~¤¦¦♦¦¦ حسن السمت من أخلاق الأنبياء ¦¦♦¦¦¤~
السمت لغة:
مصدر سمت يسمت أي قصد وهو مأخوذ من مادّة (س م ت) الّتي تدلّ كما يقول ابن فارس على نهج وقصد وطريقة، يقال: سمت إذا أخذ النّهج، وكان بعضهم يقول: السّمت: السّير بالظّنّ والحدس، وهو قول القائل: ليس بها ربع لسمت السّامت
ويقال: إنّ فلانا لحسن السّمت إذا كان مستقيم الطّريقة متحرّيا لفعل الخير، وقيل إنّه مشتقّ من السّمت وهو الهيئة الحسنة، أي جعلك اللّه على سمت حسن؛ لأنّ هيئته تنزعج للعطاس، وقال في الصّحاح: التّسميت: ذكر اسم اللّه تعالى على الشّيء، وتسميت العاطس أن تقول له: يرحمك اللّه بالسّين والشّين جميعا، قال ثعلب: والاختيار بالسّين لأنّه مأخوذ من السّمت وهو القصد والمحجّة، والسّمت (أيضا) هيئة أهل الخير يقال: ما أحسن سمته أي هديه، والسّمت: الطّريق، والسّمت: حسن النّحو في مذهب الدّين، يقول ابن منظور: والفعل منه سمت يسمت (بضمّ الميم وكسرها)، يقال إنّه لحسن السّمت. أي حسن القصد والمذهب في دينه ودنياه، قال الفرّاء: يقال: سمت لهم يسمت سمتا، إذا هيّأ لهم وجه العمل ووجه الكلام والرّأى، يقال: وهو يسمت سمته أي يقصد قصده، وفي حديث حذيفة: ما أعلم أحدا أشبه سمتا وهديا ودلّا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من ابن أمّ عبد، يعني ابن مسعود، قال خالد بن جنبة: السّمت اتّباع الحقّ والهدى، وحسن الجوار، وقلّة الأذيّة، والتّسمّت مصدر قولهم تسمّته تسمّتا إذا قصد نحوه [انظر مقاييس اللغة لابن فارس (3/ 99)، والنهاية لابن الأثير (2/ 397)، والصحاح (1/ 254)، ولسان العرب مادة: سمت (ص 2087) ط. دار المعارف) ] .
أمّا الحسن في اللّغة فهو مصدر حسن الشّيء إذا كان مبهجا مرغوبا فيه، والحسن على ثلاثة أضرب: مستحسن من جهة العقل أو البصيرة ومستحسن من جهة الهوى، ومستحسن من جهة الحسّ، وأكثر ما جاء في القرآن من الحسن فللمستحسن من جهة البصيرة، وقال في الصّحاح: الحسن نقيض القبح وجمعه محاسن على غير قياس[مفردات الراغب (ص 118)، والصحاح (5/ 2099) ] .
واصطلاحا:
السّمت: حسن النّحو في مذهب الدّين، وإنّه لحسن السّمت، أي حسن القصد والمذهب في دينه ودنياه. وقال أبو عبيد: السّمت يكون في حسن الهيئة والمنظر من جهة الخير والدّين. لا من جهة الجمال والزّينة.
والسّمت أيضا: هيئة أهل الخير، يقال: ما أحسن سمته أي هديه [استعمل علماء الهيئة لفظ السمت مصطلحا فى معنى آخر هو كما يقول الجرجاني: بأنه خط مستقيم واحد يقع عليه الميزان مثل هذا. وقال التهانوي: السمت عند أهل الهيئة (الفلك) قوس من الأفق محصور بين الدائرة السمتية وبين دائرة السموت المسماة بدائرة المشرق والمغرب ... إلخ). انظر كتاب التعريفات للجرجاني (ص 127)، وكشاف اصطلاحات الفنون، للتهانوي (3/ 135) ] .
حسن السمت اصطلاحا:
وعلى ضوء ما سبق يكون حسن السّمت اصطلاحا هو: حسن المظهر الخارجيّ للإنسان من طريقة الحديث والصّمت، والحركة والسّكون والدّخول والخروج والسّيرة العمليّة في النّاس بحيث يستطيع من يراه أو يسمعه أن ينسبه لأهل الخير والصّلاح والدّيانة والفلاح.
أحاديث
1- عن عبد اللّه بن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ الهدي الصّالح والسّمت الصّالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النّبوّة» [أبو داود (4776) واللفظ له. وأحمد (1/ 296) وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح (4/ 244) رقم (2698). والبخاري في الأدب المفرد (267) رقم (791). وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: إسناده حسن (10/ 509) ] .
2- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: أوّل ما اتّخذ النّساء المنطق من قبل أمّ إسماعيل ...الحديث ... إلى أن قال: «فجاء إبراهيم بعد ما تزوّج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا، ثمّ سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت: نحن بشرّ، نحن في ضيق وشدّة فشكت إليه. قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السّلام وقولي له يغيّر عتبة بابه. فلمّا جاء إسماعيل كأنّه آنس شيئا فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنّا في جهد وشدّة، قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم. أمرني أن أقرأ عليك السّلام، ويقول: غيّر عتبة بابك. قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك. فطلّقها وتزوّج منهم أخرى. فلبث عنهم إبراهيم ما شاء اللّه، ثمّ أتاهم بعد فلم يجده، فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت: خرج يبتغي لنا. قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم. فقالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على اللّه فقال: ما طعامكم؟ قالت: اللّحم، قال: فما شرابكم، قالت: الماء. قال: اللّهمّ بارك لهم في اللّحم والماء. قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «ولم يكن لهم يومئذ حبّ ولو كان لهم حبّ لدعا لهم فيه». قال: «فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكّة إلّا لم يوافقاه. قال: فإذا جاء زوجك، فاقرئي عليه السّلام ومريه يثبت عتبة بابه، فلمّا جاء إسماعيل. قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم، أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه فسألني عنك فأخبرته أنّا بخير. قال: فأوصاك بشيء؟ قالت: نعم، هو يقرأ عليك السّلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك. قال: ذاك أبي وأنت العتبة أمرني أن أمسكك ... الحديث» [البخاري- الفتح 6 (3364) ] .
3- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «البسوا من ثيابكم البياض، فإنّها خير ثيابكم، وكفّنوا فيها موتاكم ....» [أبو داود (4061) واللفظ له. والترمذي (994) وقال: حسن صحيح. والنسائي نحوه من حديث جابر بن سمرة (8/ 205). والحاكم (4/ 185) وقال: صحيح ووافقه الذهبي. وقال محقق جامع الأصول: هو كما قالا (10/ 668) ] .
4- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- أنّه قال لرجل سأله عن الإزار فقال: على الخبير سقطت، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إزرة المسلم إلى نصف السّاق ولا حرج، أو لا جناح، فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النّار، من جرّ إزاره بطرا لم ينظر اللّه إليه» [أبو داود (4093) واللفظ له، وابن ماجة (3573). وقال محقق جامع الأصول: إسناده صحيح (10/ 635) ] .
5- عن عوف بن مالك- رضي اللّه عنه- أنّه قال: أتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في ثوب دون فقال: «ألك مال؟»، قال: نعم، قال: «من أيّ المال؟»، قال: قد آتاني اللّه من الإبل والغنم والخيل والرّقيق، قال: «فإذا آتاك اللّه مالا فلير أثر نعمة اللّه عليك وكرامته» [أبو داود (4063) واللفظ له، النسائي (8/ 196)، وأحمد (3/ 473) وقال محقق جامع الأصول (1/ 658): إسناده صحيح ] .
6- عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: أتانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فرأى رجلا شعثا قد تفرّق شعره فقال: «أما كان يجد هذا ما يسكّن به شعره؟» ورأى رجلا آخر وعليه ثياب وسخة فقال: «أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه» [أبو داود (4062) واللفظ له، وقال الألباني (2/ 766): صحيح صحيح النسائي للألباني برقم (4832). وصحح إسناده أيضا محقق «جامع الأصول» (4/ 751) ] .
7- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- أنّه قال: أشهد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «الغسل يوم الجمعة واجب على كلّ محتلم، وأن يستنّ وأن يمسّ طيبا إن وجد» [البخاري- الفتح 2 (880) واللفظ له. ومسلم (846) ] .
8- عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّها قالت: كان النّاس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي فيأتون في الغبار يصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرق، فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إنسان منهم وهو عندي- فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «لو أنّكم تطهّرتم ليومكم هذا» [البخاري- الفتح 2 (902) واللفظ له. ومسلم (847) ] .
9- عن عبد اللّه بن سلام- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما على أحدكم إن وجد أو ما على أحدكم إن وجدتم أن يتّخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته» [أبو داود (1078) واللفظ له. وابن ماجة (1095). وقال محقق جامع الأصول (10/ 659) إسناده صحيح ] .
10- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من كان له شعر فليكرمه» [أبو داود (4163) واللفظ له. وقال الحافظ في الفتح (10/ 368): إسناده حسن. وذكره الألباني في الصحيحة (1/ 819) رقم (500) وقال: إسناده حسن ] .
11- عن البراء بن عازب- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مربوعا، وقد رأيته في حلّة حمراء، ما رأيت شيئا أحسن منه. [البخاري- الفتح 10 (5848) واللفظ له. ومسلم (2337) ] .
آثار
1- قال حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنهما: إنّ أشبه النّاس دلّا وسمتا وهديا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لابن أمّ عبد ، من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه، لا ندري ما يصنع في أهله إذا خلا [البخاري- الفتح 10 (6097) ] . 2- قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- يوصي الرّجال والنّساء: من أدرك فيكنّ من امرأة أو رجل فالسّمت الأوّل، السّمت الأوّل، فإنّا على الفطرة». قال عبد اللّه: السّمت: الطّريق . [الدارمي (1/ 82) رقم (213) ] . 3- قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه: إنّكم في زمان كثير فقهاؤه، قليل خطباؤه، قليل سؤّاله، كثير معطوه، العمل فيه قائد للهوى. وسيأتي من بعدكم زمان قليل فقهاؤه، كثير خطباؤه، كثير سؤّاله، قليل عطاؤه، الهوى فيه قائد للعمل، اعلموا أنّ حسن الهدي في آخر الزّمان خير من بعض العمل. [الأدب المفرد للبخاري (275، 276). وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: سنده صحيح (10/ 510) ولا يقال مثله من قبل الرأى ] . 4- قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه-: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا النّاس نائمون، وبنهاره إذا النّاس يفطرون، وبحزنه إذا النّاس يفرحون، وببكائه إذا النّاس يضحكون، وبصمته إذا النّاس يخلطون، وبخشوعه إذا النّاس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حكيما حليما عليما سكّيتا، وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون جافيا، ولا غافلا، ولا صخّابا، ولا صيّاحا، ولا حديدا. [حلية الأولياء (1/ 130) ] . 5- قال عبد اللّه بن عبّاس- رضي اللّه عنهما-: القصد والتّؤدة وحسن السّمت جزء من خمسة وعشرين جزءا من النّبوّة. [الموطأ (954). وقال عبد الباقي رواه الطبراني في الكبير مرفوعا ومثله لا يقال بالرأي ] . 6- قالت عائشة- رضي اللّه عنها-: ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا ودلّا وهديا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في قيامها وقعودها من فاطمة رضي اللّه عنها . [الترمذي (3872) واللفظ له بسياق طويل وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وأبو داود (5217). والنسائي في عشرة النساء (ص 301) رقم (354). والحاكم (4/ 272، 273). والبيهقي في السنن (7/ 101) ] . 7- قال إبراهيم النّخعيّ- رحمه اللّه تعالى: كانوا إذا أتوا الرّجل ليأخذوا عنه نظروا إلى صلاته وإلى سمته وإلى هيئته ثمّ يأخذون عنه. [الآداب الشرعية (2/ 149) ] . 8- قال الأعمش- رحمه اللّه تعالى-: كانوا يتعلّمون من الفقيه كلّ شيء حتّى لباسه ونعليه. [الآداب الشرعية (2/ 149) ] . 9- قال الأوزاعيّ- رحمه اللّه تعالى-: كنّا نمزح ونضحك فلمّا صرنا يقتدى بنا خشيت أن لا يسعنا التّبسّم . [الآداب الشرعية (2/ 149) ] . 10- قال الحسن البصريّ- رحمه اللّه تعالى-: كان الرّجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشّعه ولسانه وبصره ويده. [شعب الإيمان (8/ 427). والآداب الشرعية (2/ 45) ] . 11- قال أبو عبيد- رحمه اللّه تعالى-: كان أصحاب عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- يرحلون إلى عمر- رضي اللّه عنه- فينظرون إلى سمته وهديه ودلّه فيتشبّهون به.[ الصحاح للجوهري (4/ 1699). ولسان العرب (3/ 1423) ] . 12- قال ابن المبارك- رحمه اللّه تعالى- لرجل سأله أين تريد؟ قال: إلى البصرة، فقيل له: من بقي؟ قال: ابن عون آخذ من أخلاقه، آخذ من آدابه.[ الآداب الشرعية (2/ 149) ] . 13- قال الوليد بن يزيد- رحمه اللّه تعالى-: ما رأيت الأوزاعيّ ضاحكا حتّى يقهقه قطّ، ولا ملتفتا إلى شيء، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد وما أشبهه أقول في نفسي لا يرى أحد في المجلس لم يبك قبله. [الجرح والتعديل (1/ 217) ] . 14- قال عبد الرّحمن بن مهديّ- رحمه اللّه تعالى-: كنّا نأتي الرّجل ما نريد علمه ليس إلّا أن نتعلّم من هديه وسمته ودلّه.[الآداب الشرعية (2/ 149) ] . 15- قال عبيدة بن عثمان- رحمه اللّه تعالى-: من نظر إلى الأوزاعيّ اكتفى به ممّا يرى عليه من أثر العبادة، كنت إذا رأيته قائما يصلّي كأنّما تنظر إلى جسد ليس فيه روح.[الجرح والتعديل (1/ 218) ] . 16- قال الحسن بن الرّبيع- رحمه اللّه تعالى-: ما شبّهت أحمد بن حنبل إلّا بابن المبارك في سمته وهديه. [مقدمة المسند للشيخ أحمد شاكر نقلا عن تاريخ الإسلام للذهبي (66) ] . 17- قال الميمونيّ- رحمه اللّه تعالى-: ما رأيت أحدا أنظف ثوبا، ولا أشدّ تعاهدا لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه ولا أنقى ثوبا وأشدّ بيانا من أحمد بن حنبل. [الآداب الشرعية (2/ 12) ] . 18- قال محمّد بن مسلم: كنّا نهاب أن نرادّ على أحمد بن حنبل في الشّيء أو نحاجّه في شيء من الأشياء، يعني لجلالته ولهيبة الإسلام الّذي رزقه. [الآداب الشرعية (2/ 12) ] . 19- قال المروذيّ- رحمه اللّه تعالى-: لم أر الفقير في مجلس أعزّ منه في مجلس أبي عبد اللّه ، كان مائلا إليهم مقصرا عن أهل الدّنيا، وكان فيه حلم، ولم يكن بالعجول، وكان كثير التّواضع تعلوه السّكينة والوقار، إذا جلس في مجلسه بعد العصر للفتيا لا يتكلّم حتّى يسأل، وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدّر، يقعد حيث انتهى به المجلس. [سير أعلام النبلاء (11/ 218) ] .
أشعار
1- قال الشّاعر:
انطق مصيبا لا تكن هذرا *** عيّابة ناطقا بالفحش والرّيب
وكن رزينا طويل الصّمت ذا فكر *** فإن نطقت فلا تكثر من الخطب
ولا تجب سائلا من غير تروية *** وبالّذي عنه لم تسأل فلا تجب
[حسن السمت في الصمت للسيوطي (47) ] .
متفرقات
1- قال مالك- رحمه اللّه تعالى-: إنّ حقّا على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية وأن يكون متّبعا لأثر من مضى قبله. [الآداب الشرعية (2/ 45) ] .
2- قال أيضا- رحمه اللّه تعالى-: كان عمر أشبه النّاس بهدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأشبه النّاس بعمر ابنه عبد اللّه، وبعبد اللّه ابنه سالم. [الفتح (10/ 510) ] .
3- قال ابن الجوزيّ- رحمه اللّه تعالى-: لقيت عبد الوهّاب الأنماطيّ فكان على قانون السّلف لم يسمع في مجلسه عيبة، ولا كان يطلب أجرا على سماع الحديث، وكنت إذا قرأت عليه أحاديث الرّقائق بكى واتّصل بكاؤه فكان وأنا صغير السّنّ حينئذ يعمل بكاؤه في قلبي، ويبني قواعد الأدب في نفسي، وكان على سمت المشايخ الّذين سمعنا أوصافهم في النّقل .[صيد الخاطر (143) ] .
4- قال ابن مفلح- رحمه اللّه تعالى-: كان يحضر مجلس أحمد زهاء خمسة آلاف أو يزيدون، أقلّ من خمسمائة يكتبون، والباقي يتعلّمون منه حسن الأدب وحسن السّمت. [الآداب الشرعية (2/ 12) ] .
5- قال الحافظ في الفتح: خرّج أبو عبيد في غريب الحديث: أنّ أصحاب ابن مسعود كانوا ينظرون إلى سمته وهديه ودلّه فيتشبهّون به . [الفتح (10/ 510) ] .
6- قال البدر العينيّ صاحب عمدة القاري على صحيح البخاريّ- رحمه اللّه تعالى-: ينبغي للنّاس الاقتداء بأهل الفضل والصّلاح في جميع أحوالهم في هيئتهم وتواضعهم للخلق ورحمتهم وإنصافهم من أنفسهم وفي مأكلهم ومشربهم واقتصادهم في أمورهم تبرّكا بذلك . [عمدة القاري شرح صحيح البخاري (22/ 154) ] .