الجنس : العمر : 41 المدينة المنورة التسجيل : 18/01/2012عدد المساهمات : 32
موضوع: [✬]◄ العفو .. زينة المتقين و المحسنين ►[✬] السبت 24 مارس 2012, 7:14 am
◊◊◊◊◊◊◊◊◊
[✬]◄ العفو .. زينة المتقين و المحسنين ►[✬]
◊◊◊◊◊◊◊◊◊
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد...
حثنا الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم على خلق العفو والصفح والتسامح ، ولقد جعل الله تعالى خلق العفو من صفات المؤمنين المتقين ، وجعل العفو عن الناس أقرب إلى التقوى , كما جعله سبباً لمرضاة الله ومغفرته وعفوه ,
فإن العفو والمسامحة من صفة المؤمنين والمحسنين ، وهدي نبوي جميل ، حيث أنه صلى الله عليه وسلم أعظم من عفى وسامح ، ولعل موقعة الفتح لم يشهد التأريخ مثلها .. حيث سامح وعفى عن أهل مكة الذين ناصبوه العداء ، وأخرجوه من أحب أرض الله إلى قلبه – مكة – وخاضوا حروباً ضده في بدر وأُحد والخندق ، فقتلوا من المؤمنين وقُتل منهم ، وأسروا من المسلمين و أُسر منهم ، وردّوه عام الحديبية وقد جاء إلى مكة حاجّاً معتمراً ، وأساؤوا إلى أصحابه فعذبوهم وطردوهم وأخرجوهم ، ومع كل ذلك فإنه يوم الفتح ، وبعد أن منّ الله على المسلمين بنصر ميمون ، وسقط الشرك والباطل في عاصمة الجزيرة العربية ، يومها قال لجموع أهل مكة وقد احتشدوا واصطفوا للقائه ، ينتظرون ماذا هو فاعل بهم .. قال: ماذا تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا أخ كريم وابن أخ كريم. قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء. فما أعظم هذا الخُلُق ، وما أروع هذه الخصال.. { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } [آل عمران:159]
قال الكفوي : كف الضرر مع القدرة عليه ، وكل من استحق عقوبة فتركها فهذا الترك عفو . واشتمل هذا النص على توجيه من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ولكل مؤمن بالتحلي بثلاث ظواهر من السلوك الخلقي الحميد وهي : أولاً: أخذ العفو عن إساءة المسيء . ثانياً: أمر المسيء بالعرف إن كان ممن يستجيب . ثالثاً: الإعراض عن المسيء إذا كان من الجاهلين الذين لا يستجيبون للأمر بالمعروف.
2- وعنها ، قالت : مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شَيْئاً قَطُّ بِيَدِهِ ، وَلاَ امْرَأةً وَلاَ خَادِماً، إِلاَّ أنْ يُجَاهِدَ فِي سَبيلِ اللهِ ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ ، إِلاَّ أن يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ تَعَالَى ، فَيَنْتَقِمُ للهِ تَعَالَى. رواه مسلم.
3- عن أنس رضي الله عنه ، قَالَ : كُنْتُ أمشي مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فأدْرَكَهُ أعْرَابِيٌّ فَجَبذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَديدةً، فَنَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ أثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مُر لِي مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فَالتَفَتَ إِلَيْهِ، فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ. متفقٌ عَلَيْهِ.
4- عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قَالَ : كأني أنظر إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم يَحْكِي نَبِيّاً مِنَ الأنبياءِ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلامُه عَلَيْهِمْ، ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأدْمَوْهُ، وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ ، ويقول : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي؛ فَإنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) متفقٌ عَلَيْهِ.
5- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَال : ( لَيْسَ الشَّديدُ بِالصُّرَعَةِ، إنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ) متفقٌ عَلَيْهِ.
◊◊◊◊◊◊◊◊◊
1- قال عمر رضي الله عنه: " إن الله تعالى لا يَرحم من لا يَرحم، ولا يَغفر لمن لا يَغفر، ولا يتوب على من لا يتوب " الأدب المفرد. 2- وقال رضي الله عنه: " أفضل القصد عند الجدة، وأفضل العفو عند المقدرة " إحياء علوم الدين. 3- قال علي رضي الله عنه: " إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو شكراً للقدرة عليه " الإعجاز والإيجاز للثعالبي. 4- قال الفضيل بن عياض: " إذا أتاك رجلاً يشكو رجلاً، فقل: يا أخي اعف عنه؛ إن العفو أقرب للتقوى، فإن قال: لا يحتمل قلبي العفو، ولكن أنتصر كما أمرني الله -عز وجل- فقل له: فإن كنت تحسن تنتصر بمثل، وإلا فارجع إلى باب العفو؛ فإنه باب واسع؛ فإنه من عفى وأصلح فأجره على الله؛ فصاحب العفو ينام الليل على فراشه، وصاحب الانتصار يقلب الأمور ". 5- قال المهلب: " ما شيء أبقى للملك من العفو، خير مناقب الملك العفو " سير أعلام النبلاء. 6- قال ابن القيم: " يا ابن آدم إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لا يعلمها إلا هو، وإنك تحب أن يغفرها لك الله، فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده، وأن وأحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده، فإنما الجزاء من جنس العمل.. تعفو هنا يعفو هناك، تنتقم هنا ينتقم هناك، تطالب بالحق هنا يطالب بالحق هناك ". 7- وقال رحمه الله: " وما رأيت أحداً أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - وكان بعض أصحابه الأكابر يقول: وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه. وما رأيته يدعو على أحد منهم قط، وكان يدعو لهم. وجئت يوماً مبشراً له بموت أكبر أعدائه، وأشدهم عداوة وأذى له - فنهرني، وتنكَّر لي، واسترجع، ثم قام من فوره إلى بيت أهله، فعزاهم، وقال: إني لكم مكانه، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه،ونحو هذا من الكلام، فسُرُّوا به، ودعو له، وعظموا هذه الحال منه، فرحمه الله ورضي عنه ". 8- قال ابن حبان: " .. توطين نفسه على لزوم العفو عن الناس كافة، وترك الخروج لمجازاة الإساءة؛ إذ لا سبب لتسكين الإساءة أحسن من الإحسان، ولا سبب لنماء الإساءة وتهييجها أشد من الاستعمال بمثلها " روضة العقلاء. 9- قال –تعالى-: (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف:19]. * قال عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- في هذه الآية: " أمر الله نبيَّهُ أن يأخذ العفو من أخلاق الناس " رواه البخاري. * وقال مجاهد: " يعني خذ العفو من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تخسيس، مثل قبول الأعذار، والعفو، والمساهلة، وترك الاستقصاء في البحث والتفتيش عن حقائق بواطنهم " تفسير الطبري.
◊◊◊◊◊◊◊◊◊
وإن العفو من أعظم حسن الخلق وقد رُوِيَ عَن السَّلف تفسيرُ حُسنِ الخُلق ، فعن الحسن قال : حُسنُ الخلق : الكرمُ والبذلة والاحتمالُ . وعن الشعبي قال : حسن الخلق : البذلة والعطية والبِشرُ الحسن ، وكان الشعبي كذلك . وعن ابن المبارك قال : هو بسطُ الوجه ، وبذلُ المعروف ، وكفُّ الأذى . وسئل سلامُ بن أبي مطيع عن حسن الخلق ، فأنشد :
تراهُ إذا ما جئته متهلِّلاً ..... كأنَّك تُعطيه الذي أنت سائِلُه
ولَوْ لَم يَكُنْ في كَفِّه غيرُ رُوحِهِ ... لَجَادَ بِها فَليَتَّق الله سائِلُه
وقال الإمامُ أحمد : حُسنُ الخلق أنْ لا تَغضَبَ ولا تحْتدَّ ، وعنه أنَّه قال : حُسنُ الخلق أنْ تحتملَ ما يكونُ من الناس . وقال إسحاق بن راهويه : هو بسطُ الوجهِ ، وأنْ لا تغضب ، ونحو ذلك قال محمد بن نصر . وقال بعضُ أهل العلم : حُسنُ الخلق : كظمُ الغيظِ لله ، وإظهار الطلاقة والبشر إلا للمبتدع والفاجر ، والعفوُ عن الزَّالين إلا تأديباً أو إقامة حدٍّ وكفُّ الأذى عن كلّ مسلم أو معاهَدٍ إلا تغييرَ منكر أو أخذاً بمظلمةٍ لمظلومٍ من غير تعدٍّ . عَنِ النَّواسِ بنِ سَمعانِ - رضي الله عنه - ، عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ ، والإثْمُ : ما حَاكَ في نَفْسِكَ ، وكَرِهْتَ أنْ يَطَّلِعَ عليهِ النَّاسُ )) . رواهُ مسلمٌ.
كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه قريب يدعى مسطح بن أثاثة، وكان أبو بكر رضي الله عنه ينفق عليه ويحسن إليه فلما خاض مسطح فيمن خاض في حادثة الإفك ورمى أم المؤمنين عائشة بالفاحشة، حلف أبو بكر ألا يحسن إليه كما كان يحسن في السابق فعاتبه ربه عز وجل وأنزل { ولا يأتل ألوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم } فقال: أبو بكر رضي الله عنه بلى، أحب أن يغفر الله لي، وعاد إلى ما كان عليه من الإحسان إليه وكفّر عن يمينه.
يقع يوم من الأيام بين أبي ذر -رضي الله عنه- وبلال -رضي الله عنه- خصومة، فيغضب أبو ذر وتفلت لسانه بكلمة يقول فيها لبلال: يا ابن السوداء فيتأثر بلال، يوم أكرمه الله بالإسلام، ثم يعير بالعصبيات والعنصريات والألوان، ويذهب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ويشكو أبا ذر، ويستدعي النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا ذر، فيقول -كما في الحديث المتفق علي صحته- يقول النبي صلى الله عليه وسلم-: " أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية"، فيتأثر أبو ذر ويتحسَّر ويندم، ويقول: وددت -والله- لو ضُرب عنقي بالسيف، وما سمعت ذلك من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ويأخذ بلال –رضي الله عنه- كما روي ويضع خده على التراب ويقول: يا بلال؛ ضع قدمك على خدي، لا أرفعه حتى تضعه، فتذرف عينا بلال -رضي الله عنه- الدموع، ويقول: يغفر الله لك يا أبا ذر، يغفر الله لك يا أبا ذر، والله ما كنت لأضع قدمي على جبهة سجدت لله رب العالمين، ويعتنقان ويبكيان. 4- ظفر الرشيد برجل من الخارجين عليه فقال له: ما تريد أن أصنع بك؟ قال الرجل: الذي تريد أن يصنع بك الإله إذا وقفت بين يديه، ولا أجد الآن أذلَّ مني بين يديك. فأطرق الرشيد، ثم قال: اذهب حيث شئت، فأغراه جلساؤه به، وحذروه منه، فأمر بردِّه، فلما حضر قال: يا إمام الأئمة لا تطعهم فيَّ؛ فلو أطاع الله فيك خلقه ما أستخلفك عليهم، فعجب من قوله، وكمال فطنته، وخلى سبيله؛ لقوة حجته وتمام ذكائه. 5- قال عبد الله بن طاهر: كنت عند المأمون يوماً، فنادى بالخادم: يا غلام، فلم يجبه أحد، ثم نادى ثانياً وصاح: يا غلام، فدخل غلام تركي وهو يقول: أما ينبغي للغلام أن يأكل ويشرب؟ كلما خرجنا من عندك تصيح: يا غلام، يا غلام، إلى كم يا غلام؟!.. فنكس المأمون رأسه طويلاً؛ فما شككت في أن يأمرني بضرب عنقه، ثم نظر إليّ، فقال: يا عبد الله؛ إن الرجل إذا حسنتْ أخلاقه، ساءت أخلاق خدمه، وإنا لا نستطيع أن نسيء أخلاقنا لنحسن أخلاق خدمنا!. 6- ذكر ابن كثير عن هارون الرشيد: أنه كلف خادماً له أن يصب عليه الماء، فصب عليه ماءً حاراً، ثم أطلق الإناء من يده، فوقع على رأس هارون الرشيد -وهو خليفة- فغضب غضباً شديداً، وقد تغير لونه من الماء الحار، فقال له الخادم: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ [آل عمران:134] قال: قد كظمت، قال: وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ قال: عفوت عنك، قال: وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ قال: أعتقتك لوجه الله الحي القيوم. 7- قال ابن الأثير متحدثاً عن صلاح الدين الأيوبي: " وكان حليماً حسنَ الأخلاق، متواضعاً، صبوراً على ما يكره، كثير التغافل عن ذنوب أصحابه، يسمع من أحدهم مايكره، ولا يُعلمه بذلك، ولا يتغير عليه. وبلغني أنه كان جالساً وعنده جماعة، فرمى بعض المماليك بعضاً بسرموز فأخطأته، ووصلت إلى صلاح الدين فأخطأته، ووقعت بالقرب منه، فالتفت إلى الجهة الأخرى يكلم جليسه; ليتغافل عنها ". 8- شتم رجل الحسن، وأربى عليه، فقال له: أما أنت فما أبقيت شيئاً، وما يعلم الله أكثر. 9- عن عبد الملك أو قيس عبد الملك قال: " قام عمر بن عبد العزيز إلى قائلته -يعني لنومة القيلولة- فعرض له رجل بيده طومار -صحيفة مطوية- فظن القوم أنه يريد أمير المؤمنين، فخاف أن يحبس دونه، فرماه بالطومار، فالتفت عمر، فوقع في وجهه، فشجَّه. قال: فنظرتُ إلى الدماء تسيل على وجهه وهو قائم في الشمس، فلم يبرح حتى قرأ الطومار، وأمر له بحاجته، وخلَّى سبيله. 10- قال ابن القيم - رحمه الله - متحدثاً عن حسن الخلق والعفو، والإحسان إلى من أساء: " وما رأيت أحداً أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - وكان بعض أصحابه الأكابر يقول: وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه، وما رأيته يدعو على أحد منهم قط، وكان يدعو لهم. وجئت يوماً مبشراً له بموت أكبر أعدائه، وأشدهم عداوة وأذى له - فنهرني، وتنكَّر لي، واسترجع، ثم قام من فوره إلى بيت أهله، فعزاهم، وقال: إني لكم مكانه، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه، ونحو هذا من الكلام، فسُرُّوا به، ودعوا له، وعظموا هذه الحال منه، فرحمه الله ورضي عنه ". 11- عن أبي سلمة: أن جبير بن مطعم تزوج امرأة، فسمى لها صداقها، ثم طلقها قبل الدخول، فتلا هذه الآية: (إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ) [البقرة: 237]. فقال: أنا أحق بالعفو منها. فسلم إليها الصداق كاملاً.
ولا يَغـرُّكَ مَـنْ يُبْـدِي بَشَاشَتَهُ *** إِليكَ خَـدْعًا فَـإِنَّ السُّمَّ فِي الْعَسَـلِ [صلاح الدين الصفدي]
إِذَا رَأَيْـتَ نُيُـوبَ اللَّيْثِ بَـأرِزَةُ *** فَـلا تَظُنَّـنَّ أَنَّ اللَّـيْـثَ يَبْتَسِـمُ [المتنبي] وراجعـه بعفـوك حـين يَثْنـي *** عِنـاناً للـرجـوع أو الإيـاب فإن العفـو عن ذي الحـزم أولى *** إذا قـدرت يـداك على العتـاب فإنـك واجـد للـحي ذنبـاً *** وتعـدم ذنبَ من تحـت التـرابِ [..............]
◊◊◊◊◊◊◊◊◊
1- (هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانِ). 2- اجعل تأنيبك أمام عجلتك، وحلمك رسول شدتك، وعفوك مالك وقدرتك، ولا يتم حسن الكلام إلا بحسن العمل. 3- أحسن المكارم عفو المقتدر. 4- من لا يَرْحَم لا يُرْحَم. 5- العفو أقرب للتقوى. 6- صاحب العفو ينام الليل على فراشه، وصاحب الانتصار يقلب الأمور. 7- لا يظهر العفو إلا مع الاقتدار. 8- ما قُرِن شيء إلى شيء أزين من حِلْم إلى علم، ومن عفوٍ إلى قدرة. 9- قيل لحكيم : أي الرجال أفضل ؟ قال : الذي إذا حاورته وجدته حكيماً، وإذا غضب كان حليماً، وإذا ظفر كان كريماً، وإذا استمنح منح جسيماً، وإذا وعد أوفى وإن كان الوعد عظيماً، وإذا شكي إليه كان رحيماً. 10- قال أحدهم : على قدر أهل العزم تأتي العزائم *** وتأتي على قدر الكرام المكارم 11- قال أحدهم : وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام 12- قال أحدهم : إذا كنت في كل الأمور معاتباً *** صديقك لم تلق الذي تعاتبه
◊◊◊◊◊◊◊◊◊
إن الصفح هو أن تتحرر من إحساسك بالجرح ، وكما قيل : إذا كنت تتوقع من الآخرين إصلاح ما أفسدوه, فإن خيبة الأمل ستلازمك.
أخي العزيز إنك بحاجة إلى أن تصفح عن الآخرين بالقدر التي تستحق أن يصفحوا به عنك.
وقد قيل : المسامحة هي عمليه تتشافى بها روحك النقية ... وهي عمليه فيها خطوات لتجعلك تتحرر من قيود لازمتك مطولاً وآلام لطالما لازمتك في جميع أوقات.
فلا تنظر للآخرين وأخلاقهم بقدر ما تعاملهم بأخلاقك فإن المضي خلف المسيء ، والنظر في إساءته تجعلك تنتقم لنفسك ، ولكن أعف عن من ظلمك ، وأعط من حرمك ، تنتصر عليهما .