۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ❖[®][ سلامة القلوب ][®]❖

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سيف بن ذي يزن

عضو نشيط  عضو نشيط
سيف بن ذي يزن


الجنس : ذكر
العمر : 41
الموقع بلاد مأرب
التسجيل : 06/09/2011
عدد المساهمات : 132

❖[®][ سلامة القلوب ][®]❖ Empty
مُساهمةموضوع: ❖[®][ سلامة القلوب ][®]❖   ❖[®][ سلامة القلوب ][®]❖ Icon_minitimeالإثنين 31 أكتوبر 2011, 7:06 am

❖[®][ سلامة القلوب ][®]❖ F6d55a6924

◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈

❖[®][ سلامة القلوب ][®]❖

◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈

❖[®][ سلامة القلوب ][®]❖ 1308117367_

◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈

الحمد لله العالم بأحوال العباد، ومُصَرِّفِ القلوبِ على ما شاء وأرادْ ، سبحانه.. لَهُ تلهَجُ الألسنة الشاكرةُ بمجامع الحمدِ والثَّنَاءِ ، وله المجد ,والسطان والعلاء.

فلله أمر القلوب ما أعجبها ، وما أسرع أحكامها وتقلباتها ، وما أشد أثرها على حياة الناس وحركة العباد ، وسبحان من خلقها وجعلها ملوك الأبدان ومصرفة الأحكام بالميل والنوى والقرب و البعاد.

والقلوب على أنواع ، وهو مذكور في القرآن الكريم .. ومنه في قول الله - تعالى - : " إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ " ( سورة الصافات - الآية 84 ) .. والقلب السليم هو الذي سلم من كل ما خلا الله - سبحانه وتعالى - .. فهو يرضى لله ويسخط لله .. ويعطي لله ويمنع لله .. ويحب لله ويبغض لله .. وإذا أحب شيئًا عرف أنه حرام تخلى عن حبه تمامًا .. وإذا أبغض شيئًا عرف أنه مما يحبه الله - سبحانه - أجبر نفسه على حبه .. وصاحب هذا القلب هو الناجي يوم القيامة .. فقد قال - سبحانه عز من قائل - : " يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ * " ( سورة الشعراء - الآيتان 88 و89 ) ..

ألا وإن هدف الإنسان أن يحيا بقلب خال من العلل والأمراض ، بعيد عن الكآبات والأحزان ، ذلك أمل كل من له قلب يحيا به ويعيش.

والناس في ذلك ما بين صاحب قلبٍ سليم مُزاحِ العلل والأوضار الجسمية والروحية المانعة لتشرُّبِ نور الهداية (( فهو على نورٍ من ربه فويلٌ للقاسية قلوبهم )) ، وما بين معلول بقلبه قد أصابته بعض الأوجاع في الأوردة والشرايين وتحالفت عليه أمراض ثقال تدنيه من الضعف والموت .

وما بين صاحب قلب ميت قد أثخنته المعصية بالجراح حتى أدركه مثواه الأخير ، فصاحب هذا القلب يحتاج إلى من يعزيه ؛ لأنه صاحب بلوى ، قد مات الأمير المحرك لتصرفاته وشئونه ، والمصيبة أنه لا يشعر بذلك بل ولا يتصور – أصلاُ – أن له من هذا الكلام نصيب.

وهناك قلب مقارف العلل ، على شفا حفرة من التردي والسقوط ، فكل أعماله لا تنفع صاحبها ؛ لأنه حاله دائر بين القسوة والنفاق والحسد وغيرها من أمراض القلوب الفتاكة – وهذا هو معظم حال الناس – إلا من رحم الله تعالى.

فهذا القلب وأشابهه هو المعوّل عليه وهو الذي يجب الإسراع بإخراجه من الظلمات إلى النور ، والقيام بعملية إسعاف فورية قبل أن يضيع بالموت رغم أن من يحمله يسعى على قدمين .

قال تعالى: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم...) البقرة/ 10،إذن القلوب تمرض، ويزداد مرضها، وأساس المرض هذا ارتكاب المعاصي والذنوب.

2- وقال تعالى: (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة...) المائدة/ 52،الذين في قلوبهم مرض يسارعون في موالاة الأعداء ومعاونتهم على المسلمين خشية أن يدور الدهر عليهم بمكروه فيجعلون لأنفسهم سبيلاً للرجعة.

3- وقال تعالى: (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غرَّ هؤلاء دينهم...) الأنفال/ 49،إذ زيّن لهم الشيطان أعمالهم حتى قال المنافقون والذين في قلوبهم مرض (قول واحد مشترك) إن المسلمين خُدعوا بدينهم حتى خرجوا ـ لقلّتهم ـ إلى قتال المشركين ـ لكثرتهم ـ.

4- وقال تعالى: (وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون) التوبة/ 125،إذا ما أنزلت سورة من القرآن، نجد الذين في قلوبهم مرض يزدادون شكاً إلى الشكوك السابقة ويزدادون انحرافاً وإذا ماتوا على هذه الحالة ماتوا كافرين.

5- وقال تعالى: (ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وان الظالمين لفي شقاق بعيد) الحج/ 53،إن الشيطان شدد على مرضى القلوب وعلى القاسية قلوبهم، بسبب مرض قلوبهم وقسوتها حيث تلزمهم الدلالة على الفرق بين ما يحكمه الله وبين ما يلقيه الشيطان وانهم في معاداة ومخالفة بعيدة عن الحق.

6- وقال تعالى: (أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسولُهُ بل أولئك هم الظالمون) النور/ 50،هؤلاء لمرض قلوبهم وريبتهم يخافون أن يظلمهم الله ورسوله، ولكنهم لمرض قلوبهم ولريبهم ظلموا أنفسهم وظلموا غيرهم لأن خوف الحيف من الله تعالى خلاف الدين.

وليبدأ الإنسان عملية الإصلاح الشاملة بالقلب ، إنه سيد الأعضاء والقيم عليها ومحركها وآمرها .

القلب وعاء التقوى الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه و سلم ثلاثاً و هو يقول : (( التقوى ههنا )) ، فدل ذلك مجتمعاً على أن الجوارح ترجمان القلب فإن استقام استقامت و إن حاد حادت .
و إنما سمي القلب باسمه هذا لكثرة تقلبه ، و قد قيل :
و ما سُمّي الإنسان إلا لنسيه و لا القلــب إلا أنّـه يتقــــلّـب

◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈

❖ و قد ذكر القرآن الكريم ثلاثة أنواع من قلوب العباد ❖

‌ أوّلها : القلب السليم: الذي سلمه الله من أمراض الشبهات و الشهوات و انتدبنا لنلقاه به فننال النجاة يوم نلقاه فقال تعالى: يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم [الشعراء: 89].
و وصف به خليله إبراهيم أبا الأنبياء عليهم السلام فقال عنه : إذ جاء ربه بقلب سليم .

و القلب الثاني هو : ‌القلب الميت ، قلب الكافر الذي أشرب الكفر حتى ران عليه فمنع وصول الحق إليه، قال تعالى: و قولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليل اً و وصف تعالى قلب الكافر بالقسوة فقال : ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة .

أما القلب الثالث فهو القلب السقيم المثقل بمرض الشهوات أو الشبهات أو بهما معاً ، كما في قوله تعالى: ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض .
و قوله سبحانه : وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون .

قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: ( إن في الجسد مضغة لو صلحت لصلح الجسد كله ولو فسدت لفسد الجسد كله ألا وهي القلب ...) رواه البخارى (52) بسند صحيح عن النعمان بن بشير .

فإذا كان السيد أعوجا ُ فما حيلة العبيد ؟! والسيد هو القلب المسيطر بمشيئته على الجوارح والعبيد هم بقية أعضاء البدن .

ويوم القيامة ستنجلى القيمة العظمى للقلب السليم الذي سيذهب بكل حطام الدنيا الذاهب مع فنائها قال الله تعالى: (( يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلبٍ سليم )) [ الشعراء ] .

◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈

❖ بركاتُ القلب السليم ❖

وهنيئا لمن داوم على إصلاح قلبه وتعهده بحسن الرعاية والمتابعة وحفظه من أغيار السوء التي تنكس أعلام فطرته وتجنح به إلى مهاوي السقوط .

إن المؤمن متى ما داوم على ذلك ضمن وراثة النعيم في جنات الخلود بل ويبشره النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بذلك فأول زمرة يدخلون الجنة ( لا اختلاف بينهم ولا تباغض ، قلوبهم على قلب رجل واحد... ) البخاري ( 3245 ) بسند صحيح عن أبى هريرة.

وعنه أيضاُ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير... ) مسلم (2840) بسند صحيح.

وذلك لأنهم جاهدوا على طريق الهداية وطهارة القلوب في الدنيا فكانت مكافأتهم من جنس أعمالهم ؛ أليس هم الذين طلبوا من ربهم ذلك؟.

قال الله تعالى : (( والذين تبؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا )) [ الحشر].

هكذا كان حالهم في الدنيا ، وقد أكرمهم ربهم سبحانه بما طلبوه وتمنوه قال الله تعالى: (( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سررٍ متقابلين )) [ الحجر: 47 ] .

وصاحب القلب السليم يفوز بالنعت الجميل من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وذلك كما جاء في الحديث Sad قيل يا رسول : أي الناس أفضل ؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان . قالوا : صدوق اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب ؟ قال : التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد ) المنذري في الترغيب ( 4/33 ) عن عبد الله بن عمرو بن العاص بسند صحيح .

ولا تزال طهارة القلب بالعبد حتى تكون سبباُ له في قبول أعماله الصالحة فإن الله تعالى يقبل العمل ما صاحبته نية صالحة.

أما أهل الشحناء والبغضاء فهم موقوفون عن القبول حتى يتم الصلح بينهم قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: ( تعرض الأعمال كل اثنين وخميس فيغفر الله تعالى في ذلك لكل امرئٍ لا يشرك بالله شيئاً إلا امرءاً كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقول : أنظروا هذين حتى يصطلحا ) مسلم ( 2565) بسند صحيح عن أبي هريرة.

◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈

-❖ أمارات القلب السليم ❖

والقلوب لها أمارات بها تعرف وتظهر معادنها ومخبآتها ، والجسد هو المترجم الحثيث عن آمالها وظواهرها قال الشاعر : إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جُعٍل اللسان على الفؤاد دليلاً

وقد يتذوق الناس طعم مشاعرهم بالإحساس ؛ ولكن هناك أمور ظاهرة وإشارات بادية يعرف أولوا الألباب من خلالها بعض الأسرار الباطنة التي تبدو أماراتها على العالم الخارجي في ظاهر البدن فتبوح عن القلوب بأسرارها .

وهكذا ؛ يمكن التعرف على بعض العلامات الخاصة بالقلب السليم التي منها:

- أنه مرتحل دائماً عن الدنيا حتى يحل بالآخرة وينزل إلى ساحاتها المرهوبة حتى يظن من يرى صاحب هذا القلب أنه من أبناء الآخرة وليس من أبناء الدنيا ، ويرى الناس من صفاته أنه جاء إلى الدنيا كالغريب الذي يمر بأرض قومٍ حتى يقضى حاجةً منها ثم يعود إلى قومه وأهله ووطنه.

قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك من أهل القبور ) البخاري ( 5037) .

فكلما صح القلب من مرضه واستقام وسلم من آفات الدنيا ترحل منها إلى الآخرة حتى يصير من أهلها ، وكلما مرض القلب واعتل آثر الدنيا وركن إليها واستوطنها ، وإحساس الغربة الآسر في نفس المؤمن هو الشعور الدال دوماً على سلامة قلبه وسمو فطرته ؛ لأن آماله تتلخص في الجنة ميراث أبيه الأول آدم عليه السلام :

فحي على جنات عدنٍ فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيم
وحي على روضاتها وخيامها وحىّ على عيشٍ بها ليس يُسأمُ
ولكننا سبي العدو فهل ترى نعــود إلى أوطاننا ونسلمُ ؟ .

- ومن أمارات سلامة القلب: أن صاحبه يحن إلى الطاعة ويهواها كما يشتاق الجائع إلى الطعام والظمآن إلى الماء والعليل إلى الدواء ؛ لأنه يرى في الطاعة راحة الروح وملء فراغاتها بعيداُ عن مواطن التهلكة.

- ومن أمارات سلامة القلب: أنه متعلق دائماً بربه ومولاه فهو يئرز إلى التوبة والإنابة ويتعلق بالله تعلق الحبيب بحبيبه ، فلا يرى راحة ولا فلاح ولا نعيم إلا برضى ربه وقربه والأنس به فيسكن إليه ويأوي إليه ويفرح به ويخافه ويرجو رحمته ويتوكل عليه ويدمن ذكره عند جلاّسه وفى نفسه.

فإذا حصل له ذلك اطمأن وزال اضطرابه وقلقه وانسد باب الفقر من عينيه وجاءت أعلام السلامة من كل سبيل .
قال بعض العارفين: " مساكين أهل الدنيا ؛ خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها . قيل : وما هو ؟ قال : محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه والتنعم بذكره وطاعته".

وقال أبو الحسن الوراق : " سلامة القلب في ذكر الحي الذي لا يموت ، والعيش الهني: الحياة مع الله لاغير ".

- ومن علامات سلامة القلب: ذهاب الهم والغم وحصول الراحة مع الصلاة والصيام وسائر القربات .

- ومن العلامات أيضاً: أن صاحب القلب السليم يشح بوقته على الدنيا وتوافهها أشد من شح البخيل بماله . دارجاً عمره كله في ظلال قوله تعالى : (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )) [ الأنعام: 162] .

◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈

-❖ أمراض القلوب ❖

لو وُجه سؤالٌ إلى أحد من الناس عن أمراض البدن لعرفها وذكر منها : السكري ، والضغط ، والفالج ، والجلطات ، والعمى والسرطان ، والإيدز ، والطواعين.. وغيرها مما يشتهر بين الناس ولكن هل نحن على علم أو مجرد معرفةٍ بأمراض القوب؟.

خصوصاُ وأن القلب معرضٌ دائما لفيروس المرض المهلك والقاتل لإدراك هذا القلب.

روى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداُ عوداُ فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين : قلب أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة مادامت السماوات والأرض ، والآخرأسود مرباداً - مقحطا - كالكوز مجخياً - فارغا مقلوبا- لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراُ إلا ما أشرب من هواه ) ذكره الألبانى في صحيح الجامع ( 2960) بسند صحيح .

مرض القلب نوعان: نوع لا يتألم به صاحبه فى الحال، وهو النوع المتقدم، كمرض الجهل، ومرض الشبهات والشكوك، ومرض الشهوات. وهذا النوع هو أعظم النوعين ألما، ولكن لفساد القلب لا يحس بالألم، ولأن سكرة الجهل والهوى تحول بينه وبين إدراك الألم، وإلا فألمه حاضر فيه حاصل له، وهو متوار عنه باشتغاله بضده، وهذا أخطر المرضين وأصعبهما. وعلاجه إلى الرسل وأتباعهم، فهم أطباء هذا المرض.
والنوع الثانى: مرض مؤلم له فى الحال، كالهم والغم والحزن والغيظ، وهذا المرض قد يزول بأدوية طبيعية، كإزالة أسبابه، أو بالمداواة بما يضاد تلك الأسباب، ويدفع موجبها مع قيامها، وهذا كما أن القلب قد يتألم بما يتألم به البدن ويشقى بما يشقى به البدن فكذلك البدن يتألم كثيرا بما يتألم به القلب، ويشقيه ما يشقيه.

◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈

-❖ عوارض المرض ❖

ولكل مرض عارض يظهره ؛ فمرض اليد أن يتعذر عليها البطش ، ومرض اللسان أن يتعذر عليه النطق ، ومرض البدن أن يتعذر عليه حركته الطبيعية.

أما مرض القلب فهذا شيء آخر بحيث يتعذر عليه ما خلقه الله له من معرفته ومحبته والشوق إلى لقائه والإنابة إليه وإيثاره على كل شهوة وتذكره عند كل نعمة ونقمة.

يقول ابن القيم رحمه الله: " فلو عرف العبد كل شيء ولم يعرف ربه فكأنه لم يعرف شيئاً ، ولو نال كل حظٍ من حظوظ الدنيا ولذاتها وشهواتها ولم يظفر بمحبة ربه والشوق إليه والأنس به فكأنه لم يظفر بلذة ولا نعيم ولا قرة عين ".

قد يمرض القلب ويشتد مرضه وصاحبه لا يعرف ولا يشعر به ؛ لأنه مشغول عن ذلك ، بل قد يموت القلب – عياذاً بالله – وصاحبه لا يشعر بموته .

وعند التأمل في حياة كثير من الناس تجدهم أبعد شيء عن ربهم وعن الصدق معه وعن دينهم وعن القيام بمسئولياته ، ترى الذنوب والفواحش التي يستحي إبليس من تصورها ، ترى المعاصي على كل لون وبألف طريقة ، ترى الناس في غفلة وشرود ولهو وصد عن سبل الهدى والفلاح.

وما الرين وغلبة الهوى والقسوة وجمود العين وموت الضمير وعدم الندم على فعل المعصية وغير ذلك كله ما هو إلا صور تستجلب العبر من أمراض القلوب التي عمت بها البلوى وإلى الله المشتكى .

(( اقترب للناس حسابهم وهم فى غفلة معرضون * ما يأتيهم من ذكرٍ من ربهم محدثٍ إلا استمعوه وهم يلعبون * لاهيةُ قلوبهم )) ] الأنبياء: 1-3] .

كيف يتذوق الإنسان طعم الحياة بجسم متيقظ على الشهوات والمعاصي وبقلب مريض أو ميت ؟ بل كيف يتذوق طعم الإيمان وعنده هذه العوائق والعقبات ؟!

إن مرض القلب أو موته هو التفسير المنطقي لحياة كثير من البشر الذين استيقظت شهواتهم وماتت قلوبهم .

ومن الناس من يشعر بمرض قلبه ولكن يشتد عليه تحمل مرارة الدواء والصبر عليها.. وتارة يوطن نفسه علي الصبر ثم ينفسخ عزمه فيرجع عن الطريق ولا سيما عند قلة الرفيق وعند الوحدة فحاله يقول لو نطق : أذهب مع الناس حيث ذهبوا .. وهذه حال أكثر الخلق .

◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈

-❖ علامات مرض القلب ❖

وللقلب المريض علامات تميزه عن غيره ؛ منها :

- أن صاحب القلب المريض يعدل وينفر دائماً من الأغذية النافعة.. ولا أنفع للقلب من هدايات الدين المتمثلة في الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

فمن آنس من نفسه هذا المعنى فليوقن بأن قلبه فيه عطب حينما ينفر من أغذية القلب كحضور مجالس العلم وتلاوة القرآن وحلقات التعليم والمدارسة ، قال الله تعالى : (( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )) [ الإسراء: 82 ] .

- أن صاحب القلب المريض لا تؤلمه جراحات المعاصي والقبائح التي يرتكبها ولا يزال يعمل القبيح ولا يرعوي ولا يتعظ إذا وُعظ فهذا قلب محروم من التوفيق بجراح القسوة .

- بل إن القلب المريض يجد صاحبه لذة في المعصية إذا عملها ويجد راحة بعدها ولا يلدغ ضميره شيء من الندم .

- أن صاحب القلب المريض يقدم الأدنى على الأعلى ويهتم بتوافه الأمور وينسى أغلاها ويقدم العاجلة على الآجلة ، والقلب أساساُ مثل الطائر كلما اقترب من الأرض وتسفل اقترب من الآفات وكلما علا بعد عن الآفات والمكاره .

- ومن علامات القلب المريض: أن صاحبه يكره الحق ويضيق صدره به وأسوأ منه من يجادل في ذلك !.

- ومن علامات القلب المريض: أن صاحبه يكره الصالحين ويتوحش منهم ويتألف أهل المعصية ويأنس بالمذنبين .

والذنوب للقلب بمنزلة السموم؛ إن لم تهلكه أضعفته ولابد، وإذا ضعفت قوته لم يقدر على مقاومة الأمراض.

قال طبيب القلوب عبد الله بن المبارك رحمه الله:

رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها

فالهوى أكبر أدوائها، ومخالفته أعظم أدويتها، والنفس في الأصل خلقت جاهلة ظالمة" كما قال تعالى: إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا [الأحزاب:72] ولهذا لا تعرف طريق التداوي الحقيقي لأنها تجهله، أو تضع الدواء في غير موضعه، وهذا هو الظلم، قال: "فهي لجهلها تظن شفاءها في اتباع هواها، وإنما فيه تلفها وعطبها، ولظلمها لا تقبل من الطبيب الناصح، بل تضع الداء موضع الدواء فتعتمده، وتضع الدواء موضع الداء فتجتنبه، فيتولد من بين إيثارها للداء واجتنابها للدواء أنواع من الأسقام والعلل التي تعيي الأطباء، ويتعذر معها الشفاء".

يقول ابن القيم رحمه الله: "فإن صلاح القلوب أن تكون عارفة بربها وفاطرها، وبأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه، وأن تكون مؤثرة لمرضاته ومحابّه، متجنبة لمناهيه ومساخطه، ولا صحة لها ولا حياة ألبتة إلا بذلك، ولا سبيل إلى تلقيه إلا من جهة الرسل، وما يظن من حصول صحة القلب بدون اتباعهم؛ فغلط ممن يظن ذلك، وإنما ذلك حياة نفسه البهيمية الشهوانية، وصحتها وقوتها، وحياة قلبه وصحته وقوته عن ذلك بمعزل" يعني: أن طب غير الأنبياء يمكن أن يعالج النفس الشهوانية والجسد الحيواني، لكن القلب عن ذلك بمعزل؛ لأنه لا يعالجه إلا القرآن.

يقول: "ومن لم يميز بين هذا وهذا -بين طب القلوب وطب الأبدان- فليبك على حياة قلبه، فإنه من الأموات، وعلى نوره، فإنه منغمس في بحار الظلمات".

◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈

❖ تصنيف أمراض القلوب ❖

أولاً : أمراض الشهوات :
قال تعالى : { فلاتَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً }(الأحزاب: 32) والمرض هنا مرض الشهوة والفجور والزنا.
وأمراض الشهوات: هي فساد يحصل للقلب تفسد به إرادته للحق، بحيث يبغض الحق النافع، ويحب الباطل الضار، ومنشأها الهوى، فإن الإنسان يعرف الحق لكن لا يريده؛ لأن له هوى مخالفا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.

ثانيًا: أمراض الشبهات:
قال تعالى في حق المنافقين: { فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}[البقرة:10]. وقال تعالى: { وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً}[المدثر:31] وقال تعالى: { لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ}[الحج:53].

◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈

❖ أسباب معينة على سلامة القلب ❖

وهناك من الأمور ما يعين الله به على المحافظة على القلب حتى يظل سليماً ؛ منها:

- الدعاءَ الدعاء : فهو باب من أبواب الراحة القلبية حينما يلجأ العبد إلى ربه ومولاه ؛ لأنه على يقين أنه ما بعد الدعاء إلا الإجابة .

قال الله تعالى : (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )) [ البقرة: 186] .

وليكثر المؤمن من الدعاء بالثبات على الدين حيث كان صلى الله عليه وسلم يلهج دوماً بهذا الدعاء: ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) ( الترمذي ( 3522) عن أم سلمة بسند حسن.

وليستعن بالله تعالى في دفع خطرات السوء إذا هيجها الشيطان أو عوارض الدنيا وليقل مع الصحابة والصالحين (( ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا )) [ الحشر: 10] واسأل الله دوماً أن يعينك على قلبك .

- حسن الظن بالناس وعدم تفسير المواقف وحملها على الظن السيئ فقد قال الله تعالى: (( إن بعض الظن إثم )) [ الحجرات: 12] وقال تعالى: (( وذروا ظاهر الإثم وباطنه )) [ الأنعام: 120] .

دخل رجل على الإمام الشافعي وهو مريض فقال : قوى الله ضعفك يا إمام . فقال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني. قال الرجل : والله ما أردت إلا الخير . قال الشافعي: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير .

- الدفع بالحسنى: قال الله تعالى: (( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن )) [ فصلت: 34] وليس هذا من باب الضعف أو العجز ولكنه من الكياسة وحسن الخلق ، ثم إن ذلك يبعد الشبه التي تخطف القلب من صاحبه وتوقعه في شرك التخيلات الوهمية السامة .

- الهدية باب من أبواب صلاح القلوب بين أطراف المجتمع: فقد ورد قوله صلى الله عليه وسلم: ( تهادوا تحابوا...) أخرجه العرافي في هامش الإحياء ( 2/53) عن أبي هريرة بسند جيد.

فالهدية تذهب بسخائم القلوب وتعيد لها عافيتها ، وصدق من قال :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم لطالما ملك الإنسان إحسان .

◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈

❖ أدوية القلوب من القرآن والسنة ❖

يذكر ابن القيم أنواع الأدوية من الكتاب والسنة لعلاج القلب من الهم والغم والحزن (ص:200) فيقول:

"هذه الأدوية تتضمن خمسة عشر نوعاً من الدواء؛ فإن لم تقو على إذهاب داء الهم والغم والحزن، فهو داء قد استحكم، وتمكنت أسبابه، ويحتاج إلى استفراغ كلي:

الأول: توحيد الربوبية.

الثاني: توحيد الإلهية.

الثالث: التوحيد العلمي الاعتقادي.

الرابع: تنزيه الرب تعالى عن أن يظلم عبده، أو يأخذه بلا سبب من العبد يوجب ذلك.

الخامس: اعتراف العبد بأنه هو الظالم.

السادس: التوسل إلى الرب تعالى بأحب الأشياء، وهو أسماؤه وصفاته، ومن أجمعها لمعاني الأسماء والصفات: الحي القيوم.

السابع: الاستعانة به وحده.

الثامن: إقرار العبد له بالرجاء.

التاسع: تحقيق التوكل عليه، والتفويض إليه، والاعتراف له بأن ناصيته في يده، يصرفه كيف يشاء، وأنه ماض فيه حكمه عدل فيه قضاؤه.

العاشر: أن يرتع قلبه في رياض القرآن، ويجعله لقلبه كالربيع للحيوان، وأن يستضيء به في ظلمات الشبهات والشهوات، وأن يتسلى به عن كل فائت، ويتعزى به عن كل مصيبة، ويستشفي به من أدواء صدره، فيكون جلاء حزنه، وشفاء همه وغمه.

الحادي عشر: الاستغفار.

الثاني عشر: التوبة.

الثالث عشر: الجهاد.

الرابع عشر: الصلاة.

الخامس عشر: البراءة من الحول والقوة وتفويضهما إلى من هما بيده" هذه المجموعة من الأدوية ملخص ما ورد من أنواع الأدوية التي جاءت في الكتاب والسنة.

وذكر قبل ذلك بعض الأحاديث: وأولها: دعاء الكرب الذي رواه الشيخان عن ابن عباس رضي الله عنهما: {لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب الأرض ورب العرش الكريم }.

◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈

❖ وأخيراً ❖

تعهد قلبك بالرعاية ؛ لأنه متقلب ، واختبر مشاعره وأحاسيسه دوماً واصنع له متابعات دائمة من الاكتشافات المبكر للأمراض التي تحاول الاقتراب منه .

واعلم بأن القلب لا يمكن أن يحيا بلا قوت ولا غذاء ، فكما أن البقول والفواكه والمشروبات وغيرها أغذية الجسم فالطاعة والتعلم وصنوف العبادة وغيرها من أهم الأغذية النافعة للقلب .

- واعلم بأن صاحب القلب المريض لا يرى الأشياء على حقيقتها ولا يرى الناس على حقيقتهم ولا يعرف الحياة على حقيقتها ؛ لأن العبرة ليست بنواظر العيون وإنما ببصيرة القلوب.

قال الله تعالى: (( ولقد ذرأنا لجهنم كثيراُ من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون )) [ الأعراف: 179 ] .

ويقول أبو فراس :

تالله ما الأبصار تنفع أهلها إذا لم يكن للمبصرين بصائر
أما القلب الميت فنسأل الله له الرحمة..
والحمد لله في بدء وفي ختم.

◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈

❖[®][ سلامة القلوب ][®]❖ %20ط§ظ„ظ‚ظ„ظˆط¨

◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈◈


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفيروزي

عضو ذهبي  عضو ذهبي
الفيروزي


الجنس : ذكر
العمر : 38
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 30/09/2011
عدد المساهمات : 706

❖[®][ سلامة القلوب ][®]❖ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ❖[®][ سلامة القلوب ][®]❖   ❖[®][ سلامة القلوب ][®]❖ Icon_minitimeالأربعاء 28 ديسمبر 2011, 5:39 pm


۩۞۩ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ۩۞۩

ماشاء الله تبارك الله
مشاركة جميلة ومتميزة
نبارك هذا الجهد الرائع
ونتطلع لمزيد من الإبداع


۩ حفظكم الله ورعاكم ۩


♥♥ تقبلوا محبتي وتقديري ♥♥


₪₪₪₪₪₪₪
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشبح

عضو فضي  عضو فضي
الشبح


الجنس : ذكر
العمر : 36
الموقع كوكب الأشباح
التسجيل : 06/09/2011
عدد المساهمات : 512

❖[®][ سلامة القلوب ][®]❖ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ❖[®][ سلامة القلوب ][®]❖   ❖[®][ سلامة القلوب ][®]❖ Icon_minitimeالثلاثاء 20 مارس 2012, 12:11 am

❖[®][ سلامة القلوب ][®]❖ 8
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
❖[®][ سلامة القلوب ][®]❖
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  §¤®¤§ سلامة الأطفال §¤®¤§
» سلامة القلب
» ║۩║ الذنوب.. زلازل القلوب ║۩║
» ║۩║ الإعتكاف .. تطهير القلوب ║۩║
» فتور القلوب عن العبادة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: