الجنس : العمر : 58 المدينة المنورة التسجيل : 12/03/2012عدد المساهمات : 34
موضوع: ::[◙]:: أداب المجلس في القرآن الكريم ::[◙]:: الإثنين 12 مارس 2012, 9:12 pm
::[◙]:: أداب المجلس في القرآن الكريم ::[◙]::
تعريف المجالس
- المجالس لغة: جمع مجلس، وهو مكان معد للجلوس لا سيما عند زيارة الآخرين فى بيوتهم - وهو من المجالسة والمجالسة على وزن مفاعلة - أي المشاركة بين اثنين فأكثر مثل مضاربة ومكالمة ومآكلة ومشاربة.
1- قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }[المجادلة 11] (يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا) توسعوا (في المجالس) مجلس النبي صلى الله عليه وسلم والذكر حتى يجلس من جاءكم وفي قراءة المجالس (فافسحوا يفسح الله لكم) في الجنة (وإذا قيل انشزوا) قوموا إلى الصلاة وغيرها من الخيرات (فانشزوا) وفي قراءة بضم الشين فيهما (يرفع الله الذين آمنوا منكم) بالطاعة في ذلك ويرفع (والذين أوتوا العلم درجات) في الجنة (والله بما تعملون خبير)
قِلَّة التفسح في المجالس خلقٌ ذميمٌ، ومسلك شائن، فهو ناتج عن ضيق النفس، وحبِّ الاستئثار، وقِلَّة مبالاة في الآخرين. فهناك من إذا جلس مجلسًا أخذ فيه مكانًا واسعًا؛ لأجل أن ينعم بالراحة، فيسلم من المضايقة. بل إن بعضهم قد يُوسَّع له في المجلس، فيأتي ويتربع، فيأخذ مساحة واسعة في المجلس، بل ربما لا يرضى أن يأتي أحد بعد ذلك بجانبه. قال بعض الحكماء: "رجلان ظالمان يأخذان غير حقهما: رجل وُسِّعَ له في مجلس ضَيِّقٍ فَتَرَبَّعَ وتفتّح، ورجل أهديت له نصيحة فجعلها ذَنْبًا". ولهذا أدَّبنا الله -عزَّ وجل- بأن نتفسَّح في المجالس؛ لما في ذلك من زرع للمودة، وتوثيق لعرى الأخوة، وتَخَلُّصٍ من الأخلاق الذميمة. قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} [المجادلة: 11]. قال الشيخ عبدالرحمن السعدي -رحمه الله- عن هذه الآية: "هذا أدب من الله لعباده إذا اجتمعوا في مجلس من مجالس مجتمعاتهم، واحتاج بعضهم، أو بعض القادمين للتفسُّح له في المجلس - فإنَّ من الأدب أن يفسحوا له؛ تحصيلًا لهذا المقصود. وليس ذلك بضار للفاسح شيئًا، فيحصل مقصود أخيه من غير ضرر يلحقه. والجزاء من جنس العمل، فإنَّ من فسح لأخيه فسح الله له، ومن وسَّع لأخيه؛ وسَّع الله عليه". دلت الآية على:- فضل التفسح في المجالس، وثمرتها وهي ( يفسح الله لكم ).وليس ذلك بضار للفاسح، فيحصل مقصود أخيه بغير ضرر يلحقه، والجزاء من جنس العمل، لأن الله تعالى قال: ( يفسح الله لكم )، وهذا يدل على فضل الله تعالى. • وذكر الله أدبا آخر وهو النشوز ( وإذا قيل انشزوا )، والنشوز في اللغة الارتفاع، وانشزوا أي اتسعوا أو اخرجوا ولا تطيلوا الجلوس، ونشزت المرأة على زوجها أي علت عنه وارتفعت عليه وساء خلقها معه.