۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإنذار صفة من صفات الرسل الكرام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المأمون

عضو جديد  عضو جديد
المأمون


الجنس : ذكر
العمر : 37
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 11/03/2012
عدد المساهمات : 24

الإنذار صفة من صفات الرسل الكرام  Empty
مُساهمةموضوع: الإنذار صفة من صفات الرسل الكرام    الإنذار صفة من صفات الرسل الكرام  Icon_minitimeالسبت 17 مارس 2012, 12:28 am







التعريف



الإنذار لغة:

مصدر قولهم أنذر ينذر، وهو مأخوذ من مادّة (ن ذ ر) الّتي تدلّ- كما يقول ابن فارس- على التّخويف أو التّخوّف، قال: ومنه الإنذار أي الإبلاغ، ولا يكاد يكون إلّا في التّخويف، وتناذر القوم خوّف بعضهم بعضا، ومنه أيضا النّذر [بصائر ذوي التمييز 5/ 24) ] . ووجه تسميته بذلك أنّ صاحبه يخاف إذا أخلف [مقاييس اللغة لابن فارس (5/ 514) بتصرف يسير] .

وقال الرّاغب: الإنذار إخبار فيه تخويف كما أنّ التّبشير إخبار فيه سرور، ومن ذلك قوله تعالى (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى) [الليل: 14] والنّذير: المنذر ويقع على كلّ شيء فيه إنذار إنسانا كان أو غيره قال تعالى: (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) [الذّاريات: 50] [المفردات للراغب (742) تحقيق محمد أحمد خلف] .

وقال ابن الأثير: أصل الإنذار الإعلام، يقال: أنذرته أنذره إنذارا إذا أعلمته، فأنا منذر ونذير أي معلم ومخوّف ومحذّر، ويقال نذرت به إذا علمته ومنه الحديث: كلّما عرف أن قد نذروا به هرب .. أي علموا وأحسّوا مكانه، أمّا قوله «أنذر القوم» فمعناه: احذر منهم واستعدّ لهم وكن منهم على علم وحذر [النهاية لابن الأثير (5/ 39) ] .

وقال الفيروز اباديّ: النّذيرة من الجيش:

طليعتهم الّذي ينذرهم أمر عدوّهم، ونذر بالشّيء كفرح، علمه فحذره، وأنذره بالأمر إنذارا ونذرا، ويضمّ (نذرا)، وبضمّتين (نذرا)، ونذيرا: أعلمه وحذّره وخوّفه في إبلاغه، والاسم من ذلك: النّذرى بالضّمّ والنّذر (بضمّتين)، ومنه قوله تعالى: (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) [القمر: 16] أي إنذاري، والنّذير: الإنذار، كالنّذارة، (بالكسر) وهذه عن الإمام الشّافعيّ - رحمه اللّه- والمنذر (وجمعه نذر): صوت القوس، والرّسول، والشّيب، والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم [القاموس المحيط (نذر) (619) ط: بيروت] . ونذير القوم طليعتهم الّذي ينذرهم العدوّ، وتناذروه (أي الأمر) خوّف منه بعضهم بعضا، ومنه قول النّابغة: تناذرها الرّاقون من سوء سمّها [بصائر ذوي التمييز (5/ 34) ] .

ومنه أيضا: قول الخنساء:

يا صخر ورّاد ماء قد تناذره *** أهل الموارد ما في ورده عار

ويفهم من كلام الفيروز ابادي وغيره أنّ الفعل «تناذر «يستعمل متعدّيا بنفسه كما في بيتي النّابغة والخنساء، وقد يستعمل لازما كما في قولهم: «تناذر القوم» أي أنذر بعضهم بعضا، أمّا الفعل: أنذر فإنّه يتعدّى إلى مفعوليه إمّا بالباء كما في قولهم: أنذرتهم به، أو بنفسه كما في قولهم: أنذرته إيّاه، وأمّا الثّلاثي نذر فإنّه لا يتعدّى إلّا بالباء الجارّة كقولهم: نذر القوم بالعدوّ [انظر القاموس المحيط (619) ط. بيروت] .

وقال ابن منظور: يقال: نذر بالشّيء وبالعدوّ:

علمه فحذره، وأنذره بالأمر إنذارا (المصدر)، ونذرا (اسم المصدر)، ونذيرا (اسم مصدر أيضا)، وفي التنزيل العزيز: (فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) [الملك: 17] معناه فكيف كان إنذاري [البحر المحيط (8/ 296) ] .

وقول اللّه عزّ من قائل: (عُذْراً أَوْ نُذْراً) [المرسلات: 6] قرئت: «عذرا أو نذرا» قال الزّجّاج معناها المصدر وقد انتصبا على المفعول له (لأجله)، والمعنى فالملقيات ذكرا للإعذار أو الإنذار .. والنّذير:

المحذّر، فعيل بمعنى مفعل، والجمع نذر، وقول اللّه عزّ وجلّ-: (وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ) [فاطر: 37]، قال ثعلب: هو الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم، وقال أهل التّفسير: يعني النّبيّ. [تفسير ابن كثير 3/ 567) ] كما قال عزّ من قائل: (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) [الأحزاب: 45]، وقال بعضهم: النّذير هنا الشّيب ورجّح الأزهريّ الرّأي الأوّل، ويقال: أنذرت القوم سير العدوّ إليهم فنذروا أي أعلمتهم ذلك فعلموا وتحرّزوا. ومن أمثال العرب: «قد أعذر من أنذر» أي من أعلمك أنّه يعاقبك على المكروه منك فيما يستقبل، ثمّ أتيت المكروه فعاقبك فقد جعل لنفسه عذرا يكفّ به لائمة النّاس عنه، والعرب تقول: عذراك لانذراك، أي أعذر ولا تنذر- والنّذير العريان رجل من خثعم، حمل عليه يوم ذي الخلصة عوف بن عامر فقطع يده ويد امرأته، وقيل: هو الزّبير بن عمرو الخثعميّ وكان ناكحا في بني زبيد، فأرادت بنو زبيد أن يغيروا على خثعم فخافوا أن ينذر قومه فألقوا عليه براذع وأهداما واحتفظوا به فصادف غرّة ففلت منهم وأتى قومه فقال:

أنا المنذر العريان ينبذ ثوبه *** إذا الصّدق لا ينبذ لك الثّوب كاذب

ومن أمثالهم: أنا النّذير العريان وإنّما قالوا ذلك لأنّ الرّجل إذا رأى الغارة قد فجئتهم وأراد إنذار قومه تجرّد من ثيابه وأشار بها ليعلم ذلك، ثمّ صار مثلا لكلّ شيء تخاف مفاجأته [لسان العرب (نذر) (5/ 200- 203) ط. بيروت. بتصرف واختصار ] .

وقال الزّبيديّ: أو هو كلّ منذر بحقّ [تاج العروس (14/ 201) ط. الكويت] .وفي الحديث كان صلّى اللّه عليه وسلّم إذا خطب احمرّت عيناه، وعلا صوته واشتدّ غضبه، كأنّه منذر جيش يقول: صبّحكم ومسّاكم، المنذر هو المعلم الّذي يعرّف القوم بما يكون قد دهمهم من عدوّ أو غيره وهو المخوّف أيضا [لسان العرب (نذر) (5/ 200- 203) ط. بيروت. بتصرف واختصار.

تاج العروس (14/ 201) ط. الكويت] .

الإنذار اصطلاحا:

قال ابن المناويّ: الإنذار: هو الإعلام بما يحذر، ولا يكاد يكون إلّا في تخويف يسع زمانه الاحتراز (منه)، فإن لم يسع كان إشعارا [التوقيف على مهمات التعاريف (64) ] .

وقال الكفويّ: الإنذار: هو إبلاغ الأمر المخوف منه، والتّهديد (به)، والتّخويف منه، قال: وذكر الوعيد مع الإنذار واجب لا مع التّهديد [الكليات للكفوي (1/ 338) ] .


آيات

1- قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ) [ البقرة: 119] .

2- قوله تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً * وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً * رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) [ النساء: 163- 165] .

3- قوله تعالى: (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [ المائدة: 19] .

4- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً * وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا ) [الأحزاب: 45- 48 ] .

5- قوله تعالى: (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) [ التوبة: 122] .

6- قوله تعالى: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِي ءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ( [الشعراء: 214- 216] .

7- قول تعالى: (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) [ هود: 12] .

8- قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ) [ هود: 25- 26] .

9- قوله تعالى: (وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) [ الأنعام: 51] .

10- قوله تعالى: (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ * وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) [ الشورى: 7- 8] .

11 - قوله تعالى: (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ * أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ) [ مريم: 37- 40] .

12- قوله تعالى: وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) [ فاطر: 18 ] .

13 - قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ * وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) [فاطر: 36- 37 ] .

14- قوله تعالى: (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ) [يونس: 73] .

15- قوله تعالى: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ * إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) [ فصلت: 13- 14] .


أحاديث

1- عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا خطب احمرّت عيناه وعلا صوته واشتدّ غضبه كأنّه منذر جيش يقول: صبّحكم ومسّاكم. ويقول: " بعثت أنا والسّاعة كهاتين"، ويقرن بين إصبعيه السّبّابة والوسطى، ويقول: " أمّا بعد، فإنّ خير الحديث كتاب اللّه، وخير الهدي هدي محمّد، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة". ثمّ يقول:" أنا أولى بكلّ مؤمن من نفسه، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإليّ وعليّ" [رواه مسلم (867) ] .

2- عن عليّ- أو عن الزّبير- رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يخطبنا فيذكّرنا بأيّام اللّه حتّى نعرف ذلك في وجهه، وكأنّه نذير قوم يصبّحهم الأمر غدوة، وكان إذا كان حديث عهد بجبريل لم يتبسّم ضاحكا حتّى يرتفع عنه .,[رواه أحمد في مسنده (1/ 167) حديث رقم (1437). قال الشيخ شاكر: إسناده صحيح ] .

3- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " ألا أخبركم عن الدّجّال حديثا ما حدّثه نبيّ قومه؟ إنّه أعور، وإنّه يجيء معه مثل الجنّة والنّار، فالّتي يقول إنّها الجنّة، هي النّار، وإنّي أنذرتكم به كما أنذر به نوح قومه" [رواه مسلم (2936) ] .

4- عن أبي موسى رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " مثلي ومثل ما بعثني اللّه كمثل رجل أتى قوما فقال: رأيت الجيش بعيني، وإنّي أنا النّذير العريان ، فالنّجاء النّجاء، فأطاعته طائفة فأدلجوا على مهلهم فنجوا، وكذّبته طائفة فصبّحهم الجيش فاجتاحهم" [رواه البخاري- الفتح (11/ 322، 323) ] .

5- عن المغيرة بن شعبة- رضي اللّه عنه- قال: قال سعد بن عبادة- رضي اللّه عنه-: لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسّيف غير مصفح عنه ، فبلغ ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: " أتعجبون من غيرة سعد؟ فو اللّه لأنا أغير منه، واللّه أغير منّي، ومن أجل غيرة اللّه حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا شخص أغير من اللّه ، ولا شخص أحبّ إليه العذر من اللّه ، من أجل ذلك بعث اللّه المرسلين مبشّرين ومنذرين، ولا شخص أحبّ إليه المدحة من اللّه، من أجل ذلك وعد اللّه الجنّة "[رواه مسلم (1499) ] .

6- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " أعذر اللّه إلى امرىء أخّر عمره حتّى بلّغة ستّين سنة " [رواه البخاري- الفتح 11 (6419) ] .

7- عن أبي هريرة رضي اللّه عنه- قال: لمّا (نزلت وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قريشا فاجتمعوا، فعمّ وخصّ، فقال: يا بني كعب بن لؤيّ، يا بني مرّة بن كعب، يا بني عبد شمس، ويا بني عبد مناف، ويا بني هاشم، ويا بني عبد المطّلب أنقذوا أنفسكم من النّار. ويا فاطمة أنقذي نفسك من النّار، إنّي لا أملك لكم من اللّه شيئا غير أنّ لكم رحما سأبلّها ببلالها.[رواه النسائي (3644)،وقال الألباني صحيح انظر صحيح الجامع ( 7903 ) ] .


آثار

1- عن قتادة- رضي اللّه عنه- في قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ) قال: أي أنذر عذاب ربّك ووقائعه في الأمم وشدّة نقمته إذا انتقم. [ الدر المنثور (8/ 325) وتفسير الطبري (14/ 144) ط. دار الفكر ] .

2- وقال قتادة: في قوله تعالى: (هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى)،[النجم:56]. يريد القرآن، وأنّه نذير بما أنذرت به الكتب الأولى. وقيل: أي هذا الّذي أخبرنا به من أخبار الأمم الماضية الّذين هلكوا تخويف لهذه الأمّة من أن ينزل بهم ما نزل بأولئك من النّذر.[ تفسير القرطبي (17/ 121)].

أشعار

1- قال الشّافعيّ:

خبت نار نفسي باشتعال مفارقي *** وأظلم ليلي إذ أضاء شــهابها
أيا بومة قد عشّشت فوق هامــــتي *** على الرّغم منّي حين طار غرابها
رأيت خراب العـــمر منّي فزرتني *** ومأواك من كلّ الدّيـــار خرابها
أأنعم عيشا بعد ما حـلّ عارضي *** طلائع شيب ليس يغــــني خضابها
وعزّة عمر المرء قــبل مشــــيبه *** وقد فنيت نفس تولّى شبابهـا
إذا اصفرّ لون المرء وابيضّ شعـــره *** تنغّص من أيّامه مستطابـها
فدع عنك سوءات الأمور فإنّهــا *** حرام على نفس التّقيّ ارتــكابها.
[ ديوانه (50- 51) ] .


2- وقال أحدهم:

وغاية هذي الدار لذة ساعة *** ويعقبها الأحزان والهم والنـدم
وهاتيك دار الأمن والعز والتقى *** ورحمة رب الناس والجود والكرم

3- وقال آخر:

لقد نصحت لأقوام وقلت لهم *** إني النذير فلا يغــرركم أحد
لا شيء مما ترى تبقى بشاشته *** إلا الإله ويردى المــال والولد
لم تغن عن هرمز يوما ذخائره *** والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
[المنتخب من الشعر والبيان ص 172، 173 ] .


متفرقات

1- قال ابن حجر في قوله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) أي: شاهدا على الأمّة، ومبشّرا للمطيعين بالجنّة وللعصاة بالنّار، أو شاهدا للرّسل قبله بالإبلاغ.[الفتح (8/ 450) ] .

2- قال الطّبريّ في قوله تعالى: (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً)، أي: وما أرسلناك يا محمّد إلى من أرسلناك إليه إلّا مبشّرا بالثّواب الجزيل من آمن بك وصدّقّك وآمن بالّذي جئتهم به من عندي وعملوا به (ونذيرا) من كذّبك وكذّب ما جئتهم به من عندي. فلم يصدّقوا به، ولم يعملوا .. [تفسير الطبري المجلد التاسع (19/ 18) ] .

3- قال ابن جرير الطّبريّ في قوله تعالى: (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) أي: تبارك الّذي نزّل الفصل بين الحقّ والباطل فصلا بعد فصل وسورة بعد سورة على عبده محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم ليكون محمّد لجميع الجنّ والإنس الّذين بعثه اللّه إليهم داعيا إليه (نذيرا) يعني منذرا ينذرهم عقابه، ويخوّفهم عذابه إن لم يوحّدوه ولم يخلصوا له العبادة ويخلعوا كلّ ما دونه من الآلهة والأوثان.[تفسير الطبري المجلد التاسع (18/ 136) ] .

4- قال ابن حجر في قوله تعالى: (*** وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ) اختلف أهل التّفسير فيه، فالأكثر على أنّ المراد به الشّيب، لأنّه يأتي في سنّ الكهولة فما بعدها، وهو علامة لمفارقة سنّ الصّبا الّذي هو مظنّة اللّهو. وقال عليّ: المراد به: النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. [الفتح (11/ 243) ] .

5- قال القرطبيّ في قوله تعالى: (وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ) [فاطر: 37] وقرأ: وجاءتكم النّذر واختلف فيه، فقيل: القرآن. وقيل: الرّسول. وقال ابن عبّاس وعكرمة وسفيان ووكيع والحسين بن الفضل والفرّاء والطّبريّ: هو الشّيب.

وقيل: النّذير: الحمّى. وقيل: موت الأهل والأقارب.

وقيل: كمال العقل. والنّذير: بمعنى الإنذار.

ثمّ قال: فالشّيب، والحمّى، وموت الأهل كلّه إنذار بالموت، قال صلّى اللّه عليه وسلّم " الحمّى رائد الموت".[جزء من حديث رواه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (165/ 2) ، وأبو نعيم وضعفه الألباني انظر السلسلة الضعيفة (3533) ] .

قال الأزهريّ معناه أنّ الحمّى رسول الموت، أي كأنّها تشعر بقدومه وتنذر بمجيئه. والشّيب نذير أيضا. لأنّه يأتي في سنّ الاكتهال وهو علامة لمفارقة سنّ الصّبا الّذي هو سنّ اللّهو واللّعب. قال:

رأيت الشّيب من نذر المنايا *** لصاحبه وحسبك من نذير

وقال آخر:

فقلت لها: المشيب نذير عمري *** ولست مسوّئا وجه النّذير

وأمّا موت الأهل والأقارب والأصحاب والإخوان فإنذار بالرّحيل في كلّ وقت وأوان، وحين وزمان.

قال:

وأراك تحملهم ولست تردّهم *** فكأنّني بك قد حملت فلم ترد

وقال آخر:

الموت في كلّ حين ينشر الكفنا *** ونحن في غفلة عمّا يراد بنا

وأمّا كمال العقل فبه تعرف حقائق الأمور، ويفصل بين الحسنات والسّيّئات، فالعاقل يعمل لآخرته، ويرغب فيما عند ربّه، فهو نذير. وأمّا محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم فبعثه اللّه بشيرا ونذيرا إلى عباده، قطعا لحججهم، قال تعالى: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ...)، وقال: (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)،[ تفسير القرطبي (14/ 353- 354) ] .

6- قال أبو حيّان في قوله تعالى (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً إلى قوله تعالى وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) [التوبة: 122]... والّذي يظهر أنّ هذه الآية إنّما جاءت للحضّ على طلب العلم والتّفقّه في دين اللّه، وأنّه لا يمكن أن يرحل المؤمنون كلّهم في ذلك، فتعرى بلادهم منهم، ويستولي عليها وعلى ذراريهم أعداؤهم، فهلّا رحل طائفة منهم للتّفقّه في الدّين ولإنذار قومهم، فذكر العلّة للنّفير وهي التّفقه أوّلا، ثمّ الإعلام لقومهم بما علموه من أمر الشّريعة. أي: فهلّا نفر من كلّ جماعة كثيرة جماعة قليلة منهم، فكفوهم النّفير، وقام كلّ بمصلحة، هذه بحفظ بلادهم وقتال أعدائهم، وهذه لتعلّم العلم وإفادتها المقيمين إذا رجعوا إليهم.وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ أي:وليجعلوا غرضهم ومرمى همّتهم في التّفقّه إنذار قومهم وإرشادهم والنّصيحة لهم لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ إرادة أن يحذروا اللّه تعالى فيعملوا عملا صالحا.

ووجه آخر، وهو: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا بعث بعثا بعد غزوة تبوك، وبعد ما نزل في المتخلّفين من الآيات الشّدائد استبق المؤمنون عن آخرهم إلى النّفير، وانقطعوا جميعا عن الوحي والتّفقّه في الدّين، فأمروا بأن ينفر من كلّ فرقة منهم طائفة إلى الجهاد، وتبقى أعقابهم يتفقّهون حتّى لا ينقطعوا عن التّفقّه الّذي هو الجهاد الأكبر، لأنّ الجهاد بالحجّة أعظم أمرا من الجهاد بالسّيف. وقوله تعالى لِيَتَفَقَّهُوا الضّمير فيه للفرق الباقية بعد الطّوائف النّافرة (ولينذروا قومهم) ولتنذر الفرق الباقية قومهم النّافرين إذا رجعوا إليهم ما حصّلوا في أيّام غيبتهم من العلوم ...[ تفسير البحر المحيط (5/ 116- 117) ] .

7- قال أبو حيّان في قوله تعالى: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ العشيرة) تحت الفخذ وفوق الفصيلة، ونبّه على العشيرة وإن كان مأمورا بإنذار النّاس كافّة كما قال (أَنْذِرِ النَّاسَ؟) [يونس: 2]، لأنّ في إنذارهم- وهم عشيرته- عدم محاباة ولطف بهم، وأنّهم والنّاس في ذلك شرع واحد في التّخويف والإنذار، فإذا كانت القرابة قد خوّفوا وأنذروا مع ما يلحق الإنسان في حقّهم من الرّأفة كان غيرهم في ذلك أوكد وأدخل، أو لأنّ البداءة تكون بمن يليه ثمّ من بعده، كما قال (قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ) [التوبة: 123] وقال عليه الصّلاة والسّلام: " كلّ ربا في الجاهليّة موضوع تحت قدميّ هاتين فأوّل ما أضع ربا العبّاس" إذ العشيرة مظنّة الطّواعية، ويمكنه من الغلظة عليهم ما لا يمكنه مع غيرهم، وهم له أشدّ احتمالا.وامتثل صلّى اللّه عليه وسلّم ما أمره به ربّه من إنذار عشيرته، فنادى الأقرب فالأقرب فخذا.[ تفسير البحر المحيط (7/ 43)] .

8- قال القرطبيّ في قوله تعالى: (وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (وأنذر به) أي بالقرآن.وقيل (به) أي باللّه. وقيل: باليوم الآخر. وخصّ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا لأنّ الحجّة عليهم أوجب، فهم خائفون من عذابه، لا أنّهم يتردّدون في الحشر، فالمعنى: (يخافون) أي يتوقّعون عذاب الحشر.وقيل: (يخافون) يعلمون. فإن كان مسلما أنذر ليترك المعاصي، وإن كان من أهل الكتاب أنذر ليتّبع الحقّ.وقال الحسن: المراد المؤمنون. قال الزّجّاج: كلّ من أقرّ بالبعث من مؤمن وكافر. وقيل: الآية في المشركين، أي: أنذرهم بيوم القيامة. والأوّل أظهر. [تفسير القرطبي (6/ 430- 431) ] .

9 - قال الطّبري في قوله تعالى [وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً) [الإسراء: 41] يقول- تعالى ذكره-: ولقد صرّفنا لهؤلاء المشركين المفترين على اللّه في هذا القرآن العبر والآيات والحجج، وضربنا لهم فيه الأمثال، وحذّرناهم فيه، وأنذرناهم ليتذكّروا تلك الحجج عليهم فيعقلوا خطأ ما هم عليه مقيمون، ويعتبروا بالعبر فيتّعظوا بها، وينيبوا من جهالتهم فما يعتبرون بها، ولا يتذكّرون بما يرد عليهم من الآيات والنّذر (وما يزيدهم) تذكيرنا إيّاهم (إلّا نفورا) أي: إلّا ذهابا عن الحقّ وبعدا منه وهربا.[تفسير الطبري (14/ 64) ط. دار الفكر] .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإنذار صفة من صفات الرسل الكرام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ~¤¦¦۞¦¦ آيات القرآن في فضل الصحابة الكرام ¦¦۞¦¦¤~
» مهمة الرسل كما ذكرها القرآن
» »؛° (فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل ) °؛«
»  !~¤§¦ براءة الصحابة الكرام مما رماهم به اللئام ¦§¤~!
»  ║Җ║ ~ صفات الخوارج ~║‎ ║Җ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: