►εїз◄ الفرح بفضل الله ورحمته ►εїз◄
الفضل لغة:
مصدر قولهم: فضل يفضل، وهو مأخوذ من مادّة (ف ض ل) الّتي تدلّ- كما يقول ابن فارس- على زيادة في شيء، من ذلك: الفضل: الزّيادة في الخير [مقاييس اللغة 4/ 508]. وقال الجوهريّ: الفضل والفضيلة: خلاف النّقص والنّقيصة، والإفضال: الإحسان، والمتفضّل: الّذي يدّعي الفضل على أقرانه [الصحاح 5/ 1791] . وقال صاحب المفردات: الفضل: الزّيادة عن الاقتصار، وذلك على ضربين: محمود كفضل الحلم والعلم، ومذموم كفضل الغضب على ما يجب أن يكون عليه، والفضل في المحمود أكثر استعمالا والفضول في المذموم [المفردات للراغب 381 (تحقيق: كيلاني) ] . (أكثر)، والفضيلة: الدّرجة الرّفيعة في الفضل، والفواضل: الأيادي الجسيمة [انظر: القاموس المحيط 1348 (ط. بيروت) ] . والفضل والفضالة: البقيّة، والتّفاضل بين القوم: أن يكون بعضهم أفضل من بعض، ورجل فاضل: ذو فضل، ورجل مفضول: قد فضله غيره، وقولهم: فضل فلان على غيره إذا غلب بالفضل عليه، وفي التّنزيل العزيز: (يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ) [المؤمنون: 24] معناه: يريد أن يكون له الفضل عليكم في القدر والمنزلة [لسان العرب 11/ 524 (ط. بيروت) ] . وقال القرطبيّ: المعنى: يريد أن يترفّع عليكم ويتعاظم بدعوى النّبوّة [تفسير ابن كثير 3/ 254] . وقال القرطبيّ: المعنى: يسودكم ويشرف عليكم بأن يكون متبوعا وأنتم له تبع [تفسير القرطبي 12/ 118] ويقال: فضّلته على غيره تفضيلا: إذا حكمت له بذلك، أو صيّرته كذلك، وأفضل عليه: زاد، قال ذو الإصبع:
لاه ابن عمّك لا أفضلت فى حسب *** عنّي ولا أنت ديّاني فتخزوني
وأفضل الرّجل على فلان وتفضّل بمعنى أناله من فضله وأحسن إليه، ويقال (أيضا): تفضّلت عليه وأفضلت بمعنى: تطوّلت ، ويقال: رجل مفضال: كثير الفضل والخير والمعروف، وامرأة مفضالة على قومها: إذا كانت ذات فضل سمحة [لسان العرب 11/ 524] أمّا قول اللّه عزّ وجلّ: (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) [هود: 3] فمعناه كما قال ابن كثير: أي (جزاء) فضله في الدّار الآخرة [تفسير ابن كثير 2/ 451] . وقال أبو حيّان: المعنى: يعطى في الآخرة كلّ من كان له فضل في عمل الخير زيادة تفضّل بها المولى عزّ وجلّ (على ما كان له)، وعلى هذا فالضّمير في «فضله» يرجع إلى اللّه عزّ وجلّ، ويجوز أن يرجع الضّمير إلى «كل» أي إلى ذي الفضل في الدّنيا، ومن ثمّ يكون المعنى: يعطى جزاء ذلك الفضل الّذي عمله في الدّنيا لا يبخس منه شيء [تفسير البحر المحيط لأبي حيان 5/ 202 (بتصرف يسير)]
الفضل اصطلاحا:
قال الرّاغب: الفضل: كلّ عطيّة لا تلزم من يعطي [المفردات للراغب ص 382 (ت: كيلاني) ] .
وقال الجرجانيّ: الفضل: هو ابتداء إحسان بلا علّة [التعريفات للجرجاني ص 174] .
آيات
1- قوله تعالى: (وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [آل عمران: 73- 74] .
2- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ) [المائدة: 54] .
3- قوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) [الحجرات: 7- 8] .
4- قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) [الجمعة: 2- 4] .
5- قوله تعالى: (وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً
) [النساء: 113] .
6- قوله تعالى: (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً ) [النساء: 37] .
7- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) [الأنفال: 29] .
8- قوله تعالى: (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ) [التوبة: 74- 76] .
9- قوله تعالى: (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) [الحشر: 8] .
10- قوله تعالى: (مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ * لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ ) [الروم: 44- 45] .
أحاديث
1- عن ابن عمر- رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول إذا أخذ مضجعه: الحمد للّه الّذي كفاني وآواني، وأطعمني وسقاني، والّذي منّ عليّ فأفضل، والّذي أعطاني فأجزل، الحمد للّه على كلّ حال، اللّهمّ ربّ كلّ شيء ومليكه، وإله كلّ شيء، أعوذ بك من النّار» [سنن أبي داود (5058). وصححه الألباني] .
2- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا كان في سفر فأسحر يقول: «سمع سامع بحمد اللّه ونعمته وحسن بلائه علينا، اللّهمّ صاحبنا فأفضل علينا، عائذا باللّه من النّار» [مسلم رقم (2718) وسنن أبي داود (5086). وانظر «جامع الأصول» (4/ 289) ] .
3- عن أبي أمامة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «يا ابن آدم، إنّك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شرّ لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول. واليد العليا خير من اليد السّفلى» [مسلم (1036) ] .
4- عن سالم بن عبد اللّه عن أبيه- رضي اللّه عنهما- أنّه أخبره أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: إنّما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشّمس، أوتي أهل التّوراة التّوراة، وأوتي أهل الإنجيل الإنجيل، فعملوا إلى صلاة العصر، ثمّ عجزوا، فأعطوا قيراطا قيراطا، ثمّ أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشّمس، فأعطينا قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتابين: أي ربّنا أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين، وأعطيتنا قيراطا قيراطا، ونحن كنّا أكثر عملا، قال: قال اللّه عزّ وجلّ: هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا، قال: فهو فضلي أوتيه من أشاء» [البخاري- الفتح (577) ] .
5- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: لن يدخل أحدا عمله الجنّة، قالوا: ولا أنت يا رسول اللّه؟ قال: لا، ولا أنا، إلّا أن يتغمّدني اللّه بفضل ورحمة، فسدّدوا، وقاربوا، ولا يتمنّين أحدكم الموت، إمّا محسنا، فلعلّه أن يزداد خيرا، وإمّا مسيئا فلعلّه أن يستعتب» [البخاري- الفتح (5673) واللفظ له، ومسلم (2816) ] .
6- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- قال: بينا نحن في سفر مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذ جاء رجل على راحلة له، قال: فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد، فليعد به على من لا زاد له» قال (أبو سعيد) فذكر من أصناف المال ما ذكر حتّى رأينا أنّه لا حقّ لأحد منّا في فضل» [مسلم (1728) ] .
7- عن أبي حميد أو عن أبي أسيد: قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللّهمّ إنّي أسألك من فضلك» [مسلم (713) ] .
8- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- قال: قيل: يا رسول اللّه، أيّ النّاس أفضل؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مؤمن يجاهد في سبيل اللّه بنفسه وماله، قالوا: ثمّ من؟ قال: المؤمن في شعب من الشّعاب يتّقي اللّه، ويدع النّاس من شرّه» [البخاري- الفتح (2786) ] .
9- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا سمعتم صياح الدّيكة فاسألوا اللّه من فضله فإنّها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوّذوا باللّه من الشّيطان فإنّه رأى شيطانا» [البخاري- الفتح 6 (3303) ] .
10- عن زيد بن خالد الجهنيّ- رضي اللّه عنه- قال: صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الصّبح بالحديبية في إثر السّماء كانت من اللّيل، فلمّا انصرف أقبل على النّاس فقال: هل تدرون ماذا قال ربّكم؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأمّا من قال: مطرنا بفضل اللّه ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأمّا من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فهو كافر بي مؤمن بالكوكب» [البخاري- الفتح (846)، ومسلم (71) واللفظ له] .
آثار
1- عن عليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- قال: يأتي على النّاس زمان عضوض، يعضّ الموسر على ما في يديه، قال: ولم يؤمر بذلك، قال اللّه عزّ وجلّ: (وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) [البقرة: 237]، وينهد الأشرار، ويستذلّ الأخيار، ويبايع المضطرّون.[ أحمد، المسند 1/ 116، وقال الشيخ شاكر (ح 937) إسناده ضعيف لوجود مجهول فيه، ولكنّ للحديث إسنادا آخر يقوى به عند ابن مردويه، وذكره ابن كثير في تفسير قوله تعالى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ولم يضعفه، انظر تفسير ابن كثير 1/ 297] .
2- قال الحسن في قوله تعالى: (وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) [البقرة: الاية 219]، العفو: الفضل.[ البخاري- الفتح ج 9، ص 407، قال ابن حجر: وصله عبدين حميد، وعبد اللّه بن أحمد (بن حنبل)، في زيادات الزهد نسبه صحيح] .
3- قال ميمون بن مهران: من رضي من الإخوان بترك الإفضال فليؤاخ أهل القبور.[ الاحياء 2/ 173] .
4- عن مجاهد- رضي اللّه عنه- في قوله تعالى: (وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) [البقرة: 237]الفضل: إتمام الرّجل الصّداق كلّه، أو ترك المرأة النّصف الّذي لها.[ تفسير القرطبي (3/ 208) ] .
5- عن سعيد بن جبير قال: الفضل الإحسان.[ تفسير ابن كثير (1/ 297) ] .
6- عن الضّحّاك وقتادة والسّدّيّ وأبي وائل: الفضل: المعروف.[ تفسير ابن كثير (1/ 297) ] .
7- حدّث سفيان عن أبي هارون قال: رأيت هارون بن عبد اللّه في مجلس القرظيّ، فكان عون يحدّثنا ولحيته ترشّ من البكاء ويقول: صحبت الأغنياء فكنت من أكثرهم همّا، حين رأيتهم أحسن ثيابا، وأطيب ريحا، وأحسن مركبا، وجالست الفقراء فاسترحت بهم، وقال عون: وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إذا أتاه السّائل وليس عنده شيء فليدع له.[ تفسير ابن كثير (1/ 297) ] .
8- عن مجاهد- رضي اللّه عنه- في قوله تعالى (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) [هود: 3]، الفضل هو ما يحتسبه الإنسان من كلام يقوله بلسانه، أو عمل يعمله بيده أو رجله، أو ما تطوّع به من ماله فهو فضل اللّه، يؤتيه ذلك إذا آمن، ولا يتقبّله منه إن كان كافرا.[ تفسير القرطبي (9/ 4) ] .
متفرقات
1- قال الإمام البخاريّ: أهل العلم والفضل أحقّ بالإمامة أي إمامة النّاس في الصّلاة.[ البخاري- الفتح ج 2 ص 192] .
2- قال ابن القيّم: أنفع النّاس لك رجل مكّنك من نفسه حتّى تزرع فيه خيرا أو تصنع إليه معروفا، فإنّه نعم العون لك على منفعتك وكمالك، فانتفاعك به في الحقيقة مثل انتفاعه بك أو أكثر، وأضرّ النّاس عليك رجل مكّن نفسه منك حتّى تعصي اللّه فيه فإنّه عون لك على مضرّتك ونقصك.[الفوائد (260) ] .
3- قال القرطبيّ في تفسير قوله تعالى: (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 268] المغفرة هي السّتر على عباده في الدّنيا والآخرة. والفضل: هو الرّزق في الدّنيا، والتّوسعة والنّعيم في الآخرة.[ تفسير القرطبي (3/ 329) ] .
4- قال ابن الجوزيّ: الأصل في الفضل: الزّيادة، ويستعار في مواضع تدلّ عليها القرينة، وقد ذكر أهل التّفسير أنّ الفضل في القرآن الكريم على ثمانية أوجه:
الأوّل: الإنعام بالإسلام كما في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) [آل عمران: 73].
الثّاني: الإنعام بالنّبوّة، ومنه قوله عزّ وجلّ (وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) [النساء: 113].
الثّالث: الرّزق في الدّنيا، ومنه قوله سبحانه: (وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) [الجمعة: 10].
الرّابع: الرّزق في الجنّة، ومنه قول اللّه عزّ وجلّ (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ) [آل عمران: 171].
الخامس: الجنّة ومنه قوله تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً) [الأحزاب: 47].
السّادس: المنّة والنّعمة، ومن ذلك قول اللّه عزّ وجلّ (ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنا وَعَلَى النَّاسِ) [يوسف: 38].
السّابع: الخلف (ممّا ينفق في سبيل اللّه)، ومن ذلك قول اللّه تعالى (وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا) [البقرة: 268].
الثّامن: التّجاوز (بالعفو عن السّيّئات) ومنه قوله سبحانه (إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ) [البقرة: 243].
التّاسع: المعجزة والكرامة، كما في قوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا) [سبأ: 10].
العاشر: تأخير العذاب، وذلك كما في قوله تعالى (وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ) [النور: 14].
الحادي عشر: الظّفر والغنيمة، وذلك كما في قوله تعالى: (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ) [آل عمران: 174].
الثّاني عشر: قبول التّوبة والإنابة، وذلك كما في قوله تعالى: (وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) [النور: 20].
الثّالث عشر: زيادة الثّواب والكرامة، ومنه قول اللّه تعالى: (وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) [الحديد: 29].
الرّابع عشر: المعروف والإحسان كما في قوله تعالى (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى) [النور: 22].
الخامس عشر: الشّفاعة في الآخرة، ومن ذلك قوله سبحانه: (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) [فاطر: 30].
السّادس عشر: الخير والنّعمة، كما في قوله تعالى: (وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ) [يونس: 107].
السّابع عشر: التّميّز في الخلق أو الرّزق، وذلك كما في قوله سبحانه: (وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ) [هود: 27].[انظر نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم (7/3110،3111) ] .