قصيدة : إنّي امرؤٌ لمْ أزلْ ، وذاكَ منَ اللّهِ
الراعي النميري
إنّي امرؤٌ لمْ أزلْ ، وذاكَ منَ الـ
ـلّهِ، قَديماً أُعَلِّمُ الأُدَبا
أُقِيمُ بالْدَّارِ مَا اطْمَأَنَّتْ بِيَ الدْ
ارُ وَإنْ كُنْتُ نَازِحَاً طَرِبا
لاَ أَجْتَوي خُلَّة َ الصَّدِيقِ وَلاَ
أتبعُ نفسي شيئًا إذا ذهبا
أطلبُ ما يطلبُ الكريمُ منَ الر
زقِ بنفسي وأجملُ الطّلبا
وَأَحْلُبُ الثَّرَّة َ الصَّفِيَّ وَلاَ
أجهدُ أخلافَ غيرها حلبا
إنّي رأيتُ الفتى الكريمَ إذا
رغّبتهُ في صنيعة ٍ رغبا
والْعَبْدُ لاَ يَطْلُبَ الْعَلاَءَ وَلاَ
يعطيكَ شيئًا إلاّ إذا رهبا
مثلَ الحمارِ الموقّعِ السّوءِ لا
يُحْسِنُ مَشْياً إلاَّ إذَا ضُرِبا
ولمْ أجدْ عدّة َ الخلائقِ إلـ
ـاَ الدِّينَ لَمَّا اعْتَبَرْتُ والْحَسَبا
قدْ يرزقُ الخافضُ المقيمُ وما
شدَّ بعيسٍ رحلاً ولا قتبا
وَيُحْرَمُ الرِّزْقَ ذُو الْمَطِيَّة ِ وَالرْ
حْلِ وَمَنْ لاَ يَزَالُ مُغْتَرِبا
وإنْ بأرضٍ نبتْ بي الدّارُ فعـ
ـجَلْتُ إلَى غَيْرِ أهْلِهَا الْقُرَبا
لا سانحٌ من سوانحِ الطّيرِ يثـ
ـنيني ولا ناعبٌ إذا نعبا