[☼] المسارعة في فعل الخير [☼]
أمر الله تعالى المؤمنين الصالحين بالمسارعة إلى الصالحات والمسابقة في عمل الخيرات .
قال سبحانه : { وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }[البقرة 110]
(وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير) طاعة كصلة وصدقة (تجدوه) أي ثوابه (عند الله إن الله بما تعملون بصير) فيجازيكم به
وقال سبحانه : { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[البقرة 148]
(ولكل) من الأمم (وجهة) قبلة (هو مولِّيها) وجهه في صلاته ، وفي قراءة مُوَلاها (فاستبقوا الخيرات) بادروا إلى الطاعات وقبولها (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن) يجمعكم يوم القيامة فيجازيكم بأعمالكم (إن الله على كل شيء قدير)
وقال سبحانه : { يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ }[أل عمران 114]
(يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك) الموصوفون بما ذكر الله (من الصالحين) ومنهم من ليسوا كذلك وليسوا من الصالحين
وقال سبحانه : { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }[أل عمران 133]
(وسارعوا) بواو ودونها (إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض) أي كعرضهما لو وصلت إحداهما بالأخرى ، والعرض السعة (أعدت للمتقين) الله بعمل الطاعات وترك المعاصي
وقال سبحانه : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }[المائدة 48]
(وأنزلنا إليك) يا محمد (الكتاب) القرآن (بالحق) متعلق بأنزلنا (مصدقا لما بين يديه) قبله (من الكتاب ومهيمنا) شاهدا (عليه) والكتاب بمعنى الكتب (فاحكم بينهم) بين أهل الكتاب إذا ترافعوا إليك (بما أنزل الله) إليك (ولا تتبع أهواءهم) عادلا (عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم) أيها الأمم (شرعة) شريعة (ومنهاجا) طريقا واضحا في الدين يمشون عليه (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) على شريعة واحدة (ولكن) فرقكم فرقا (ليبلوكم) ليختبركم (فيما آتاكم) من الشرائع المختلفة لينظر المطيع منكم والعاصي (فاستبقوا الخيرات) سارعوا إليها (إلى الله مرجعكم جميعا) بالبعث (فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) من أمر الدين ويجزي كلا منكم بعمله
وقال سبحانه : { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }[التوبة 100]
(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) وهم من شهد بدراً أو جميع الصحابة (والذين اتبعوهم) إلى يوم القيامة (بإحسان) في العمل (رضي الله عنهم) بطاعته (ورضوا عنه) بثوابه (وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار) وفي قراءةٍ بزيادة {من} (خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم)
وقال سبحانه : { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء 90]
(فاستجبنا له) نداءه (ووهبنا له يحيى) ولدا (وأصلحنا له زوجه) فأتت بالولد بعد عقمها (إنهم) أي من ذكر الأنبياء (كانوا يسارعون) يبادرون (في الخيرات) الطاعات (ويدعوننا رغبا) في رحمتنا (ورهبا) من عذابنا (وكانوا لنا خاشعين) متواضعين في عبادنهم
وقال سبحانه : { نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ }[المؤمنون 56]
(نسارع) نعجل (لهم في الخيرات) لا (بل لا يشعرون) أن ذلك استدراج لهم
وقال سبحانه : { أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }[المؤمنون 61]
(أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) في علم الله
وقال سبحانه : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ }[فاطر 32]
(ثم أورثنا) أعطينا (الكتاب) القرآن (الذين اصطفينا من عبادنا) وهم أمتك (فمنهم ظالم لنفسه) بالتقصير في العمل به (ومنهم مقتصد) يعمل به أغلب الأوقات (ومنهم سابق بالخيرات) يضم إلى العلم التعليم والإرشاد إلى العمل (بإذن الله) بإرادته (ذلك) أي إيراثهم الكتاب (هو الفضل الكبير)
وقال سبحانه : { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ }[الواقعة 10]
(والسابقون) إلى الخير وهم الأنبياء ، مبتدأ (السابقون) تأكيد لتعظيم شأنهم
وقال سبحانه : { أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ }[الواقعة 11]
(أولئك المقربون)
وقال سبحانه : { فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ }[الواقعة 12]
(في جنات النعيم)
وقال سبحانه : { ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ }[الواقعة 13]
(ثلة من الأولين) مبتدأ ، جماعة من الأمم الماضية
وقال سبحانه : { وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ }[الواقعة 14]
(وقليل من الآخرين) من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهم السابقون من الأمم الماضية وهذه الامة والخبر
وقال سبحانه : { عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ }[الواقعة 15]
(على سرر موضونة) منسوجة بقضبان الذهب والجواهر