نحن ما نعرفه عن الرجل أنه أقوى من المرأة
أن يديه القوية تستطيع أن تضرب المرأة
أن صوته ثخين
أنه قاسي و لا يخاف من أحد
أن الرجل عندما يغضب لا أحد يستطيع الوقوف أمامه
صفات كثيرة و متعددة و لكنها {خاطئة}
اتعرفون من هو الرجل الحقيقي ؟
الرجوله كلمة شرف و موقف عز
و لكنها لا تخيف
الرجوله هي ان تحترم الاخرين وتحترم وجهات نظرهم ولا تستصغر شأنهم ولا تسفه ارائهم.
ليس الرجل دائماَ على صواب
الرجوله هي ان تقول الحق وتجهر به ولا تأخذك فيه لومة لائم.
هنا تبرز قوة الرجال
الرجوله هي ان تمد يد العون للمحتاج في كل الظروف.
لأن الرجل هو الذي يعمل
الرجوله هي ان تغفر وتعفو عند المقدره وان تمسك نفسك عند الغضب
قال رسول الله : ( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب)
الرجوله هي ان تمسح بيد الحنون دمعة ألم عن وجه بائس.
لأن الرجل ليس بوحش بل إنه في أوقات أحن من المرأة
الرجوله هي تحب لغيرك ماتحب لنفسك.
الرجوله هي تعرف قدر نفسك فلا تتجاوز بها الحد
الرجوله هي إنصاف المظلوم من الظالم
الرجوله هي الاخلاق الكريمه والمعامله الحسنه
۩ٌ~۩~۩ٌ~۩~۩ٌ~۩~۩ٌ~۩~۩ٌ~۩~۩ٌ~۩~۩ٌ~۩~۩~۩~۩
يا معشر الرجال : ...
كم من تلك الصفات نجدها فينا ؟
هل من المعقول أن نكون نحن السبب في تشويه معنى كلمة {رَجُل}
قد تجتمع هذه الصفات كلها برجل واحد و هو رسول الله {مُحَمّد} عليه الصلاة و السلام
لـكـن هل انتهت الرجولة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
۩ٌ~۩~۩ٌ~۩~۩ٌ~۩~۩ٌ~۩~۩ٌ~۩~۩ٌ~۩~۩ٌ~۩~۩~۩~۩
أيها الرجل :
- هل فكرت يوما ما أن تختبر رجولتك ؟
- هل حاولت في يوم ما أن تزن رجولتك ؟
قد يبدو هذا الكلام غريباً غير مستطاب ولا مقبول، أليس كذلك؟
فالإنسان بدأبه يرفض ابتداءً أن لا يعد في عداد الرجال، بل يرى في نفسه أنه يمثل الرجولة في كمالها، أليس هذا هو واقع الأمر في النفوس؟
فنقول لك أيها الحبيب:
مهلاً... مهلاً...
ونسألك ما هو الميزان الذي تزن من خلاله الرجال؟
أهي معايير وأسس رأيناها أم هي مقاييس ومعايير من قبل الله تعالى؟
لا شك أن الرجولة لا تُقاس إلا من خلال المعايير التي وصفها الله لنا في كتابه، فهل تأبى أيها الحبيب أن نزنك بميزان الله تعالى؟
فإن كنت تبغي الرجولة فنحن نساعدك على أن تقيس رجولتك، ولكن بميزان الشرع.
أيها الحبيب:
إذا قرأنا في كتاب الله تعالى ترى أن هناك نماذج تطبيقية وعملية لمفهوم الرجولة أقامها الله تعالى لنا كمنارة نقيس من خلالها ما نحن عليه من الرجولة مع هؤلاء الرجال الذين وصفهم الله تعالى بالرجولة.
وما عليك إلا أن تقف مع كل صورة من هذه الصور التطبيقية لنرى أين نحن من ذلك الواقع الموصوف.
قال الله تعالى:
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا، لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الأحزاب: 23، 24].
فهل أنت ممن صدق الله في وعده وعهده؟
ألم تقرأ أيها الحبيب أن من صفات المؤمنين الصادقين الوفاء بالعهد؟
فلنقرأ سوياً من قول الله تعالى في سورة البقرة:
{لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177].
وكذا ذكر الله تعالى من صفات المؤمنين الذين يكتب لهم الفلاح والفوز والسعادة في الدارين أن من صفاتهم :
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [المؤمنون: 1- 8].
فهل علمت أيها الحبيب أن مما عهد إلينا به الله تعالى أن نعبده حق العبودية، وأن نسير في طريقه المستقيم بلا انحراف أو اعوجاج ؟
فلنقرأ في ذلك:
{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ، وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} [يس: 60، 61].
قد يقول قائل: إنني أحقق العبودية الحقة لله تعالى.
قلنا:هل عرفت معنى العبادة، وهل تعلمت ما هي مداخل الشيطان إلى الإنسان؟
وكيف يتسلل داخل الإنسان؟
وكيف يزين لك اباطل حتى تراه حقاً؟
إن الشيطان قد زين ذلك الباطل لآدم عليه السلام، وما تركه إلا وهو يأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها.
هل أنت آخذ بكل تعاليم الإسلام، أم أنك تخلفت عن جانب من تعاليمه؟ ألا تسمع لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [البقرة: 208].
فلتعلم أيها الحبيب:
أن كل معصية للرحمن هي طاعة للشيطان، فقس على ذلك كل أفعالك وأقوالك.
معيار آخر للرجولة:
- هل انشغلت بطلب الدنيا عن طلب الآخرة؟
- هل أنت من المعمرين لمساجد الله التي وضعها الله لنا لتعميرها بعبادته؟
- هل قمت بطهارة باطنك وظاهرك؟
فلتسمع أيها الحبيب:
قال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ، رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: 36، 37].
وقال سبحانه:{لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108].
فما قولك أيها الحبيب:
في هذا الميزان الذي نزن به الرجال ونزن به الرجولة
- أتنطبق عليك هذه الأوصاف التي وصف الله بها الرجال؟
معيار ثالث للرجولة:
- هل أنت منشغل بدعوة الخلق إلى توحيد الله تعالى وإلى إفراده بالعبادة؟
- هل أنت مهموم من هذا الذي التردي الذي ترى عليه القوم؟
- هل فكرت كيف تنادى على القوم بالإيمان؟
- هل انشغلت وقلت من لهذا الدين؟
فلتنظر أيها الحبيب:
كيف تفعل الرجولة بمن حملها ووُصف بها، وكيف تمنعه الرجولة من أن يتحمل بُعد الناس عن دين ربهم، حتى يقدم نفسه فداء للدعوة لدين الله حتى لو وصل الأمر إلى قتله وهو يدعو القوم إلى الصراط المستقيم.
{وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ، اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ، وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ، إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ، إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ، قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ، بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} [يس: 20- 27].
فلقد صدع بالحق ولم يخف في الله لومة لائم، وهذه ليس بالصورة الفريدة في ذلك الأمر، ولكن لك أن تسمع وترى هذا المؤمن الذي كان في عهد الطاغية، كيف لم يخش في الله لومة لائم، وقام يدعو القوم إلى توحيد ربهم وعبادته، ولم يضع في حسابه ما قد يفعله هذا الطاغية به إن صدع بالحق.
ولكن الرجولة لها شأن آخر، فهذا قد باع واشترى مع ربه متمثلاً لقول ربه تعالى : {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ} [التوبة: 111].
فانظر أيها الحبيب:
شفقة هذا المؤمن على قومه ووعظهم، عندما قام هذا الطاغية (فرعون) وأراد أن يُسكت قول الحق.
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر: 26].
فاندفع هذا المؤمن إلى نصيحة القوم، لم يبالي بما سوف يحدث له عندما وقف يتحدى هذا الطاغية.
{وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ، يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر: 28، 29].
فقال فرعون ذلك بقوله:{قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر: 29].
ولكن شفقة هذا المؤمن ورجولته أبى أن يترك قومه دون أن يعظهم ويحاول بكل قوته أن يقوم بإنقاذ قومه من الهلاك فيذكرهم بما حدث للأمم السابقة.
{وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ، مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ} [غافر: 30، 31].
ثم يخوفهم بما سيكون في يوم القيامة:
{وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ، يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [غافر: 32، 33].
ثم في القوم مبيناً لهم سبيل الهدى والرشاد ومحذراً لهم من الاغترار بالدنيا:
{وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ، يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} [غافر: 38، 39].
وعندما وجد إعراض القوم عن قبول نصحه وإرشاده، فنادى في القوم:
{فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [غافر: 44].
أيها الحبيب:
هذه بعض معايير قياس الرجولة نضعها بين يديك؛ لكي تختبر من خلالها أين نحن من ميزان الرجولة، لكي نصحح المسار، لنكون على صورة من هذه الصور التي بيّنها لنا ربنا تبارك وتعالى.
حتى نصلح أن نقطع ذلك الطريق بأمان ألا وهو:
طريق الجنة