بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله.
كتاب غريب الحديث لابن قتيبة كتاب أنتهج فيه ابن قتيبة نهج أبو عبيد في كتابه فتتبع ما أغفله أبو عبيد من ذلك وألف فيه كتاباً لم يأل أن يبلغ به شأو المبرز السابق .
ولم يودع ابن قتيبة في كتابه هذا شيئاً من الأحاديث المودعة في كتاب أبي عبيد إلا ما دعت اليه الحاجة من زيادة شرح أو بيان فجاء مثل كتاب أبي عبيد أو أكبر .
[ 1 ]
غريب الحديث تأليف أبي محمد عبد الله بن مسلم بم قتيبة الدينوري المتوفى سنة 276 ه صنع فهارسه نعيم زرزور دبلوم الدراسات العليا في اللغة العربية وآدابها الجزء الاول دار الكتب العلمية بيروت - لبنان
[ 2 ]
الطبعة الاولى 1408 ه - 1988 م
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
[ مقدمة المؤلف ]
قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة قال
الحمد لله أهل الحمدو وليه والهادي إليه والمثيب به أحمده بأرضى الحمد له وأزكاه لديه على تظاهر آلائه وجميل بلائه حمدا يكافي نعمه ويوافي مننه ويوجب مزيده وأسأله أن يشغلنا بذكره ويلهجنا بشكره وينفعنا بحب القرآن واتباع الرسول عليه السلام وحسن القبول لما أدياه ويصرفنا عن سبل الجائرين إلى سواء السبيل وينور بالعلم قلوبنا ويفتح بالحكمة أسماعنا ويستعمل بالطاعة أبداننا ويجعلنا ممن صمت ليسلم وقال ليغنم وكتب ليعلم وعلم ليعمل ونعوذ بالله من حيرة الجهل وفتنة العلم وإفراط التعمق وأن يشغلنا التكاثر بالعلم عن التفقه فيه ويقطعنا ما وضعه الله عنا عما كلفنا فيه وأن يسلك بنا إليه في غير طريقه ويقحمنا فيه من غير بابه فكم من طالب حظه العناء وضارب في الأرض غنيمته الإياب يجوب البلاد ويغني التلاد ويقطع الرحم ويضيع العيال صابرا على جفا الغربة وطول العزبة وخشونة المطعم ورثاثة الهيئة مبيته المساجد ومصباحه القمر وطعامه قفار وهجوعه غرار وهمه الجمع دون التفقه فيه والطرق دون المتون والغرائب دون السنن والاستكثار من أسماء الرجال حتى يعود كما بدأ لم يحل مما طلب إلا بأسفار حملها ولم ينفعه علمها ولو يسر
للصواب لعلم أن أوجب عليه من حديث أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها وعصية عصت الله.
[ 4 ]
ومن الحديث في أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم حبارى أن تسأل عن معنى قوله عليه السلام في يوم الجمعة من غسل واغتسل وبكر وابتكر واستمع ولم يلغ كفر ذلك ما بين الجمعتين يعرف معنى ما غسل واغتسل ويعرف الفرق بين بكر وابتكر فيأخذ به ليكفر الله عنه وأن يسأل عن قوله للرجل الذي سأله أن يقضي بينه وبين خصمه بكتاب الله لأقضين بينكما بكتاب الله ثم قضى بالرجم والتغريب وليس لهما في القرآن ذكر ليعرف ذلك فلا يقدح في صدره عارضمن الشكوك فيما يدعيه قوم من أهل البدع على أصحاب رسول الله ببتر القرآن ونقصه وتغير كثير منه عن جهته فيهلك باتهام السلف البراء مما قرفوهم به وأن يسأل عن قوله لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق ليعلم معناه ولا يدخل قلبه ريب إذا رأى المصاحف تحترق بالنار ورأى الملحدين يغمزون بهذا الحديث ويطعنون به على المسلمين وأن يسأل عن قوله كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ليعلم تأويله فلا يعلق بقلبه الهول لقدر وعن قوله الحياء شعبة من الإيمان كيف جعل الحياء وهو غريزة شعبة من الإيان وهو عمل ولم سمي الغراب فاسقا والغراب غير مكلف ولا مأمور ولم تعوذ في وقت من الفقر وسأل الله غناه وغنى مولاه وسأل في وقت أن يحييه مسكينا ويميته مسكينا ويحشره في زمرة المساكين وقال الفقر أحسن بالمؤمن إ من العذار الحسن على حد الفرس ليعلم معنى الحديثين فلا يتوهم على نقلة الحديث ما يشنع به ذوو الأهواء عليهم في مثل هذه الأحاديث من حمل الكذب والمتناقض حتى قال بعضهم من الرجز يروي أحاديث ونروي نقضها وعن قوله لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده وأهل العلم مجمعون على أنه لا يقطع مما دون ثمن المجن المذكورة قيمته والخوارج تخالفهم وتوجب عليه القطع في كل شئ قل أو كثر لقوله عز وجل: " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ".
[ 5 ]
فإذا احتج عليهم محتج بهذا الحديث المجن عارضوه بهذا الحديث مع ظاهر الكتاب وأن يسأل عن قوله ضرس الكافر في النار مثل أحد وكثاقة جلده أربعون ذراعا بذراع الجبار وعن قوله: (لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن). وعن قوله: (آ خر وطأة وطئها الله بوج) وعن قوله (إني لأجد نفس ربكم من قبل اليمن) وأن يسأل عقوله: (الكاسيات العاريات لا يدخلن الجنة) ليعلم كيف يكون الكاسي عاريا وعن قول أبي بكر رضي الله عنه: (سلوا الله العافية والمعافاة) لعرف ما الفرق بينهما
فنسأل الله ما يعلمه. وعن قول ابن عباس حين ذكر عنده قول علي عليه السلام في الجمع بين الأختين: حرمتهن آية وأحلتهن آية " فقال ابن عباس " تحرمهن علي قرابتي منهن ولا تحرمهن علي قرابة بعضهن من بعض " وأية قرابة بين الرجل وامرأته وما الآية المحلة للجمع بين الأختين والآية المحرمة له. ومثل هذا كثير يطول بذكره الكتاب وفيما ذكرت فيه ما دل على ما أوردت وستقف على تفسير هذه الأحاديث في أضعاف الكتاب إن شاء الله. وقد كان تعرف هذا وأشباهه عسيرا فيما مضى على من طلبه لحاجته إلى أن يسأل عنه أهل اللغة ومن يكمل منهم ليفسر غريب الحديث وفتق معانيه وإظهار غوامضه قليل فأما زماننا هذا فقد كفى حملة الحديث فيه مؤنة التفسير والبحث بما ألفه أبو عبيد القاسم بن سلام ثم بما ألفناه في هذا بحمد الله. وقد كنت زمانا أرى أن كتاب أبي عبيد قد جمع تفسير غريب الحديث وأن الناظر فيه مستغن به ثم تعقبت ذلك بالنظر والتفتيش والمذاكرة فوجدت ما تركه نحوا مما ذكر أو أكثر منه فتتبعت ما أغفل وفسرته على نحو مما فسر بالإسناد لما عرفت إسناده والقطع لما لم أعرفه وأشبعت ذلك بذكر الاشتقاق والمصادر والشواهد من الشعر وكرهت أن يكون الكتاب مقصورا على الغريب فأودعته من قصار أخبار العرب وأمثالها وأحاديث السلف وألفاظهم ما يشاكل الحديث أو يوافق لفظه لفظة لتكثر فائدة الكتاب ويمتع قارئه ويكون عونا على
[ 6 ]
معرفته وتحفظه ولم أعرض لشئ مما ذكره أبو عبيد إلا أحاديث وقع فيها ذلك فنبهت عليه ودللت على الصواب فيه وأفردت لها كتابا يدعى كتاب إصلاح الغلط وإلا حروفا تعرض في باب ولا يعمل ذلك الباب إلا بذكرها فذكرتها بزيادة في التفسير والفائدة ولن يخفى ذلك على من جمع بين الكتابين وكنت حين ابتدأت في عمل الكتاب اطلعت عليه قوما من حملة العلم والطالبين له وأعجلتهم الرغبة فيه والحرص على تدوينه عن انتظار فراغي منه وسألوا أن أخرج لهم من العمل ما يرتفع في كل أسبوع ففعلت ذلك حتى تم لهم الكتاب وسمعوه وحمله قوم منهم إلى الأمصار ثم عرضت بعد ذلك أحاديث كثيرة فعملت بها كتابا ثانيا يدعى كتاب الزوائد في غريب الحديث ثم تدبرت الكتابين فرأيت الأصوب في الرأي أن أجمعهما وأقدم ما سبيله أن يقدم وأوخر ما سبيله أن يؤخر وأحذف ما سبيله أن يحذف فمن رأى ذينك الكتابين على غير تأليف هذا الكتاب فليعلم أنها شئ واحد وأن الاختلاف بينهما إنما هو بتقديم وتأخير ومكرر من التفسير ورأيت أن أفتح كتابي هذا بتبيين الألفاظ الدائرة بين الناس في الفقه وأبوابه والفراض وأحكامها لتعرف من أين أخذت تلك الحروف فيستدل بأصولها في اللغة على معانيها كالوضوء والصلاة والزكاة والأذان والصيام والعتاق والطلاق والظهار والتدبير وأشباهها مما لا يكمل علم المتفقه والمفتي إلا بمعرفة أصوله ثم اتبعت ذلك تفسير ما جاء في الحديث من ذكر القرآن وسوره
فنسأل الله ما يعلمه. وعن قول ابن عباس حين ذكر عنده قول علي عليه السلام في الجمع بين الأختين: حرمتهن آية وأحلتهن آية " فقال ابن عباس " تحرمهن علي قرابتي منهن ولا تحرمهن علي قرابة بعضهن من بعض " وأية قرابة بين الرجل وامرأته وما الآية المحلة للجمع بين الأختين والآية المحرمة له. ومثل هذا كثير يطول بذكره الكتاب وفيما ذكرت فيه ما دل على ما أوردت وستقف على تفسير هذه الأحاديث في أضعاف الكتاب إن شاء الله. وقد كان تعرف هذا وأشباهه عسيرا فيما مضى على من طلبه لحاجته إلى أن يسأل عنه أهل اللغة ومن يكمل منهم ليفسر غريب الحديث وفتق معانيه وإظهار غوامضه قليل فأما زماننا هذا فقد كفى حملة الحديث فيه مؤنة التفسير والبحث بما ألفه أبو عبيد القاسم بن سلام ثم بما ألفناه في هذا بحمد الله. وقد كنت زمانا أرى أن كتاب أبي عبيد قد جمع تفسير غريب الحديث وأن الناظر فيه مستغن به ثم تعقبت ذلك بالنظر والتفتيش والمذاكرة فوجدت ما تركه نحوا مما ذكر أو أكثر منه فتتبعت ما أغفل وفسرته على نحو مما فسر بالإسناد لما عرفت إسناده والقطع لما لم أعرفه وأشبعت ذلك بذكر الاشتقاق والمصادر والشواهد من الشعر وكرهت أن يكون الكتاب مقصورا على الغريب فأودعته من قصار أخبار العرب وأمثالها وأحاديث السلف وألفاظهم ما يشاكل الحديث أو يوافق لفظه لفظة لتكثر فائدة الكتاب ويمتع قارئه ويكون عونا على
فنسأل الله ما يعلمه. وعن قول ابن عباس حين ذكر عنده قول علي عليه السلام في الجمع بين الأختين: حرمتهن آية وأحلتهن آية " فقال ابن عباس " تحرمهن علي قرابتي منهن ولا تحرمهن علي قرابة بعضهن من بعض " وأية قرابة بين الرجل وامرأته وما الآية المحلة للجمع بين الأختين والآية المحرمة له. ومثل هذا كثير يطول بذكره الكتاب وفيما ذكرت فيه ما دل على ما أوردت وستقف على تفسير هذه الأحاديث في أضعاف الكتاب إن شاء الله. وقد كان تعرف هذا وأشباهه عسيرا فيما مضى على من طلبه لحاجته إلى أن يسأل عنه أهل اللغة ومن يكمل منهم ليفسر غريب الحديث وفتق معانيه وإظهار غوامضه قليل فأما زماننا هذا فقد كفى حملة الحديث فيه مؤنة التفسير والبحث بما ألفه أبو عبيد القاسم بن سلام ثم بما ألفناه في هذا بحمد الله. وقد كنت زمانا أرى أن كتاب أبي عبيد قد جمع تفسير غريب الحديث وأن الناظر فيه مستغن به ثم تعقبت ذلك بالنظر والتفتيش والمذاكرة فوجدت ما تركه نحوا مما ذكرì 6 أو أكثر منه فتتبعت ما أغفل وفسرته على نحو مما فسر بالإسناد لما عرفت إسناده والقطع لما لم أعرفه وأشبعت ذلك بذكر الاشتقاق والمصادر والشواهد من الشعر وكرهت أن يكون الكتاب مقصورا على الغريب فأودعته من قصار أخبار العرب وأمثالها وأحاديث السلف وألفاظهم ما يشاكل الحديث أو يوافق لفظه لفظة لتكثر فائدة الكتاب ويمتع قارئه ويكون عونا على معرفته وتحفظه ولم أعرض لشئ مما ذكره أبو عبيد إلا أحاديث وقع فيها ذلك فنبهت عليه ودللت على الصواب فيه وأفردت لها كتابا يدعى كتاب إصلاح الغلط وإلا حروفا تعرض في باب ولا يعمل ذلك الباب إلا بذكرها فذكرتها بزيادة في التفسير والفائدة ولن يخفى ذلك على من جمع بين الكتابين وكنت حين ابتدأت في عمل الكتاب اطلعت عليه قوما من حملة العلم والطالبين له وأعجلتهم الرغبة فيه والحرص على تدوينه عن انتظار فراغي منه وسألوا أن أخرج لهم من العمل ما يرتفع في كل أسبوع ففعلت ذلك حتى تم لهم الكتاب وسمعوه وحمله قوم منهم إلى الأمصار ثم عرضت بعد ذلك أحاديث كثيرة فعملت بها كتابا ثانيا يدعى كتاب الزوائد في غريب الحديث ثم تدبرت الكتابين فرأيت الأصوب في الرأي أن أجمعهما وأقدم ما سبيله أن يقدم وأوخر ما سبيله أن يؤخر وأحذف ما سبيله أن يحذف فمن رأى ذينك الكتابين على غير تأليف هذا الكتاب فليعلم أنها شئ واحد وأن الاختلاف بينهما إنما هو بتقديم وتأخير ومكرر من التفسير ورأيت أن أفتح كتابي هذا بتبيين الألفاظ الدائرة بين الناس في الفقه وأبوابه والفراض وأحكامها لتعرف من أين أخذت تلك الحروف فيستدل بأصولها في اللغة على معانيها كالوضوء والصلاة والزكاة والأذان والصيام والعتاق والطلاق والظهار والتدبير وأشباهها مما لا يكمل علم المتفقه والمفتي إلا بمعرفة أصوله ثم اتبعت ذلك تفسير ما جاء في الحديث من ذكر القرآن وسوره
وأحزابه وسائر كتب الله ثم ما جاء في الحديث والكتاب من ذكر الكافرين والظالمين والفاسقين والمنافقين والفاجرين والملحدين ومن أين أخذ كل اسم منها ثم ما جاء في الحديث من ذكر أهل الأهواء الرافضة والمرجئة والقدرية والخوارج. ثم ابتدأت بتفسير غريب حديث النبي صلى الله عليه وسلم وضمنته الأحاديث التي يدعى بها على حملة العلم حمل المتناقض وتلوته بأحاديث صحابته رجلا رجلا ثم بأحاديث التابعين ومن بعدهم وختمت الكتاب بذكر أحاديث غير منسوبة سمعت أصحاب اللغة يذكرونها لا أعرف أصحابها ولا طرقها حسنة الألفاظ لطاف المعاني تضعف على الأحاديث التي ختم بها أبو عبيد كتابه أضعافا وأرجو أن لا
[ 7 ]
يكون بقي بعد هذين الكتابين من غريب الحديث ما يكون لأحد فيه مقال. وأسأل الله أن ينفعنا بما علمنا ويتغمد برأفته زللنا ويوفقنا لصواب القول والعمل ويجعل تعلمنا وتعليمنا لوجهه الكريم وثوابه الجسيم إنه سميع قريب.