الزاهد
عضو مبدع
الجنس : العمر : 49 المدينة المنورة التسجيل : 21/10/2011 عدد المساهمات : 313
| موضوع: ۩۩ اللحية زينة الرجال ۩۩ الثلاثاء 01 نوفمبر 2011, 2:30 am | |
|
۩۩ اللحية زينة الرجال ۩۩
فإن اللحية من أفضل النعم التي أنعم الله تعالى بها على الرجال , و فضلهم بها عن النساء , فهي زينة الشاب المؤمن , و دليل التزامه و تأدبه بآداب الشريعة الإسلامية السمحاء , و هي من سنن النبي صلى الله عليه و سلم.
وجعلها زينة لهم لما تفضي عليهم من سيما الرجولة والهيبة والوقار . وهي ليست مجرد شعيرات تنبت في الوجه فقط، بل إنها من شعائر الإسلام الظاهرة التي نتقرب إلى الله تعالى بإعفائها وتعظيمها ، قال تعالى : {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} [الحج:32] فهي من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد أمر بإعفائها وإرجائها . ولكن على كل ما جاء في تعظيمها والأمر بإعفائها إلا أن كثيرا من المسلمين - هدانا والله وإياهم - في هذا الزمن قد احتقروا هذه الشعيرة العظيمة وامتهنوها وحلقوها من وجوههم ، والذي لم يحلقها كلها أخذ يتلاعب بها ، فمنهم من يجعلها صغيرة على الذقن ، ومنهم من يجعلها خفيفة كأنها خط أسود خفيف ، ومنهم من يربط شاربه مع لحيته ويجعلها على شكل دائرة !!! إلى غير ذلك من الأشكال المحزنة والمضحكة في نفس الوقت والتي لا تليق بأي عاقل أن يفعلها بوجهه ، فضلا عن أن يكون مسلما قد أمر بتكريمها وإعفائها ، وإنه ليندر أن يرى وجه الإنسان المتأدب بآداب الشريعة الإسلامية الذي يبقي لحيته كما خلقها الله ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .
و لكن على الرغم من كل النصوص التي أتت في تعظيم اللحية و وجوب إعفائها و تهذيبها, لا نزال و للأسف نرى بعض شباب أمتنا الكرام قد احتقروا هذه النعمة و امتهنوها و حلقوا لحاهم, و منهم من لم يحلق لحيته نهائياً و إنما خفّفها كتيراً أو جعلها كأنها خط أسود.
فإننا نخاطب هؤلاء الشباب و نذكرهم بكلام النبي صلى الله عليه و سلم : [ خالفوا المشركين, وفروا اللحى, و أحفوا الشوارب][متفق عليه]. و قال عليه الصلاة و السلام : [ جزوا الشوارب و أرخوا اللحى][رواه مسلم]
قيمة اللحية ومكانتها عند السلف
إن إعفاء اللحية من هدي الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وكذلك الصحابة الكرام والسلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين ، فلم يذكر عن أحد منهم انه كان يحلق لحيته ، بل على العكس من ذلك كانوا يعظمونها ويعلون شأنها ، كان قيس بن سعد رضي الله عنه رجلا أمرد لا لحية له ، فقال قومه الأنصار : نعم السيد قيس لبطولته وشهامته ولكن لا لحية له ، فو الله لو كانت اللحى تشترى بالدراهم لاشترينا له لحية !!! وهذا الأحنف بن قيس كان رجلا عاقلا حليما وكان أمرد لا لحية له وكان سيد قومه فقال بعضهم: وددنا أنا اشترينا للأحنف لحية بعشرين ألف..! فلم يذكروا حنفه ولا عوره وإنما ذكروا كراهية عدم وجود اللحية عليه، وما ذلك إلا لأن اللحية عند هؤلاء الأخيار تعتبر من الجمال والرجولة والكمال لشخصية المسلم. وكان الواحد منهم أهون عليه أن تزول رقبته ولا تزول لحيته.
أما اليوم فكثير من أبناء المسلمين لا يتمنى أن يشترى له لحية بل إنه يدفع الأموال لإزالتها من وجهه، بل قد يود بعضهم لو عدمها نهائيا وساق على ذلك آلاف الدراهم!! نعوذ بالله من ذلك.
أدلة تحريم حلق اللحية
قال تعالى: { ولآمرنهم فليغيرن خلق الله } [النساء:119]
وحلق اللحية أو أخذ شيء منها هو تغيير لخلق الله وتمثيل بالشعر أيضا، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من مثّل بالشعر فليس له عند الله خلاق » قال أهل اللغة: مثل بالشعر صيره مثلة بأن حلقه من الخدود أو نتفه أو غيره بالسواد. وقال صلى الله عليه وسلم في تحريمها : « خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب » [متفق عليه] وقال عليه الصلاة والسلام : « جزوا الشوارب وأرخوا اللحى » [رواه مسلم] وقال صلى الله عليه وسلم : « من لم يأخذ من شاربه فليس منا » [رواه مسلم] و أمـْر النبي صلى الله عليه وسلم يقتضي الوجوب.
أقوال الأئمة و العلماء في وجوب إعفاء اللحية و حرمة حلقها :
** قال الألباني رحمة الله عليه بعد أن ساق مجموعة من الأدلة على وجوب إعفاء اللحى و حرمة حلقها: ( مما لا ريب فيه عند من سلمت فطرته, و حسنت طويته, أن كلاً من الأدلة السالفة الذكر كاف لإثبات وجوب إعفاء اللحية, و حرمة حلقها, فكيف بها مجتمعة).
** و قال الإمام ابن حزم رحمه الله : ( و اتفقوا – أي الأئمة – على أن حلق اللحية مثلة, أي تشويه لا يجوز)
** و قال الإمام العلامة أبي الحسن الندوي رحمه الله يصف ما جرى في هذا الزمان من كثير من المشايخ من حلق اللحى, و كان ذلك أثناء زيارته للأزهر: (فلم نشعر بروح دينية, و لا بجو ديني يذكرنا بالسلف, و يتفق مع حياة العلماء, و سيرتهم ...... أما اللحية, فكأن سادتنا علماء الأزهر قد أجمعوا على حلقها). ** و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( يحرم حلق اللحى)
** و قال القرطبي (لا يجوز حلقها, و لا نتفها و لا قصها)
** و قال الإمام ابن باز رحمه الله (إن تربية اللحية و توفيرها و إرخائها فرض لا يجوز تركه).
و إنني أرجوا من إخواني جميعاً أن يكفوا عن هذه المعصية, و أن يستجيبوا لسنة النبي صلى الله عليه و سلم و يربوا لحاهم, فاللحية رمز الرجولة و الهيبة و الوقار, و الله أعلم.
وحلق اللحية ليس من الأمور الصغيرة كما قد يتوهمه البعض، بل ربما يكون حلقها أعظم إثما من بعض المعاصي الأخرى، لأن حلقها يعتبر من المجاهرة بالمعصية، وقد لا يعافى حالقها ولا يغفر له بسبب هذه المجاهرة لقوله صلى الله عليه وسلم : « كل أمتي معافى إلا المجاهرين » إضافة أيضا إلى أن كراهية اللحية أو الاستهزاء بها وبأهلها يخشى على فاعله من الردة والكفر والعياذ بالله، لن من نواقض الإسلام الاستهزاء والسخرية بهدي النبي صلى الله عليه وسلم أو كراهية ما جاء به، وحلق اللحية قد ينم على كراهيتها والتخلص منها، وكراهيتها قد يكون أيضا سببا لحبوط الأعمال كما في قوله تعالى : { ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم } [محمد:28]
فليحذر المسلم من أن يحبط عمله، أو أن يخرج من الإسلام وهو لا يشعر.
فيا أخي الحبيب
يا من اعتدت على حلق لحيتك، تب إلى الله من هذا العمل واترك لحيتك كما خلقها الله لك واتبع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم الذي أمرك بها، ولا تعرض نفسك لسخط الله وعقابه بسببها، فكما أنك يا أخي قد أطعت الله في الصلاة والصيام وبعض الواجبات الأخرى فما الذي يمنعك من أن تطيعه كذلك في أمر اللحية؟ أليس الذي أمرك بكلا الحالتين هو الله جل وعلا؟ لماذا تفرق بين أوامره فتطيعه في أمر وتعصيه في آخر؟ أين تعظيم الله؟ أين صدق الإيمان؟ أين الاستجابة للرحمن؟ لماذا هذا التلاعب بأوامر الشرع والاستخفاف بها؟!
إن الله قد ذم من يفعل مثل ذلك من أهل الكتاب فقال تعالى : { فتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون} [البقرة:85] فلا تعرض نفسك أخي الكريم لمثل هذا الذم، وتتشبه بهم، والتزم بجميع أوامر الله صغيرها وكبيرها تسعد في الدنيا والآخرة.
الجمال ليس في حلق اللحى
كيف يخلق الله رجلا ويميزه عن المرأة برجولته ولحيته التي فيها وقاره وجماله ثم لا يرضى بذلك ويذهب يغير خلق الله يتشبه بالنساء وبأعداء الإسلام ويتوهم أن في ذلك زيادة جمال له وأناقة ؟! { أفمن زُيّن له سوء عمله فرآه حسنا } [فاطر: 8]. وكأن جمال الإنسان وأناقته لا تتم إلا بحلق اللحية أو بتقصيرها وتخفيفها واللعب بها !!! والله إن جمال الرجل وبهاءه وهيبته في إبقاء لحيته كما خلقها الله تعالى لأن الله أعلم بما يناسب الرجل لذا خلق له هذه الحية.
فكيف يليق بمسلم عاقل أن يرفض ما اختاره الله له؟ أهو أعلم بما يناسبه من الله { أأنتم أعلم أم الله } [البقرة:140] ولو أراد الله للرجل أن يكون ناعما بدون لحية لم يعجزه ذلك، ولكنه ميز الرجل عن المرأة وكرمه وشرفه بهذه اللحية، ولكن بعض الرجال - هدانا والله وإياهم - لا يريدون هذا التكريم وهذا التميز، بل يحاربونه، نسأل الله السلامة والعافية من ذلك.
فيا أخي المسلم
يا من تحلق لحيتك، كيف يهون عليك أن تفرط في لحيتك التي فيها وقارك ورجولتك وجمالك؟
والله لا يليق ذلك بك وأنت الرجل المسلم العاقل،
ثم قل لي بريك: ماذا ينفعك حلقها؟ هل لك في ذلك أجر وثواب؟ هل لك في ذلك مصلحة دنيوية؟ لماذا تعرض نفسك للعذاب وأنت في غنى عنه؟ ولماذا تتعب نفسك، لأن حلاقتها كلها تعب وخسارة وإضاعة وقت ومال!
لماذا كل ذلك يا أخي؟
اترك لحيتك في وجهك كما خلقها الله لك ولا داعي لإتعاب نفسك، هي كم وزنها حتى تزيلها من وجهك؟! هل ثقلت عليك أو شوهت وجهك؟ لا أظن أن شيئا من ذلك يحصل بسبب اللحية.
وفقني الله و إياكم إلى ما يحب و يرضى و أدام علينا نعمة الحب فيه اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا . آمين
| |
|
الفيروزي
عضو ذهبي
الجنس : العمر : 38 المدينة المنورة التسجيل : 30/09/2011 عدد المساهمات : 706
| موضوع: رد: ۩۩ اللحية زينة الرجال ۩۩ السبت 05 نوفمبر 2011, 2:37 pm | |
| ۩۞۩ السلام عليكم ورحمةالله وبركاته ۩۞۩
ماشاء الله تبارك الله مشاركة جميلة ومتميزة نبارك هذا الجهد الرائع ونتطلع لمزيد من الإبداع
۩ حفظكم الله ورعاكم ۩
♥♥ تقبلوا محبتي وتقديري ♥♥
₪₪₪₪₪₪₪
| |
|