السباحة في البحر أو في الأحواض أو النهر لها لذة ومتعة غريبة ... آآآآه، هل أجرأ وأقول أنها فطرية؟ تنبع من حنين كامن في وجداننا يربطنا بأسلافنا السمكية؟ ألاتشعرون بتلك الجاذبية الغامضة التي تشدنا إلى الماء للعوم والغوص والتغسل فيه؟ والذهاب نحوه كلما لمحنا إيمائته إلينا؟ والجلوس بقربه والتمعن فيه؟
لن أسترسل في سرد قصة خروجنا من الماء أو التغني بلذة العوم فيه، إنما الهدف من هذا البوست القصير هو التوعية لحالات مؤسفة تحدث تكراراً، تقلب متعته إلى نقمة ولذته إلى أسى وجاذبيته إلى خوف منه أو حتى كراهية نحوه ...
هي خطورة الغرق فيه.
وحيث أن أغلب الدول الشرق أوسطية تقع إما على سواحل بحرية أو تتواجد فيها أنهر أو بحيرات، ومع هبوب لفحات الصيف التي بدأت تنذر بحلوله، وسيول الهجرة اليومية إلى السواحل والبلاجات على وشك التدفق، فمما لاشك فيه أن قدر من الإدراك والتوعية للتعرف على علامات إنسان يصارع الغرق قد تنقذ أرواح وتمنع مآسي.
علامات الغرق ليست واضحة كما تظهرها الأفلام السينمائية أو التمثيلات التلفزيونية، فالإنسان الغريق لايضرب الماء بيديه بشكل هيستيري أو يصرخ طلباً لإنقاذه، إنما علاماتها هادئة وغادرة ومخادعة لاتظهر حقيقة الموقف المأساوي المخيف، وحقيقتها تشبه هذه العلامات، أقرؤوها وتحفظوها وانشروها، فربما تنتشلون بها إنسان من هلاك محقق يوماً ما:
* الرأس منخفض في الماء، وليس بالضرورة غاطس فيه، والفم على مستوى سطح الماء. * الرأس مائل إلى الخلف أيضاً، والفم مفتوح. * العيون غائرة لاتستطيع التركيز، أو أنها مغلقة. * الشعر فوق الجبهة أو العيون. * لايبدو أن الغريق يستخدم رجليه، بل يظهر أن وضعه أفقي في الماء. * الغريق يشهق بشدة أو بكثرة. * يحاول الغريق السباحة في اتجاه معين ولكن بدون تقدم. * يحاول الغريق العوم على ظهره. * يحاول الغريق السباحة كما لو أنه يتسلق سلم، بدون إستطاعة رفع جسمه.
وليت تنشر مثل هذه التوعية في لوحات موزعة على الشواطئ وضفاف الأنهار