الأول . ولم تنل عبادة من العبادات , من الأهمية والمكانة كالصلاة وهى العبادة الوحيدة التي تفصل بين الإيمان والكفر , أستنبط هذا من حديثين شريفين :

الأول: ما أخرجه أحمد فى مسنده (رقم 22428) والترمذى ( 2621) والنسائى ( 463) وابن ماجة (1079) وغيرهم من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله ـ صلى الله علية وسلم ـ قال : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ).

وللعلماء في هذا الصدد أقوال عدة فمنهم من قال مَن ترك الصلاة بالكلية جاحدا بها فهو كافر . ومنهم من قال من تركها بالكلية عمداً كفر ولم يكن جاحداً , ومشهور عن الإمام أحمد بن حنبل فتواه بأن ترك فريضة واحدة حتى يخرج وقتها فهو كفر.

المهم أن الصلاة هي الشعيرة الوحيدة التي يعد تركها كفرا يخرج صاحبها من الملة . مع الاختلاف فى صفة هذا الترك.

الحديث الثاني الذي أستنبط منه أن الصلاة هي العبادة الوحيدة التي تفصل بين الإيمان والكفر, ما أخرجه الإمام مسلم فى صحيحه ( برقم 1855 ) عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قيل يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف فقال لا ما أقاموا فيكم الصلاة ...)

وقريب منه ما أخرجه أحمد فى مسنده (برقم 10840 ، 10847) عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يكون عليكم أمراء تطمئن إليهم القلوب وتلين لهم الجلود ثم يكون عليكم أمراء تشمئز منهم القلوب وتقشعر منهم الجلود فقال رجل أنقاتلهم يا رسول الله قال لا ما أقاموا الصلاة )

فإذا ضممنا هذا الحديث إلى ما أخرجه البخارى فى صحيحه ( 7056) ومسلم ( 1709) عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال : دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان.

نستدل أن ترك الصلاة هي فاصل بين الإسلام والكفر , وأنها العبادة الوحيدة التي على أساسها يحكم على أمراء الجور بالكفر الذي يجيز الخروج عليهم وقتالهم.

وقد ذكرت الصلاة في القرآن الكريم فى حوالى مائتى موضعاً أو يزيد وبأكثر من صيغة :

فأولاً : صيغة الأمر المباشر كقوله تعالى : (( أقيموا الصلاة )) فى اثنى عشر موضعاً فى كتاب الله.

وبصيغة الأمر المباشر: (( أقم الصلاة )) فى ثلاثة مواضع فى كتاب الله.

ثانياً : بصيغة مدح وتزكية الذين يقيمون الصلاة ووصفهم بالتقوى والصلاح والسداد كقوله تعالي : (( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يِؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة " [البقرة : 1]

ثالثا: الإخبار بحسن عاقبة المصلين كقوله تعالي : (( إن الإنسان خلق هلوعا (19) إذا مسه الشر جزوعا (20) وإذا مسه الخير منوعا (21) إلا المصلين (22) )) [المعارج]

رابعاً : بذم تاركها كقوله تعالي : (( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون )) [الماعون]

وغير هذا الكثير في كتاب الله .

. ولكن الذي يدعو إلى التأمل ويثير الانتباه أننا نجد أنه رغم كثرة الآيات القرآنية التي تأمر بالصلاة وتحت عليها والتي لا تخلو منها سورة في القرآن الكريم وربما في أكثر من موضع في نفس السورة أقول : رغم كل هذا فإننا لا نجد آية واحدة تتحدث عن عداد الصلوات المفروضة ـ صراحة ـ ولاعن هيأتها التفصيلية ولا عن مواقيتها تحديداً ولا كيفية تنظيم صلاة الجماعة ولا نجد آية في كتاب الله تحدثنا عن شروط صحة الصلاة ولا أركانها ولا واجباتها .

ومن المفارقات الجديرة بالملاحظة كذلك أننا نجد القرآن يترك مثل هذه الأمور الجوهرية ونجده يركز في حديثة علي كيفية الوضوء والطهارة والتيمم ورغم أن الوضوء والتيمم والاغتسال هذه وسائل لغاية هي الصلاة .

لا شك أن مَن تَعرض له صورة كهذه من السهل أن يظن أن هناك قصوراً تشريعياً ولكن هذا غير صحيح ذلك أن القرآن الكريم قد ترك ـ عمداً ـ الحديث عن تلك الأمور الجوهرية ، وأحال فيها إلى السنة النبوية بعدما أصّل القاعدة الضابطة في هذا بقوله : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )) [ سورة الحشر ]

وفي هذا دليل قاطع وقوى علي حجية السنة النبوية في التشريع مثلها كالقرآن الكريم تماما بتمام .

ورغم المحاولات المضنية لمنكري السنة لاستنباط الأحكام التفصيلية من القرآن الكريم إلا أن تلك المحاولات لا تزيدهم إلا بعداً عن دين الإسلام فأصبحوا ينكرون أشياءً معلومة من الدين بالضرورة لا لشئ إلا لفشلهم في استنباط من القرآن الكريم , فأنكروا الخمسة المفروضات وادعوا أنهن ثلاث فقط , وبهذا خرجوا من دين الإسلام جملة وتفصلاً.

ولا شك أنهم قد بنوا بيتهم كما يبني العنكبوت بيته : (( وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت )) ذلك أننا إذا نحينا السنة جانباً فلسوف نصطدم بأمور , جد عسيرة , ولا قِبل لنا بها . فلا أدري كيف يفسر المنكر للسنة قول الله تعالي (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا علية وسلموا تسليماً ))

فماذا سيجيبنا المنكر للسنة إذا ما سألناه : كم ركعات الصلاة علي النبي ؟ وما وقتها ؟ وهل الطهارة شرط لصحتها ؟ وماذا لو تعذر علينا استقبال القبلة وتحديداً اتجاهها هل تسقط عنا الصلاة علي النبي ؟

عندما أمرّ علي هذه الآية بالذات وأتذكر الموقف الحرج الذي يقع فيه منكرو السنة عند تأويلها , لا أدري لماذا أتذكر قول أحد النصارى وهو يحاورنى وقد ذكر لي هذه الآية ثم قال : { لمن يصلي الله }؟ تُرى لو أن ذلك النصراني الكافر إذا ما وجه سؤاله هذا إلى المنكر للسنة , فبماذا سيجيبه . أتخيل الأن الابتسامة العريضة الصفراء التي ستبدو علي وجه النصراني عندما يتوتر المنكر للسنة ويسقط في يديه و يتصصب منه العرق عندما يسمع هذا السؤال وهو حائر لا يجد مخرجاً له.

فإن قال المنكر للنصراني أن الصلاة علي النبي غير الصلاة المعروفة فسيقول له النصراني : أين الدليل علي هذا من القرآن الكريم ؟

وسيقول له النصراني كذلك : إن هذا القول هو قول أهل السنة فأن كان حقاً فلماذا لا تتبعهم , وأن كان غير ذلك فلماذا لا تتبعني ؟

كذلك من أعجب الأمور التي تواجه المنكرين للسنة في شأن الصلاة هو اختلافهم وتذبذبهم وعدم اتفاقهم علي قول جامع في الشئ الواحد .

ـ ناظرت اثنين من المنكرين للسنة , في مناظرتين منفصلتين , ودار حوارنا في كل مرة عن الصلاة المفروضة : عددها ومواقيتها وكيفيتها ـ ووجدت من هؤلاء شهوة كبيرة في الكتانة , ماذا يكتبون ؟ أي شئ المهم أنهم يكتبون .

الأول يقول هم ثلاثة ولكن بدون الظهر والعصر . والثانى يقول : بل هم ثلاثة بدون الظهر والمغرب ، أما الكيفية التي ذكرها كل منهما فاختلافهما في ذلك أوسع من أن نحصره .
وهنا وقفت مع نفسي لحظة لأتأمل , الصلاة.
الركن العملي الأول في الإسلام , الصلاة التي أجمعت عليها الأمة قاطبة علماءً وعامهً ,
الصلاة التي أصبح غير المسلمين يميزون المسلمين بها عن غيرهم , الصلاة التي يصليها جميع فرق الأمة الثلاث والسبعون دون اختلاف يأتي اليوم منكرو السنة ويقولون : لا هي ليست كما يصلون , نحن سنضع لكم صلاة بمواصفات جديدة عند هذه اللحظة أدركت يقينياً أنة كما أن اجتماع الأمة هو عز لها كذلك فأن في افتراقها عز لها . كيف هذا ؟

ويكون هذا دليل قاطع علي بطلان مذهب منكري السنة . لماذا؟

لأنة لو افتراضنا أن هناك صلاة غير هذه الصلاة المعروفة ألم يكن تلك الفرق أن تحافظ عليها بهيئتها وتشنع علي أية فرقة أخري تغير في هيئة الصلاة ؟
من هنا أجد أن كل آية تتحدث عن الصلاة والطهارة والاغتسال في كتاب الله دليل قاطع علي حجية السنة النبوية المطهرة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صقر طيبة

عضو مبدع  عضو مبدع
صقر طيبة


الجنس : ذكر
العمر : 46
الموقع طيبة الطيبة
التسجيل : 08/09/2011
عدد المساهمات : 242

▒◄ الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية ►▒ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ▒◄ الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية ►▒   ▒◄ الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية ►▒ Icon_minitimeالأحد 20 نوفمبر 2011, 9:00 pm



الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية - الجزء الثالث ( وأنزلنا إليك الذكر )


الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية


الجزء الثالث :


( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم ) [ النحل : 44 ]

عندما يتحاور أصحاب العقائد المختلفة ، فإن كل فريق منهما يستند إلى مجموعة من الأدلة والبراهين التى يحاول أن يثبت بها صحة مذهبه وحسن معتقده.

ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد ،بل يتعداه إلى ضرورة أن يفند كل طرف أدلة الطرف الآخر ، وينقضها ، ويحاول أن يزيل عنها دلالتها عل صحة ذلك المنهج والمعتقد المخالف.

وعندما كنا نتحاور مع منكري السنة ، كنا نأتى بأدلة كثيرة من القرآن الكريم نثبت بها حجية السنة النبوية فى التشريع الإسلامى ، مثلها مثل القرآن سواءً بسواء. وهى أدلة كثيرة وغزيرة ومتوافرة بحمد الله تعالى ، ولا يردها إلا من حُرم نعمة العقل.

ومن تلك الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية قول الله تعالى فى سورة النحل : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم ) وأهل السنة والجماعة يذهبون إلى أن ( الذكر ) الوارد فى الآية الكريمة هو السنة النبوية ، وأن ( ما نُزّل إليهم ) تشير إلى القرآن الكريم. وبهذا الفهم ، وبناءً على هذا التفسير ، فإن هذه الآية هى نصٌ صريح على حجية السنة النبوية فى التشريع.

وبطبيعة الحال فإنه يحلوا لمنكري السنة أن ينزعوا دلالة هذه الآية على حجية ، فيحرفون الكلم عن مواضعه ، ويذهبون بتأويلاتها إلى معنى آخر سوف نذكره قريباً إن شاء الله ، ثم نبين فساد قولهم فيها.

ومن البديهى أن نعلم أنه لو كانت هذه الآية لا تدل نصاً ولا فهماً على حجية السنة ، فإن هذا لا يعنى – بالضرورة – انعدام كون السنة حجة فى التشريع ، لماذا؟ لوجود أدلة أخرى كثيرة تثبت هذا ،وانعدام أحد هذه الأدلة لا يعنى بالضرورة انعدام الكل.

ويحاول منكرو السنة التشكيك فى معنى الآية الكريمة ،وينسون أو يتناسون أن الذين فسروا لنا هذه الآية وقالوا أنها تدل على حجية السنة ، هم أنفسهم الذين نقلوا لنا هذه الآية وهذا القرآن وهم أنفسهم الذين عرفونا أن هذا القرآن هو كلام الله ، فهذه حجة على منكري السنة ، إذ كيف يقرون بصدق الصحابة والتابعين وأهل السنة فى تبليغ كلام الله نصاً ، ولا يقرون لهم بصدقهم وأمانتهم فى تبليغ كلام الله فهماً!؟

ويذهب منكرو السنة فى تفسيرهم لقوله تعالى : ( وأنزل إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم ) إلى أن الذكر الوارد فى الآية الكريمة هو القرآن الكريم ، وهو يبين للناس ما نُزّل إليهم من الكتب السابقة كالتوراة والإنجيل وغيرها.

هذا قولهم بأفواههم ، وسندهم فى هذا أن الآية الكريمة قد جاءت فى سياق الحديث عن الأمم السابقة ، وليس فى إطار أو سياق الحديث عن السنة النبوية.

والحقَ أقول ، أننى عندما تلقيت هذا القول ، وتلك الحجة ،كنت أتحسب قليلاً عن الاستدلال بهذه الآية على حجية السنة ، وظل الأمر يشغل خاطرى.

ولكن لإيمانى القوى واليقينى بصحة منهج أهل السنة والجماعة فى التلقى والاستدلال ، وخطأ كل من يخالفهم ،أخذت أتأمل الآية الكريمة مرات ومرات ، مرة على مستوى عموم السورة ، ومرة ثانية على مستوى خصوص الآية ، ومرة ثالثة على مستوى ألفاظها ، ومرة رابعة على مستوى حروفها.

فثبت ، عندى ، بما لا يدع مجالاً لشك أن الآية الكريمة دليل قاطع على حجية السنة النبوية فى التشريع الإسلامى.

والأدلة على هذا قوية جداً وكثيرة ، فمن الناحية الأصولية هناك قاعدتان تختصان بالاستدلال فى هذه الآية.

القاعدة الأولى : هى القاعدة التى تقول : "السياق والسباق واللحاق من المقيدات" ، فالنظر إلى السياق ذو أهمية كبيرة فى عملية الاستدلال.

والقاعدة الثانية : هى قاعدة العبرة بعموم الفظ لا بخصوص السبب.

وإن كان منكرو السنة لجأوا إلى سياق الآية لاستنباط أنها لا تدل على السنة وغير متعلقة بها ، فليس هذا من قبيل تمسكهم بالقواعد الأصولية ، ولكن فقط الدافع لهم إلى هذا هو إخراج الآية عن مدلولها فحسب.

ولا يظن أحد أن هناك ثمة تعارض بين القواعد الأصولية ، فيدعى أن ثمة قاعدة تدل على شئ وأخرى تدل على نقيضه ، لا ولكن عملية الاستدلال هى عملية تحكمها حيثيات كثيرة ، والصواب أن نطبق القاعدة الصحيحة فى المكان الصحيح.

وإذا كان منكرو السنة قد لجأوا إلى سياق ليستدلوا بها على عدم تعلقها بالسنة النبوية – وهذا ما سنثبت خطأه فيما بعد – إلاأن قاعدة :" العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" توجب علينا أن نفهم الآية على أنها تتعلق بحجية السنة النبوية. لماذا؟

لأننا لو نزعنا خاصية عموم اللفظ من القرآن الكريم لأمسى القرآن نصا ًجامداً لا يحمل ميزة الصلاحية لكل زمان ولكل مكان.

إلى هذا الحد فإن الاستدلال بقواعد علم أصول الفقه بلغت بنا حداً لا نستطيع من خلاله أن نقطع هل الآية تشير إلى السنة أم.

ولكن مهلاً ، فعما قريب سيثبت لنا أن قاعدة السياق هى أيضاً دليل قاطع على حجية السنة من خلال هذه الآية.

إذا تأملنا سياق سورة النحل وجدنا الكثير والكثير من الملاحظات والأدلة الدامغة على أن قول الله تعالى : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس من نزل إليهم ) قد جاءت فى معرض الحديث عن السنة النبوية المطهرة.

ولنبدأ مسيرتنا مع السورة المباركة.

1- يقول الله سبحانه وتعالى :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)



نلاحظ - بادئ ذى بدء - أن السورة ليست من السورة المبدوءة بالحروف المقطعة ، والتى افتتحت بها تسع وعشرين سورةفى القرآن الكريم. ومن هذا نستنتج - مبدئياً - أن السورة لم تأت للحديث عن القرآن الكريم بصفة خاصة وأن موضوعها يتناول أمور أخرى غير القرآن ، ذلك أننا إذا تأملنا جميع السور التى بدئت بالحروف المقطعة : ( الم ، حم ، ص ، ق ...... إلخ ) وجدن أن القاسم المشترك بين جميع هذه السور هو أنها تتناول وتتحدث عن القرآن الكريم.


ولا يمتنع - بطبيعة الحال - أن يأتى ذكر القرآن الكريم فى سور أخرى غير مبدوءة بالحروف الهجائية المقطعة ، ولكننا نقول أن فى السور العادية - غير المبدوءة بالحروف الهجائية المقطعة - لا تعد قضية القرآن هى القضائية الأساسية الأولى ، بل إن هناك أمور عقائدية أخرى هى التى تركز عليها تلك السور كالإيمان بالله أو اليوم الآخر أو الإيمان بالرسل وهكذا. بينما تأتى قضية القرآن فى تلك السورة فى منزلة تالية ، فى الوقت الذىتتصدر فيه قضيةالقرآن والكتب السماوية والإيمان بها المنزلة الأولى فى السور المبدوءة بالحروف المقطعة.

2- سورة النحل جاءت لتقدم لنا مقابلةبين هداة الحق وهداة الباطل.


هداة الحق الذين هم رسل الله ، سواء رسله الملائكيين أو رسله البشريين ، وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وبين هداة الباطل.


حيث يقول ربنا سبحانه وتعالى عن هداة الباطل فى هذه السورة الكريمة :

= (( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) ))


ويقول سبحانه : (( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27) )).


وقوله تعالى : (( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35) )).


وتأمل هنا هذه المقابلة الواضحةبين هداة الحق وهداة الباطل.


ثم قوله تعالى عن هداة الباطل كذلك : (( وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) ))


وقوله تعالى : ((الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ )).


أما هداة الحق فقد قال الله فيهم: (( يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2) )). وفى هذه الآية جمع لحديث عن الرسل الملائكية والرسل البشرية ، وكلاهما حلقة فى سلسلة التبليغ.


وتأمل قوله تعالى : (( بالروح )) فى هذه الآية ، ولم يقل ربنا ( القرآن ) ، والروح : هو الوحىمن قرآن وغيره ،ولو أراد الله سبحانه القرآن على وجه الخصوص لصرح به. ولكنه سبحانه وتعالى عَدَلَ عن كلمة ( القرآن ) إلى كلمة ( الروح ) لإفادة الشمول ، شمول الوحىمن قرآن وسنة.


ويقول سبحانه أيضاً عن هداة الحلق : (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) [ النحل :36 ]


ويقول : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) )).


ويقول : (( تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) )). والمقابلة هنا واضحة جداً وفى أجلى صورها.


ويقول أيضاً عن هداة الحق : ( وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (113) )).


= نخلص مما سبق أن سياق السورة قدجاء فىمعرض الحديث عن رسل الله إلى خلقه ، وليس فى معرض الحديث عن الكتب المنزلة إلى هؤلاء.


فبعد أن ذكر ربنا سبحانه - فى بداية السورة - أنه ينزل الملائكة بالروح على من يشاء من عباده ، ضرب لنا مثل حق يتمثل فى سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم حيث يقول ربنا جل وعلا : (( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) )).


ثم يأتى الأمر الإلهى بأن يتبع النبى صلى الله عليه وآله وسلم ملة أبيه إبراهيم عليه السلام ثم تختتم السورة المباركة بالتوجيهات الربانية والإرشادات الإلهية للرسول صلى الله عليه وسلم أن يدع إلىسبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يجادلهم بالتى هى أحسن.

وتأمل قوله تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك ) ولم يقل " ادع إلى ربك" كما فى قوله تعالى : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي )) [ يوسف : 108 ]

فالسبيل هو الوسيلة إلىالغاية ،وهو الله سبحانه وتعالى ، أى أن الخطاب هنا جاء عن الوسيلة لا الغاية.


وإذا كانت الغاية من إرسال الرسول هو تبليغ القرآن الكريم ، فلا شك ولا جدال ولا مراء أن النبى صلى الله عليه وسلم هو الوسيلة الوحيدة لبلوغ هذه الغاية. ومن ضل عن الوسيلة فحتماً مقضياً أنه سيضل عن الغاية.

فتأمل هذا الترادف العجيب والجميل فى ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الذى هو وسيلة تبليغ القرآن وبين السبيل الذى هو الوسيلة للقاء الله وذلك فى قوله تعالى : (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ))

ثم نعود ونتأمل سياق السورة الكريمة ، ونتدبر ونتأمل ، لننبهر بما جاءت به فى معرض إثبات حجيةالسنة المحمدية.

هيا بنا نتأمل قول الله تعالى : (( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون )) [ النحل : 68 ] إن هذه الآية دليل على حجية السنة النبوية. ( كيف؟ ).

لنتأمل الحكمة من ذكر الوحى إلى النحل فى معرض الحديث عن الوحى إلى الرسل. وقبل أن ألمس هذه المسألةيجب أن نبين أولاً أن الوحى إلى الرسل يختلف عن الوحى إلى النحل ، ولكنهما يشتركان فى الأصل اللغوى لمعنى كلمة ( وحى ) والتى هى إعلام فى خفاء. أما الوحى إلى الرسل فيقصد به إبلاغهم بالشرائع ، أما الوحى إلى النحل فيقصد به ما أودعه الله سبحانه وتعالى من غريزة داخلية وفطرة تجعلها تهتدى لما أرادها الله أن تهتدى إليه مصداق قوله تعالى : (( الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى )) [ سورة الأعلى : 2-3 ] .

أرى - والعلم عند ربى - أن الحكمة فى الجمع بين ذكر الوحى إلى الرسل والوحى إلى النحل هو أن ندرك أن هناك أشكالاً متعددة من الوحى فالله سبحانه يقول : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) )) [ سورة الأنبياء ] . كذلك فإن الله سبحانه يوحى إلى عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيقول : (( إن هو إلا وحي يوحى )) [ سورة النجم ] ، ثم ها هو الله سبحانه يوحى إلى النحل : (( وأوحى ربك إلى النحل )) مع الاختلاف بين صفتى الوحىفى الحالتين لنعلم أن للوحى أشكالاً متعددة ، وليست كلها الوحى بمعنى إنزال كلام الله بلفظه على رسوله ، بل إن هناك أنواع أخرى مث أن ينزل الله كلامه علىرسله بالمعنى لا باللفظ كما فى حالة إنزال السنة .

وهنا يتبادر إلى ذهنى تساؤل : هل يعجز العقل السليم ذو الفطرة الصحيحة النقية أن يدرك أن السنة وحى من عند الله؟! إذا كان الله سبحانه يوحى إلى النحل وحياً يناسبها ، وهووحى فى أمور الدنيا ، أيمتنع أن يوحى الله إلى نبيه بأشكال متعددة من الوحى منها ما هو باللفظ والمعنى " القرآن " ومنها ما هو وحى بالمعنى دون اللفظ " السنة" القولية ومنها ما هو وحى إقرارى كما فى السنة الفعلية ؟!

ألم أقل لكم أن هذه الآية دليل على حجية السنة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صقر طيبة

عضو مبدع  عضو مبدع
صقر طيبة


الجنس : ذكر
العمر : 46
الموقع طيبة الطيبة
التسجيل : 08/09/2011
عدد المساهمات : 242

▒◄ الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية ►▒ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ▒◄ الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية ►▒   ▒◄ الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية ►▒ Icon_minitimeالأحد 20 نوفمبر 2011, 9:02 pm





الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية - الدليل الرابع - ( ثم إن علينا بيانه )


الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية

- الدليل الرابع -

( ثم إن علينا بيانه )


قال تعالى : (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)) [سورة القيامة]

قال ابن كثير رحمه الله : "هذا تعليم من الله عز وجل لرسوله في كيفية تلقيه الوحي من الملك، فإنه كان يبادر إلى أخذه، ويسابق الملك في قراءته، فأمره الله عز وجل إذا جاءه الملك بالوحي أن يستمع له، وتكفل له أن يجمعه في صدره، وأن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه إليه، وأن يبينه له ويفسره ويوضحه.

فالحالة الأولى: جمعه في صدره.

والثانية: تلاوته.

والثالثة: تفسيره وإيضاح معناه.
ولهذا قال: ( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ) أي: بالقرآن.

كما قال: ( وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) [ طه : 114 ] .

ثم قال: ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ ) أي: في صدرك،

( وَقُرْآنَهُ ) أي: أن تقرأه.



( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ ) أي: إذا تلاه عليك الملك عن الله عز وجل.

( فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ) أي: فاستمع له، ثم اقرأه كما أقرأك.

( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) أي: بعد حفظه وتلاوته نبينه لك ونوضحه، ونلهمك معناه على ما أردنا وشرعنا".
انتهى من تفسير ابن كثير.

قلت (أبو جهاد الأنصاري) : فى قوله تعالى : ( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) دليل صريح وبرهان واضح على حجية السنة النبوية المطهرة ، غفل عنه كثير من الناس.

ذلك أن عملية (البيان أو التبيين) تحتاج إلى: (مُبَيَّن) ، و (مبيِّن) فأما (المبيَّن) فهو القرآن ، وهذا معلوم بالبديهة وواضح الدلالة ، أما (المبيِّن) فهو السنة التى ستبين القرآن.

فقوله تعالى: (بيانه) أى بيان القرآن كاملاً غير منقوص تفيد أن المبيِّن خارج ومنفصل عن المبيَّن وليس فيه ذاته. إذ كيف يكون بيانه فى ذاته ، ولو كان بيانه فى ذاته ، فكيف يكون وأين يكون بيان ذلك الذى بيّن الأول؟ وهكذا .... وهذا يدخلنا فى دائرة سرمدية لن نخرج منها.




ويؤكد هذا المعنى ، وذلك الفهم حرف (ثم) والتى تفيد الترتيب مع التراخى ، أى أن عملية البيان ستأتى لاحقة ومتأخرة وفى ترتيب بعيد ومنفصل عن عملية القراءة والجمع.

وهنا أقول لمنكرى السنة : هل قرأتم هذه الآية من قبل؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
▒◄ الأدلة القرآنية على حجية السنة النبوية ►▒
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» [❂‏]₪ « أدلة حجية السنة » ₪[❂‏]
»  .{}. عشرة أدلة على حجية السنة .{}.
» الأدلة القرآنية على الدعوة إلى الإيمان
» ƸӁƷ الأدلة القرآنية على وجوب الدعوة على كل مسلم ƸӁƷ
»  °¤©><©¤° السنة النبوية °¤©><©¤°

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ السنة النبوية الشريفة ۩-
انتقل الى: