⋐◙⋑ الفهم الإسلاميّ الصحيح في التعاملِ مع الأحزان ⋐◙⋑
إنَّ الله جلَّت قدرتُه وتعالى أمره قد خلَق النفسَ البشريّة في أحسن تقويم ، وحملها في البرّ والبحر، ورزقها من الطيّبات، وفضَّلها على كثير ممّن خلق تفضيلا.
وقد كان ممّا خلقه الله في تِلكم النفس المشاعر والانفعالات والعواطف والأحاسيس التي تعبِّر عنها النفس من خلال الضحِك والبكاء والهمِّ والغمّ والحِلم والغضب والحزن والسرور بقدرِ ما يعتري النفسَ من دواعٍ تستجلِب أيًّا من تلكم المشاعر، { وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا }[النجم:42-44].
وإنَّ من بين تلكم المشاعرِ المودَعَة في النفسِ شعورَ الحزن والأسف لدى الإنسانِ، والذي يعتريه بين الحينِ والآخر بسببِ الدواخل والعوارِض المصاحبة له.
بَيدَ أنّ كثيرًا من الناس ليس لديهم من الوعيِ والتصوُّر لهذا الشعور ما يجعَلهم يحسنون فهمَه ويجيدون التعاملَ معه في حدود الفهمِ الصحيح المشروع ؛ إذ تتراوَح مفاهيمُ جملةٍ منَ الناس فيه صعودًا وهبوطًا في حينِ إنّ الوسط هو العدلُ المقرَّر، ولذا كان من حكمةِ الله جلّ وعلا أن جعلَ تلكم المشاعرَ تتناوَب في التفاعلِ مع الإنسانِ على وجه العارِض لا على وجه الديمومةِ ، وإلاّ لهلك الإنسان بدوامِ الحال مع شعور واحدٍ فحَسب ، فالحزن على سبيلِ المثال شعورٌ يعترِض المرء أمام المصائب والنوازلِ ، غيرَ أنَّ سلامته واستقرارَ حاله يقتضيان عدمَ دوام هذا الشعور، وإلاّ كان صاحبُه حرضًا أو كان من الهالكين، كما أنّه في الوقت نفسِه لو عاش دائمَ الفرح لا يتطرَّق إليه الحزن بوجهٍ لخُشِي عليه قسوةُ القلب أو مَوَتانه .
قال إبراهيم التيمي رحمه الله : "ينبغي لمن لم يحزَن أن يخاف أن يكون من أهلِ النار لأنَّ أهل الجنة قالوا: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ }[فاطر:34] .
وينبغي لمن لم يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنّة لأنهم قالوا : { إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ } [الطور:26، 27]" .
وقال الفضيل رحمه الله : " إنّ القلب إن لم يكن فيه حزنٌ كالبيت إذا لم يكن فيه ساكن " .
الحزن لغة:
مصدر قولهم: حزن يحزن، وهو مأخوذ من مادّة (ح ز ن) الّتي تدلّ على خشونة في الشيء وشدّة فيه، فمن ذلك: الحزن وهو ما غلظ من الأرض، والحزن (ضدّ الفرح)، يقال: حزنني الشيء يحزنني، وقد قالوا: أحزنني، وقال الرّاغب: الحزن والحزن: خشونة في الأرض، وخشونة في النفس لما يحصل فيها من الغمّ، وقول اللّه تعالى: (وَلا تَحْزَنُوا) [آل عمران: 139] وقوله جلّ من قائل: (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) [الحجر: 88] فليس ذلك بنهي عن تحصيل الحزن، فالحزن ليس يحصل بالاختيار، ولكنّ النهي في الحقيقة إنّما هو عن تعاطي ما يورث الحزن، وعن اكتسابه.
وقال الجوهريّ: الحزن والحزن خلاف السرور، يقال: حزن الرجل (بالكسر) فهو حزن وحزين وأحزنه غيره وحزنه مثل أسلكه وسلكه، وقال بعضهم: حزنه لغة قريش، وأحزنه لغة تميم، وقد قرىء بهما، واحتزن وتحزّن بمعنى، والحزانة: عيال الرجل الّذي يتحزّن بأمرهم، ويقال: فلان يقرأ بالتّحزين: إذا أرقّ صوته به.
وقال ابن منظور: الحزن والحزن نقيض الفرح، وهو خلاف السرور، والجمع أحزان، وقد حزن، بالكسر حزنا وتحازن وتحزّن. ورجل حزنان ومحزان: شديد الحزن. وحزنه الأمر يحزنه حزنا وأحزنه فهو محزون ومحزن وحزين وحزن .
قال سيبويه: أحزنه، جعله حزينا، وحزّنه جعل فيه حزنا [لسان العرب «ح ز ن» (13/ 111)، مقاييس اللغة (2/ 54)، المفردات (115- 116)، الصحاح (5/ 2098) ].
واصطلاحا:
الحزن: عبارة عمّا يحصل لوقوع مكروه، أو فوات محبوب في الماضي [انظر التعريفات للجرجاني (9) ].
وقال المناويّ: الحزن (بالضّمّ) هو الغمّ الحاصل لوقوع مكروه أوفوات محبوب، ويضادّه الفرح [التوقيف (139) ].
وقال الكفويّ: الحزن: غمّ يلحق من فوات نافع أو حصول ضارّ، وقال بعضهم: الخوف علّة المتوقّع والحزن علّة الواقع [الكليات (428) ].
الحزن نقيضُ الفرَح والسرور، وهو ما يحصل لوقوعِ مَكروه أو فواتِ أمرٍ محبوب، وأمّا ما يتعلَّق بالمستقبل فإنه يقال له: همّ، وإذا ما اشتدَّ الحزن حتى يصرِفَ المرءَ عمّا هو بصدَدِه ويقطعه عن مواصلةِ الطريق فإنه يقال له: جَزَع، وهو أبلغ من الحزن، وقد نهِيَ عنه شرعًا.
يقول تعالى : { وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [آل عمران: 139] .
ويقول تعالى : { إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا ما أَصابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ } [آل عمران: 153] .
ويقول تعالى : { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ } [الأنعام: 33] .
ويقول تعالى : { وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قالُوا تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ * قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ } [يوسف: 84- 86] .
ويقول تعالى : { إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [التوبة: 40] .
ويقول تعالى : { قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ * أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ * قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ } [يوسف: 11- 13] .
ويقول تعالى : { فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا * فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا * فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا } [مريم: 22- 24] .
ويقول تعالى : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [المجادلة: 9- 10] .
ويقول تعالى : { أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }[يونس: 62- 65] .
ويقول تعالى : { وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } [فاطر: 34] .
ويقول تعالى : { يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ } [المائدة: 41] .
ويقول تعالى : { وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } [النحل: 127- 128] .
ويقول تعالى : { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ * وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ } [النمل: 69- 70] .
ويقول تعالى : { وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِي ءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ } [العنكبوت: 33] .
ويقول تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } [فصلت: 30] .
ويقول تعالى : { الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ * يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ } [الزخرف: 67- 68] .
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب. وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا. ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النبوّة، والرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بشرى من اللّه. ورؤيا تحزين من الشيطان. ورؤيا ممّا يحدّث المرء نفسه. فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصلّ ولا يحدّث بها الناس» [البخاري- الفتح 12 (7017)، ومسلم (2263) واللفظ له] .
عن عبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا صار أهل الجنّة إلى الجنّة، وصار أهل النار إلى النار، أتي بالموت حتّى يجعل بين الجنّة والنار. ثمّ يذبح. ثمّ ينادي مناد:
يأهل الجنّة لا موت. ويأهل النار لا موت. فيزداد أهل الجنّة فرحا إلى فرحهم. ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم» [البخاري- الفتح 11 (6548)، ومسلم (2850) واللفظ له ] .
عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر. حتّى تختلطوا بالنّاس، من أجل أن يحزنه» [مسلم (2184) ] .
عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: لأبي طلحة: «التمس لي غلاما من غلمانكم يخدمني حتّى أخرج إلى خيبر. فخرج بي أبو طلحة مردفي وأنا غلام راهقت الحلم، فكنت أخدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا نزل، فكنت أسمعه كثيرا يقول: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الهمّ والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين ، وغلبة الرجال» [البخاري- الفتح 6 (2893) واللفظ له، ومسلم (1365) ] .
عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّها كانت تأمر بالتّلبين للمريض وللمحزون على الهالك، وكانت تقول: إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إنّ التلبينة تجمّ فؤاد المريض، وتذهب ببعض الحزن» [البخاري- الفتح 10 (5689) ] .
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همّ ولا حزن ولا أذى ولا غمّ حتّى الشوكة يشاكها إلّا كفّر اللّه بها من خطاياه» [البخاري- الفتح 10 (5641، 5642)، ومسلم (2573) ] .
عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- قال: قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ) [مريم: 39] قال: «يؤتى بالموت كأنّه كبش أملح حتّى يوقف على السور بين الجنّة والنار، فيقال : يأهل الجنّة فيشرئبّون، ويقال: يأهل النار فيشرئبّون، فيقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، فيضجع فيذبح، فلولا أنّ اللّه قضى لأهل الجنّة الحياة فيها والبقاء، لماتوا فرحا. ولولا أنّ اللّه قضى لأهل النار الحياة فيها والبقاء لماتوا ترحا» [البخاري- الفتح (4730)، ومسلم (2849) ] .
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: كنت أدعو أمّي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول اللّه ما أكره، فأتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأنا أبكي. قلت: يا رسول اللّه إنّي كنت أدعو أمّي إلى الإسلام فتأبى عليّ، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع اللّه أن يهدي أمّ أبي هريرة. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهم اهد أمّ أبي هريرة» فخرجت مستبشرا بدعوة النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فلمّا جئت فصرت إلى الباب، فإذا هو مجاف «1» فسمعت أمّي خشف قدميّ ، فقالت مكانك يا أبا هريرة، وسمعت خضخضة الماء. قال: فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب، ثمّ قالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلّا اللّه وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله. قال: فرجعت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأتيته وأنا أبكي من الفرح. قال: قلت: يا رسول اللّه أبشر قد استجاب اللّه دعوتك وهدى أمّ أبي هريرة. فحمد اللّه وأثنى عليه وقال: خيرا. قال: قلت يا رسول اللّه ادع اللّه أن يحبّبني أنا وأمّي إلى عباده المؤمنين ويحبّبهم إلينا. قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّهمّ حبّب عبيدك هذا- يعني أبا هريرة- وأمّه إلى عبادك المؤمنين. وحبّب إليهم المؤمنين» فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلّا أحبّني. [مسلم (2491) ] .
عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يدخل أحد الجنّة إلّا أري مقعده من النار لو أساء، ليزداد شكرا، ولا يدخل النار أحد إلّا أري مقعده من الجنّة لو أحسن ليكون عليه حسرة» [البخاري- الفتح 11 (6569) ] .
قال كعب بن مالك- رضي اللّه عنه: لم أتخلّف عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في غزوة غزاها قطّ، إلّا في غزوة تبوك، غير أنّي قد تخلّفت في غزوة بدر، ولم يعاتب أحدا تخلّف عنه، إنّما خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم والمسلمون يريدون عير قريش حتّى جمع اللّه بينهم وبين عدوّهم ... الحديث، وفيه: «فقال كعب بن مالك: فلمّا بلغني أنّ رسول اللّه قد توجّه قافلا من تبوك، حضرني بثّي ... الحديث، وفيه: قال: ونهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المسلمين عن كلامنا، أيّها الثلاثة، من بين من تخلّف عنه. قال: فاجتنبنا الناس. وقال: تغيّروا لنا حتّى تنكّرت لي في نفسي الأرض، فما هي بالأرض الّتي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة. فأمّا صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأمّا أنا فكنت أشبّ القوم وأجلدهم، فكنت أخرج فأشهد الصلاة وأطوف في الأسواق ولا يكلّمني أحد، وآتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأسلّم عليه، وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأقول في نفسي: هل حرّك شفتيه بردّ السلام، أم لا؟ ثمّ أصلّى قريبا منه وأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي نظر إليّ. وإذا التفتّ نحوه أعرض عنّي، حتّى إذا طال ذلك عليّ من جفوة المسلمين، مشيت حتّى تسوّرت جدار حائط أبي قتادة، وهو ابن عمّي، وأحبّ الناس إليّ، فسلّمت عليه، فو اللّه ما ردّ عليّ السلام، فقلت له: يا أبا قتادة أنشدك باللّه هل تعلمنّ أنّي أحبّ اللّه ورسوله؟ قال: فسكت، فعدت فناشدته، فسكت فعدت فناشدته، فقال: اللّه ورسوله أعلم. ففاضت عيناي، وتولّيت، حتّى تسوّرت الجدار. فبينا أنا أمشي في سوق المدينة، إذا نبطيّ من نبط أهل الشام، ممّن قدم بالطّعام يبيعه بالمدينة.يقول: من يدلّ على كعب ابن مالك؟ قال فطفق الناس يشيرون له إليّ. حتّى جاءني فدفع إليّ كتابا من ملك غسّان- وكنت كاتبا- فقرأته فإذا فيه: أمّا بعد، فإنّه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك اللّه بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك. قال فقلت، حين قرأتها: وهذا أيضا من البلاء، فتياممت بها التنّور فسجرتها بها، حتّى إذا مضت أربعون من الخمسين، واستلبث الوحي، إذا رسول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يأتيني فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يأمرك أن تعتزل امرأتك. قال فقلت: أطلّقها أم ماذا أفعل؟ قال: لا، بل اعتزلها فلا تقربنّها. قال فأرسل إلى صاحبيّ بمثل ذلك. قال فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فكوني عندهم حتّى يقضي اللّه في هذا الأمر. قال فجاءت امرأة هلال بن أميّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقالت له: يا رسول اللّه إنّ هلال بن أميّة شيخ ضائع ليس له خادم. فهل تكره أن أخدمه؟ قال «لا، ولكن لا يقربنّك» فقالت: إنّه، واللّه ما به حركة إلى شيء. وو اللّه مازال يبكي منذ كان من أمره ما كان، إلى يومه هذا، وقال فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في امرأتك؟ فقد أذن لامرأة هلال بن أميّة أن تخدمه. قال فقلت: لا أستأذن فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وما يدريني ماذا يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا استأذنته فيها، وأنا رجل شابّ.قال فلبثت بذلك عشر ليال. فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهي عن كلامنا. قال ثمّ صلّيت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة، على ظهر بيت من بيوتنا. فبينا أنا جالس على الحال الّتي ذكر اللّه- عزّ وجلّ- منّا، قد ضاقت عليّ نفسي وضاقت عليّ الأرض بما رحبت، سمعت صوت صارخ أوفى على سلع يقول، بأعلى صوته: يا كعب بن مالك أبشر. قال: فخررت ساجدا ... الحديث» [البخاري- الفتح 7 (4418)، مسلم 4 (2769) واللفظ له ] .
قال إبراهيم التيميّ: «ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار لأنّ أهل الجنّة قالوا: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ)، وينبغي لمن لم يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنّة لأنّهم قالوا: (إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ) [التخويف من النار، لابن رجب (21) ] .
رحم الله من قال:
لا تَلقَ دَهرَكَ إِلّا غَيرَ مُكتَرِثٍ *** مادامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَنُ
فَما يَدومُ سُرورُ ما سُرِرتَ بِهِ *** وَلا يَرُدُّ عَلَيكَ الفائِتَ الحَزَنُ
[أقوال صنعت كباراً.. وغيرت التاريخ لعلي الطاهر عبد السلام ص11]
قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: من أعظم أسباب ضيق الصدر الإعراض عن اللّه تعالى، وتعلّق القلب بغيره، والغفلة عن ذكره، ومحبّة سواه، فإنّ من أحبّ شيئا غير اللّه عذّب به، وسجن قلبه في محبّة ذلك الغير، فما في الأرض أشقى منه. ولا أكسف بالا، ولا أنكد عيشا، ولا أتعب قلبا. ومحبّة غير اللّه سبحانه هي عذاب الروح، وغمّ النفس، وسجن القلب، وضيق الصدر، وهي سبب الألم والنكد والعناء. [زاد المعاد في هدي خير العباد (2/ 25) بتصرف واختصار ] .
وقال أيضا- رحمه اللّه-: البخيل الّذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدرا، وأنكدهم عيشا، وأعظمهم همّا وغمّا. وقد ضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. مثلا للبخيل والمتصدّق، كمثل رجلين عليهما جنّتان من حديد، كلّما همّ المتصدّق بصدقة، اتّسعت عليه وانبسطت، حتّى يجرّ ثيابه ويعفّي أثره، وكلّما همّ البخيل بالصّدقة، لزمت كلّ حلقة مكانها، ولم تتّسع عليه. فهذا مثل انشراح صدر المتصدّق، وانفساح قلبه، ومثل ضيق صدر البخيل وانحصار قلبه. [البخاري- الفتح (3/ 141- 242)، ومسلم (1021) ] .
وقال- رحمه اللّه-:* (الجبان أضيق الناس صدرا، وأحصرهم قلبا، لا فرحة له ولا سرور، ولا لذّة له، ولا نعيم إلّا من جنس ما للحيوان البهيميّ. وذلك الضيق والحصر، ينقلب في القبر عذابا وسجنا. فحال العبد في القبر، كحال القلب في الصدر، نعيما وعذابا وسجنا وانطلاقا. [زاد المعاد (2/ 26- 27) بتصرف واختصار ] .
وسبَبُ النهيِ عن الحزن أنه لا مصلحةَ فيه للقلب، بل هو أحبّ شيءٍ إلى الشيطان أن يحزِّنَ العبدَ ليقطَعَه عن مواصلَةِ طريق الحقّ، كما قال سبحانه وتعالى : { إِنَّمَا النَّجْوَى مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ }[المجادلة:10]، وقول الرّسول : ((إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجَى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالنّاس من أجل أن يحزِنَه)) رواه مسلم، وكقول النبي في أنواع الرؤيا المناميّة: ((ورؤيا تحزين من الشيطان)) رواه البخاري ومسلم.
إنَّ الفهمَ الإسلاميَّ الصحيح في التعاملِ مع الأحزان فهمٌ فريد من نوعِه، وإنما اختصَّت به أمّةُ الإسلام دونَ غيرها لأنّ مفهوم غيرِ المسلمين في التعامل معها يُعَدّ ضيِّقَ النطاق تافِهَ الغاية ضعيفَ العِلاج؛ إذ ينحصر التعاملُ مع الأحزان عندهم في العويلِ واللّطم والانتحار والمصحَّات والعقاقير المهدِّئَة وتعاطي المسكِراتِ والمخدِّرات والغناء والمعازِف ليس إلاَّ، وأمّا الفهمُ الإسلاميّ فقد تجاوز مثلَ ذلكم التعامل بمراحل ليست هي من بابةِ فَهمِهم في وِردٍ ولا صَدر، فصار الفهمُ الشرعيّ للحزن خمسة أضرُب:
أوّلها: الحزنُ المكروه كراهةَ تنزيه، وهو الذي يكون على فواتِ أمرٍ من أمور الدنيا، ومثلُ هذا الضرب ينبغي للمرء أن يتغلَّب عليه لقوله تعالى : { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }[الحديد:22، 23].
والضّرب الثاني: الحزن الواجبُ، وهو الذي يعدُّ شرطًا من شروط التوبةِ النصوح، والمتمثِّل في الندم على فعل المعصية، والنّدم حُزنٌ في القلب يكون بسبَبِ ما اقترفته اليدان من المعاصي والذنوب.
والضرب الثالث: الحزن المستحبّ، وهو الذي يكون بسبَب فوات الطاعة وضياعِها على المرء، كما في قوله تعالى عن موقفِ الفقراء الذين لم يحمِلهم النبيّ في غزوة تبوك : { وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ }[التوبة:92، 93]. فهم هنا مدِحوا على ما دلَّ عليه الحزن من قوّةِ إيمانهم، حيث تخلّفوا عن رسول الله لعجزِهم عن النفقةِ، بخلاف المنافقين الذين لم يحزَنوا على تخلّفهم، بل غَبطوا نفوسَهم به.
والضرب الرابع : هو الحزن المباح، وهو الذي يكون بسبَب نازِلة ومصيبةٍ أحلَّت بالمحزون كفقدِ ولدٍ أو صديق أو زوجةٍ أو أمّ أو والِد، كما قال تعالى عن يعقوب عليه السلام في فَقدِ ابنه يوسف عليه السلام : { وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ }[يوسف:84]، وكما فعل النبي حينما مات ولده إبراهيم فقال: ((إن العينَ لتدمع، وإنّ القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضِي الربَّ، وإنّا على فراقك ـ يا إبراهيم ـ لمحزونون)) رواه البخاري ومسلم .
والضرب الخامس من ضروب الحزن: هو الحزنُ المذموم المحرَّم، وهو الذي يكون على تخاذلِ المتخاذلين والمعرضين عن الحقّ وعن شِرعة الله تعالى لقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ }[المائدة:41]، وقوله : { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا }[الكهف:6]، وقوله : { وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ [النمل:70]، وقوله: فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ }[فاطر:90].
ويستثنى من ذلكم ـ عباد الله ـ إذا كان الحزنُ لما أصابَ أمثالَ هؤلاء سببُه الاعتبارُ والادّكار واستحضار عظمَة الله سبحانه وقدرَته على الانتقام من المعاندِين الضّالين، كما في قصّة أبي الدرداء رضي الله عنه حينما بكى وحزن وقد رأى دولةَ الأكاسرة تهوي تحتَ أقدام المسلمين، وقد قال له رجل: يا أبا الدرداء، تبكي في يومٍ أعزّ الله الإسلامَ وأهله؟! فقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: (ويحك يا هذا، ما أهونَ الخلق على الله إذا أضاعوا أمرَه، بينما هي أمة قاهرة ظاهرةٌ ترَكوا أمرَ الله فصاروا إلى ما ترى).
{ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }[يونس:62، 64].