ж علامات الحب لابن حزم ж
مولد ابن حزم ونسبـه :
هو علي بن أحمد بن حزم، جدّه (يزيد) من فارس، ولد في قرطبة سنة 384 هجرية، ونشأ في بيت ثراء وغِنى، وكان يقول "إن أكثر مطالعاته كانت على منابر الذهب والفضة".
كان شاعرا وأديبا يتميز بحاضرة تجعله يرتجل الشعر، وكثير من شعره يعبّر عمّا كان يحيط به وما كان يعانيه من الناس، ويعبّر عن نظرته إلى الدنيا وتقلباتها.
علامات الحب...من كتاب طوق الحمامة ..ابن حزم
ليس بالضرورة وانا اسوق كلام ابن حزم عن علامات الحب _ اني اريد ان اسقط الماضي على واقعنا ، مع ان علامات الحب ثابتة لا يطالها الا اليسير من التغيير وفق معطيات العصر ..سوقي للقديم هنا هومن باب الاستشهاد فقط...وان في كثير من الاحيان لا يصلح الماضي لهذا العصر...
للحب علامات يقفوها الفطن، ويهتدي إليها الذكي...
فأولها إدمان النظر، والعين باب النفس الشارع، وهي المنقبة عن سرائرها، والمعبرة لضمائرها والمعربة عن بواطنها. فترى الناظر لا يطرف، يتنقل بتنقل المحبوب وينزوي بانزوائه، ويميل حيث مال.
ومنها الإقبال بالحديث. فما يكاد يقبل على سوى محبوبه ولو تعمد ذلك، وإن التكلف ليستبين لمن يرمقه فيه، والإنصات لحديثه إذا حدّث، واستغراب كل ما يأتي به ولو أنه عين المحال وخرق العادات، وتصديقه وإن كذب، وموافقته وإن ظلم، والشهادة له وإن جار، واتباعه كيف سلك وأي وجه من وجوه القول تناول
ومنها الاسراع بالسير نحو المكان الذي يكون فيه، والتعمد للقعود بقربه والدنو منه، واطراح الأشغال الموجبة للزوال عنه، والاستهانة بكل خطب جليل داع إلى مفارقته، والتباطؤ في الشيء عند القيام عن.
ومنها بهت يقع وروعة تبدو على المحب عند رؤية من يحب فجأة وطلوعه بغته.
ومنها اضطراب يبدو على المحب عند رؤية من يشبه محبوبه أو عند سماع إسمه فجأة.
ومنها أن يجود المرء ببذل كل ما كان يقدر عليه مما كان ممتنعاً به قبل ذلك، كأنه هو الموهوب له والمسعي في حظه، كل ذلك ليبدي محاسنه ويرغب في نفسه.
وهذه العلامات تكون قبل استعار نار الحب وتأجج حريقه وتوقد شعله واستطارة لهبه.
فأما إذا تمكن وأخذ مأخذه فحينئذ ترى الحديث سراراً، والإعراض عن كل ما حضر إلا عن المحبوب جهاراً.
ومن علاماته وشواهده الظاهرة لكل ذي بصر..
الإنبساط الكثير الزائد
والتضايق في المكان الواسع
والمجاذبة على الشيء يأخذه أحدهما
وكثرة الغمز الخفي
والميل بالإتكاء
والتعمد لمس اليد عند المحادثة
ولمس ما أمكن من الأعضاء الظاهرة
وشرب فضلة ما أبقى المحبوب في الإناء
وتحري المكان الذي يقابله فيه.
ويعرض للصادق المودة أن يبتدئ في الطعام وهو له مشته فما هو إلا وقت، ما تهتاج له من ذكر من يحب صار الطعام غصة في الحلق وشجى في المرء. وهكذا في الماء وفي الحديث فإنه يفاتحكه متبهجاً فتعرض له خطرة من خطرات الفكر فيمن يحب فتستبين الحوالة في منطقه والتقصير في حديثه، وآية ذلك الوجوم والإطراق وشدة الانفلاق، فبينما هو طلق الوجه خفيف الحركات صار منطبقاً متثاقلاً حائر النفس جامد الحركة يبرم من الكلمة ويضجر من السؤال ومن علاماته حب الوحدة والإنس بالانفراد، ونحول الجسم دون حد يكون فيه ولا وجع مانع من التقلب والحركة والمشي. دليل لا يكذب ومخبر لا يخون عن كلمة في النفس كامنة.
والسهر من أعراض المحبين
ومن علاماته أنك ترى المحب يحب آهل محبوبه وقرابته وخاصته حتى يكونوا أحظى لديه من أهله ونفسه ومن جميع خاصته.
والبكاء من علامات المحب ولكن يتفاضلون فيه، فمنهم غزير الدمع هامل الشؤون تجيبه عينه وتحضره عبرته إذا شاء، ومنهم جمود العين عديم الدمع.
ومن آياته مراعاة المحب لمحبوبه، وحفظه لكل ما يقع منه، وبحثه عن أخباره حتى لا تسقط عنه دقيقة ولا جليلة، وتتبعه لحركاته.
مراتب الحب
العشـــق
هــو فـــرط الحــــب وأمـــره وأخبــــثه .
الهـــوى
هــو ميــل النفــس إلى الشـــىء.
العــلاقــه
هـــو الحـــب اللازم للقلــب .
الكلـــف
هــو شــدة الحـــــب .
الشغـــــف
هــو أرتفــاع الحـــب أعلـــى مــوضــع من القلـــب .
الشعـــــف
هـــو إحـــراق الحـــب للقلــــب .
الجـــوى
هو أو الهــوى الباطــن والحـــرقة وشــدة الــوجــد مــن عشــق أو حــزن .
التبـــــل
هـــو يسقمــه ويمــرضــه الهـــوى .
التـــــدلــه
هـــو ذهــــاب العقـــــل مـــن الهــــوى .
الهيــــام
هـــــو أشـــد العطــــش.
الصبابــــــة
هـــو رقـــة الشــوق وحـــرارتــه .
المقــــة
المحــبه الــوامـــق المحـــب .
الــوجــد
هـــو الحــب الذي يتعبــــه الحــــزن .
الدنـــف
هـــو المــــــرض
الشجــــــو
هــو الحـــب الذي يتعبـــه هــم وحــزن.
الشـــــــوق
هــو سفــــر القلـــب إلى المحبــــــوب.
البلبـــال
هـــو الهـــم ووســواس الصــــدر .
التبــــاريـــح
الشــدائــد والدواهــي
الغمـــــره
مايغمـــر القلـــب مــن حـــب أو سكــــر
الشجــــــن
هـــو حاجـــة المحـــب أشــد إلى محبـــــوبه .
الكمـــد
هـــو الحـــزن المكتــــوم .
الأرق
السهـــر وهــو من لوازم الحــــب .
الحنيــــن
هــــو الشـــوق الممــزوج برقـــه .
الجنـــــون
مــن الحــب مايكون حنــوناً وأصــل مادة الجنون الستر والحـب المفرط يستر العقــل .
الــــود
وهـــو خـــالص الحـــب وألطــــفه وارأفــــه .
الخـــله
تـــوحيــد المحبــه وقيــل سميــت خله لتخلل المحبـــه جميــع أجــزاء الروح .
الغــــرام
هــو الولوع والحـــب اللازم.
الـــوله
هــو ذهــاب العقـــل والتحيـــر مـن شدة الــوجــد
الرسيس
هــو الثبــات ورســوخ صــورة المحبـــوب في النفــس.
الجــزع
هـــو عــدم الصبــر على الفــرقه .
السهـــد
هــو شــدة السهــر وتواتــر أحــوال المحبـــوب على القلب .
الغـــل
شـــدة العشـــق .
اللهــــف
حــزن وتحســــر , اللهفــان المتحســر , واللهيــف المظطـــر .
التبـــاله
تبله الحــب أي أسقمــه وأفســده .
اللــــوعة
لحـــرقة لوعـــة الحـــب وحــرقته .
الــداء المخـــامــر
هــو من أوصــافه وسمــي مخامراً لمخالطتــه القلــب والروح .
الســـــــدم
هــو الحـــب الذي يتبعـــه نــــدم وحـــزن