الإدارة الفعّالة.. آراء جديدة لتفعيل فرق العمل وتقليل المخاطر
في جميع أنواع المؤسسات غالبا ما يكون على القادة الانتظار وقتاً طويلا لرؤية نتائج القرارات التي اتخذوها، فهل يجب عليهم الحكم على جميع القرارات من خلال النتائج التي تحققها مؤسساتهم بعد تنفيذ هذا القرار؟
يؤكد كتاب "الإدارة الفعّالة" لمؤلفه مايكل روبرتو، أنه ليس على القادة انتظار النتائج لتقييم مدى فعالية قراراتهم. بدلا من هذا عليهم إمعان النظر في عملية اتخاذ القرارات، فالنتائج تأخذ شهورا وربما أعواما بينما عملية اتخاذ القرار يمكن تقييمها في الحال.
يطمح كل مدير تنفيذي إلى أن يكون قائدا متميزا. في هذا الكتاب يحطّم مايكل روبرتو الأسطورة التي تخيف الكثيرين من محاولة تولي مقاليد القيادة؛ ألا وهي أن القائد الناجح عليه أن يتخذ القرارات، بدلا من ذلك يؤكد روبرتو أن ما يحتاجه المرء ليصير قائدا ناجحا هو إدارة عملية اتخاذ القرار. أهم ما يتناوله الكتاب هو رؤية روبرتو لعملية اتخاذ القرار أو دوافع الأداء المؤسسي.
المعارضة الواعية
نحتاج جميعا أيا ما كان موقعنا في المؤسسة إلى إدراك حاجتنا إلى المعارضة الواعية من أجل إنتاج قرارات عالية الجودة. مع الحذر من الطرق التي يمكن للمعارضة الفعالة بها أن تقلل من التفاهم والموافقة اللازمة للتطبيق الفعال لتلك القرارات. ي
قدم روبرتو العديد من الأدوات والتقنيات التي يمكن لأي منا استخدامها لتحسين قدراتنا على إدارة الصراع وتحسين فعالية المؤسسة وأدائها.
يسمع القادة كلمة ''موافقون'' أكثر من اللازم، فهم لا يسمعون الأخبار السيئة إلا بعد فوات الأوان. يعتقد أولئك القادة أنهم حصلوا على الموافقة بالإجماع، ثم يفاجأون بالتقليل من شأن قراراتهم وظهور المعارضين لها بعد أن تدخل حيز التنفيذ، ومن ثم يصيرون معزولين عن الأحداث التي تدور حولهم في المؤسسة. فحتى القرارات ذات المخاطرة العالية أو الإجراءات غير القانونية يمكن أن تمر دون مناقشة أو اعتراض، ما يعد مشكلة خطيرة للقادة ولفريق العمل وللمؤسسة كلها. إلا أن هذه المشكلة لها حل وعلاج كأي مشكلة إدارية أخرى.
تحفيز المعارضة
يستعرض هذا الكتاب كيف يمكن تحفيز المعارضة وحث الآخرين على مناقشة القرارات من أجل تحسين عملية اتخاذ القرار؛ وكذلك كيف يمكن الإبقاء على المعارضة بناءة، فالمعارضة وحدها لا يمكن أن تتسبب في إنتاج قرارات أفضل أو تحسين النتائج.
يحتاج القادة إلى زرع روح النقاش والمعارضة وتحفيز الآخرين عليها وفي الوقت نفسه العمل على كسب موافقة وإجماع الآخرين على آرائهم الذي يمهد الطريق للتنفيذ الناجح.
من خلال أمثلة موضوعية من التاريخ تشمل كارثة مكوك الفضاء كولومبيا، يستعرض الكتاب الموضوعات التالية: طرق اتخاذ المؤسسات للقرارات، كيف تتشكل عملية اتخاذ القرار عبر المؤسسة وليس فقط في حجرات المديرين، الأساطير الخمس الخاصة بصنع القرار التنفيذي؛ الأسباب وراء خطورة هذه الأساطير وكيف يمكن تجاوزها، كيفية تبني النقاش المفتوح البناء الذي يعمل على بناء موافقة وإجماع بعيد المدى، وكيفية تحقيق التنوع في الآراء في المؤسسة مع التعاضد في الأداء.
يقدم الكتاب آراء جديدة في موضوع إدارة فرق العمل وتقليل المخاطرة والترويج للقيم من خلال الإدارة الفعالة، ويرتكز على نقطتين أساسيتين مرتبطتين بكيفية تحين القادة لجودة عملية اتخاذ القرار في مؤسساتهم.