۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فضل النية والإخلاص

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الأمين

عضو جديد  عضو جديد
الأمين


الجنس : ذكر
العمر : 36
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 11/03/2012
عدد المساهمات : 31

فضل النية والإخلاص  Empty
مُساهمةموضوع: فضل النية والإخلاص    فضل النية والإخلاص  Icon_minitimeالجمعة 16 مارس 2012, 11:05 pm


التعريف

(خلص) الخاء واللام والصاد أصل واحد مطَّرِد، وهو تنقيةُ الشَّيء وتهذيبُه. يقولون: خلَّصتُه من كذا وخَلَصَ هو. والإخلاص هو إفراد الحق سبحانه في الطاعة بالقصد، وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله عز وجل دون شيء آخر، ومن تصنع لمخلوق، أو اكتساب صفة حميدة عند الناس، أو محبة مدح من خلق، أو معنى من المعاني سوى التقرب به إلى الله تعالى. ويصح أن يقال: هو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين. وقيل: الإخلاص: نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق. ومن تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله. قال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل: الإخلاص: أن تريد بقلبك وبعملك وعلمك وفعلك رضا الله تعالى؛ خوفا من سخط الله، كأنك تراه بحقيقة علمك بأنه يراك حتى يذهب الرياء عن قلبك. ثم تذكر منة الله عليك إذ وفقك لهذا العمل حتى يذهب العجب من قلبك، وتستعمل الرفق في عملك حتى تذهب العجلة من قلبك. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في معنى الإخلاص العمل لله: أي لا يمازج عمله ما يشوبه من شوائب إرادات النفس؛ إما طلب التزين في قلوب الخلق، وإما طلب مدحهم، والهرب من ذمهم، أو طلب تعظيمهم، أو طلب أموالهم، أو خدمتهم ومحبتهم، وقضائهم حوائجه، أو غير ذلك من العلل والشوائب التي عقد مفترقاتها: هو إرادة ما سوى الله بعمله كائنا ما كان.[انظر معجم مقاييس اللغة لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا تحقيق عبد السلام محمد هارون دار الفكر والرسالة للقشيري ص207-208] .


آيات

1- قال اللهُ تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) [البينة: 5] .

2- قوله تعالى: (وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [الأعراف:29] .

3- قال تعالى: (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ) [الزمر:2] .

4- قال تعالى: (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ) [الزمر:11] .

5- قال تعالى: (قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي) [الزمر:14] .

6- قال تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [غافر:14] .


أحاديث

1- عن أمير المؤمِنين أبي حَفْصٍ عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه، قالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقُولُ: «إنّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امرِىءٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصيبُهَا، أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكَحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْه» [مُتَّفَقٌ عَلَيه] .

2- عن أمِّ المؤمِنينَ أمِّ عبدِ اللهِ عائشةَ رضي الله عنها، قالت: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ فإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرضِ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وآخِرِهِمْ). قَالَتْ: قلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ،كَيْفَ يُخْسَفُ بأوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ وَفِيهمْ أسْوَاقُهُمْ وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ ؟! قَالَ: (يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيّاتِهمْ» [مُتَّفَقٌ عَلَيهِ و هذَا لَفْظُ الْبُخَارِيِّ] .

3- عن عائِشةَ رضيَ اللهُ عنها، قَالَتْ: قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «لا هِجْرَةَ بَعْدالفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فانْفِرُوا» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]. وَمَعناهُ: لا هِجْرَةَ مِنْ مَكّةَ لأَنَّهَا صَارَتْ دَارَ إسلاَمٍ.

4- عن أبي إسحاقَ سَعدِ بنِ أبي وَقَّاصٍ مالِكِ بنِ أُهَيْب بنِ عبدِ منافِ بنِ زُهرَةَ بنِ كلابِ بنِ مُرَّةَ بنِ كعبِ بنِ لُؤيٍّ القُرشِيِّ الزُّهريِّ رضي الله عنه، أَحَدِ العَشَرَةِ المشهودِ لهم بالجنةِ رضي الله عنهم، قَالَ: جاءنِي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ مِنْ وَجَعٍ اشْتَدَّ بي، فقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إنِّي قَدْ بَلَغَ بي مِنَ الوَجَعِ مَا تَرَى، وَأَنَا ذُو مالٍ وَلا يَرِثُني إلا ابْنَةٌ لي، أفأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: «لا»، قُلْتُ: فالشَّطْرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فقَالَ: «لا»، قُلْتُ: فالثُّلُثُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الثُّلُثُ والثُّلُثُ كَثيرٌ - أَوْ كبيرٌ - إنَّكَ إنْ تَذَرْ وَرَثَتَكَ أغنِيَاءَ خيرٌ مِنْ أنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يتكفَّفُونَ النَّاسَ، وَإنَّكَ لَنْ تُنفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغي بِهَا وَجهَ اللهِ إلاَّ أُجِرْتَ عَلَيْهَا حَتَّى مَا تَجْعَلُ في فِيِّ امْرَأَتِكَ»، قَالَ: فَقُلتُ: يَا رسولَ اللهِ، أُخلَّفُ بعدَ أصْحَابي؟ قَالَ: «إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعملَ عَمَلاً تَبتَغي بِهِ وَجْهَ اللهِ إلاَّ ازْدَدتَ بِهِ دَرَجةًورِفعَةً، وَلَعلَّكَ أنْ تُخَلَّفَ حَتّى يَنتَفِعَ بِكَ أقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخرونَ. اللَّهُمَّ أَمْضِ لأصْحَابي هِجْرَتَهُمْ ولاَ تَرُدَّهُمْ عَلَى أعقَابهمْ، لكنِ البَائِسُ سَعدُ بْنُ خَوْلَةَ» يَرْثي لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ ماتَ بمَكَّة [مُتَّفَقٌ عليهِ] .

5- عن أبي موسى عبدِ اللهِ بنِ قيسٍ الأشعريِّ رضي الله عنه، قَالَ: سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يُقاتلُ شَجَاعَةً، ويُقَاتِلُ حَمِيَّةً، ويُقَاتِلُ رِيَاءً، أَيُّ ذلِكَ في سبيلِ الله؟ فقال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكونَ كَلِمَةُ اللهِ هي العُلْيَا، فَهوَ في سبيلِ اللهِ» [مُتَّفَقٌ عَلَيهِ] .

6- عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، قَالَ: قالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «صَلاةُ الرَّجلِ في جمَاعَةٍ تَزيدُ عَلَى صَلاتهِ في سُوقِهِ وبيتهِ بضْعاً وعِشرِينَ دَرَجَةً، وَذَلِكَ أنَّ أَحدَهُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضوءَ، ثُمَّ أَتَى المَسْجِدَ لا يُرِيدُ إلاَّ الصَّلاةَ، لاَ يَنْهَزُهُ إِلاَّ الصَلاةُ: لَمْ يَخْطُ خُطْوَةً إِلاَّ رُفِعَ لَهُ بِهَا دَرجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بها خَطِيئَةٌ حَتَّى يَدْخُلَ المَسْجِدَ، فإِذا دَخَلَ المَسْجِدَ كَانَ في الصَّلاةِ مَا كَانَتِ الصَّلاةُ هِي تَحْبِسُهُ، وَالمَلائِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ في مَجْلِسِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيهِ، مَا لَم يُؤْذِ فيه، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ» [ مُتَّفَقٌ عليه، وهذا لفظ مسلم]. وقوله صلى الله عليه وسلم: (يَنْهَزُهُ) هُوَ بِفَتْحِ اليَاءِ والْهَاءِ وبالزَّايِ: أَيْ يُخْرِجُهُ ويُنْهضُهُ.

7- عن أبي عبد الرحمان عبدِ الله بنِ عمرَ بن الخطابِ رضيَ اللهُ عنهما، قَالَ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «انطَلَقَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى آوَاهُمُ المَبيتُ إِلى غَارٍ فَدَخلُوهُ، فانْحَدرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الغَارَ، فَقالُوا: إِنَّهُ لاَ يُنْجِيكُمْ مِنْ هذِهِ الصَّخْرَةِ إِلاَّ أنْ تَدْعُوا اللهَ بصَالِحِ أعْمَالِكُمْ. قَالَ رجلٌ مِنْهُمْ: اللَّهُمَّ كَانَ لِي أَبَوانِ شَيْخَانِ كبيرانِ، وكُنْتُ لا أغْبِقُ قَبْلَهُمَا أهْلاً ولاَ مالاً، فَنَأَى بِي طَلَب الشَّجَرِ يَوْماً فلم أَرِحْ عَلَيْهمَا حَتَّى نَامَا، فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَوَجَدْتُهُما نَائِمَينِ، فَكَرِهْتُ أنْ أُوقِظَهُمَا وَأَنْ أغْبِقَ قَبْلَهُمَا أهْلاً أو مالاً، فَلَبَثْتُ - والْقَدَحُ عَلَى يَدِي - أنتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُما حَتَّى بَرِقَ الفَجْرُ والصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَميَّ، فاسْتَيْقَظَا فَشَرِبا غَبُوقَهُما. اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلِكَ ابِتِغَاء وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هذِهِ الصَّخْرَةِ، فانْفَرَجَتْ شَيْئاً لا يَسْتَطيعُونَ الخُروجَ مِنْهُ. قَالَ الآخر: اللَّهُمَّ إنَّهُ كانَتْ لِيَ ابْنَةُ عَمّ، كَانَتْ أَحَبَّ النّاسِ إليَّ - وفي رواية: كُنْتُ أُحِبُّها كأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النساءَ - فأَرَدْتُهَا عَلَى نَفْسِهَا فامْتَنَعَتْ منِّي حَتَّى أَلَمَّتْ بها سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ فَجَاءتْنِي فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمئةَ دينَارٍ عَلَى أنْ تُخَلِّيَ بَيْني وَبَيْنَ نَفْسِهَا فَفعَلَتْ، حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا - وفي رواية: فَلَمَّا قَعَدْتُ بَينَ رِجْلَيْهَا، قالتْ: اتَّقِ اللهَ وَلاَ تَفُضَّ الخَاتَمَ إلاّ بِحَقِّهِ، فَانصَرَفْتُ عَنْهَا وَهيَ أَحَبُّ النَّاسِ إليَّ وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أعْطَيتُها. اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلِكَ ابْتِغاءَ وَجْهِكَ فافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فيهِ، فانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ، غَيْرَ أَنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ مِنْهَا. وَقَالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ وأَعْطَيْتُهُمْ أجْرَهُمْ غيرَ رَجُل واحدٍ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهبَ، فَثمَّرْتُ أجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنهُ الأمْوَالُ، فَجَاءنِي بَعدَ حِينٍ، فَقالَ: يَا عبدَ اللهِ، أَدِّ إِلَيَّ أجْرِي، فَقُلْتُ: كُلُّ مَا تَرَى مِنْ أجْرِكَ: مِنَ الإبلِ وَالبَقَرِ والْغَنَمِ والرَّقيقِ، فقالَ: يَا عبدَ اللهِ، لاَ تَسْتَهْزِىءْ بي! فَقُلْتُ: لاَ أسْتَهْزِئ بِكَ، فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فاسْتَاقَهُ فَلَمْ يتْرُكْ مِنهُ شَيئاً. الَّلهُمَّ إنْ كُنتُ فَعَلْتُ ذلِكَ ابِتِغَاءَ وَجْهِكَ فافْرُجْ عَنَّا مَا نَحنُ فِيهِ، فانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ» [مُتَّفَقٌ عليهِ] .


آثار

1- كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري: من خلصت نيته كفاه الله ما بينه وبين الناس . [حلية الأولياء] .

2- قال الفضيل: أحسن عملاً: أخلصه وأصوبه. وقال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً، والخالص ما كان لله، والصواب ما كان على السنة . [حلية الأولياء.] .

3- قال أيضاً: لأعلمنك كلمة هي خير لك من الدنيا وما فيها: والله لئن علم الله منك إخراج الآدميين من قلبك حتى لا يكون في قلبك مكان لغيره - لم تسأله شيئاً إلا أعطاك . [حلية الأولياء.] .

4- قال سهل بن عبد الله: الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله -تعالى- خاصة . [إحياء علوم الدين] .

5- قال ابراهيم ابن أدهم: الإخلاص صدق النية مع الله . [إحياء علوم الدين] .

6- قال أبو عثمان: الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر الى الخالق . [إحياء علوم الدين].

7- قال حذيفة رضي الله عنه: الإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين . [التبيان في آداب حملة القرآن] .

8- قال الحارث المحاسبي: الصادق: هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس؛ من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل، ولا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله، ولا يكره أن يطلع الناس على السيء من عمله؛ فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم، وليس هذا من إخلاص الصديقين . [بستان العارفين للنووي] .

9- قال مكحول: ما أخلص عبد قط أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه . [بستان العارفين للنووي] .

10- قال أيوب السختياني: ما صدق عبد قط فأحب الشهرة . [سير أعلام النبلاء] .

11- قال بعض السلف: إني لأستحب أن يكون لي في كل شيء نية، حتى في أكلي وشربي ونومي ودخولي الخلاء . [إحياء علوم الدين] .

12- قال ميمون بن مهران: إن أعمالَكم قليلةٌ فأخلصوا هذا القليل . [البداية والنهاية] .

13- قال الحسن: السجود يذهب بالكبر والتوحيد يذهب بالرياء . [التواضع والخمول لابن أبي الدنيا] .

14- قال المحاسبي: الإخلاص: هو إخراج الخلق عن معاملة الرب . [إحياء علوم الدين] .

15- قال حذيفة المرعشي: الإخلاص: أن تستوي أفعال العبد في الظاهر والباطن . [بستان العارفين للنووي] .

16- قال الفضيل: ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجلهم شرك. والإخلاص: الخلاص من هذين. وفي رواية عنه: والإخلاص أن يعافيك الله منها . [الأذكار للنووي] .

17- قيل لسهل التستري: أي شيء أشد على النفس؟ قال: الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيب . [بستان العارفين للنووي] .

18- قال سفيان الثوري: ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي؛ إنها تتقلب عليّ . [مقدمة المجموع للنووي] .

19- قال سفيان بن عيينة: كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم إلى بعض هؤلاء الكلمات: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه . [الإيمان الكبير لابن تيمية ص:60] .

20- قيل: من سلم له من عمره لحظة خالصة لوجه الله – نجا؛ وذلك لعزة الإخلاص، وعُسْرِ تنقية القلب من هذه الشوائب؛ فإن الخالص هو الذي لا باعث له إلا طلب القرب من الله -تعالى- . [إحياء علوم الدين] .

21- قال عبدالله بن المبارك: رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية . [إحياء علوم الدين] .

22- قال مطرف بن عبد الله - رضي الله عنه -: صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية . [جامع العلوم والحكم] .

23- قال الجنيد: لا يكون العبد عبداً حتى يكون مما سوى الله تعالى حراً . [الزهد والورع والعبادة لابن تيمية] .

24- عن يحي بن أبي كثير قال: تعملوا النية، فإنها أبلغ من العمل . [جامع العلوم والحكم] .

25- قال أيضاً: الإخلاص سر بين الله وبين العبد لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده، ولا هوى فيميله . [مدارج السالكين] .


قصص

1- قال رجل: لأتصدقن بصدقة. فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق! فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على سارق!. فقال: اللهم لك الحمد. لأتصدقن بصدقة. فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية! فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على زانية!. فقال: اللهم لك الحمد على زانية. لأتصدق بصدقة. فخرج بصدقته فوضعها في يد غني! فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على غني!. فقال: اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى غني!. فأتيَ في المنام فقيل له: أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية فلعلها تستعف عن زناها، وأما الغني فلعله يعتبر فينفق مما آتاه الله. [متفق عليه] .

2- قال جبير بن نفير: سمعت أبا الدرداء وهو في آخر صلاته وقد فرغ من التشهد يتعوذ بالله من النفاق، فكرر التعوذ منه، فقلت: ما لك يا أبا الدرداء أنت والنفاق؟! فقال: دعنا عنك، دعنا عنك، فوالله، أنّ الرجل ليقلب عن دينه في الساعة الواحدة فيخلع منه .

3- قال رجل لتميم الداري رضي الله عنه: ما صلاتك بالليل؟ فغضب غضباً شديداً ثم قال: والله لركعة أصليها في جوف الليل في سرّ أحب إلى من أن أصلي الليل كله، ثم أقصّه على الناس .

4- قال الحسن: كان الرجل يكون عنده زوار، فيقوم من الليل يصلي، ولا يعلم به زواره، وكانوا يجتهدون في الدعاء، ولا يسمع لهم صوت.

5- كان الرجل ينام مع امرأته على وسادة، فيبكي طول ليلته وهي لا تشعر .

6- لما مات علي بن الحسن وجدوه يعول مائة بيت في المدينة .

7- عن سفيان قال: أخبرتني سرية الربيع بن خيثم قالت: كان عمل الربيع كله سراً إن كان ليجيء الرجل وقد نشر المصحف فيغطيه بثوبه .

8- قال ابن عقيل: كان أبو إسحاق الفيروز أبادي لا يخرج شيئاً إلى فقير إلا أحضر النية، ولا يتكلم في مسألة إلا قدم الاستعانة بالله، وإخلاص القصد في نصرة الحق دون التزيين والتحسين للخلق، ولا صنف مسألة إلا بعد أن صلى ركعتين فلا حرج أن شاع اسمه واشتهرت تصانيفه شرقاً وغرباً، وهذه بركات الإخلاص .

9- للعلامة محمد الأمين الشنقيطي قصة تتعلق بصلاح القصد والنيّة، إذ أن له تآليف عديدة، ومنها منظومة في أنساب العرب، وقد ألّفها قبل البلوغ يقول في أولها:

في ذكر أنساب بني عدنان سميته بخالص الجمان، لكنه -رحمه الله- بعد أن بلغ سن الرشد قام بدفن هذه المنظومة، معللاً أنه كان قد نظمها على نية التفوّق على الأقران، وقد لامه بعض مشايخه على ذلك، وقالوا له: كان من الممكن تحويل النية وتحسينها .

وقد نقل عنه العلامة بكر أبو زيد أنه قال: إنما ألفته للتفوق به على الأقران، فدفنته لأن تلك كانت نيتي، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لصححت النية ولم أدفنه .


حكم

1- الأعمال صور قائمة، وأرواحها وجود سر الإخلاص فيها .

2- قال حكيم لابنه: اتق الله؛ فإنه لا عمل لمن لا نية له ، ولا مال لمن لا رفق له، ولا حرمة لمن لا دين له .


متفرقات


1- قال العز بن عبد السلام : الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده، لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلب نفع ديني، ولا دفع ضرر دنيوي .

2- قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: النّيَّة المجردة عن العمل يُثاب عليها، والعمل المجرد عن الّنية لا يثاب عليه. [مجموع الفتاوى] .

3- قال أيضاً: فمن كان مخلصاً في أعمال الدين يعملُها لله؛ كان من أولياء الله المتقين أهل النعيم المقيم . [مجموع الفتاوى] .

4- قال العلاَّمة السعدي - رحمه الله -: عنوان سعادة العبد: إخلاصه للمعبود، وسعيه في نفع الخلق [تفسير السعدي] .

5- قال الشافعي - رحمه الله -: وددت أن الناس تعلموا هذا العلم يعني كتبه على ألا ينسب إلي منه شيء. [جامع العلوم والحكم] .

6- قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)

وهذان ركنا العمل المتقبل؛ لا بد أن يكون خالصًا لله، صواباً على شريعة رسول الله. [تفسير ابن كثير] .

7- قال أبو حازم : لا يُحْسِن عبدٌ فيما بينه وبين الله -عز وجل- إلا أحسن الله فيما بينه وبين الناس، ولا يعوِّر- أي يفسد- فيما بينه وبين الله -عز وجل- إلا عوَّر الله فيما بينه وبين العباد، ولَمُصَانعةُ وجهٍ واحدٍ أيسرُ من مصانعة الوجوه كلها؛ إنك إذا صانعت اللهَ مالت الوجوهُ كلُّها إليك، وإذا أفسدت ما بينك وبين الله شَنَأَتْكَ الوجوهُ كلُّها. [ سير أعلام النبلاء] .

8- قال أحد العلماء: وددت أنه لو كان من الفقهاء من ليس له شغل إلا أن يعلم الناس مقاصدهم في أعمالهم، ويقعد للتدريس في أعمال النيات ليس إلّا؛ فإنه ما أُتىَ على كثير من الناس إلا من تضييع ذلك . [المدخل] .

9- قال ابن الجوزي: وكذلك يخفي الإنسان الطاعة فتظهر عليه، ويتحدث الناس بها، وبأكثر منها، حتى إِنهم لا يعرفون له ذنباً، ولا يذكرونه إلا بالمحاسن، لِيُعْلَمَ أن هنالك ربَّاً لا يُضيع عَمَلَ عامل.

وإن قلوب الناس لَتَعْرِفُ حالَ الشخص، وتحبه أو تأباه، وتذمه أو تمدحه وَفْقَ ما يتحقق بينه وبين الله -سبحانه وتعالى- فإنه يكفيه كلَّ هم، ويدفع عنه كلَّ شر. [صيد الخواطر] .

10- يقول شيخ الإسلام معلقاً على حديث البطاقة: فهذه حال من قالها بإخلاص وصدق كما قالها هذا الشخص، وإلّا فأهل الكبائر الذين دخلوا النار كلهم كانوا يقولون لا اله إلا الله، ولم يترجح قولهم على سيئاتهم كما ترجح قول صاحب البطاقة . [منهاج السنة] .

11- يقول أيضاً حول حديث المرأة التي سقت الكلب والرجل الذي أماط الأذى عن الطريق: فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغُفِرَ لها، وإلا ليس كل بغي سقت كلباً يُغفر لها، وكذلك هذا الذي نحّى غصن الشوك عن الطريق فعله إذ ذاك بإيمان خالص وإخلاص قائم بقلبه فغفر له بذلك؛ فإن الإيمان يتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص . [منهاج السنة] .

12- يقول ابن القيم رحمه الله: أعمال القلوب هي الأصل، وأعمال الجوارح تبع ومكملة، وإنّ النيّة بمنزلة الروح، والعمل بمنزلة الجسد للأعضاء، الذي إذا فارق الروح ماتت، فمعرفة أحكام القلوب أهم من معرفة أحكام الجوارح . [بدائع الفوائد] .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضل النية والإخلاص
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ¦¦�¦¦{[ النية الذكية ]}¦¦�¦¦
» ¦¦☼¦¦{[ صفاء النية ]}¦¦☼¦¦
» ◣▩▩◢ النية الصالحة ◣▩▩◢

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: