الجنس : العمر : 48 مجهول المكان التسجيل : 18/10/2011عدد المساهمات : 168
موضوع: [[]]◄ الرعب القادم مع الغبار! ►[[]] الجمعة 18 نوفمبر 2011, 6:48 pm
[[]]◄ الرعب القادم مع الغبار! ►[[]]
قد يبدو مشهد مذيع الاخبار في احدى محطات التلفزة في واشنطن وهو يحذر سكان العاصمة وجوارها من الخروج من المنازل بسبب وجود غيوم غبارية حاملة للفيروسات فوقهم مشهداً سوريالياً لا يستطيع تخيله الا مخرج لافلام الخيال العلمي الهيوليوودية.
ويستطيع المرء اطلاق العنان لخياله وهو يتصور حجم الرعب والهلع الذي سيتعري السكن الآمنين الذين سيضطرون للبقاء قابعين في اماكنهم وسط هستيري من التخيلات والسيناريوهات «الابوكاليبتيكية».
فبعد انحسار جزئي لمسلسل الرعب الاميركي التي تسببت به «الجمرة الخبيثة» Anthrax وما رافقها من احتمالات لجوء ارهابيين الى رش رذاذات تحتوي على امراض وجراثيم فتاكة في المدن الاميركية، برزت اليوم مسألة جديدة تفوق بسيناريوهاتها كل ما انتجته هوليوود على امتداد تاريخها من افلام الرعب العلمي. هذا السيناريو قد يجعل من اي شخص في اي مكان في العالم قلقاً وغير آمن معيداً الى الاذهان هواجس الخوف العالمي من تفشي اوبئة مشابهة للالتهاب الرئوي اللانمطي (السارس) الذي قض مضاجع العالم.
ويدور حالياً جدل في الاوساط العلمية حول امكانية انتقال الفيروسات والاوبئة من قارة الى قارة عبر الرياح والغبار تعززه دراسة قامت بها هيئة المسح الجيولوجي الاميركية USGS لتفسير انتقال الآفات من القارة الافريقية وتحديداً من الصحراء وعبرها المحيط الاطلسي.
وخلصت الدراسة الى وضع نظرية تشرح كيفية وصول فطريات Aspergillus sydowii سالمة من افريقيا الى شواطئ الكاريبي وفتكها بالكائنات البحرية «مراوح البحر» Seafans وكذلك انتشار وباء الحمى القلاعية Foot and mouth Disease في كوريا الجنوبية العام الماضي اثر هبوب عواصف من الغبار مصدرها منغوليا والصين.
واستطاعت هيئة المسح الجيولوجي الاميركية بواسطة استخدام القمر الصناعي التابع لوكالة الناسا والمخصص لرصد وتعقب حركة العواصف الغبارية تفسير الكثير من الالغاز وطرح احتمالات جديدة مثل انتقال فيروس السارس من الصين الى القارة الاميركية مع العواصف الغبارية للمحيطات.
ويذهب بعض الباحثين الى سيناريوهات اكثر تطرفاً جعل من مجلات كمجلة لانسيت الطبية البريطانية الرصينة تجرؤ على طرح فرضيات مثل فرضية الباحث في جامعة كارديف في مقاطعة ويلز شاندرا ويكراماسينغي Chandra Wickramasinghe الذي اشار الى امكانية قدوم فيروس السارس الى الارض من الفضاء الخارجي عبر مذنب اقترب منها!
فيروسات صينية على جبال الالب
ولزيادة الطين بلة افادت مؤخراً دراسة مولتها وكالة الفضاء الاميركية الناسا شملت مرصد لامونت دوهارتي في جامعة كولومبيا الاميركية وجامعة باليساد في نيويورك وجامعة بوردو الفرنسية وجامعة ماريلاند ومركز غودارد للطيران الفضائي التابع للناسا عن وجود فيروسات حملها الغبار من صحراء «تاكلاماكان Taklamakan» الصينية الى اعالي قمم جبال الالب الاوروبية.
وتمكنت هذه المعاهد ومراكز الابحاث من نشر دراسة علمية دقيقة في المجلة التي يصدرها الاتحاد الاميركي للجيوفيزياء اثبتت قدرة الفيروسات على تخطي كل الحدود الجغرافية وعبور القارات والمحيطات والوصول الى مناطق لا يتخيلها المنطق البشري السائد.
واستطاعت الدراسة التي استخدمت برمجيات خاصة لمحاكاة Simulation حركة الرياح والمناخ اثبات عملية انتقال غبار وجراثيم واتربة من صحراء «تاكلاماكان» الصينية الى قمم جبال الالب الفرنسية التي تقع على بعد نحو 20 الف كيلومتر. ويعتقد ان هذا الغبار ربما يكون قد انتقل ايضاً الى اميركا الشمالية وغرينلاند وكندا، لكن الابحاث لم توسع لاثبات ذلك.
وحاولت الدراسة متابعة انتقال الغبار والجراثيم في الفترة الممتدة بين 25 شباط و7 آذار من العام 19990، فتبين انها تمكنت من السفر حول العالم قاطعة الصين والمحيط الهادئ واميركا الشمالية والمحيط الاطلسي وصولاً الى قمم جبال الالب.
ويلفت عالم الجيوفيزياء في جامعة ماريلاند بول جين وهو احد المشاركين في الدراسة الى ان الابحاث التي استمرت حتى العام 1994 اظهرت انه على مدى 20 عاماً استطاعت الغبائر والجراثيم الصينية الانتقال الى قمم جبال الالب والاستقرار هناك.
ويضيف ان فريقه البحثي استطاع تحليل مكونات العينات من الغبار الاحمر التي استقرت في اعالي جبال الالب ومقارنتها مع نظائر عناصر Isotopes موجودة فقط في تربة الصحراء الصينية فأثبت بما لا يقبل الجدل ان مصدرها صيني.
وتمكن الفريق البحثي بدعم من الناسا الحصول على بيانات ومعطيات شملت المعلومات المناخية والارصاد مثل سرعة اتجاه الرياح والمطر وضغط الهواء ودرجة الحرارة التي ادخلت في كومبيوتر يحتوي على برنامج «محاكاة» مناخي متطور. واعاد البرنامج تكوين مسار تحرك الهواء والرياح التي حملت الغبار والاتربة والجراثيم من الصين الى الالب مظهراً تأثيرات الكتل الهوائية والعوامل الاخرى على ذلك.
واستخدمت الدراسة كذلك عدة برمجيات تحاكي حركة الغبار في الجو ومنها برنامج «انتقال الاوزون والمواد الكيميائية والرذاذ والاشعاعات» الذي يستخدم بيانات تشمل سرعة الرياح والرطوبة التربة، وخصائص سطحها لإعطاء صورة متكاملة عن انتقال اية جسيمات في الهواء.
ويشار الى ان المركز القومي للمناخ والمحيطات NOOA شارك بدعم هذه الدراسة التي يؤمل ان تؤسس لمنهج علمي يفسر العديد من الالغاز المستعصية والتي لا تزال تنال قسطاً وافراً من التفسر الميثولوجي والاسطوري.
ويبدو ان كتاب الخيال العلمي الهوليوودي سيكون لديهم القسط الوافر من قصص الخيال «الحقيقة» العلمي، والتي ستجد طريقها الى شاشات السينما عاجلاً ام آجلاً.