الجنس : العمر : 35 المدينة المنورة التسجيل : 06/09/2011عدد المساهمات : 213
موضوع: »|¤|« الشماتة من أمراض القلوب »|¤|« الجمعة 23 مارس 2012, 6:34 am
»|¤|« الشماتة من أمراض القلوب »|¤|«
الشماتة هي أن يُسرّ المرء بما يصيب عدوه من المصائب ، قال الله تعالى عن نبيه موسى عليه السلام : { فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ } [الأعراف / 150 ]
إن الشماتة من أمراض القلوب ومعناها : الفرح ببلية أو مصيبة من يعاديك أو من تعاديه ؛ فيجب على الإنسان سوي النفس نقي السريرة ألا يفرح في مصيبة أخيه المسلم فيظهر له شماتة في قلبه تجاهه . وقد تكون هذه الشماته رحمة له حيث يقف الله بجانبه في مصيبته وبلوى على الشامت كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا تُظْهِرْ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ " حسنه الترمذي . والإنسان الشامت الذي يفرح في مصيبة غيره لا محالة أن في قلبه مرض فيكفي أنه يظهر عداوته لغيره وقد كان صلى الله عليه وسلم يتعوذ منها فيقول " تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ " رواه البخاري .
فيجب على المسلم تجاه أخيه المسلم ألا يفرح بمصيبة ألمت بأخيه أو بنازلة نزلت عليه لأن ذلك من شأنه زيادة البعضاء والعداوة بين المسلمين وهذا خلاف ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : " لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ " صحيح رواه البخاري
و من مضار الشماتة أنها تسخط الربَّ - تبارك وتعالى - وتدل على انتزاع الرحمة من قلوب الشامتين ، وهي تورث العداوات، وتؤدي إلى تفكك أوصال المجتمعات، ثم هي تعرض أصحابها للبلاء
عَن وَائِلَةَ بن الأسقع رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللهُ وَيَبْتَلِيكَ). رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن.
في الباب حديث أَبي هريرة رضي الله عنه في باب التَّجسُّس : (كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ ...) الحديث.
الشماتة لا تليق بمسلم تجاه أخيه المسلم أبدًا ، لانها من صفات الأعداء الذين حذر الله منهم .
قيل لأيوب عليه السلام : أي شيء من بلائك كان أشد عليك قال : شماتة الأعداء
ومن الشماتة المذمومة شرعـًا أن يتوب الله على عبدٍ من ذنبٍ ما فيأتي أخوه فيعيره به ، وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك أيضـًا بقوله : " من عيَّر أخاه بذنبٍ لم يمت حتى يعمله " . ( رواه الترمذي وقال : حسن غريب).
ولو لم يكن من مضار الشماتة إلا أنها تسخط الربَّ - تبارك وتعالى - وتدل على انتزاع الرحمة من قلوب الشامتين لكفى بذلك زجرًا عنها ، فكيف وهي تورث العداوات ، وتؤدي إلى تفكك أوصال المجتمعات ، ثم هي تعرض أصحابها للبلاء :
إذا ما الدهر جَرَّ على أناسٍ **** كَلاَ كِلَه أَنَاخَ بآخــرينا
فقل للشامتين بِنَا أَفيقــوا **** سَيَلْقَى الشامتون كما لقينا
من اشتغل بنفسه ، شُغِلَ بها عن الناس. لا تدع لسانك يشارك عينيك عند انتقاد عيوب الآخرين ، فلا تنس أنهم مثلك لهم أعين وألسن.