الجنس : العمر : 38 طيبة الطيبة التسجيل : 16/01/2012عدد المساهمات : 15
موضوع: █◄₪« حث الإسلام على الإنفاق بلا تبذير »₪►█ السبت 17 مارس 2012, 6:56 pm
::::::::::::::::
█◄₪« حث الإسلام على الإنفاق بلا تبذير »₪►█
::::::::::::::::
حث الإسلامُ المؤمنَ على الاعْتدال ، وَنَفره من التَّبذير والتقْتير، إذ في الأول حِفظُ جِسمِهِ ومَالِهِ ، وفي الثاني اللَّومُ وإِهلاك جَسدِه.
قال تعالى : { ولا تبذرْ تَبذيرا، إن المُبذرين كانوا إخوانَ الشياطين، وكان الشَّيطان لربه كَفورا }.
وقال تعالى : { ولا تَجعَلْ يَدك مَغلولة إلى عُنُقِك، ولا تَبسطْها كلَّ البَسْطِ فَتَقعُدَ مَلوماً مَحسُورا } .
إِنَّ الذين ينفقون أَكثر مما يَكسبون مسرفُون حقا، لأن زيادةَ الإنفاق على الدخل ، تدعو إلى الاستدانة ، والدينُ هَمٌ بالليل ومَذلَّةٌ بالنهار.
والذين يُنْفِقُون كل كسبهم ولا يدخرون منه شيئا يساعدهم على أحداث الزمان ، مسرفون.
والمقترون الذين يضيقون على أَنفسهم وأهليهم في النفقة ، مَذمومُونً لأن حرمان النفس من الطعام والكساء يصيبها بالمرض ، وحرمانها من التعليم مع القدرة يؤدي إلى الجهل ، ومَن ثَم إلى الشرِّ وارتكاب ما لا يُحلهُ اللُه.
إن كلأ من البَخيل بالمال ، والمُبذر له قد عَطلَ حِكمةَ الله تعالى ، التي لأجلِها جَعل الأموالَ قِياما للناس ، وأَساسا تُبْنىْ عليه مَصالحهم ، ووَسِيلةً صالحةَ يتوسلون بها إلى قَضاء أعمالهم ، ونَيْل حاجاتهم.
لقد أوجب الله سبحانه وتعالى على الناس أن يَسِيروا في إنْفاقِهم لأموالِهم في الطريقِ الوَسط المُعتدلِ ، لا يَحِيدون عنه إلى الجَانِبَين المَمْقُوتَين ، جَانِبَـي البخل والتبذير قال تعالى : { والذين إذا أنفقوا لم يُسرِفوا ولم يَقْترُوا، وكان بَين ذلك قَوَاما } .
وهذا ما وَصفه الشاعرُ العربي بقَوله : بَين تَبذيرٍ وبُخل رتبه وكِلاَ هَذيْن إنْ عام قَتَل
::::::::::::::::
₪ التبذير لغة ₪
مصدر قولهم: بذّر يبذّر تبذيرا، وهو مأخوذ من مادّة (ب ذ ر) الّتي تدلّ- فيما يقول ابن فارس على معنى واحد هو نثر الشّيء وتفريقه ، يقال: بذرت البذر أبذره بذرا إذا زرعته وبذّرت المال أبذّره تبذيرا ، إذا فرّقته إسرافا، ويقال رجل تبذارة للّذي يبذر ماله ويفسده ، ورجل بذور: يذيع الأسرار، وجمعه بذر، وهم القوم لا يكتمون حديثا، ولا يحفظون ألسنتهم، ومن ذلك قول عليّ- رضي اللّه عنه-: ليسوا بالمساييح ولا المذاييع البذر، قال ابن فارس : فالمذاييع هم الّذين يذيعون ، والبذر هم الّذين ذكرناهم [مقاييس اللغة 1/ 216، والصحاح للجوهري 2/ 587] .
وقال ابن دريد: بذّر الرّجل ماله تبذيرا إذا فرّقه، وبذّر اللّه الخلق : فرّقهم في الأرض [الجمهرة 1/ 250] . وقيل بذّر المال: خرّبه وفرّقه إسرافا [القاموس المحيط (بذر) ص 444 (ط. بيروت)، واكتفى الرازي بالقيد الثاني في التعريف فقال : بذّر المال : فرّقه إسرافا ولم يذكر التّخريب. انظر مختار الصحاح ص 45 (ط. دار الكتب) ] .
وقال ابن منظور: يقال : تفرّق القوم شذر بذر، وشذر بذر، أي في كلّ وجه، وتفرّقت إبله كذلك، وبذّر ماله أفسده وأنفقه في السّرف، وكلّ ما فرّقته وأفسدته، فقد بذّرته، يقال : فيه بذارّة وبذارة (بتشديد الرّاء وتخفيفها) أي تبذير، ورجل تبذارة أي يبذّر ماله ويفسده، وقيل أن ينفق المال في المعاصي، وقيل هو أن يبسط يده في إنفاقه حتّى لا يبقى منه ما يقتاته، وفي حديث عمر- رضي اللّه عنه- ولوليّه أن يأكل منه غير مباذر، المباذر والمبذّر هو المسرف في النّفقة، يقال من ذلك باذر مباذرة، وبذّر تبذيرا، وقول المتنخّل يصف سحابا: مستبذرا يرغب قدّامه.
فسّر بأنّه يفرّق الماء، والبذير من النّاس: الّذي لا يستطيع أن يمسك سرّه، ورجل بذير وبذور، يذيع الأسرار ولا يكتم سرّا [ لسان العرب 4/ 50 (ط. دار المعارف) ]، وفي حديث فاطمة- رضي اللّه عنها- عند وفاة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قالت عائشة- رضي اللّه عنها-: إنّي إذن لبذرة: البذر هو الّذي يفشي السّرّ ويظهر ما يسمعه [النهاية لابن الأثير 1/ 110] . وبذرت الكلام بين النّاس (أي فرّقته) كما تبذر الحبوب والمعنى: أفشيته ويقال: تبذّر الماء، إذا تغيّر واصفرّ، قال ابن مقبل: تنفي الدّلاء بآجن متبذّر.
المتبذّر: المتغيّر الأصفر، وقولهم: كثير بثير وبذير، بذير قيل إتباع، وقيل لغة [لسان العرب 4/ 51] .
أمّا التّبذير في قول اللّه تعالى : { وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً } [الاسراء: 26].
فقد ذكر الطّبريّ أنّ أصل التّبذير هو الإنفاق في السّرف ومنه قول الشّاعر:
أناس أجارونا فكان جوارهم *** أعاصير من فسق العراق المبذّر [تفسير الطبري مجلد 8 ج 15 ص 53] .
وقال القرطبيّ: المعنى: لا تسرف في الإنفاق في غير حقّ [تفسير القرطبي 10/ 247] . ومن ثمّ يكون التّبذير المقصود في الآية الكريمة : هو النّفقة في غير وجوه البرّ الّتي يتقرّب بها إلى اللّه تعالى، وقال ابن كثير: لمّا أمر المولى سبحانه بالإنفاق في صدر الآية : { وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ { نهى عن الإسراف في الإنفاق بأن يكون وسطا، كما قال سبحانه في الآية الأخرى : { وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا } [الفرقان: 67] [تفسير ابن كثير 3/ 39] .
::::::::::::::::
₪ التبذير اصطلاحا ₪
قال المناويّ : التّبذير: تفريق المال على وجه الإسراف [التوقيف على مهمات التعاريف ص 9، والتعريفات للجرحاني ص 52] . وأصله إلقاء البذر وطرحه فاستعير لكلّ مضيّع لماله [انظر المفردات للراغب ص 52 (ت محمد أحمد خلف اللّه) ]، فتبذير البذر تفريق في الظّاهر لمن لا يعرف مآل ما يلقيه ونقل القرطبيّ عن الإمام الشّافعّيّ- رحمه اللّه- قوله: التبذير: إنفاق المال في غير حقّه، ولا تبذير في عمل الخير [تفسير القرطبي 10/ 247] .
وروي عن الإمام مالك- رضي اللّه عنه- قوله: التّبذير: هو أخذ المال من حقّه ووضعه في غير حقّه.
::::::::::::::::
يقول الله تعالى : { وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً } [الإسراء: 26- 27] .
و يقول تعالى : { وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }[ الأنعام: 141].
ويقول تعالى : { يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } [الأعراف: 31] .
ويقول تعالى : { وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً } [الفرقان: 67] .
::::::::::::::::
عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- أنّه قال : أتى رجل من بني تميم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه ؛ إنّي ذو مال كثير وذو أهل ومال وحاضرة ، فأخبرني كيف أصنع وكيف أنفق؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم " تخرج الزّكاة من مالك فإنّها طهرة تطهّرك ، وتصل أقرباءك وتعرف حقّ المسكين والجار والسّائل" فقال : يا رسول اللّه ؛ أقلل لي. فقال: " آت ذا القربى حقّه والمسكين وابن السّبيل ولا تبذّر تبذيرا ". فقال: يا رسول اللّه؛ إذا أدّيت الزّكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى اللّه ورسوله، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " نعم، إذا أدّيتها إلى رسولي فقد برئت منها، فلك أجرها وإثمها على من بدّلها" [ذكره الهيثمي في المجمع (3/ 63) وقال: رواه أحمد في المسند وهو فيه في (3/ 136)، والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح، وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على مسند الإمام أحمد(12417): رجاله ثقات رجال الشيخين ] .
عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما- أنّه قال: إنّ رجلا أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: إنّي فقير ليس لي شيء، ولي يتيم، قال: "كل من مال يتيمك غير مسرف ولا مبذّر ولا متأثّل " [رواه النسائي (2/ 216)، وأبو داود (2872)، وصححه الألباني- صحيح سنن أبي داود ] .
عن عليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- قال: ما أنفقت على نفسك وأهل بيتك في غير سرف ولا تبذير، وما تصدّقت (به)، فهو لك، وما أنفقت رياء وسمعة فذلك حظّ الشّيطان.[الدّر المنثور 5/ 275] .
عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: في قوله تعالى : { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ } قال : هم الّذين ينفقون المال في غير حقّه.[الدّر المنثور 5/ 274] .
قال قتادة- رحمه اللّه تعالى-: التّبذير: النّفقة في معصية اللّه تعالى وفي غير الحقّ وفي الفساد.[تفسير ابن كثير 3/ 39] .
وقال مجاهد- رحمه اللّه تعالى-: لو أنفق إنسان ماله كلّه في الحقّ لم يكن مبذّرا، ولو أنفق مدّا في غير حقّ كان مبذّرا.[تفسير ابن كثير 3/ 39] .
قال السّدّيّ- رحمه اللّه تعالى- في قوله تعالى : { وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً } أي لا تعط مالك كلّه.[الدر المنثور 5/ 274] .
قال وهب بن منبّه- رحمه اللّه تعالى- : من السّرف أن يلبس الإنسان ويأكل ويشرب ممّا ليس عنده، وما جاوز الكفاف فهو التّبذير.[الدر المنثور 5/ 274، 275 ] .
ذكر الطّبريّ في قول اللّه تعالى : { وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً } [الاسراء: 26] أنّ أصل التّبذير هو الإنفاق في السّرف ومنه قول الشّاعر:
أناس أجارونا فكان جوارهم *** أعاصير من فسق العراق المبذّر
وقال المعنى: أي لا تفرّق يا محمّد ما أعطاك اللّه من مال في معصيته تفريقا.[تفسير الطبري مجلد 8 ج 15 ص 53] .
قال القرطبيّ في قول اللّه تعالى : { وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً } [الاسراء: 26] المعنى: لا تسرف في الإنفاق في غير حقّ، وقال: من أنفق ماله في الشّهوات زائدا على قدر الحاجات وعرّضه بذلك للنّفاد فهو مبذّر، ومن أنفق ربح ماله في شهواته وحفظ الرّقبة (أي الأصل) فليس بمبذّر، وقال أيضاً: من أنفق ماله في الشّهوات زائدا على قدر الحاجات وعرّضه بذلك للنّفاد فهو مبذّر، ومن أنفق ربح ماله في شهواته وحفظ الرّقبة (أي الأصل) فليس بمبذّر، وقال- رحمه اللّه تعالى- في تفسير قوله تعالى : { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ } المعنى أنّهم في حكمهم، إذ المبذّر ساع في إفساد كالشّياطين، أو أنّهم يفعلون ما تسوّل لهم أنفسهم (كما تسوّل الشّياطين فعل الشّرّ)، أو أنّهم يقرنون بهم غدا في النّار [تفسير القرطبي 10/ 247،248] .
قال المناويّ : التّبذير: تفريق المال على وجه الإسراف[التوقيف على مهمات التعاريف ص 9، والتعريفات للجرحاني ص 52] .
قال ابن كثير: لمّا أمر المولى سبحانه بالإنفاق في صدر الآية : { وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ .. } نهى عن الإسراف في الإنفاق بأن يكون وسطا، كما قال سبحانه في الآية الأخرى .. { وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا } [الفرقان: 67]، وقال أيضاً: قال اللّه تعالى منفّرا عن التّبذير والسّرف: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ) أي أشباههم في ذلك أي في التّبذير والسّفه وترك طاعته وارتكاب معصيته، ولذلك قال { وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً } أي جحودا لأنّه أنكر نعمة اللّه عليه ولم يعمل بطاعته، بل أقبل على معصيته ومخالفته [ تفسير ابن كثير 3/ 39 ،40] .
نقل القرطبيّ عن الإمام الشّافعّيّ- رحمه اللّه- قوله : التبذير: إنفاق المال في غير حقّه، ولا تبذير في عمل الخير.
وروي عن الإمام مالك- رضي اللّه عنه- قوله : التّبذير: هو أخذ المال من حقّه ووضعه في غير حقّه.[ تفسير القرطبي 10/ 247] .
قال الكفويّ : الإسراف : هو صرف فيما لا ينبغي زائدا على ما ينبغي، أمّا التّبذير فإنّه صرف الشّيء فيما لا ينبغي وأيضا فإنّ الإسراف تجاوز في الكمّيّة إذ هو جهل بمقادير الحقوق، والتّبذير تجاوز في موضع الحقّ، إذ هو جهل بمواقعها (أي الحقوق)، يرشد إلى هذا قول اللّه سبحانه في تعليل (النّهي عن) الإسراف { إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } [الأنعام: 141]، وقوله عزّ وجلّ في تعليل النّهي عن التّبذير: { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً }[الإسراء: 27]. فإنّ تعليل الثّاني فوق الأوّل.[الكليات للكفوي 1/ 172] .
قال أبو حيّان- رحمه اللّه تعالى-: في قوله تعالى : { وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً } نهى اللّه تعالى عن التّبذير، وكانت الجاهليّة تنحر إبلها وتتياسر عليها، وتبذّر أموالها في الفخر والسّمعة وتذكر ذلك في أشعارها فنهى اللّه تعالى عن النّفقة في غير وجوه البرّ، وما يقرّب منه تعالى).وقال- رحمه اللّه تعالى- أيضا: وأخوّة المبذّرين للشّياطين في قوله تعالى : { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ .. } الآية تعني كونهم قرناءهم في الدّنيا، وفي النّار في الآخرة، وتدلّ هذه الأخوّة على أنّ التّبذير هو في معصية اللّه تعالى (أو المعنى) أنّهم يطيعونهم فيما يأمرونهم به من الإسراف في الدّنيا.[ تفسير البحر المحيط 6/ 27] .
قال ابن الجوزيّ- رحمه اللّه تعالى : العاقل يدبّر بعقله معيشته في الدّنيا، فإن كان فقيرا اجتهد في كسب وصناعة تكفّه عن الذّلّ للخلق، وقلّل العلائق ، واستعمل القناعة ، فعاش سليما من منن النّاس عزيزا بينهم وإن كان غنيّا فينبغي له أن يدبّر في نفقته خوف أن يفتقر فيحتاج إلى الذّلّ للخلق، ومن البليّة أن يبذّر في النّفقة ويباهي بها ليكمد الأعداء، كأنّه يتعرّض بذلك- إن أكثر- لإصابته بالعين، وينبغي التّوسّط في الأحوال، وكتمان ما يصلح كتمانه، ولقد وجد بعض الغسّالين مالا، فأكثر النّفقة، فعلم به، فأخذ منه المال، وعاد إلى الفقر، وإنّما التّدبير حفظ المال، والتّوسّط في الإنفاق، وكتمان ما لا يصلح إظهاره.[ صيد الخاطر 610] .