بسم الله الرحمن الرحيم
المقـــدمة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده .
أما بعد:
لقد جعل الإسلام المحافظة على الأهل في مقام الجهاد في سبيل الله كما روى البخاري ومسلم عن زيد بن خالد الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازياً في سبيل الله في أهله بخير فقد غزا )) فيا لها من عناية ربانية عظيمة بالمرأة المسلمة .
وقد جعل الإسلام الدفاع عن العرض بالنفس والنفيس ومن قتل في سبيل ذلك فهو شهيد وبرهان ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد )) رواه أحمد .
وقد استمرت الحماية والحراسة للمرأة المسلمة حتى أذهلت تلك الحماية الأعداء حتى قال صحفي نصراني مخاطباً أحد زعماء العرب " إلى متى سيظل العرب يحافظون على نسائهم فلا يشهدن الاختلاط بالرجال في المجامع واللقاءات والأعمال " فأجابه الزعيم العربي قائلاً " إنهم لا يحبون أن تلد نساؤهم من غيرهم " فكأنما ألقم الصحفي حجرا .
وقد حصلت في عصرنا غفلة من بعض المسلمين والمسلمات مما جعلت اليهود والنصارى يكيدون للمرأة وأطمعتهم فيها , فقاموا بدراسات عميقة يهدفون فيها إلى القضاء على المجتمع المسلم فتوصلوا إلى وضع مؤامرة مدمرة وخلاصتها ما قاله أحد زعماء اليهود " إن المرأة المسلمة هي أقدر فئات المجتمع الإسلامي على جره إلى التحلل والفساد " وجندوا للقيام بهذه المؤامرة من شياطين الإنس , ولكن خيب الله آمالهم وأحبط الله سعيهم , فلم يتحقق لهم إلا الجزء اليسير مما أرادوا فقد عشق بعض المسلمات ما أراده المفسدون في الأرض ومن ذلك وقوعهن في التبرج والسفور والاختلاط بالرجال ولا تزال بعض المسلمات متساهلة في ذلك حتى في حال أداء الحج والعمرة وهذا مؤسف جداً أن تكون المرأة المسلمة في تلك الأماكن المقدسة مستمرة على المخالفات التي ذكرنا , فدفعني هذا إلى كتابة رسالة أخاطب فيها الأخت المسلمة وأنبهها على مواطن الخطأ وأحذرها من الاستمرار عليه وأدعوها إلى التمسك بشرع الله وتصحيح السير إليه وإدامة الإنابة والتوبة إليه.
وقد تضمنت الرسالة بعض الأحكام المتعلقة بحج المرأة وسميت هذه الرسالة " الأخطاء المتعددة في حج المرأة المتبرجة " فالله أسال أن ينفع بها الإسلام والمسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه ,وقد حرصت أني لا أذكر فيها إلا حديثاً ثابتاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.