۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الوسوسة من الجنة والناس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشهابي

عضو جديد  عضو جديد
الشهابي


الجنس : ذكر
العمر : 34
الموقع ينبع
التسجيل : 12/03/2012
عدد المساهمات : 15

الوسوسة من الجنة والناس Empty
مُساهمةموضوع: الوسوسة من الجنة والناس   الوسوسة من الجنة والناس Icon_minitimeالأربعاء 14 مارس 2012, 8:38 pm



في هذه الأسطر سنحاول الدُّخول إلى عالم غريب، سُجِنَ فيه كثير من أهل الأهواء والعقول الضَّعيفة تحت سيطرة إبليس وأعوانه؛ لنكشف هذه الحقيقة التي غفل عنها كثير منَّا، رغم أنَّ القرآن الكريم والسنة المطهرة بينَّا ووضَّحا خطر اتِّباع هذا المسلك الخطير، فكيف ينجح إبليس في إغرائنا؟

قال تعالى في سورة الناس: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس: 1-6].

أمرنا ربُّنا على لسان سيدنا محمد – صلَّى الله عليه وسلَّم – أن نستعيذ بثلاث صفات له - سبحانه - من شر الوسوسة، ثم بين لنا الفاعل: "الوسواس"، الفعل: "الوسوسة"، المفعول به: "الناس".

فما الوسوسة؟

جاء في اللغة العربية: الوَسْوَسَة والوَسْواس بمعنى الصَّوت الخفي من ريح.

والوَسْواس: صوت الحَلْي، وقد وسْوَس وَسْوَسَة ووِسْواسًا، بالكسر، والوَسْوَسة والوِسْواس: حديث النَّفس، يقال: وَسوَسَتْ إِليه نفسه وَسْوسة ووِسْواسًا، بكسر الواو، والوَسْواسُ، بالفتح: الاسم؛ مثل: الزِّلْزال والزَّلْزال، والوِسْواس، بالكسر: المصدر، والوَسْواس، بالفتح: هو الشيطان، وكلُّ ما حدَّثك ووَسْوس إِليك، فهو اسم، وقوله - تعالى -: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ} [الأعراف: 20]؛ يريد إِليهما.

ولكنَّ العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل، ويقال لِهَمْس الصائد والكلاب وأَصواتِ الحلي: وَسْواس، وقال الأَعشى: تَسْمَع للحَلْي وَسْواسًا، إِذا انْصَرفت، كما اسْتَعان بِريح عِشْرِقٌ زَجل.

وعلى هذا؛ فالهَمْس هو الصوت الخفيُّ يهز قَصَبًا أَو سِبًّا، وبه سمي صوت الحلي وَسْواسًا؛ قال ذو الرمة: فَباتَ يُشْئِزُه ثَأْدٌ، ويُسْهِرهُ تَذَوُّبُ الرِّيح، والوَسْواسُ والهِضَبُ يعني بالوَسْواس: همس الصياد وكلامه، قال أَبو تراب: سمعت خليفة يقول: الوَسْوسة الكلام الخفي في اختلاط.

وفي الحديث: ((الحمد لله الذي ردَّ كَيْده إِلى الوَسْوَسة))، هي حديث النفس والأَفكار، ورجل مُوَسْوِس إِذا غلبت عليه الوَسْوسة، وفي حديث عثمان - رضي اللَّه عنه -: لما قُبِض رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - وُسْوِسَ ناسٌ، وكنت فيمن وُسْوِس؛ يريد أَنه اختلط كلامه ودُهش بموته - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - والوَسْواس: الشيطان، وقد وَسْوَس في صدره ووَسْوَس إِليه، ونقفل في نهاية المطاف إلى قوله - عز وجل -: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} [الناس: 4]، أَراد: ذي الوَسْواس، وهو الشيطان الذي يُوَسوس في صدور الناس، فيصدر أصواتًا خفية لها تأثير عجيب كتأثير الحلي، ومنها اشتقَّ المعنى كما رأينا سالفًا، وقيل في التفسير: إِنَّ له رأْسًا كرأْس الحية يَجْثِمُ على القلب، فإِذا ذكر العبدُ اللَّه خَنس، وإِذا ترك ذكر اللَّه رجع إِلى القلب يُوَسوس.

وقال الفرَّاء: الوِسْواس، بالكسر: المصدر، وكل ما حدَّث لك أَو وَسْوس، فهو اسم، وفلان المُوَسْوِس، بالكسر: الذي تعتريه الوَساوِس، رجل مُوَسْوِس، ولا يقال: رجل مُوَسْوَس؛ قال أَبو منصور: وإِنَّما قيل: مُوَسْوِس لتحديثه نفسه بالوَسْوسة؛ قال اللَّه - تعالى -: {وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} [ق: 16]، وقال رؤبة يصف الصياد: وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصًا ربَّ القَلَقْ، يقول: لما أَحَسَّ بالصيد، وأَراد رميه، وَسْوس نفسه بالدُّعاء؛ حَذَرَ الخيبة، وقد وَسْوَسَتْ إِليه نفسه وَسْوَسة ووِسْواسًا، بالكسر، ووَسْوس الرجلَ: كلَّمه كلامًا خفيًّا، ووَسْوس إِذا تكلم بكلام لم يبينه.

فمن وساوس الشيطان في الإيمان أن يشككه في صحة إيمانه أوفي تخيلات وتصورات في أمور الغيب الإلهية أو طرح سؤالات لا يعلم جوابها إلا الله.

ومن الوساوس في الطهارة وما أكثرها: الوسوسة في عدم التنزه من البول وتخيل خروج قطرات بعد نهاية الاستنجاء وتخيله نجاسة بدنه وقد يمضي زمنا طويلا داخل الحمام ويكاد يغسل جميع بدنه ويغير كامل ملابسه ويخرج وقت الصلاة وهو لم يخرج من دورة المياه.

ومن الوساوس في الصلاة: كأن يكرر تكبيرة الإحرام ظنا منه أنه لم ينو ويقطع صلاته مرات ومرات معتقدا أن وضوءه قد انقطع.

إخوة الإسلام:

ما علاج الوسواس؟ كيف يواجه المسلم تلكم الحيل والوساوس الشيطانية؟ إن وقع الوسواس شديد على النفس وهو من كيد الشيطان الذي لما عجز عن إغواء المسلم عن طريق المعاصي أتاه عن طريق الوسوسة في الطاعات.

أول علاج لابد من اليقين أن كيد الشيطان ضعيف فلا ييأس المسلم ولا يحزن بل يوقن أن لكل داء دواء وأن من توكل على الله كفاه ومن استهداه هداه ومن استعاذ به أعاذه.

وقد اشتكى بعض الصحابة رضوان الله عليهم من الوساوس التي تنغص عليهم فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجد تموه؟

قالوا: نعم قال: ذاك صريح الإيمان)) رواه مسلم.

قال الإمام النووي: (( ذاك صريح الإيمان)) معناه استعظامكم الكلام بهذه الوساوس هو صريح الإيمان فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك وقيل معنى قوله: ((ذاك صريح الإيمان)) أي أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس في إغوائه فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه وأما الكافر فإنه يأتيه من حيث شاء ويتلاعب به كيف أراد.

وعلاج الوسوسة في جانب الإيمان الاستعاذة بالله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق الله؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولنيته)) رواه البخاري ومسلم.

والسنة لمن وجد مثل هذه الوساوس أن يقول: آمنت بالله ورسوله، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول: من خلقك، فيقول: الله، فيقول: فمن خلق الله؟ فإذا وجد ذلك أحدكم فليقرأ آمنت بالله ورسوله فإن ذلك يذهب عنه)) أحمد وحسنه الألباني.

عباد الله: أما علاج الوسوسة في الطهارة فتكون بالاستعاذة با لله وقطع التفكير فيما يوسوس به، لذا قال صلى الله عليه وسلم لمن أشغله الوسواس (( فليستعذ بالله ولينته)) البخاري ومسلم.

وربنا يقول: ﴿ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ﴾.

ليتذكر الموسوس في الطهارة أن ما يعلمه ليس دينا ولا ورعا ولا احتياطا بل هو صنعة الشيطان وشباكه وأحابيله وليسأل كل موسوس نفسه هل ما يفعله هل هو موافق لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره وما كان عليه أصحابه أو مخالف؟ إن من الموسوسين من يتأخر في دورة المياه ويفعل أفعالا توقعه بقيود الوسوسة ومن ذلك أنه إذا تبول قد يحاول استدرار البول أو النظر في مخرج البول أو سلت عضو البول أو القيام والعقود لعله أن تخرج قطرات من البول فكلما هم بإنهاء استنجائه هجمت عليه الوساوس قائلة له: انتبه!! لا تستعجل!! قد تخرج قطرات نجسة!!

وهكذا يمضي عليه الوقت وهو يحاول استدرار البول.

أما علم هذا الموسوس أن البول إن استدر در وإن ترك قر.يقول ابن تيمية: والبول كاللبن في الضرع، إن تركته قر وإن حلبته در.

وسئل الحسن البصري عن الوسواس في البول فقال: اله عنه، فأعاد السائل السؤال فقال: لا أم لك أتستدره!! الهُ عنه.

ومن أنفع الأدوية في دفع الوسوسة الإقبال على ذكر الله والإكثار منه نقل النووي- رحمه الله – عن بعض العلماء أنه يستحب لمن بلي بالوسوسة في الوضوء أو الصلاة أن يقول: لا إله إلا الله؛ فإن الشيطان إذا سمع الذكر خنس وهرب، ومن ذلك المحافظة على قراءة أوراد الصباح والمساء وقراءة القرآن ولا سيما قراءة المعوذتين فإنه ما استعاذ مستعيذ بمثلها.

عباد الله: يستحب لمن يخيل إليه خروج قطرات من البول ويكثر عليه الوسواس في ذلك يستحب له أن ينضح ويرش سراويله بشيء من الماء بعدما ينتهي من الاستنجاء؛ليدفع عن نفسه الوسوسة فإذا خيل له خروج قطرات من البول يقول لنفسه: هذا من الماء الذي نضحته ورششته.

ومن طرق معالجة الوسوسة في الوضوء ألا يتوضأ الموسوس من الصنبور من ماء الحنفية إنما يحدد كمية من الماء في إناء ويتصور أنه لا يوجد غير هذا الماء ويتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع.

وليتذكر كل من ابتلي بشيء من الوسواس: أن من القواعد العظيمة في الشريعة (البناء على اليقين) فإذا شك هل أحدث أم لم يحدث؟ فاليقين عدم الحدث إذ الشك لا يقضي على اليقين؛ لأنه أضعف منه. عن عباد بن تميم عن عمه أنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة؟ فقال: لا ينفتل أو لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا )) متفق عليه.

عباد الله: ومن كثرت وساوسه في الصلاة ليعلم أنه يحرم عليه الخروج من الصلاة بمجرد الشك، وليأخذ بهذا الدواء النبوي الذي وصفه لأحد الصحابة رضي الله عنهم روى مسلم في صححيه أن عثمان بن أبي العاص شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوسواس في الصلاة فقال: إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له: خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني)).

وفي الختام:
نرى أنَّ النفس والشيطان كلاهما يشتركان في الوسوسة، ولا يطرد هذه الوسوسة إلا ذكر الله - تعالى - وتحصين النفس بالأذكار المأثورة.

الله أعذنا من الشيطان ونزغاته، وهمزه ونفخه ونفثه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوسوسة من الجنة والناس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ::[❀]:: الوسوسة في الإيمان ::[❀]::
» ►[₪]◄ لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا ►[₪]◄
» ܓ܏ܛܜ .:. القلوب تغيرت والناس تضرب في الصميم .:. ܔܓ܏ܛܜ
» معاناة طلاب العلم الشرعي والعباد من الوسوسة
»  ۩۞۩ الجنة أو النار ۩۞۩

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: