آيات
1- قَالَ الله تَعَالَى: (وقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر:60].
2- قال تَعَالَى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ) [الأعراف:55].
3- قال تَعَالَى: (وَإذا سَألَكَ عِبَادِي عَنِّي فإنِّي قَريبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) [البقرة:186].
4- قال تَعَالَى: (أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) [النمل:62].
5- قَالَ تَعَالَى: (والَّذِينَ جَاءوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ولإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بالإيمَانِ) [الحشر:10].
6- قال تَعَالَى: (واسْتَغْفِرْ لِذنْبِكَ وَلِلْمُؤمِنِينَ والمؤْمِنَاتِ) [محمد:19].
7- قال تَعَالَى إخْبَاراً عَن إبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم: (رَبَّنا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤمِنِينَ يَومَ يَقُومُ الحِسَابُ) [إبراهيم:41].
أحاديث
1- عن النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنهما، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ). رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).
2- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: كَانَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَسْتَحِبُّ الجَوَامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ، وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِكَ. رواه أَبُو داود بإسناد جيدٍ.
3- عن أنس رضي الله عنه قَالَ: كَانَ أكثرُ دعاءِ النبيّ صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) متفقٌ عَلَيْهِ.
زاد مسلم في روايتهِ قَالَ: وَكَانَ أَنَسٌ إِذَا أرادَ أنْ يَدْعُوَ بِدَعْوَةٍ دَعَا بِهَا، وَإِذَا أرادَ أنْ يَدْعُوَ بِدُعَاءٍ دَعَا بِهَا فِيهِ.
4- عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقول: (اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ الهُدَى، والتُّقَى، والعَفَافَ، والغِنَى). رواه مسلم.
5- عن طارق بن أَشْيَمَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أسْلَمَ عَلَّمَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلاَةَ ثُمَّ أمَرَهُ أنْ يَدْعُوَ بِهؤلاَءِ الكَلِمَاتِ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِني، وَعَافِني، وَارْزُقْنِي). رواه مسلم.
وفي روايةٍ له عن طارق: أنَّه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وأتاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رسول اللهِ، كَيْفَ أقُولُ حِيْنَ أسْأَلُ رَبِّي؟ قَالَ: (قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِني، وارْزُقْنِي، فإنَّ هؤلاَءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ).
6- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبنَا عَلَى طَاعَتِكَ). رواه مسلم.
7- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ جَهْدِ البَلاَءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ) متفق عَلَيْهِ.
وفي روايةٍ قَالَ سفيان: أَشُكُّ أنِّي زِدْتُ واحدةً مِنْهَا.
8- وعنه، قَالَ: كَانَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللَّهُمَّ أصْلِحْ لِي دِيني الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أمْرِي، وأصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا مَعَاشِي، وأصْلِحْ لِي آخِرتِي الَّتي فِيهَا مَعَادي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ). رواه مسلم.
9- عن علي رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (قُلْ: اللَّهُمَّ اهْدِني، وسَدِّدْنِي).
وفي رواية: (اللَّهمَّ إنِّي أسْألُكَ الهُدَى والسَّدَادَ). رواه مسلم.
10- عن أنس رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ، وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ، والهَرَمِ، والبُخْلِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وأعوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ).
وفي رواية: (وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ). رواه مسلم.
11- عن أَبي بكر الصديق رضي الله عنه: أنَّه قَالَ لرسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ في صَلاَتِي، قَالَ: (قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيراً، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ) متفق عَلَيْهِ.
وفي روايةٍ: (وفي بيتي) وَرُوِيَ: (ظلماً كثيراً) ورُوِي: (كبيراً) بالثاء المثلثة وبالباء الموحدة؛ فينبغي أنْ يجمع بينهما فيقال: كثيراً كبيراً.
12- عن أَبي موسى رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّه كَانَ يدْعُو بِهذا الدُّعَاءِ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي، وإسرافِي في أمْرِي، وَمَا أنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي؛ وَخَطَئِي وَعَمْدِي؛ وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أخَّرْتُ، وَمَا أسْرَرْتُ وَمَا أعْلَنْتُ، وَمَا أنتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأنْتَ المُؤَخِّرُ، وأنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) متفق عَلَيْهِ.
13- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقول في دُعَائِهِ: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ ومنْ شَرِّ مَا لَمْ أعْمَلْ). رواه مسلم.
14- عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ مِن دعاءِ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ، وتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وفُجَاءةِ نِقْمَتِكَ، وَجَميعِ سَخَطِكَ) رواه مسلم.
15- عن زيد بن أرقم رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، والبُخْلِ والهَرَمِ، وَعَذابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّها أنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ؛ وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ؛ وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجابُ لَهَا). رواه مسلم.
16- عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يقول: (اللَّهُمَّ لَكَ أسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْت، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ. فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أعْلَنْتُ، أنتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلهَ إِلاَّ أنْتَ).
زَادَ بَعْضُ الرُّوَاةِ: (وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ) متفق عَلَيْهِ.
17- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها: أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يدعو بِهؤُلاءِ الكَلِمَاتِ: (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ، وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ الغِنَى وَالفَقْرِ). رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح)؛ وهذا لفظ أَبي داود.
18- عن زياد بن عِلاَقَةَ عن عمه، وَهُوَ قُطْبَةُ بنُ مالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الأخْلاَقِ، وَالأعْمَالِ، والأهْواءِ). رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
19- عن شَكَلِ بن حُمَيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قلتُ: يَا رسولَ الله، علِّمْنِي دعاءً، قَالَ: (قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي). رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: (حديث حسن).
20- عن أنس رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقول: (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ البَرَصِ، والجُنُونِ، والجُذَامِ، وَسَيِّيءِ الأسْقَامِ). رواه أَبُو داود بإسناد صحيحٍ.
21- عن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الجُوعِ، فَإنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وأعوذُ بِكَ منَ الخِيَانَةِ، فَإنَّهَا بِئْسَتِ البِطَانَةُ) رواه أَبُو داود بإسناد صحيح.
22- عن عليّ رضي الله عنه: أنَّ مُكَاتباً جاءهُ فَقَالَ: إنِّي عَجِزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأعِنِّي، قَالَ: ألا أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ عَلَّمَنِيهنَّ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلٍ دَيْناً أدَّاهُ اللهُ عَنْكَ؟ قُلْ: (اللَّهُمَّ اكْفِني بِحَلاَلِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِواكَ) رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
23- عن عِمْرَانَ بن الحُصَينِ رضي الله عنهما: أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَ أبَاهُ حُصَيْناً كَلِمَتَيْنِ يَدْعُو بهما: (اللَّهُمَّ ألْهِمْني رُشْدِي، وأعِذْنِي مِنْ شَرِّ نَفْسي). رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
24- عن أَبي الفضل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رسول الله عَلِّمْني شَيْئاً أسْألُهُ الله تَعَالَى، قَالَ: (سَلوا الله العَافِيَةَ) فَمَكَثْتُ أَيَّاماً، ثُمَّ جِئْتُ فَقُلتُ: يَا رسولَ الله عَلِّمْنِي شَيْئاً أسْألُهُ الله تَعَالَى، قَالَ لي: (يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّ رسول اللهِ، سَلُوا الله العَافِيَةَ في الدُّنيَا والآخِرَةِ). رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).
25- عن شَهْرِ بن حَوشَبٍ، قَالَ: قُلْتُ لأُمِّ سَلَمة رَضِيَ اللهُ عنها، يَا أمَّ المؤمِنينَ، مَا كَانَ أكثْرُ دعاءِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، إِذَا كَانَ عِنْدَكِ؟ قالت: كَانَ أكْثَرُ دُعائِهِ: (يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ). رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
26- عن أَبي الدرداءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (كَانَ مِنْ دُعاءِ دَاوُدَ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَالعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أحَبَّ إلَيَّ مِنْ نَفْسِي، وأهْلِي، وَمِنَ الماءِ البارِدِ) رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
27- عن أنس رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (ألِظُّوا بـ (يَاذا الجَلاَلِ والإكْرامِ)) رواه الترمذي، ورواه النسائي من رواية ربيعة بن عامِرٍ الصحابي، قَالَ الحاكم: (حديث صحيح الإسناد).
(ألِظُّوا): بكسر اللام وتشديد الظاء المعجمة، معناه: الزَمُوا هذِهِ الدَّعْوَةَ وأكْثِرُوا مِنْهَا.
28- عن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: دعا رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، بدُعاءٍ كَثيرٍ، لَمْ نَحْفَظْ مِنْهُ شَيْئاً؛ قُلْنَا: يَا رسول الله، دَعَوْتَ بِدُعاءٍ كَثِيرٍ لَمْ نَحْفَظْ مِنْهُ شَيْئاً، فَقَالَ: (ألا أدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَجْمَعُ ذَلِكَ كُلَّهُ؟ تقول: اللَّهُمَّ إنِّي أسَألُكَ مِنْ خَيْر مَا سَأَلَكَ مِنْهُ نَبِيُّكَ محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم؛ وأعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا استَعَاذَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، وأنتَ المُسْتَعانُ، وَعَليْكَ البَلاَغُ، وَلاَ حَولَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ). رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
29- عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: كَانَ من دعاءِ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، والسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إثْمٍ، والغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، والفَوْزَ بالجَنَّةِ، والنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ) رواه الحاكم أَبُو عبد الله، وقال: (حديث صحيح عَلَى شرط مسلمٍ).
30- عن أَبي الدرداء رضي الله عنه: أنَّه سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلمٍ يدعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ إِلاَّ قَالَ المَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ). رواه مسلم.
31- وعنه: أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يقول: (دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لأَخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ). رواه مسلم.
32- عن أسَامة بن زيد رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ، فَقَالَ لِفاعِلهِ: جَزَاكَ اللهُ خَيراً، فَقَدْ أبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ). رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).
33- عن جابر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ وَلاَ تَدعُوا عَلَى أوْلادِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أموَالِكُمْ، لا تُوافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسألُ فِيهَا عَطَاءً فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ) رواه مسلم.
34- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (أقْرَبُ مَا يكونُ العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأكْثِرُوا الدُّعَاءَ) رواه مسلم.
35- وعنه رضي الله عنه: أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: (يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ: يقُولُ: قَدْ دَعْوتُ رَبِّي، فَلَمْ يسْتَجب لِي) متفق عَلَيْهِ.
وفي روايةٍ لمسلمٍ: (لا يَزالُ يُسْتَجَابُ لِلعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطيعَةِ رحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ) قيل: يَا رسولَ اللهِ مَا الاستعجال؟ قَالَ: (يقول: قَدْ دَعوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أرَ يسْتَجِبُ لي، فَيَسْتحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ).
36- عن أَبي أمامة رضي الله عنه قَالَ: قيل لِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الدُّعاءِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: (جَوْفَ اللَّيْلِ الآخِرِ، وَدُبُرَ الصَّلَواتِ المَكْتُوباتِ) رواه الترمذي ،وقال: (حديث حسن).
37- عن عُبَادَةَ بنِ الصامت رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَا عَلَى الأرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو الله تَعَالَى بِدَعْوَةٍ إِلاَّ آتَاهُ اللهُ إيَّاها، أَوْ صَرفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، مَا لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ)، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ: إِذاً نُكْثِرُ قَالَ: (اللهُ أكْثَرُ). رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).
ورواه الحاكم من روايةِ أَبي سعيدٍ وزاد فِيهِ: (أَوْ يَدخِرَ لَهُ مِن الأَجْرِ مثْلَها).
38- عن ابنِ عباس رضي الله عنهما: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: (لا إلهَ إِلاَّ اللهُ العَظِيمُ الحَليمُ، لا إلهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ، لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ السَّمَاواتِ، وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ) متفق عَلَيْهِ.
آثار
1- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم " رواه الترمذي، وحسنه الألباني.
2- عن أبي ذر قال: " يكفي من الدعاء مع البر ما يكفى الطعام من الملح " مصنف ابن أبي شيبة.
3- قال إبراهيم بن أدهم: " تريد تدعو؟ كل الحلال، وادع بما شئت " حلية الأولياء.
4- قال أيضاً: " ما لنا نشكو فقرنا إلى مثلنا، ولا نسأل كشفه من ربنا " البداية والنهاية.
5- قال أبو عبد الله الملطي: " كان عامة دعاء إبراهيم بن أدهم: اللهم انقلني من ذل معصيتك إلى عز طاعتك " البداية والنهاية.
6- قال عمر بن عبد العزيز: " لقد بورك لعبد في حاجة أكثر فيها سؤال ربه، أُعطي، أو منع " البداية والنهاية.
7- عن الأوزاعي قال: " لا ينبغي للإمام أن يخصّ نفسه بشيء من الدعاء، فإن فعل فقد خانهم " سير أعلام النبلاء.
8- قيل للإمام أحمد - رحمه الله -: " كم بيننا وبين عرش الرحمن؟ قال: دعوة صادقة من قلب صادق ".
9- قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " تأمَّلت أنفع الدعاء فإذا هو: سؤال الله العون على مرضاته " مدارج السالكين.
10- قال أيضاً: " القلوب الصادقة والأدعية الصالحة هي العسكر الذي لا يغلب " مجموع الفتاوى.
11- قال ابن عباس رضي الله عنهما: " فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه, فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب " رواه البخاري.
* قال ابن بطال: " ينبغي للداعي أن يجتهد في الدعاء ويكون على رجاء الإجابة, ولا يقنط من الرحمة, فإنه يدعو كريمًا, وقديمًا قيل: ادعوا بلسان الذلة والافتقار لا بلسان الفصاحة والإنطلاق " شرح ابن بطال.
12- قال ابن بكر: سمعت النباجي يقول: " ينبغي أن نكون بدعاءِ إخواننا أوثقُ منَّا بأعمالنا، نخاف في أعمالنا التقصير، ونرجو أن نكون في دعائهم لنا مخلصين ".
13- قال الداودي: " على الداعي أن يجتهد ويلح ولا يقل: إن شئت، كالمستثني, ولكن دعاء البائس الفقير ".
14- عن أبي عبد الله سعيد بن بريد الصوفي قال: " لو جُعلت لي دعوة مجابة ما سألتُ الفردوس، لكنت أسأل الرضى، فهو تعجيل الفردوس ".
15- قال أبو العالية: " إن الله تعالى قضى على نفسه أن من آمن به هداه؛ وتصديق ذلك في كتاب الله (وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)، ومن توكل عليه كفاه، وتصديق ذلك في كتاب الله (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)، ومن أقرضه جازاه، وتصديق ذلك في كتاب الله (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً)؛ ومن استجار من عذابه أجاره، وتصديق ذلك في كتاب الله (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً)، والاعتصام الثقة بالله، ومن دعاه أجابه، وتصديق ذلك في كتاب الله (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) " تاريخ دمشق لابن عساكر.
قصص
1- عن أبي مسلم الخولاني: أن امرأة خببت عليه امرأته، فدعا عليها، فعميت فأتته فاعترفت وتابت، فقال: اللهم إن كانت صادقة فاردد بصرها، فأبصرت.
2- عن بلال بن كعب: أن الصبيان قالوا لأبي مسلم الخولاني: ادع الله أن يحبس علينا هذا الظبي فنأخذه، فدعا الله، فحبسه فأخذوه.
3- لما سير عامر بن عبد الله الذي يقال له: ابن عبد قيس، شيعه إخوانه، وكان بظهر المربد، فقال: إني داع فأمنوا: اللهم من وشى بي، وكذب علي وأخرجني من مصري، وفرق بيني وبين إخواني، فأكثر ماله، وأصح جسمه وأطال عمره.
4- عن مؤرق العجلي قال: " لقد سألت الله حاجة منذ عشرين سنة، فما شفَّعني فيها، وما سئمت من الدعاء ".
5- قال سعيد بن عبد العزيز: إن عبد الملك لما سار إلى مصعب رحل معه يزيد بن الأسود، فلما التقوا قال: اللهم احجز بين هذين الجبلين وول أحبهما إليك، فظفر عبد الملك.
6- كان بين مطرف بن عبد الله العامري وبين رجل كلام، فكذب عليه، فقال: اللهم إن كان كاذباً فأمته، فخرّ ميتاً مكانه، قال: فرُفع ذلك إلى زياد، فقال: قتلت الرجل، قال: لا، ولكنها دعوة وافقت أجلاً.
7- قال الأوزاعي -رحمه الله-: خرج الناس يستسقون فقام فيهم بلال بن سعد, فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: يا معشر من حضر: ألستم مقرين بالإساءة؟, قالوا: بلى, فقال: اللهم إنا سمعناك تقول: (ما على المحسنين من سبيل) [التوبة: 91]. وقد أقررنا بالإساءة فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا, اللهم اغفر لنا, وارحمنا واسقنا), فرفع يديه ورفعوا أيديهم فسُقوا.
8- قال سفيان الثوري: " بلغني أن بني إسرائيل قحطوا سبع سنين حتى أكلوا الميتة من المزابل وأكلوا الأطفال, وكانوا كذلك يخرجون إلى الجبال يبكون ويتضرعون فأوحى الله إلى أنبيائهم عليهم السلام: لو مشيتم إليَّ بأقدامكم حتى تَحْفَى ركبكم وتبلغ أيديكم عنان السماء وتكل ألسنتكم من الدعاء فإني لا أجيب لكم داعيًا, ولا أرحم لك باكيًا حتى تردوا المظالم إلى أهلها, ففعلوا فمطروا من يومهم ".
9- عن رجل من آل عمر قال: قلت لسعيد بن المسيب ادع على بني أمية، قال: اللهم أعزَّ دينك وأظهر أولياءك واخزِ أعداءك في عافية لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
10- كان لسعيد بن جبير ديك، كان يقوم من الليل بصياحه، فلم يصح ليلة من الليالي حتى أصبح، فلم يصل سعيد تلك الليلة، فشق عليه، فقال: ما له قطع الله صوته؟ فما سمع له صوت بعد. فقالت له أمه: يا بني، لا تدع على شيء بعدها.
11- عن داود بن أبي هند، قال: لما أخذ الحجاج سعيد بن جبير قال: ما أراني إلا مقتولا وسأخبركم: إني كنت أنا وصاحبان لي دعونا حين وجدنا حلاوة الدعاء، ثم سألنا الله الشهادة، فكلا صاحبي رزقها، وأنا أنتظرها، قال: فكأنه رأى أن الإجابة عند حلاوة الدعاء.
قال الذهبي: ولما علم من فضل الشهادة ثبت للقتل ولم يكثرت، ولا عامل عدوه بالتقية المباحة له، رحمه الله تعالى.
12- عن سعيد بن جبير، قال: إن في النار لرجلا ينادي قدر ألف عام: يا حنان يا منان، فيقول: يا جبريل أخرج عبدي من النار، قال: فيأتيها فيجدها مطبقة فيرجع فيقول: يا رب (إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) [الهمزة:8] فيقول: يا جبريل ارجع ففكها فأخرج عبدي من النار، فيفكها، فيخرج مثل الخيال، فيطرحه على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعرا ولحما.
13- عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: كنا نجلس إلى عطاء الخراساني، فكان يدعو بعد الصبح بدعوات، فغاب، فتكلم رجل من المؤذنين، فأنكر رجاء بن حيوة صوته فقال، من هذا؟ قال: أنا يا أبا المقدام، قال: اسكت فإنا نكره أن نسمع الخير إلا من أهله.
14- عن طاووس: سمعت علي بن الحسين وهو ساجد في الحجر يقول: عبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، سائلك بفنائك، فقيرك بفنائك. قال: فوالله ما دعوت بها في كرب قط إلا كشف عني.
15- قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى هشام بن إسماعيل متولي المدينة: بلغني أن الحسن بن الحسن يكاتب أهل العراق فاستحضره. قال: فجيء به فقال له علي بن الحسين: يا ابن عم، قل كلمات الفرج: "لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع، ورب الأرض رب العرش الكريم" قال: فخلي عنه.
16- قيل: لما دخل موسى بن نصير إفريقية وجد غالب مدائنها خالية لاختلاف أيدي البربر، وكان القحط، فأمر الناس بالصلاة والصوم والصلاح، وبرز بهم إلى الصحراء ومعه سائر الحيوانات ففرق بينها وبين أولادها، فوقع البكاء والضجيج، وبقي إلى الظهر، ثم صلى وخطب، فما ذكر الوليد، فقيل له: ألا تدعو لأمير المؤمنين؟ فقال: هذا مقام لا يدعى فيه إلا لله، فسقوا وأغيثوا.
17- يقال: إن رجلاً وشى على بسر بن سعيد عند عبد الملك بن مروان بأنه يعيبكم، قال: فأحضره وسأله؟ فقال: لم أقله، اللهم إن كنتُ صادقاً فأرني به آية، فاضطرب الرجل حتى مات.
18- كان طلق بن حبيب يقول في دعائه: اللهم إني أسألك علم الخائفين منك، وخوف العالمين بك، ويقين المتوكلين عليك، وتوكل الموقنين بك، وإنابة المخبتين إليك، وإخبات المنيبين إليك، وشكر الصابرين لك، وصبر الشاكرين لك، ولحاقا بالأحياء المرزوقين عندك.
19- قيل: أسر الروم عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، فقدم ليقتل بعد قتل طائفة، قال: فحركت شفتي وقلت: الله الله ربي، لا أشرك به شئيا ولا أتخذ من دونه وليا.
فأبصر الطاغية فعلي، فقال: قدموا شماس العرب. لعلك قلت: الله الله ربي لا أشرك به شيئا؟ قلت: نعم. قال: ومن أين علمته؟ قلت: نبينا أمرنا به. فقال لي: وعيسى أمرنا به في الإنجيل. فأطلقني ومن معي.
20- عن بقية، قال: كنا مع إبراهيم بن أدهم في البحر، فهاجت ريح، واضطربت السفينة، وبكوا، فقلنا: يا أبا إسحاق! ما ترى؟ فقال: يا حي حين لا حي، ويا حي قبل كل حي، ويا حي بعد كل حي، يا حي، يا قيوم، يا محسن، يا مجمل! قد أريتنا قدرتك، فأرنا عفوك. فهدأت السفينة من ساعته.
21- يقال: إن الخليل بن أحمد دعا الله أن يرزقه علماً لا يُسبق إليه، ففتح له بالعروض.
22- وورد أن يحيى بن سعيد قال في سجوده مرة: اللهم اغفر لخالد بن الحارث، ومعاذ بن معاذ، ثم قال: حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، قال أبو الدرداء: إني لاستغفر لسبعين من إخواني في سجودي أسميهم بأسماء آبائهم.
23- قال عبد الله بن جعفر بن خاقان: سمعت عمرو بن علي يقول: كان يحي بن سعيد القطان يختم القرآن كل يوم وليلة، ويدعو لألف إنسان، ثم يخرج بعد العصر، فيحدث الناس.
24- سُئل مالك عن الداعي يقول: يا سيدي، فقال: يُعجبني دعاءُ الأنبياء ربَّنا ربنا.
25- قال العباس بن مُصعب: حدّثني بعض أصحابنا قال: سمعت ابن وهي يقول: مرَّ ابن المبارك برجل أعمى، فقال له: أسألك أن تدعو لي أن يرد الله عليَّ بصري، فدعا الله، فردّ الله عليه بصره وأنا أنظر.
26- عن بشر بن الحارث: سمع أبا بكر بن عياش يقول: يا مَلَكيَّ ادعوا الله لي فإنكما أطوعُ لله مني.
27- قال أحمد بن أبي الحواري: جاء إلى أبي معاوية الأسود جماعة، ثم قالوا: ادع الله لنا، فقال: اللهم ارحمني بهم، ولا تحرمهم بي..
28- قال الحارث بن سريج: سمعت يحي القطّان يقول: أنا أدعو الله للشافعيّ، أخصُّه به.
29- وقال أبو بكر بن خلاد: أنا أدعو الله في دُبُر صلاتي للشافعي.
30- قال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ستة أدعو لهم سحراً، أحدهم الشافعي.
31- وحمل عن أسد بن الفرات سحنون بن سعيد، ثم ارتحل سحنون بالأسدية إلى ابن القاسم، وعرضها عليه، فقال ابن القاسم: فيها أشياء لا بد أن تغير، وأجاب عن أماكن، ثم كتب إلى أسد بن الفرات: أن عارض كتبك بكتب سحنون. فلم يفعل، وعز عليه، فبلغ ذلك ابن القاسم، فتألم، وقال: اللهم لا تبارك في الأسدية، فهي مرفوضة عند المالكية.
32- قال الميموني: قال لي القاضي محمد بن محمد بن إدريس الشافعي: قال لي أحمد: أبوك أحد الستة الذين أدعو لهم سحراً.
33- عن علي بن أبي فزارة، قال: كانت أمي مقعدة من نحو عشرين سنة. فقالت لي يوما: اذهب إلى أحمد بن حنبل، فسله أن يدعو لي، فأتيت، فدققت عليه وهو في دهليزه، فقال: من هذا؟ قلت: رجل سألتني أمي وهي مقعدة أن أسألك الدعاء. فسمعت كلامه كلام رجل مغضب. فقال: نحن أحوج أن تدعو الله لنا، فوليت منصرفا.
فخرجت عجوز، فقالت: قد تركته يدعو لها. فجئت إلى بيتنا ودققت الباب فخرجت أمي على رجليها تمشي.
34- سمعت أحمد بن حنبل، يقول: تبينت الإجابة في دعوتين: دعوت الله أن لا يجمع بيني وبين المأمون، ودعوته أن لا أرى المتوكل. فلم أر المأمون، مات بالبذندون.
قال الذهبي: وهو نهر الروم. وبقي أحمد محبوسا بالرقة حتى بويع المعتصم إثر موت أخيه، فرد أحمد إلى بغداد. وأما المتوكل فإنه نوه بذكر الإمام أحمد، والتمس الاجتماع به، فلما أن حضر أحمد دار الخلافة بسامراء ليحدث ولد المتوكل ويبرك عليه، جلس له المتوكل في طاقة، حتى نظر هو وأمه منها إلى أحمد، ولم يره أحمد.
- أن هشام بن عمار، قال: سألت الله تعالى سبع حوائج، فقضى لي منها ستا، والواحدة، ما أدري ما صنع فيها. يجعلني مصدقا على حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ففعل. وسألته أن يجعل الناس يغدون إلي في طلب العلم، ففعل. وسألته أن أخطب على منبر دمشق، ففعل. وسألته أن يرزقني ألف دينار حلالا ففعل.
قال: فقيل له: كل شيء قد عرفناه، فألف دينار حلال من أين لك؟
فقال: وجه المتوكل بعض ولده ليكتب عني لما خرج إلينا، يعني لما سكن دمشق، وبني له القصر بداريا. قال: ونحن نلبس الأزر، ولانلبس السراويلات. فجلست، فانكشف ذكري، فرآه الغلام، فقال: استتر يا عم. قلت: رأيته؟ قال: نعم. قلت: أما إنه لا ترمد عينك أبدا إن شاء الله. قال: فلما دخل على المتوكل، ضحك. قال: فسأله فأخبره بما قلت له، فقال: فأل حسن تفاءل لك به رجل من أهل العلم، احملوا إليه ألف دينار. فحملت إلي، فأتتني من غير مسألة، ولا استشراف نفس.
35- عن أيوب مؤدب ذي النون، قال: جاء أصحاب المطالب ذا النون، فخرج معهم إلى فقط، وهو شاب، فحفروا قبراً، فوجدوا لوحاً فيه اسم الله الأعظم، فأخذه ذو النون، وسلّم إليهم ما وجدوا.
36- وعن عمرو بن السرح: قلت لذي النون: كيف خلصت من المتوكل، وقد أمر بقتلك ؟ قال: لما أوصلني الغلام، قلت في نفسي: يا من ليس في البحار قطرات، ولا في ديلج الرياح ديلجات، ولا في الأرض خبيئات، ولا في القلوب خطرات، إلا وهي عليك دليلات، ولك
شاهدات، وبربوبيتك معترفات، وفي قدرتك متحيرات.
فبالقدرة التي تجير بها من في الأرضين والسماوات إلا صليت على محمد وعلى آل محمد، وأخذت قلبه عني، فقام المتوكل يخطو حتى اعتنقني، ثم قال: أتعبناك يا أبا الفيض.
37- حكى بعضهم قال: هاجت الريح، فرأيت عبد الملك بن حبيب رافعاً يديه، متعلِّقاً بحبال المركب، يقول: اللهم إن كنت تعلم أني إنما أردت وجهك وما عندك فخلصنا. قال: فسلم الله.
38- قال أبو أحمد بن الناصح: سمعت محمد بن حامد بن السري، وقلت له: لم لا تقول في محمد بن المثنى إذا ذكرته: الزمن، كما يقول الشيوخ ؟ فقال: لم أره زمنا، رأيته يمشي، فسألته فقال: كنت في ليلة شديدة البرد، فجثوت على يدي ورجلي، فتوضأت، وصليت ركعتين، وسألت الله، فقمت أمشي. قال: فرأيته يمشي، ولم أره زمنا.
39- سمعت أبا عبد الله، يقول: ما ينبغي للمسلم أن يكون بحالة إذا دعا لم يستجب له. فقالت له امرأة أخيه بحضرتي: فهل تبينت ذلك أيها الشيخ من نفسك، أو جربت؟ قال: نعم. دعوت ربي عزوجل مرتين، فاستجاب لي، فلن أحب أن أدعو بعد ذلك، فلعله ينقص من حسناتي، أو يعجل لي في الدنيا. ثم قال: ما حاجة المسلم إلى الكذب والبخل؟!!
40- أن أبا حاتم كان يعرف الاسم الأعظم، فمرض ابنه، فاجتهد أن لا يدعو به، فإنه لا ينال به الدنيا، فلما اشتدت العلة، حزن، ودعا به، فعوفي، فرأى أبو حاتم في نومه: استجبت لك ولكن لا يعقب ابنك. فكان عبد الرحمن مع زوجته سبعين سنة، فلم يرزق ولدا، وقيل: إنه ما مسها.
41- أن امرأة جاءت إلى بقي بن مخلد، فقالت: إن ابني في الأسر، ولا حيلة لي، فلو أشرت إلى من يفديه، فإنني والهة. قال: نعم، انصرفي حتى أنظر في أمره. ثم أطرق، وحرك شفتيه، ثم بعد مدة جاءت المرأة بابنها، فقال: كنت في يد ملك، فبينا أنا في العمل، سقط قيدي. قال: فذكر اليوم والساعة، فوافق وقت دعاء الشيخ. قال: فصاح على المرسم بنا، ثم نظر وتحير، ثم أحضر الحداد وقيدني، فلما فرغه ومشيت سقط القيد، فبهتوا، ودعوا رهبانهم، فقالوا: ألك والدة؟ قلت: نعم، قالوا: وافق دعاءها الإجابة.
42- ويروى أن أبا إسحاق الحربي لما دخل على إسماعيل القاضي، بادر أبو عمر محمد بن يوسف القاضي إلى نعله، فأخذها، فمسحها من الغبار، فدعا له، وقال: أعزك الله في الدنيا والآخرة، فلما توفي أبو عمر، رؤى في النوم، فقيل: ما فعل الله بك؟ قال: أعزني في الدنيا والآخرة بدعوة الرجل الصالح.
43- قال الحاكم: كان أبو عمر المستملي مجاب الدعوة، راهب عصره، حدثنا محمد بن صالح، قال: كنا عند أبي عمرو المستملي، فسمع جلبة، فقال: ما هذا؟ قالوا: أحمد بن عبد الله - يعني الخجستاني في عسكره - فقال: اللهم مزق بطنه. فما تم الأسبوع حتى قتل.
44- ثم قال الصبغي: فأخبرني غير واحد أن الليلة التي قتل فيها أحمد بن عبد الله - يعني الظالم الذي استولى على نيسابور - صلى أبو عمرو العتمة، ثم صلى طول ليله، وهو يدعو على أحمد بصوت عال: اللهم شق بطنه، اللهم شق بطنه.
45- قال أبو الشيخ: سمعت ابني عبد الرزاق يحكي عن أبي عبد الله الكسائي، قال: كنت عنده - يعني ابن أبي عاصم - فقال واحد: أيها القاضي! بلغنا أن ثلاثة نفر كانوا بالبادية، وهم يقلبون الرمل، فقال واحد منهم: اللهم إنك قادر على أن تطعمنا خبيصا على لون هذا الرمل. فإذا هم بأعرابي بيده طبق، فوضعه بينهم، خبيص حار، فقال ابن أبي عاصم: قد كان ذاك.
قال أبو عبد الله: كان الثلاثة: عثمان بن صخر الزاهد، وأبو تراب، وابن أبي عاصم، وكان هو الذي دعا.
46- ومن دعاء عماد الدين المقدسي المشهور: "اللهم اغفر لأقسانا قلباً، وأكبرنا ذنباً، وأثقلنا ظهراً، وأعظمنا جرماً".
47- وكان عماد الدين المقدسي يدعو: "يا دليل الحيارى، دلنا على طريق الصادقين، واجعلنا من عبادك الصالحين".
48- قال الحسن بن أحمد الأوقيه: كانوا يأتون السلفي، ويطلبون منه دعاء لعسر الولادة، فيكتب لمن يقصده، قال: فلما كثر ذلك نظرت فيما يكتب، فوجدته يكتب: اللهم إنهم قد أحسنوا ظنهم بي، فلا تخيب ظنهم في.
49- امتحن الزاهد أحمد بن محمد الأوسي بسبب الحلاج، وطلبه حامد الوزير وقال: ما الذي تقول في الحلاج ؟ فقال: مالك ولذاك ؟ عليك بما ندبت له من أخذ الأموال، وسفك الدماء. فأمر به، ففكت أسنانه، فصاح: قطع الله يديك ورجليك. ومات بعد أربعة عشر يوما، ولكن أجيب دعاؤه، فقطعت أربعة حامد.
50- يروى أنه كان لرجل على آخر دين مئة دينار، فطلب الرجل الوثيقة، فلم يجدها، فجاء إلى بنان ليدعو له، فقال: أنا رجل قد كبرت، وأحب الحلواء، اذهب اشتر لي من عند دار فرج رطل حواء حتى أدعو لك. ففعل الرجل وجاء، فقال بنان: افتح ورقة الحلواء، ففتح، فإذا هي الوثيقة فقال: هي وثيقتي. قال: خذها، وأطعم الحلواء صبيانك.
51- سمعت محمد بن المؤمل يقول: حجَّ جدي، وقد شاخ، فدعا الله أن يرزقه ولداً، فلما رجع رزق أبي، فسمّاه المؤمل، لتحقيق ما أمّله، وكناه أبا الوفا ليفي لله بالنذور، فوفى بها.
52- قال الحاكم: شهدت جنازته، فلا أذكر أني رأيت بنيسابور مثل ذلك الجمع، وحضرت مجلس وعظه، وأنا صغير، فسمعته يقول في دعائه: إنك أنت الوهاب الوهاب الوهاب.
53- وقال الرجل: يا أخي، فائدة الاجتماع الدعاء، فادع لي إذا ذكرتني وأدعو لك إذا ذكرتك، فنكون كأنا التقينا، وإن لم نلتق.
54- وكان أبو العباس المصري ورّاقاً للشيخ أبي عبد الله الصغار، فخانه، واختزل عيون كتبه وأكثر من خمس مئة جزء من أصوله، فكان أبو عبد الله يجامله جاهدا في استرجاعها، فلم ينجع فيه، فذهب علمه بدعاء الشيخ عليه.
55- أبا يعقوب الأذرعي، يقول: سألت الله أن يقبض بصري، فعميت، فتضررت في الطهارة، فسألت الله إعادة بصري، فأعاده تفضلا منه.
56- ثم قال الحاكم: سمعت الشيخ أبا بكر أحمد بن إسحاق الصبغي، يقول: رأيت في منامي كأني في دار فيها عمر، وقد اجتمع الناس عليه يسألونه المسائل، فأشار إلي: أن أجيبهم، فما زلت أسأل وأجيب وهو يقول لي: أصبت، امض، أصبت امض، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما النجاة من الدنيا أو المخرج منها؟ فقال لي بإصبعه: الدعاء، فأعدت عليه السؤال فجمع نفسه كأنه ساجد لخضوعه. ثم قال: الدعاء.
57- عن أبي القاسم سليمان بن محمد الضراب قال حدثني بعض أخواني أن سريا السقطي مرت به جارية معها إناء فيه شيء فسقط من يدها فانكسر فأخذ سري شيئاً من دكانه فدفعه إليها بدل ذلك الإناء فنظر إليه معروف الكرخي فأعجبه ما صنع فقال له معروف: بغض الله إليك الدنيا.
58- عن مظفر بن سهل المقري قال سمعت علان الخياط وجرى بيني وبينه مناقب سري السقطي، فقال علان: كنت جالساً مع سري يوما فوافته امرأة فقالت: يا أبا الحسن أنا من جيرانك أخذ ابني الطائف وأنا أخشى أن يؤذيه فإن رأيت أن تجيء معي أو تبعث إليه.
قال علان: فتوقعت أن يبعث إليه فقام وكبر وطول في صلاته: فقالت المرأة يا أبا الحسن الله الله فيَّ، هو ذا أخشى أن يؤذيه السلطان فسلم وقال لها: أنا في حاجتك.
قال علان: فما برحت حتى جاءت إمرأة إلى المرأة فقالت: الحقي قد خلوا ابنك.
59- أبا عون الفرائضي يقول: خرجت إلى مجلس أحمد بن منصور الزيادي سنة اثنتين وستين ومائتين، فلما صرت بطاق الحراني رأيت رجلاً قد أمر بالقبض على امرأة، وأمره بجرها فقالت له: اتق الله، فأمر أن تجر، فلم تزل تناشده الله وهو يأمر بجرها إلى باب القنطرة، فلما يئست من نفسها رفعت رأسها إلى السماء ثم قالت
قُلْ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) [الزمر:46] إن كان هذا الرجل يظلمني فخذه.
قال أبو عون: فوقع الرجل على ظهره ميتاً وأنا أراه فحمل على جنازة وانصرفت المرأة.
أشعار
اللهُ أَنْـجَـحُ مَـا طَلَـبْـتَ بِـهِ *** وَالبِـرُّ خَيْـرُ حَقِيبـةِ الرَّحْـلِ
[امرؤ الْقَيْس]
اللهُ يَغْضَـبُ إِنْ تَرَكْـتَ سُؤَالَـهُ *** وَبُنَـيُّ آدَمَ حِيْـنَ يُسْأَلُ يَغْضَبُ
[............]
وَإِنِّي لأَدْعُـو اللهَ وَالأَمْـرُ ضَيِّـقٌ *** عَلَـيَّ فَمَـا يَنْفَـكُّ أَنْ يَتَفَرَّجَا
وَرُبَّ فَتَـى سُـدَّتْ عَلَيْهِ وُجُوهُهُ *** أَصَابَ لَهَا فِي دَعْـوَةِ اللهِ مَخْرَجَا
[............]
أَتَهْـزَأُ بِـالـدُّعَـاءِ وَتَـزْدَرِيـهِ *** وَمَـا تَـدْرِي بِمَـا صَنَعَ الدُّعَاءُ
سِهَـامُ اللَّيْـلِ لا تُخْطِـي وَلَكِنْ *** لَهَا أَمَـدٌ وَللأَمَـدِ انْقِـضَـاءُ
[الشافعي]
يَا خَالِقَ الْخَلْقِ يَا رَبَّ الْعِبَـادِ وَمَنْ *** قَدْ قَالَ فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ أُدْعُونِي
إِنِّي دَعَوْتُكَ مُضَطَرًّا فَخُـذْ بِيَـدِي *** يَا جَاعِلَ الأَمْرِ بَيْنَ الكَافِ وَالنُّونِ
[.............]
وَسَارِيةٍ لَمْ تَسْرِ فِـي اللَّيْلِ تَبْتَغِـي *** مَحَلاًّ وَلَمْ يَقْطَعْ بِهَا الْبِيـدَ قَاطِعُ
سَرَتْ حَيْثُ لَمْ تَسْرِ الرِّكَابُ وَلَمْ تُنَخْ *** لِوَرْدٍ وَلَمْ يُقْصَرْ لَهَا الْقَيْـدُ مَانِعُ
تَحِـلُّ ورَاءَ اللَّيْلِ واللَّيْـلُ سَاقِـطٌ *** بِأَوْرَاقِـهِ فِيـهِ سَمِيـرٌ وَهَـاجِعُ
تَفَتَّـحُ أَبْـوَابُ السَّمَاوَاتِ دُوْنَـهَـا *** إِذَا قَرَعَ الأَبْـوَابَ مِنْهُنَّ قَـارِعُ
إِذَا أُوْفِدَتْ لَمْ يَـرْدُدِ اللهُ وَفْدَهَـا *** عَلَـى أَهْلِهَـا وَاللهُ رَاءٍ وَسَامِـعُ
وَإِنِّـي لأَرْجُـو الله حَتَّـى كَأَنَّمَا *** أَرَى بِجَمِيلِ الظَّـنِّ مَا اللهُ صَانِعُ
[محمد بن حازم الباهلي]
وَحَسْبُكَ أَنْ يَنْجُو الظَّلُومُ وَخَلْفُـهُ *** سِهَـامُ دُعَاءٍ مِـنْ قِسِيِّ رُكُوعِ
مُرَيَّشَةً بِالْهُدْبِ مِـنْ كُـلِّ سَاهِـرٍ *** مُنْهَلَّـةً أَطْـرَافُهَـا بِـدُمُـوعِ
[الشافعي]
يا من يرى ما في الضمير ويسمعُ *** أنت المُعِـدُّ لكلّ ما يتوقَّعُ
يا من يُرجَّي للشـدائد كلِّـها *** يا من إليه المشْتَكَي والمفْزعُ
يا من خزائن رزقه في قول كُنْ *** أَمْنُنْ فإن الخيرَ عندك أجمعُ
ما لي سِوَى فقرِي إليك وسيلةٌ ... فبالافتقارِ إليك فَقْرِي أدفع
ما لي سوى قَرْعِي لبابِك حِيلةٌ *** فلئنْ رَدَدْتَ فأيَّ بابٍ أقرع
ومَن الذي أدعُو وأهْتِف باسمه *** إن كان فَضْلُكَ عن فقيرٍ يُمنع
حاشا لمجِدك أن تُقنَّط عاصياً *** الفَضْلُ أجزلُ والمَواهبُ أوسع
[...........]
حكم
1- قال وهب بن منبه في حمة آل داود: حق على العاقل أن لايغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يقضي فيها إلى إخوانه الذين يناصحونه، وساعة يخلي بين نفسه ولذاتها فيما يحل ولا يحرم.
2- أعجز الناس من عجز عن الدعاء.
3- لا تسأم من الوقوف على باب ربك ولو طردت.