۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 !~¤§¦::: يقظة الأمة من رقدة الغافلين :::¦§¤~!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المبدع

عضو جديد  عضو جديد
المبدع


الجنس : ذكر
العمر : 32
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 11/03/2012
عدد المساهمات : 24

!~¤§¦:::  يقظة الأمة من رقدة الغافلين :::¦§¤~!  Empty
مُساهمةموضوع: !~¤§¦::: يقظة الأمة من رقدة الغافلين :::¦§¤~!    !~¤§¦:::  يقظة الأمة من رقدة الغافلين :::¦§¤~!  Icon_minitimeالسبت 14 أبريل 2012, 2:11 am

!~¤§¦:::  يقظة الأمة من رقدة الغافلين :::¦§¤~!  74121578ic9

!~¤§¦::: يقظة الأمة من رقدة الغافلين :::¦§¤~!


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

ما أحوجنا جميعاً إلى يقظة صادقة وصحوة مباركة ، ندفع بها هول الرقدة وغمرة الفترة التي غمرتنا فحجبتنا عن بلوغ المعالي ، ومنعتنا من التسابق في ميدان الباقيات الصالحات .

فاليقظة أول تنبيه يتعرض له القلب ، فيشاهد بواسطته حقائق الأمور وخلل الظاهر والباطن .

فهي الإرهاص الأول لتصحيح المسار وتعديل الوجهة .. وهي البداية الحقيقية للاستقامة على الأمر والنهي .. وهي الوثبة الأولى للنهوض من ورطة الغفلة ومحنة التقصير .


اليقظة لغة:

هي الاسم أو المصدر من قولهم: يقظ فلان ييقظ وهو مأخوذ من مادّة (ي ق ظ) الّتى تدلّ على نقيض النّوم والتّنبّه للشّيء، والفعل (الثّلاثي) من ذلك: يقظ كعلم والمصدر يقظا ويقظة ويقال أيضا: يقظ ييقظ يقاظة ويقظا، والوصف من الأوّل: رجل يقظ ويقظ وهو خلاف النّائم، ويقال أيضا: رجل يقظان وامرأة يقظى ورجال ونسوة أيقاظ، وقيل يقال: رجال أيقاظ ونسوة يقاظى، والوصف من الثّانى (أي من يقظ) يقظ بالضّمّ. وفي القرآن الكريم { وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ } [الكهف: 18] الأيقاظ جمع يقظ أو يقظان، وهو المنتبه كما قال القرطبيّ، وقيل جمع يقظ أو يقظ والمراد اليقظان، قال الآلوسيّ: وهما لغتان.

ويقال: استيقظ وأيقظته، والنّعت يقظان، ورجل يقظ بكسر القاف وفتحها أي متيقّظ حذر، أو كان كثير التّيقّظ، وتيقّظ للأمر تنبّه له، ويقال قد يقّظته التّجارب، وأيقظته من نومه أي نبّهته فتيقّظ واستيقظ، وجاء في الحديث الشّريف: إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمسنّ يده في الإناء حتّى يغسلها ثلاثا» ويقال: أيقظت الغبار أثرته، وكذلك يقّظته، وقال أبو عمرو: يقال: إنّ فلانا ليقظ إذا كان خفيف الرّأس، ويقال ما رأيت أيقظ منه، ومن المجاز:

استيقظ الخلخال والحلي أي صوّت، واليقظة بسكون القاف لغة في اليقظة، ويقال: رجل يقظان.

ومتيقّظه ويقظه وهو يستيقظ إلى صوته كلّ ذلك مجاز، قال اللّيث: يقال للّذي يثير الغبار: قد يقّظه إذا فرّقه، وأيقظت الغبار: أثرته [انظر: تهذيب اللغة للأزهري (9/ 260)، والصحاح للجوهري (3/ 1181)، وتاج العروس للزبيدي (1/ 500)، وتفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن» (10/ 241)، وتفسير الآلوسي (روح المعاني) (15/ 225)، وبصائر ذوي التمييز للفيروز ابادى (5/ 388)، ولسان العرب «يقظ» (4964) (ط. دار المعارف) ] .

وقال ابن منظور: ورجل يقظ ويقظ : كلاهما على النّسب أي متيقّظ حذر، والجمع أيقاظ.
[انظر لسان العرب (7/ 466- 467)، مختار الصحاح (743)، وبصائر ذوي التمييز (5/ 388- 390) ] .

واصطلاحا:

قال الكفويّ : التّيقّظ: كمال التّنبّه والتّحرّز عمّا لا ينبغى [الكليات (314) ] .

قال ابن القيّم : اليقظة : أوّل منازل العبوديّة ، وهي انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغافلين ، وللّه ما أنفع هذه الرّوعة ، وما أعظم قدرها وخطرها ، وما أقوى إعانتها على السّلوك ، فمن أحسّ بها فقد أحسّ واللّه بالفلاح ، وإلّا فهو في سكرات الغفلة ، فإذا انتبه وتيقّظ شمّر بهمّته إلى السّفر إلى منازله الأولى، فأخذ في أهبة السّفر، فانتقل إلى منزلة العزم ، وهو العقد الجازم على الشّيء ، ومفارقة كلّ قاطع ومعوّق ، ومرافقة كلّ معين وموصّل ، وبحسب كمال انتباهه ويقظته تكون عزيمته ، وبحسب قوّة عزمه يكون استعداده ، فإذا استيقظ أوجبت اليقظة الفكرة وهي تحديق القلب نحو المطلوب الّذي قد استعدّ له مجملا ، ولم يهتد إلى تفصيله وطريق الوصول إليه ، فإذا صحّت فكرته أوجبت له البصيرة ، وهي نور في القلب يرى به حقيقة الوعد والوعيد ، والجنّة والنّار، وما أعدّ اللّه في هذه لأوليائه ، وفي هذه لأعدائه ، فأبصر النّاس قد خرجوا من قبورهم مهطعين لدعوة الحقّ ، وقد نزلت ملائكة السّماوات فأحاطت بهم ، وقد جاء اللّه وقد نصب كرسيّه لفصل القضاء ، وقد أشرقت الأرض بنوره ، ووضع الكتاب وجأ بالنّبيّين والشّهداء ، وقد نصب الميزان ، وتطايرت الصّحف ، واجتمعت الخصوم ، وتعلّق كلّ غريم بغريمه، ولاح الحوض وأكوابه عن كثب، وكثر العطاش، وقلّ الوارد، ونصب الجسر للعبور عليه، والنّار تحطم بعضها بعضا تحته والسّاقطون فيها أضعاف أضعاف النّاجين ، فينفتح في قلبه عين ترى ذلك ، ويقوم بقلبه شاهد من شواهد الآخرة يريه الآخرة ودوامها ، والدّنيا وسرعة انقضائها.

والبصيرة نور يقذفه اللّه في القلب يرى به حقيقة ما أخبرت به الرّسل كأنّه يشاهده رأي عين ، فيتحقّق مع ذلك انتفاعه بما دعت إليه الرّسل وتضرّره بمخالفتهم . وهذا معنى قول بعض العارفين : البصيرة تحقّق الانتفاع بالشّيء ، والتّضرّر به.

وقال بعضهم : تحقّق البصيرة : ما خلّصك من الحيرة إمّا بإيمان وإمّا بعيان [مدارج السالكين (1/ 138- 139)، بصائر ذوي التمييز (5/ 388- 390) ] .

قال تعالى : { وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً } [الكهف: 18] .

عن أبي عمير بن أنس ، عن عمومة له من الأنصار ، قال : اهتمّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم للصّلاة كيف يجمع النّاس لها، فقيل له : انصب راية عند حضور الصّلاة ، فإذا رأوها آذن بعضهم بعضا ، فلم يعجبه ذلك ، قال :

فذكر له القنع- يعني الشّبّور- وقال زياد: شبّور اليهود- فلم يعجبه ذلك ، وقال: « هو من أمر اليهود » ، قال : فذكر له النّاقوس ، فقال: « هو من أمر النّصارى » فانصرف عبد اللّه بن زيد ، وهو مهتمّ لهمّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، فأري الأذان في منامه ، قال : فغدا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبره ، فقال له : يا رسول اللّه ، إنّي لبين نائم ويقظان ، إذ أتاني آت فأراني الأذان. قال: وكان عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوما، قال: ثمّ أخبر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ، فقال له: « ما منعك أن تخبرني؟ » فقال : سبقني عبد اللّه بن زيد فاستحييت ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : « يا بلال، قم فانظر ما يأمرك به عبد اللّه بن زيد فافعله » ، قال : فأذّن بلال. قال أبو بشر: فأخبرني أبو عمير: أنّ الأنصار تزعم أنّ عبد اللّه بن زيد لولا أنّه كان يومئذ مريضا لجعله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مؤذّنا.[أبو داود (498)، وقال الألباني في صحيح سنن أبى داود (1/ 98): صحيح، وأصل الحديث في الصحيحين ] .

عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- يقول : جاءت ملائكة إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو نائم ، فقال بعضهم : إنّه نائم ، وقال بعضهم : إنّ العين نائمة والقلب يقظان ، فقالوا : إنّ لصاحبكم هذا مثلا ، قال: فاضربوا له مثلا. فقال بعضهم : إنّه نائم، وقال بعضهم: إنّ العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا، فمن أجاب الدّاعي دخل الدّار وأكل من المأدبة ، ومن لم يجب الدّاعي لم يدخل الدّار ولم يأكل من المأدبة. فقالوا: أوّلوها له يفقهها، فقال بعضهم: إنّه نائم، وقال بعضهم: إنّ العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: فالدّار الجنّة، والدّاعي محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم، فمن أطاع محمّدا صلّى اللّه عليه وسلّم فقد أطاع اللّه، ومن عصى محمّدا صلّى اللّه عليه وسلّم فقد عصى اللّه، ومحمّد فرّق بين النّاس.[البخاري- الفتح 13 (7281) ] .

عن ابن أبي ليلى قال: أحيلت الصّلاة ثلاثة أحوال: قال: وحدّثنا أصحابنا: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لقد أعجبني أن تكون صلاة المسلمين- أو قال: المؤمنين- واحدة، حتّى لقد هممت أن أبثّ رجالا في الدّور ينادون النّاس بحين الصّلاة، وحتّى هممت أن آمر رجالا يقومون على الآطام ينادون المسلمين بحين الصّلاة حتّى نقسوا أو كادوا أن ينقسوا» قال: فجاء رجل من الأنصار فقال: يا رسول اللّه، إنّي لمّا رجعت رأيت من اهتمامك، رأيت رجلا كأنّ عليه ثوبين أخضرين، فقام على المسجد فأذّن، ثمّ قعد قعدة، ثمّ قام فقال مثلها، إلّا أنّه يقول: قد قامت الصّلاة، ولولا أن يقول النّاس. قال ابن المثنّى: أن تقولوا، لقلت إنّي كنت يقظان غير نائم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم- وقال ابن المثنّى-: «لقد أراك اللّه- عزّ وجلّ- خيرا» ولم يقل عمرو: «لقد أراك اللّه خيرا»، فمر بلالا فليؤذّن. قال: فقال عمر: أما إنّي قد رأيت مثل الّذي رأى ولكنّي لمّا سبقت استحييت. قال وحدّثنا أصحابنا قال: وكان الرّجل إذا جاء يسأل فيخبر بما سبق من صلاته وإنّهم قاموا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من بين قائم وراكع وقاعد ومصلّ مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال ابن المثنّى: قال عمرو وحدّثنى بها حصين عن أبي ليلى حتّى جاء معاذ، قال شعبة: وقد سمعتها من حصين، لا أراه على حال إلى قوله كذلك فافعلوا . [أبو داود (506)، وقال الألباني (1/ 101): صحيح، ورواه ابن خزيمة (383) والبيهقي في دلائل النبوة (7/ 18). وقال محقق «جامع الأصول» (5/ 276): وهو حديث صحيح بشواهده وطرقه ] .

قال عمر بن عبد العزيز- رحمه اللّه-:
ومن النّاس من يعيش شقيّا *** جيفة اللّيل غافل اليقظه
فإذا كان ذا حياء ودين *** راقب اللّه واتّقى الحفظه
إنّما النّاس سائر ومقيم *** والّذي سار للمقيم عظه
[ لسان العرب (7/ 466- 467) ] .

قال ابن القيّم- رحمه اللّه-:
فحيّ على جنّات عدن فإنّها *** منازلك الأولى وفيها المخيّم
ولكنّنا سبي العدوّ فهل ترى *** نعود إلى أوطاننا ونسلّم
[ مدارج السالكين (1/ 138) ] .

قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: اليقظة : انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغافلين، وللّه ما أنفع هذه الرّوعة! وما أعظم قدرها! وما أشدّ إعانتها على السّلوك! فمن أحسّ بها فقد أحسّ واللّه بالفلاح، وإلّا فهو في سكرات الغفلة، فإذا انتبه شمّر بهمّته إلى السّفر إلى منازله الأولى، وأوطانه الّتي سافر منها. [مدارج السالكين (1/ 138)] .

قال العزّيّ : كأنّ اليقظة هي القومة للّه، المذكورة في قوله تعالى : { قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى } [سبأ/ 46]، فالقومة للّه هي اليقظة من سنة الغفلة .[ تهذيب مدارج السالكين (101)] .

وقال العزّيّ أيضا: إنّ العبد إذا نهض من ورطة الغفلة استنار قلبه برؤية نور التّنبيه فأوجب له ملاحظة نعم اللّه الباطنة والظّاهرة، وكلّما حدّق قلبه وطرفه فيها شاهد عظمتها وكثرتها فيئس من عدّها والوقوف على حدّها .[تهذيب مدارج السالكين (101) ] .

وقال العزّيّ أيضا: اعلم أنّ العبد قبل وصول الدّاعي إليه في نوم الغفلة قلبه نائم وطرفه يقظان، فصاح به النّاصح وأسمعه داعي النّجاح وأذّن به مؤذّن الرّحمن: حيّ على الفلاح .[تهذيب مدارج السالكين (101) ] .

قال الفيروز آباديّ: واليقظة عند القوم أوّل منازل العبوديّة، وهي انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغافلين، وللّه ما أنفع هذه الرّوعة، وما أعظم قدرها وخطرها، وما أقوى إعانتها على السّلوك، فمن أحسّ بها فقد أحسّ واللّه بالفلاح، وإلّا فهو في سكرات الغفلة، فإذا انتبه وتيقّظ شمّر بهمّته إلى السّفر إلى منازله الأولى، فأخذ في أهبة السّفر وانتقل إلى منزلة القوم، وهو العهد الجازم على الشّيء ومفارقة كلّ قاطع ومعوّق، ومرافقة كلّ معين وموصّل، وبحسب كمال انتباهه ويقظته تكون عزيمته، وبحسب قوّة عزمه يكون استعداده، فإذا استيقظ أوجبت اليقظة الفكرة، وهي تحديق القلب نحو المطلوب الّذي قد سعد به مجملا ولم يهتد إلى تفصيله وطريق الوصول إليه، فإذا صحّت فكرته أوجبت له البصيرة، وهي نور في القلب ترى به حقيقة الوعد والوعيد والجنّة والنّار.[ بصائر ذوى التمييز (5/ 388، 389) ] .


يقظة السلف

قال ابن القيم رحمه الله : [ ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف .. ونحن جمعنا بين التقصير ، بل بين التفريط والأمن ] .
هكذا يقول ابن القيم الإمام الزاهد العابد الورع .. فماذا أقول أنا وأنت ؟!

وقال خليد العصري : [ كلنا قد أيقن بالموت ، وما نرى له مستعداً ، وكلنا قد أيقن بالجنة ، وما نرى لها عاملاً ، وكلنا قد أيقن بالنار ، وما نرى منها خائفاً . فعلام تفرحون ؟ وما عسيتم تنتظرون ؟ أما الموت فهو أول وارد عليكم من الله عز وجل بخير أو بشر ؛ فيا إخوتاه ! سيروا إلى ربكم سيراً جميلا ]

وكان الحسن يقول : [ التنور يسجر ، والسكين تحد ، والكبش يعلف ، وقال : عجباً لقوم أُمروا بالزاد ، ونودي فيهم بالرحيل ، وحُبس أولهم على آخرهم ، وهم قعود يلعبون ] .

وكان رحمه الله يقول : [ رحم الله امرأً نظر ففكر ، وفكر فاعتبر ، واعتبر فأبصر ، وأبصر فصبر ] .

وقال : [ ابن آدم ، ما أوهنك وما أكثر غفلتك ؛ تعيب الناس بالذنوب وتنساها من نفسك ، ونبصر القذى في عين أخيك ، وتعمى عن الجذع معترضاً في عينك !! ما أقل إنصافك ، وأكثر حيفك ] .

وقال : [ إن المؤمن يصبح حزيناً ويمسي حزيناً ، ولا يسعه غير ذلك ، لأنه بين مخافتين ، بين ذنب قد مضى لا يدري ما لله صانع فيه ، وبين أجل قد بقي لا يدري ما يصيبه فيه من المهلك ] .

وقال أبو عمران الجوني : [ لا يغرنكم من ربكم عز وجل طول النسيئة ، فإن أَخذه أليم شديد ]

وقال سفيان بن عيينة : [ كان الرجل من السلف يلقى الرجل من إخوانه فيقول : يا هذا ! إن استطعت ألا تسيء إلى من تحب فافعل . فقال له رجل : وهل يسيء الإنسان إلى من يحب ؟ قال : نعم ؛ نفسك هي أعز الأنفس عليك ، فإذا عصيت الله تعالى فقد أسأت إليها ] .

وقال خويل بن محمد : [ كأن خويلاً قد أوقف للحساب فقيل له : ياخويل بن محمد ! قد عمرناك ستين سنة ، فما صنعت فيها ؟ فجمعت نوم ستين سنة مع قائلة النهار فإذا قطعة من عمري نوم . وجمعت ساعات أكلي فإذا قطعة منم عمري ذهبت في الأكل ، وجمعت ساعات وضوئي ، فإذا قطعة من عمري قد ذهبت فيها ، قم نظرت في صلاتي ، فإذا صلاة منقوصة ، وصوم متمزق ، فما هو إلا عفو الله تعالى أو الهلكة ] .

وقال بعض السلف : [ ما نمت نوماً قط فحدثت نفسي أني استيقظ منه ].

وقال الفضيل بن عياض : [ المؤمن في الدنيا مهموم حزين ، همه مرمَّة جهازه ] .

ودخل رجل على أي ذر ، فجعل يقلب بصره في بيته ، فقال : يا أبا ذر ! أين متاعكم ؟ قال : إن لنا بيتناً نوجَّه إليه – يعني القبر وما بعده من منازل الآخرة – قال الرجل : إن لابد لك من متاع ما دمت هاهنا – يعني في الدنيا – قال أبو ذر : إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه )).

وكان محمد بن واسع إذا أراد أن ينام قال لأهله : أستودعكم الله ، فلعلها أن تكون منيتي التي لا أقوم منها ، فكان هذا دأبه إذا أراد أن ينام .

وكان أويس إذا قيل له : كيف الزمان عليك ؟ قال : كيف الزمان على رجل إن أمسى ظن أنه لا يصبح ، وإذا أصبح ظن أنه لا يمسي ، فيبشر بالجنة أو النار .

هكذا كان _ والله _ سلف هذه الأمة .. يقظة تامة .. علم وعمل .. زهد وورع .. عبادة واستعانة .. يقين وتوكل .. رغبة ورهبة .. إخلاص ومتابعة .. ذكر وشكر .. نصح وذكر .

ولقد كانوا بشراً مثلنا ، ليسوا ملائكة ولا أنبياء ، فلماذا تخلفنا عن طريقهم ، وتنكبنا سبيلهم ، وفرطنا في مناهجهم ؟ إنها – والله – أسئلة تحتاج منا إلى إجابات شافية ، فإن الأمر جد خطير ، والقضية قضية مآل ومصير ، فلننقذ أنفسنا بيقظة عاجلة ، ولنطرد عنا غبار الكسل وركام الغفلة والتسويف .


من فوائد اليقظة

* إذا استيقظ قلب الإنسان أوجب له ذلك فوائد عديدة منها :
1- تنبيه العبد إلى تقصيره في حق ربه .
2- الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة .
3- محاسبة النفس .
4- قصر الأمل .
5- كثرة ذكر الموت .
6- الاعتبار بسنن الله التي لا تتبدل ولا تتغير .
7- الإخلاص واحذر من الرياء .
8- الاعتصام بالسنة والحذر من البدعة .
9- كثرة ذكر الله وشكره وحسن عبادته .
10- تعظيم الأوامر بفعلها ، والنواهي بتركها .
11- التواضع وترك العجب والغرور . قال مورق العجلي : (( خير من العجب بالطاعة ألا تأتي بطاعة )).
12- تحديق النظر في ملكوت السماوات والأرض ، والتأمل في آيات الله المجلوّة .
13- الاهتمام بشأن الوقت ، والحذر من إهداره فيما لا يفيد .
14- تفريغ القلب من الشواغل الدنيوية .
15- الاعتدال في الطعام والشراب والنوم ومخالطة الأنام .
16- قلة الضحك و المزاح .

نسأل الله تعالى أن يحي قلوبنا بتعظيمه والإخبات إليه ، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
!~¤§¦::: يقظة الأمة من رقدة الغافلين :::¦§¤~!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» [☼]◄ هل من يقظة قبل الحسرة ؟ ►[☼]
» آثار التفرق على الأمة
» عبدالله بن عباس - حبر هذه الأمة
» ۩۩ دور الشباب في بناء الأمة ۩۩
» ║۞║ الحج ووحدة الأمة ║۞║

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: