سباق الخيل هي رياضة فروسية تمارس منذ قرون عديدة. تعتبر ممارسة سباقات المركبات التي تقودها الخيول في الإمبراطورية الرومانية السابقة أحد الأمثلة المبكرة لذلك. يختلف أسلوب السباق ومسافاته وأنواع الأحداث فيه بشكل كبير من دولة إلى أخرى. تعرض العديد من البلدان أنواعاً مختلفة من سباقات الخيل. إلى جانب الجوائز الموزعة للفائزين في السباق، تمارس في بعض الدول قمار ورهان للسباقات.
المسافة الكاملة التي تجريها الخيل في سباق جراند ناشيونال في انيتري هي 7٫2 كم، وفي إبسوم ديربي 4٫2 كم وفي كلا السباقين فيها حواجز على مسافات غير متساوية.
أما سباق الكنتاكي ديربي وسباق كأس دبي العالمي الأغنى في العالم فمسافتهما كيلومتران 2 فهي من نوع سباقات الأرض المنبسطة (بالإنكليزية: Flat Races).
تاريخ سباق الخيل
ربما بدأ سباق الخيل مع بداية ترويض الخيول تقريبًا. ويعود تاريخ سباقات الخيل الباكرة إلى نحو عام 1500 ق.م،عندما أقيمت سباقات المعَجَّلة (المركبة ذات العجلتين التي تجرها الخيول) في أوروبا الشرقية وشمال إفريقيا. أبرزت الألعاب الأوليمبيّة في اليونان القديمة سباقات المعجَّلة للـــــمرة الأولى عام 680ق.م.
وأُضيفت سباقات الخيول براكبيها إلى الألعاب عام 648 ق.م. وانتشـــر سباق الخيل فيما بعد فيما يعرف الآن بآسيا الصغرى
وفرنسا وألمانيا وإيطاليا. وعبـــر القرون، تملَّك الملوك الإنجليز وأعضاء طبقة النبلاء خيول السباق، ونتيجة لذلك تُسمَّى سباقات
الخيل أحيانًا رياضة الملوك
أسس الملك جيمس الأول مركز سباق خيل في نيومَاركتْ بمقاطعة سفولك في إنجلترا، حيث بدأت تُعقد السباقات نحو عام 1619م، ولا تزال مدينة نيوماركت مركزًا للسباق
يُعدُّ تَشارلزْ الثاني الملك الأكثر ارتباطًا إلى حدّ بعيد بالتاريخ الباكر لسباق الخيل في إنجلترا.
كان هو الملك الوحيد الذي فاز في سباق خيل رسمي بوصفه فارسًا أثناء حكمه. وحتى منتصــــــف القـرن الثامن عشر
الميلادي، كان سباق الخيل في حالة انعدام تنظيم.
وفي عام 1750م، أُسّس أول نادٍ للفرسان في إنجلترا وذلك لمحاولة إحلال بعض التنظيم في السباق.
وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، نُظِّم أول سباق من السباقات المعروفة بسباقات إنجلترا التقليديّة.
وبدأ أولا سباق سانت ليجر عام 1776م، ثم سباق أوكس عام 1779م، وتلاه سباق ديربي عام 1780م. وأُسس أشهر سباق أسترالي وهو كأس ملبورن عام 1861م. وأقيم سباق باريس الكبير لأول مرة عام 1863م في فرنسا ويانصيب الديربي الأيرلندي عام 1866م.
وأقيم سباق الحواجز على مضمار سباق أنشئ خصّيصًا لذلك ـ بدلاً من الأرض المفتوحة ـ لأوَّل مرة في إنجلترا في بدفورد عام 1811م.
خلال أواسط القرن التاسع عشر الميلادي، قام إداريو مضامير سباق الخيل بمحاولات جادة لتنظيم سباقات الخيل بشكل لائق، وهدفوا بذلك أن تكون هذه الرياضة منضبطة بفاعليّة وخاليّة من أيّ نوع من التحريف. وتغير الأداء الفني في رياضة الفروسيّة بشكلٍ كبير عبر المائة عام الماضية حيث يمتطي الفرسان الآن خيولهم بطريقة مختلفة إلى حد بعيد عن طريقة الوقفة المنتصبة التي كان يتخذها أقرانهم في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي.
كما أصبحت طرق التدريب أكثر تطورًا ومضامير السباق أفضل صيانة والخيول أكثر تخصّصًا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945م)، استطاع العديد من خيـــــــل السباق على الأرض المسطّحة وفوق الحواجز، الفوز بشهرة عالمية.
مـــــــن هذه الخيل الحصان الإيطالي رَايْبُـــــــــوت الذي لم يُهزم في 16 سباقًا خلال العامين 1955م و 1956م، وفاز بجائزة سباق آرك دي تريمف خلال هذين العامين.
وفاز نيجنسكي ـ الحصان المدرب في أيرلندا ـ بالتّاج الإنجليزي الثلاثيّ (ديربي، والقديس ليجر، والألفَي جنيه) عام 1970م. وكان أول حصان يحقق ذلك الفوز منذ 35 سنة.
وأثبت آرْكَل ـ وهو حصان مدرّب في أيرلندا أيضًا ـ أنه أفضل حصان على الأرجح في قفز الحواجز في وقت من الأوقات، عندما فاز بكأس تْشِلْتِنهام ثلاث مرات في أواسط الستينيات من القرن العشرين الميلادي.
ولم يُهزم الحصان بريجادير جيرارد إلا مرةً واحدةً في 18 سباقًا
فاز الحصان الفرنسي الطائر البحري الثاني الذي لم يُهزم مطلقًا بسباق ديربي، وسباق آرك دي تريمف بسهولة بالغة عام 1965م.
وفاز الحصـــــــــان تولوك الأسترالي بـ 36 سباقًا من الـ 53 سباقًا التي شارك فيها.
وكان الحصان الرَّم الأحمر هو الحصان الوحيد في زمانه الذي يفوز بثلاثة سباقات وطنية كبرى أعوام 1973 و1974 و1977م.
وأصبح حصان الحواجز الرمادي المسمى الصحراء الأرجوانية واحدًا من أكثر خيول السباق الشائعة في الذاكرة الحيّة بفوزه المتتابع بسباقات كبيرة متضمّنة كأس تْشِلْتِنهام الذهبي