الجنس : العمر : 48 مجهول المكان التسجيل : 18/10/2011عدد المساهمات : 168
موضوع: ►•◄ التسونامي .. الرعب القادم من أعماق المحيط ►•◄ الجمعة 18 نوفمبر 2011, 6:54 pm
►•◄ التسونامي .. الرعب القادم من أعماق المحيط ►•◄
لم يخطر في بال السياح المستلقين عند العاشرة من صباح 26 كانون الاول/ديسبمر الماضي على شواطئ اندونيسيا ان الامواج الجميلة المسرعة باتجاههم والتي كانوا يستمتعون بمنظرها ستحمل الموت والدمار.
ولم يصدق السياح الذين وفدوا الى تلك البقعة من الارض حيث الطقس الجميل والهادئ في تلك الفترة من السنة على خلاف البلدان التي قدموا منها، كيف حولت اجازتهم السنوية الى كابوس مرعب.
«جنة عدن تحولت الى جهنم».
بهذه الكلمات لخصت سائحة اميركية الدمار الذي خلفته موجة التسونامي العملاقة التي خربت سواحل اقليم باندا اتشيه في اندونيسيا.
وكانت هذه الموجة التي بلغ ارتفاعها نحو 20 متراً قد تكونت في عرض المحيط عند الساعة 6:58 صباحاً كنتيجة لخامس اشد زلزال ضرب العالم منذ العام 1900 بلغت حصيلته حتى كتابة هذه السطور نحو 230 الف قتيل وعشرات الاف المشردين.
الزلزال وقع عندما انزلقت الصفيحة التكتونية الهندية تحت الصفيحة البورمية في المحيط الهندي بالقرب من جزر نيكوبار وجزر انامان المجاورة لها، التي تقع في خليج «البنغال» على بعد 30 كيلومتراً شمال غربي مدينة باندا آتشيه الاندونيسية فولدت زلزالاً بقوة 9 درجات على مقياس ريشتر. وموجات تسونامي عبرت المحيط بسرعة طائرة نفاثة دمرت كل ما اعترض طريقها في سريلانكا والهند وتايلاند وماليزيا واندونيسيا والصومال وجزر المالديف وموريشيوس، كما وصلت الامواج الى المحيط الهادئ خصوصاً الى جزر فيجي وجزر ساموا الاميركية ونيوزيلندا وهاواي الواقعة على بعد ما بين تسعة آلاف و12 الف كيلومتر على مركز الزلزال.
فعناق الصفيحتين بعد طول فراق تراكم على مدى 85 مليون سنة ما ادى الى تفجير طاقة مخزونة قدرها العلماء بطاقة اكبر بملايين المرات من القنبلة للذربة التي ضربت هيروشما. وتسبب هذا الانزلاق في ظهور ما يشبه نتوءاً للارض بلغ ما يقرب من 10 ياردات في ارتفاعه، وتسبب في صدع طوله 745 ميلاً (ما يعادل طول ولاية كاليفورنيا) ممتداً شمالاً وجنوباً تحت المحيط وبالطبع حدث احلال لمياه تقدر بمليارات الاطنان موضع الصدع. ما انشأ التسونامي او موجة المرفأ العملاقة التي امتدت شرقاً وغرباً تسير في اتجاه معاكس لاتجاه الصدع المتتابع.
بل واكثر من ذلك، اذ ان الهزة ازاحت جزراً صغيرة بمسافة 20 متراً عن موقعها السابق. وطبقاً لهيئة المسح الجيولوجي الاميركي فان الزلزال غيّر الخريطة. واعتماداً على نماذج النشاطات الزلزالية، فإن بعض الجزر الصغيرة في جنوب وغرب جزيرة سومطرة، ربما قد ازيحت في حدود 20 متراً. ذلك انزياح كبير! اما الرأس الشمالي الغربي للجزيرة فربما ازيح ايضاً نحو الجنوب الغربي بحدود 36 متراً.
ويضاف الى ذلك ان الطاقة المتحررة من جرفي الصدع (الفالق) الواقع تحت البحر، عند انزياحهما وابتعادهما عن بعضهما، ادت الى انحراف الارض عن محورها بمقدار 2.5 سنتيمترات. واضافة الى ذلك فان الجزر الصغيرة القريبة من سومطرة ارتفعت عن موقعها الاصلي، اي ان الصفيحة الهندية غاصت في هذه الحالة تحت الصفيحة البورمية، ما ادى الى رفع هذه الاخيرة، ولذلك فان حركة الجزر كانت عامودية الى الاعلى وليست افقية.
وللمناسبة ايضاً نقول ان هذه المنطقة مشؤومة! فسومطرة تلك التي كانت تسمى «جنة عدن الصغرى» شغلت بال عالم الانثربولوجيا في جامعة الينوى الاميركية ستانلي امبروز، ودفعته في العام 1998 الى نشر بحث تحدث فيه عن شبه اندثار للانسان في المنطقة نفسها جراء انفجار بركان «توبا» الذي ثار قبل سبعين الف سنة، فقذف من الحمم الترابية ما قدر بنحو 800 مليون كيلومتر مكعب من الاتربة، غشت الاجواء بدخان يشبه الشتاء النووي، وهو اكثر بمائة مرة مما فعل بركان «بيناتوبو». ودام ذلك الشتاء ست سنوات متواصلة انقرضت فيها النباتات والانواع وعلت غمامة من الاتربة والكبريت الافق، وهبطت درجة الحرارة الى خمس درجات، وكاد الجنس البشري ان ينتهي كما انتهت الديناصورات.
نعود الى سومطرة وما حدث في 26 كانون الاول/ ديسمبر الماضي تحت جزر نيكوبار وجزر اندامان لنغوص على عمق 11 كيلومتر، ونحاول ان نعرف ماذا جرى؟
الارض كرة يبلغ قطرها 127656 كلم، وهي ليست كتلة متجانسة مثل الصخرة، او مفرغة مثل كرة القدم، بل اقرب الى شكل فاكهة (الدراقن) وكما ان للفاكهة قشر وثمر ولب كبير، كذلك بالنسب للارض، فهناك قشر بسماكة 48 كلم، كما اظهرها فيلم The Core يأتي تحتها طبقة المعطف الخارجي Mantle بسماكة 3200 كلم.
اما في العمق، فالكرة الارضية مكونة من طبقة كثيفة من الحديد والنيكل المصهورين بدرجة حرارة 6000 درجة مئوية، تدور بسرعة مخيفة، وفي القلب تماماً، بذرة من الحديد الصلب المتماسك، وهذه الطبقة المصهورة الملتهبة هي دينمو الارض الداخلي. وتدور باتجاه واحد، وينقلب اتجاهها كل مائتي الف سنة وسطياً، ومن دورانها تتولد السيالة الغناطيسي الكهربائية، التي تخلق الدرع الواقي لكل الارض من اشعة الكون القاتلة Electromagnetic Shield وهذه السيالة تتدفق من القطب الجنوبي للكرة الارضية الى الشمال، لتغلفها بحرص ثم لتغوص من جديد في القطب الشمالي البارد، ومنها عرفنا الشمال من الجنوب من خلال البوصلة.
هذه التركيبة الجيولوجية للارض تعطي تفسيراً عن الزلازل واسبابها.
ففي الفترة الممتدة بين العامي 1912 و1915 قدم العالم الالماني الفريد فيغنر نظرية تحكي تاريخ قارات الارض وحركتها، واطلق عيها اسم الانجراف القاري Continental Drift واعاد فيها ترتيب القرات ومواقعها منذ 200 مليون سنة وحتى عصرنا هذا.
وحسب تلك النظرية كانت القارات الخمس تشكل مجموعة واحدة متكاملة تعرف باسم اليابسة الجامعة او Pangea وبسبب عوامل عدة - نعرض لها - بدأت القارات بالانفصال في كل كتلة من القشرة الارضية.
وفي العام 1968 تبلورت نظرة جامعة كل الجهود العلمية في هذا المجال، امتدت قرابة نصف القرن من الزمن، وانتظمت معظم النظريات السابقة لها وخاصة نظرية الانجراف القاري وقدمت تفسيراً لها، وقدمت الدليل على صحتها، وقدمت تفسيراً رائعاً لكثير من الانشطة الارضية ومنها الزلازل وهو شبه مقبول (بالاجماع) من معظم علماء الجيولوجيا واطلق على تلك النظرية: الصفائح و الالواح التكتونية Plate Tectonics.
ملخص تلك النظرية ان القشرة الارضية ليست متصلة بل مقسمة بشبكة من الصدوع الى عدد من الالواح او الصفائح التي تتحرك بصورة دائمة، كل صفيحة على حدة كوحدة مستقلة متماسكة، تسبح فوق غلالة من الصخور شبه المنصهرة من الوشاح او الطبقة الثانية بعد القشرة الارضية من الطبقات المكونة لكوكبنا. اما حدود تلك الالواح، حيث تحدث الحركة، فهي معرضة دوماً للاجهاد والشد. مما ينتج طيات وتصدعات، اذ تنشأ الطيات عادة من الاجهاد المستمر، فيما يحدث التصدع بفعل الاجهاد العنيف المفاجئ وهذا الذي يعنينا ما دمنا بصدد الحديث عن الزلازل.
تقسم نظرية تكتونية الصفائح الغلاف الصخري للارض الى عدد من الصفائح المتباينة مساحاتها تبايناً كبيراً: فمنها الكبيرة، ومنها الصغيرة، وهناك على الاقل ست صفائح تكتونية كبيرة نسبياً هي: صفيحة المحيط الهادي Pacific Plate والصفيحة الاوراسية Eurasian Plate والصفيحة الافريقية African plate وصفيحة اميركا الشمالية North American Plate وصفيحة اميركا الجنوبية South American Plate والصفيحة الاوسترالية - الهندية Australian - Indian Plate والصفيحة العربية Arabian Plate والصفيحة الايرانية Iranian Plate.
ويراوح سمك الصفائح تحت المحيطات بين 70 و80 كيلومتراً، وبين 100 كيلومتر و150 كيلومتراً في القارات ولان الصفائح تغطي كل السطح الخارجي للارض، فلا يوجد فيه فراغ ليس مشغولاً بإحداها، ولان حجم الارض ومساحة سطحها ثابتان: فان تحرك اي صفيحة من هذه الصفائح سيوثر في الصفائح المجاورة لها. وتبعاً لاتجاه حركة الصفيحة بالنسبة الى الصفائح المجاورة، فقد ميز العلماء ثلاثة انواع من العلاقات الحركية فيما بينها. اذ رأوا ان الحد الفاصل بين اي صفيحتين سيشهد واحدة من ثلاث حالات تبعاً لحركة كل منهما، نسبة الى الاخرى: إما ان تتحرك كل منهما في اتجاه فتتباعدان فتكون الحدود متباعدة او ان تصطدما، فتسمى حدودهما في هذه الحالة حدوداً متقاربة، او ان تحتك احداهما بالاخرى حين تنزلقان افقياً في اتجاهين معاكسين، فتكون الحدود بينهما افقية او محافظة، لذا يمكن القول ان انواع الحدود الحركية Tectonic Boundaries ثلاثة هي: الحدود الصفائحية المتباعدة، والحدود الصفائحية المتقاربة، والحدود الصفائحية المحافظة.
ويعتبر صدع البحر الاحمر الاخدودي من مناطق حدود الصفائح التكتونية المتباعدة، وحديثة التكوين جيولوجياً، يفصل المملكة العربية السعوية وشبه الجزيرة العربية عن افريقيا، والممتد في الاخدود الافريقي جنوباً، وخيج العقبة شمالاً. فالصفيحتان الافريقية والعربية تلتقيان عند ما يسمىه الجيولوجيون التقاطع الثلاثي Triple Junction وذلك في مكان التقاء اخدود البحر الاحمر واخدود خليج عدن، والاخدود الافريقي. وقد نجم عن انفصال هاتين الصفيحتين، نشوء انتفاخ قباب في سطح الارض ربما كان ناتجاً من ضغوط باطنية وهو يمتد على مسافة تقرب من 100 كيلومتر عرضاً، و250 كيلومتراً طولاً. ويتجاوز ارتفاعه الف متر، ويتمثل في هضبة الحبشة، ومرتفعات جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، ونتيجة للشد الذي تعرضت له قشرة الارض فقد قسمت هذه القبة من قمتها الى ثلاثة اجزاء. ثلاثة صدوع اخدودية عميقة امتدت في خليج عدن، والبحر الاحمر، والاخدود الافريقي. وينظر الجيولوجيون وعلماء الارض كافة الى اخدود البحر، على انه يشبه الى حد كبير نشأة المحيط الاطلسي، المتأتية من انفصال الاميركتين عن افريقيا واوروبا.
اذاً الصفيحتن العربية والافريقية تتحركان مبتعدتين احداهما عن الاخرى، والحدود الفاصلة بينهما في البحر الاحمر حدود متباعدة. ويهدد قاع هذا البحر تكوّن قشرة ارضية جديدة، في عملية اتساعه المستمر. وتضغط الصفيحة العربية، بتحركها نحو الشمال الشرقي على الصفيحتين، الايرانية والتركية، ما يسبب التواء السلاسل الجبلية، على حدود التقاء هذه الصفائح. وتشهد هذه الحدود الصفائحية مناطق بناء جبلي ناشطة، وتتعرض اراضيها من حين الى آخر، لزلازل مدمرة سواء في ايران او تركيا.
ان ازدياد قشرة الارض بين حدود الصفائح التكتونية المتباعدة، لا بد ان يقابله احد الاحتمالين التاليين: ان يزداد حجم الارض فتزداد مساحة القشرة بمعدل ازدياد الحدود المتباعدة نفسه، او ان لا يتغير حجم الارض، فلا تزداد مساحة القشرة وفي هذه الحالة لا بد ان يقابل تكوّن قشرة جديدة عمليات نقص، بطريقة ما في مكان آخر من القشرة الارضية، وهذا ما يبدو انه فعلاً في مناطق الحدود المتقاربة.
الحدود الصفائحية المتقاربة
هي بالضبط ما حدث في المحيط الهندي وتسمى الحدود المتقاربة Converging Boundaries على طول مناطق اصطدام الصفائح التكتونية، حينما يكون اتجاه حركة كل واحدة منها نحو الاخرى. عندما تصطدم صفيحتان، فإن القوانين الفيزيائية تقول ان الصفيحة الاعلى كثافة، ستغوص تحت الاقلق كثافة، وهذه العملية، يطلق عليها الاندساس Subduction ويصاحب الاندساس طظواهر كثيرة جيومورفولوجية وطبوغرافية وجيولوجية، تدل عليه. والتوائها اذا كانت الصفيحتان متساويتي الكثافة، فإن تصادمهما سيسفر عن تجعد الصخور والتواؤها وارتفاعها. في كل الاحوال فإن مناطق التقارب الصفائحي هي مناطق هدم وتدمير، في القشرة الارضية لذا تسمى الحدود المتقاربة حدود هدم Destructive Marginsخلافاً للحدود المتباعدة التي تعد حدود بناء في القشرة الارضية وما يحدد اياً من عمليتي الاندساس والتصادم ستحدث عند تقارب حدود الصفائح. هو في الغالب نوع الصائح المتقاربة. فالتقارب اما ان يكون بين صفيحتين محيطتين او قاريتين او بني واحدة واخرى محيطية.
الاندساس Subduction
وفي عملية الاندساس او الانزلاق كما تسمى احياناً يندس طرقف احدى الصفيحتين المتقاربتين تحت طرف الصفيحة الاخرى ويغوص الطرف المندس في الوشاح العلوي، المسمى غلاف الانسياب او الآسشنوسفير Asthenosphere ويأخذ في التكسر والتصدع وكلما تعمق في الوشاح وتعرض لمزيد من الضغط والحرارة اخذت صخوره تنصهر وتذوب حتى يتم انصهارها عند عمق 700 كيلومتر تقريباً وهناك انواع عديدة من نطاقات الاندساس حسب الالواح المتقاربة واهمها: اندساس لوح محيطي تحت آخر قاري (مثل انزلاق الصفيحة التكتونية الهندية تحت الصفيحة البورمية في المحيط الهندي).
ويحدث الاندساس في هذه الحالة نتيجة لاختلاف الكثافة بين الصفيحتين المتقاربتين: فيغوص طرف الصيحة الاعلى كثافة، في الجزء العلوي من الوشاح، تحت طرف الصفيحة المقابلة، لذا يمكن القول ان الاندساس يحث غالباً عند تقارب صفيحة محيطية واخرى قارية.
وعملية الاندساس في الميط تؤي الى حدوث الزلازل البحرية العنيفة والتي تولد بدورها امواجاً مائية عملاقة.
والزلازل هي ببساطة اطلاق طاقة مفاجئة من باطن الارض نتيجة تحرك بعض الصخور في الطبقات الداخلية وارتفاع هذه الصخور في الطبقات الداخلية وارتفاع هذه الصخور فوق بعضها البعض وتكشر الهش منها او انفصالها مرة اخرى عن بعضها البعض فتتحرر طاقة قوية تحدث ارتجاجاً وموجات تصدعية على طول خط الطاقة المحررة، وتكون هذه الطاقة الزلزالية عالية جداً في مركز حدوثها وتخف تدريجياً كلما ابتعدنا عن مركز حدوثها، بمعنى آخر ان ما يحدث ونشاهده من خراب ودمار ما هو الا نتيجة للاثار الخفيفة جداً للزلزال.
وتنتشر الموجات الزلزالية من البؤرة «المركز» الى الخارج في جميع الاتجاهات، وهناك نوعان رئيسان للموجات الزلزالية موجات الضغط الصخرية وهي التي تجعلها تهتز ذهاباً واياباً باتجاه الموجة، والموجات المستعرضة التي تجعل جسيمات الصخر تهتز بزاوية متعامدة مع اتجاهها.
وهناك ثلاثة انواع لموجات الصدمة التي تصعد عن مركز الزلزال موجات الضغط الاولية التي تسبب حركة ترددية للامام والخلف، ثم الموجات الثانوية وتعمل على اهتزاز الصخور الى الامام والخلف بزاوية قائمة، واخيراً الموجات السطحية وهي الموجات التي تصل الى سطح الارض.
الزلازل البحرية
الزلازل البحرية مثلها مثل زلازل اليابسة ولكنها تختلف بانها تحدث في اعماق قيعان البحار الصخرية، وعواقبها تكون دائماً اشد واقوى كارثية لما تحمله هذه الانواع من الزلازل من تبعات، خاصة الموجات البحرية العاتية، فقوة الهزة الزلزالية البحرية العنيفة تنتقل عبر وسيطين هما الماء والطبقات الارضية ويمتص الماء معظم الطاقة الهائلة التي تتحرر عن اصطدام الصفائح الصخرية ببعضها البعض وتنتشر ضمنها في امواج يتناسب ارتفاعها مع «سعة» الموجة مع مقدار الطاقة التي تحملها وعندما تكون هذه الطاقة عالية فقد يصل ارتفاع الامواج الى 30 متراً او اكثر.
التسونامي
التسونامي كلمة يابانية مكونة من مقطعين يعنيان «موجة الميناء» او الموجة العالية في تفسير آخر وسميت بهذا الاسم لانها تنشأ نتيجة حدوث زلزال في قاع البحر تضرب دائماً المناطق الساحلية والموانئ وتدمرها تدميراً كاملاً او شبه كامل.
وتتولد الموجات الزلزالية البحرية Seismic Sea Waves (Tsunamis) عادة حين تقوم الازاحة المفاجئة للصدوع الضخمة تحت قاع المحيط بتحريك المياه وكأنها مدفوعة نحو الاعلى بمجذاف عملاق، مولدة موجات مائية طويلة في سطح المحيط ومن ثم تنتشر هذه الموجات المائية نحو الخارج من المناطق القريبة من مصدر الزلزال وتتحرك الى الخط الساحلي قاطعة المحيط، ومن الخطأ تسمية هذه الموجات بموجات المد لأنها لا تنشأ من جذب القمر او الشمس.
وتعتبر الامواج البحرية الزلزالية (تسونامي) من اخبث وامكر الظواهر الطبيعية المدمرة اذ تبلغ اطوالها الموجية Wavelenght في بعض الاحيان 200 كلم، وتنتقل من مركز حدوث الزلازل في قاع البحار والمحيطات العميقة بسرعة تصل احياناً الى نحو 1000 كلم في الساعة. وفي عرض البحار والمحيطات العميقة لا يتجاوز ارتفاعها الــ25 سم. حتى ان السفن في عرض البحار لا تشعر بها، ومن المميزات الفريدة لهذه الامواج هي قدرتها على المحافظة على طاقتها ما يمكنها من الرحيل آلاف الكيلومترات عبر البحار والمحيطات من دون ان تكل او تتعب.
عندما تقترب هذه الامواج من المناطق الضحلة القريبة من الشواطئ يصل ارتفاعها الى نحو ثلاثين متراً وبسرعة قد تتجاوز 800 كيلومتراً فتتحول الى وحش كاسر يأكل ويدمر كل ما يعترض طريقه فيمحو القرى والمدن وتخف هذه السرعة وتتناقص كلما شارفت تسونامي الشاطئ وتعتبر التسونامي من الوارث الطبيعية الاشد تدميراً اذا قارناها بالكوارث الطبيعية الاخرى مثل الاعاصير ولبراكين. فظاعتها تأتي من شدة علوها وارتفاعها الشاهق وسرعتها القوية، وحملها لكثير من بقايا الحجارة والطين والحصى لتضرب به الشواطئ ضرباً رهيباً، ولعل ارثة مدينة لشبونة عام 1755 التي تحولت ركاماً بعد زلزال تسونامي عنيف كان ارتفاعه حوالي 17 متراً ولقي حوالي ستين الفاً نحبهم في ذلك الوقت هو مثال واضح لقوة هذه الموجات عبر التاريخ ثم زلزال جنوب شرق آسيا في نهاية العام الماضي.
وما احدثته هذه الامواج اللعينة من تدمير وخسائر في الارواح والممتلكات في منطقة جنوب شرق آسيا كان من الممكن تقليص حجمه خاصة في المناطق البعيدة نسبياً عن مركز الزلزال مثل تايلاند وسري لانكا والهند وجزر المالديف، فالفرق بين حدوث الزلزال في الارخبيل الاندونيسي ووقت وصول امواج التسونامي المدمرة الى شواطئ هذه الدول يتراوح ما بين 9 و12 ساعة وهذه فترة كافية لاخذ الاحتياطات الضرورية الكفيلة بحماية الناس والممتلكات خاصة ان هناك الآلاف من مراكز رصد الانشطة الزلزالية منتشرة على طول سواحل المحيطين الهادي والهندي في كل من اوستراليا والفيليبين وتايلاند واندونيسيا والهند وسري لانكا.
فأين هذه المراكز مما حدث؟ وهل نحن في الشرق الاوسط بمنأى عن التأثير المدمر لمثل هذه الاماج الزلزالية البرية المدمرة (تسونامي)؟
بالطبع لا والسبب في ذلك يعرفه الضالعون في علم الزلازل فالعالم العربي يقع فوق شبكة معقدة من الصفائح القارية الصغيرة المتفرعة من الصفائح الرئيسة الكبيرة، وتتوسطها صفيحة شبه الجزيرة العربية المنفصلة عن الصفيحة القارية الافريقية الكبرى، وهي تتحرك في اتجاه الشمال الشرقي نحو صفيحة الهضبة الايرانية عند جبال زاغروس وهي المنطقة التي تضربها الزلازل. وفي اتجاه الشمال نحو جبال الاناضول التركية. اما مصر فتتحرك ضمن الصفيحة القارية الافريقية في اتجاه الشمال الغربي نحو اوروبا قرابة السنتيمتر في السنة. وهناك صدع كبير يبدأ من مدخل خليج السويس ماراً بالدلتا نحو البحر المتوسط، تقع عنه الزلازل الكبرى.
وثمة حزامان زلزاليان يطوقان منطقتنا، يمتد الاول من الفالق الافريقي وصولاً الى البقاع اللبناني شمال غرب سوريا مروراً بالشاطئ الغربي للبحر الاحمر وخليج السويس شرقي جزيرة سيناء، وثمة خط زلزالي آخر يمتد من منطقة السويس المصرية واليونان عبر البحر المتوسط وجزيرة كريت. ولقد شهد هذا الخط زلازل تاريخية عدة، اشهرها زلزال الاسكندرية الذي دمر منارتها الشهيرة احدى عجائب الدنيا السبع، فضلاً عن زلزال في قعر بحر ايجه اليوناني ولد تسونامي ضربت شواطئ جزر البحر واليونان العام 479 ق. م. فهل يحدث زلزال ضخم في اي من الحزامين المذكورين ظاهرة تسونامي تطاول الشواطئ القريبة في البحرين الاحمر او الابيض المتوسط؟ لا داعي للاستغراب فثمة شواهد تاريخية تعزز هذا التساؤل!
والتاريخ يذكر ان سلسلة من الزلازل ضربت مدينة بيروت في العام 551 ميلادية وادى احدها في قاع البحر الى امواج طاغية عالية اكتسحت المدينة في كارثة اودت بثلثي سكانها آنذاك ودمرت معالمها التاريخية وهذا ما يفسر طمر اثار المدينة الفينيقية والرومانية تحت مستوى الارض.
وخطر وقوع موجات زلزالية بحرية (تسونامي) قائم في البحر المتوسط حيث سجلت هذه الظاهرة في الماضي ومركز النشاط الزلزالي حالياً هو منطقة اندساس اللوح الافريقي تحت اللوح الاورو - آسيوي الواقع تحت منطقة الاطلس في شمال افريقيا من المغرب حتى تونس وتمتد ايضاً في البحر حتى شمال صقلية.
وعلى مدى الفي سنة سجل عدد من موجات تسونامي في المتوسط كان بعضها قاتلاً - كما ذكرنا - ففي العا م 551 ميلادياً ضربت احداها طول الشاطئ اللبناني - السوري وفي مصر في القرن الرابع، والقرن الرابع عشر، وفي مسينيا (ايطاليا) العام 1907 وتنتشر الصدوع في المتوسط مثل اليونان حيث يوجد صدع شبيه بصدع سومطرة يمتد من البحر الايوني حتى رودس تسبب في العام 365 بمد بحري امتد حتى صقلية ومصر وأدى الى مقتل آلاف الاشخاص.
ويرى الخبراء ان 80٪ من موجات تسونامي تسجل في المحيط الهادئ و10٪ في المحيط الهندي وبين 5 الى 0٪ في المتوسط حيث قوتها اضعف بشكل وسطي.
وثمة سببان وراء ذلك حيث تنخفض في المتوسط القوة الوسطية للزلازل كما ان المسطح المائي اصغر، الامر الذي لا يسمح للموجة بأن تجمع الكثير من القوة كما حصل في اسيا.
لكن نظرياً لا يمكن استبعاد السيناريو القائل «بأن تضرب موجة تسونامي السواحل الفرنسية عند مستوى سهل الكامارغ مثلاً ويصل المد حتى مدينة آرل علي بعد 25 كيلومتراً من الساحل. كما وطالت آخر موجة تسونامي صغيرة خلفها زلزال بومرداس (الجزائر) في ايار/ مايو من العام 2003 دون ان تسفر عن وقوع ضحايا، جزر البالييار والساحل الفرنسية حيث انحسر مستوى المياه مؤقتاً 50.1 متراً في بعض الاماكن.
ويبتوقع ان يكون بحر مرمرة في تركيا على الارجح المسرح المقبل لموجة تسونامي ولكن اصغر من تلك التي شهدتها آسيا لكن الكثافة السكانية الكبيرة ستزيد من حجم الكارثة.
وما يعقد انشاء نظام انذار في المتوسط هو ان عرضه يبلغ الف كيلومتر فقط ما يعني ان موجة تسونامي يمكن ان تعبره في ساعة او اكثر بقليل. ومن جهة اخرى بعتبر البحر الاحمر جزءاً من الفالق الجيولوجي العظيم الذي يعرف بالوادي المتصدع الكبير الذي يمتد على طول شرق القارة الافريقية ويمتد شمالاً حتى سوريا ماراً بالبحر الاحمر وخليج العقبة والمملكة الارنية الهاشمية، وهذا الفالق هو المسؤول الاول والاخير عن حدوث الزلازل في منطقة شرق البحر الابيض المتوسط كما انه مسؤول عن تحرك الصفائح التكتونية القارية في قاع البحر الاحمر والتي تتسبب في تمدد البحر الاحمر شرقاً وغرباً بما مقداره 4 سم في العام، الواحد اي ان البحر الاحمر في نظر الجيولوجيين عبارة عن قصة ولادة محيط وبعد نحو مليوني سنة يتوقع ان يتحول البحر الاحمر الى محيط لا يقل حجمه عن حجم المحيط الاطلسي الذي كان مولده سبباً في فصل القارة الاميركية عن العالم القديم. والى هذا الفالق الافريقي العظيم تعود جميع الانشطة البركانية التي تمتد على طول قاع البحر الاحمر.فاذا حدث زلزال في البحر الاحمر او تفجر احد البراكين المنتشرة على طول قاعه خاصة في جزئه الاوسط فالكارثة ستكون اعمق واكبر لاسباب عدة، منها قرب مراكز انشطة البراكين والزلازل المنتشرة على طول قاع البحر الاحمر والتي لا يزيد بعدها عن 175 كيلومتراً عن سواحله اما السبب الثاني فيعود الى السرعة الفائقة لهذه الامواج الزلزالية والتي - كما ذكرنا سابقاً - تصل سرعتها الى حوالي 1000 كيلومتر في الساعة، السبب الثاني الحفر والتجريف للتراكيب المرجانية الساحلية (الكسارة) التي عادة ما تتكسر عليها الامواج وتعمل كحاجز طبيعي يحمي شواطئنا الى حد كبير من مثل هذه الامواج العاتية ستضرب سواحلنا في خلال دقائق معدودة من حدوث زلزال او تفجر بركان في البحر الاحمر لا تستطيع معه مراكز الزلزال من تحذير الناس هذا ان وجدت مراكز للتحذير وستؤخذ مدننا الساحلية على حين غرة.
والزلازل ليست هي المسبب الوحيد لحدوث امواج تسونامي لكنها الاغلب يضاف اليها الانهيارات الصخرية، والثورات البركانية وايضاً تأثيرات سقوط الاجسام الفضائية كالنيازك.
واذا استعرضنا حوادث تسونامي المسجلة في التاريخ فسنجد انها تتخطى الألف. لكن اقدمها ربما كان ذاك الذي ضرب الطرف الشمالي من بحر ايجه عام 479 ق. م. وشهد القرنان الماضيان نحو 300 تسونامي تركت مظاهر متعددة من التخريب والدمار واضخم ظاهرة تسونامي عرفها التاريخ تلك التي ضربت الساحل الشرقي من جزيرة هونشو اليابانية نتيجة زلزال بحري ضخم اطلق في 5 حزيران / يونيو 1896 في منطقة الصدع تحت البحر في اخدود اليابان، فقد اندفعت امواج البحر الزلزالية نحو اليابسة بارتفاع نحو 30 متراً وغمرت قرى بأكملها وجرفت اكثر من عشرة آلاف منزل واغرقت نحو 26 الف شخص وانتشرت امواج تسونامي شرقاً عبر المحيط الهادئ لتصل الى جزيرة هيلو في هاواي، ثم توجهت الى الساحل الاميركي وانعكست مرتدة تجاه نيوزيلندة واوستراليا.
يشار الى ان مجلة «علم وعالم» حذرت في عددها الصادر في كانون الاول/ ديسمبر الماضي من تسونامي قد تحدث في مياه المحيط الاطلسي جراء انهيار جزيرة بركانية ما يعرض مدنا ساحلية في الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة وجزر الكاريبي للمدار بالامواج المائية الزلزالية «القنبلة البركانية الموقوتة» التي ذكرتها المجلة هي جزيرة لا بالما، ذات النشاط البركاني الاكبر ضمن ارخبيل جزر الكناري شرق الاطلسي قبالة ساحل المغرب. مع توقع ان ينهار جزء كبير غير مستقر منها ما ان يثور بركان كومبري بييخا مجدداً.
وفي حال انهيار جزء من هذه الجزيرة كما يتوقع العلماء فسيتشكل جدار من المياه بعلو مئة متر يسافر عبر الاطلسي بسرعة 800 كيلومتر في الساعة ليضرب شواطئ افريقيا الغربية والشاطئ الجنوبي لبريطانيا في غضون ساعات، على ان يصل الشواطئ الشرقية للولايات المتحدة بعد ثماني ساعات.
ومن شأن كارثة كهده ان تضرب مدناً كاملة بدءاً من ميامي جنوباً الى نيويورك شمالاً، بموجات علوها خمسون متراً وكان شائعاً ان ظاهرة تسونامي لا تحدث الا جراء زلزال يضرب اعماق البحار او المحيطات، لكن منذ عقود ثلاثة مضت تبلورت فكرة مفادها ان هذه الموجات العملاقة يمكن ان تحدث جراء انهيار الجزر، وذلك بعد دراسة بقايا جيولوجية منهارة في ارخبيل هاواي. وتوقع انهيار جزيرة لا بالما كان نتاج سنين من البحث العلمي ودراسة نشاط الفوهات البركانية، وتحليل عينات من الحمم. وثمة جانب من الجزيرة يغرق فعلياً ببطء في البحر ما يشير الى ان اي ثورة لبركان كومبري بييخا قد تؤدي الى سقوط كارثي للجزيرة او جزء كبير منها الا ان السؤال يبقى متى سيحدث هذا في ظل توقع العلماء بأن يثور البركان في اي وقت؟
يبقى ان نقول هل اهتزت الارض حقاً حول محورها جراء تصادم الصفائح القارية في زلزال آسيا؟ النبأ الذي تلا الزلزال عزز مقولة اطلقها علماء الجيوفيزياء الذين اجتمعوا في مدينة سان فرنسيسكو الاميركية اواخر العام 1997، وتحدثوا عن احتمال انحراف محور الارض وما قد يليه من انحراف في مركزي القطبين، وذلك بفعل ديناميكية الارض واعادة توازن كتلتها الداخلية بالنسبة الى مركزها الحديدي بالنسبة الى النجوم الثابتة خارجياً.
المقولة التحذيرية هذه كانت علمية جيولوجية سيسمولوجية وليست قراءة غيبية. ماذا لو كان تحرك محور الارض وراء تصادم الصفائح القارية في اعماق المحيط الهندي وما نتج منه من كوارث زلزالية وليس العكس؟ فالعلماء الجيوفيزيائيون يؤكدون ان انحراف القطبين يحدث نتيجة اعادة توزيع تدريجية لكتلة الصهارة المائعة المحيطة بنواة الارض الحديدية الصلبة والغلاف الارضي السفلي. ويعتبر كوكبنا اكثر ثباتاً حينما تكون الكتلة الرئيسة الضخمة بعيدة عن المحور الدوار، اي عند خط الاستواء واذا حدثت اعادة توزيع الكتلة هذه في مكان آخر عند حدوث تحرك او انزلاق كارثي للصفائح القارية على سبيل المثال، تعيد الارض تحديد اتزانها انطلاقاً من محورها كي يعود التركيز الكتلوي الى خط الاستواء فينحرف المحور ويميل القطبان ويعاد رسم الخرائط ويبدل المناخ مناخاً آخر والزلازل الكبيرة تترافق عادة مع تحركات هائلة للصفائح القارية التكوينية وكتل هائلة من المياه في حالة الزلازل في قيعان المحيطات وهي تشمل على تحركات سريعة نسبياً لكميات كبيرة للكتل الصخربة او المائية وفي حال تحرك هذه الكتل يتغير توزيع كتلة مادة الارض وما يترتب عليه ميل بسيط في الحركة المحورية لنواة الارض.
وكمية المادة المعاد توزيعها تعتبر صغيرة جداً مقارنة مع مجمل كتلة الارض كما على الرغم من ان هذا التأثير المحدود للزلازل التكتونية الضخمة على الحركة الميكانيكية المتوازنة للارض او التوازن الديناميكي المعروف بـ«الاستقرار الداخلي Homeostatis» الا ان حدوث ذلك لا يمنع حدوث تغير صغير الى حد ما في حركة محور الارض وفق نسب فيزيائية حتمية الامر الذي يؤدي الى تأثر المناخ العام للارض في ايقاع تدريجي.
في هذا المجال سجل العلماء ان القطب الشمالي قد تحرك على مدى القرن الماضي نحو 11 متراً في اتجاه شرق كندا ويرى معظم العلماء الجيوفيزيائيين ان هذه الحركة حدثت بفعل ظاهرة «الطواف القطبي الحقيقي TPW» او ميل محيط نواة الصهارة للكرة الارضية وبالتالي الغلافي السفلي والعلوي والقشرة الخارجية بالنسبة الى مركز الارض ثابتاً بالنسبة الى النجوم، في حين يتحرك محيط النواة المائعة والغلافان الباطنيان والقشرة الخارجية ببطء كقشرة ولب حبة مشمش حول نواتها.
ومن شأن انحراف محور الارض هذا ان يحدث تغييرات جذرية في مناخ الارض، ولا سيما عند القطبين الامر الذي ينعكس على الكرة برمتها بتنقل بعض المناطق الجليدية الى استوائية او شبه استوائية.