قال تعالى (فاصبر كما صبراولواالعزم من الرسل )سورة الأحقاف35
العزم الذي مدح الله به خيار خلقه , هو قوة الإرادةوجزمها على الإستمرار على أمر الله , والهمة التي لاتني وتفتر في طلب رضوان الله ,وحسن معاملته , وتوطين النفس على عدم التقصير في شيء من حقوق الله , ولذلك لام الله آدم عليه السلام بعدم استمراره على الأمر , وحصول الإغترار منه بعدوه بأكل الشجرةالتي عهد الله له بالإمتناع من أكلها , فقال تعالى (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجدله عزما ) طه
فحصول الفتور وفلتات التقصير مناف كمال العزم , ولهذا لم يكن كمال هذا الوصف إلالمن بلغوا الدرجة العالية في الفضائل . والنقص إنما يصيب ا لعبد من أحد أمرين :
1- إما من عدم عزمه على الرشد الذي هو الخير
2- وإما عدم ثباته واستمراره على عزمه
ولهذا كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد" من انفع الأدعيةوأجمعها للخيرات , فمن أعانه الله على نية الرشد والعزيمة عليها . والثبات والإستمرار , فقد حصل له اكبر أسباب السعادة .
والناس في هذا المقام درجات بحسب قيامهم بهذين الامرين .
وحسب ذي الفضل فضلا أن تكون العزيمة على الرشد وصفه وآثارها من العلم والعمل نعته ,وإن حصل له نوع من فتور وخلل في هذا المأمور , رجع إ لى أصله وأخبته , وداوى هذا الداء بالتذكر والإستغفار .قال تعالى ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون )الأعراف
أي تذكروا الخلل الذي دخل عليهم من الشيطان , والنقص الذي حصل لهم به الخسران ,فأبصروا ذلك فبادروا إلى سده , والعود إلى ماعودهم وليهم من لزوم الصراط المستقيم .نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم بمنه وكرمه آمين.