1-قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل 59]
(قل) يا محمد (الحمد لله) على هلاك الكفار من الأمم الخالية (وسلام على عباده الذين اصطفى) هم (آلله) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه (خير) لمن يعبده (أما يشركون) بالتاء والياء أي أهل مكة به الآلهة خير لعابديها
2-أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ [النمل 60]
(أم من خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا) فيه التفات من الغيبة إلى التكلم (به حدائق) جمع حديقة وهو البستان المحوط (ذات بهجة) حسن (ما كان لكم أن تنبتوا شجرها) لعدم قدرتكم عليه (أإله) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في مواضعه السبعة (مع الله) أعانه على ذلك أي ليس معه إله (بل هم قوم يعدلون) يشركون بالله غيره
3-أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ [النمل 61]
(أم من جعل الأرض قرارا) لا تميد بأهلها (وجعل خلالها) فيما بينها (أنهارا وجعل لها رواسي) جبالا أثبت بها الأرض (وجعل بين البحرين حاجزا) بين العذب والملح لا يختلط أحدهما بالآخر (أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون) توحيده
4-أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ [النمل 62]
(أم من يجيب المضطر) المكروب الذي مسه الضر (إذا دعاه ويكشف السوء) عنه وعن غيره (ويجعلكم خلفاء الأرض) الإضافة بمعنى في أي يخلف كن قرن القرن الذي قبله (أإله مع الله قليلا ما تذكرون) تتعظون بالفوقانية والتحتانية وفيه إدغام التاء في الذال وما زائدة لتقليل القليل
5-أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل 63]
(أم من يهديكم) يرشدكم إلى مقاصدكم (في ظلمات البر والبحر) بالنجوم ليلا وبعلامات الأرض نهارا (ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته) قدام المطر (أإله مع الله تعالى الله عما يشركون) به غيره
6-أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [النمل 64]
(أم من يبدأ الخلق) في الأرحام من نطفة (ثم يعيده) بعد الموت وإن لم تعترفوا بالإعادة لقيام البراهين عليها (ومن يرزقكم من السماء) بالمطر (والأرض) بالنبات (أإله مع الله) أي لا يفعل شيئا مما ذكر إلا الله ولا إله معه (قل) يا محمد (هاتوا برهانكم) حجتكم (إن كنتم صادقين) أن معي إلها فعل شيئا مما ذكر وسألوه عن وقت قيام الساعة فنزل
7-قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ [القصص 71]
(قل) لأهل مكة (أرأيتم) أي أخبروني (إن جعل الله عليكم الليل سرمدا) دائما (إلى يوم القيامة من إله غير الله) بزعمكم (يأتيكم بضياء) نهار تطلبون فيه المعيشة (أفلا تسمعون) ذلك سماع تفهم فترجعوا عن الإشراك
8-قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ [القصص 72]
(قل) لهم (أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله) بزعمكم (يأتيكم بليل تسكنون) تستريحون (فيه) من التعب (أفلا تبصرون) ما أنتم عليه من الخطأ في الاشراك فترجعوا عنه
9-قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ [سبأ 24]
(قل من يرزقكم من السماوات) المطر (والأرض) النبات (قل الله) إن لم يقولوه لا جواب غيره (وإنا أو إياكم) أي أحد الفريقين (لعلى هدى أو في ضلال مبين) بين في الابهام تلطف بهم داعيا إلى الإيمان إذا وفقوا له
10-قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [سبأ 27]
(قل أروني) أعلموني (الذين ألحقتم به شركاء) في العبادة (كلا) ردع لهم عن اعتقاد شريك له (بل هو الله العزيز) الغالب على أمره (الحكيم) في تدبره لخلقه فلا يكون له شريك في ملكه
11-أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ [الملك 16]
(أأمنتم) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما وبين الأخرى وتركه وإبدالها ألفا (من في السماء) سلطانه وقدرته (أن يخسف) بدل من من (بكم الأرض فإذا هي تمور) تتحرك بكم وترتفع فوقكم
12-أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ [الملك 17]
(أم أمنتم من في السماء أن يرسل) بدل من من (عليكم حاصبا) ريحا ترميكم بالحصباء (فستعلمون) عند معاينة العذاب (كيف نذير) إنذاري بالعذاب أنه حق
13-وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ [الملك 18]
(ولقد كذب الذين من قبلهم) من الأمم (فكيف كان نكير) إنكاري عليهم بالتكذيب عند إهلاكهم أي أنه حق
14-أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ [الملك 19]
(أولم يروا إلى) ينظرون (الطير فوقهم صافات) في الهواء (ويقبضن) باسطات أجنحتهن (ما) أجنحتهن بعد البسط أي وقابضات (يمسكهن إلا) عن الوقوع في حال البسط والقبض (الرحمن إنه) بقدرته (بكل شيء بصير أم) المعنى ألم يستدلوا بثبوت الطير في الهواء على قدرتنا أن نفعل بهم ما تقدم وغيره من العذاب
15-أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ [الملك 20]
(أم من) مبتدأ (هذا) خبره (الذي) بدل من هذا (هو جند) أعوان (لكم) صلة الذي (ينصركم) صفة جند (من دون الرحمن) أي غيره يدفع عنكم عذابه أي لا ناصر لكم (إن) ما (الكافرون إلا في غرور) غرهم الشيطان بأن العذاب لا ينزل بهم
16-أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ [الملك 21]
(أم من هذا الذي يرزقكم إن أمسك) الرحمان (رزقه) أي المطر عنكم وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي فمن يرزقكم أي لا رازق لكم غيره (بل لجوا) تمادوا (في عتو) تكبر (ونفور) تباعد عن الحق
17-أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [الملك 22]
(أفمن يمشي مكبا) واقعا (على وجهه أهدى أم من يمشي سويا) معتدلا (على صراط) طريق (مستقيم) وخبر من الثانية محذوف دل عليه خبر الأولى أي أهدى والمثل في المؤمن والكافر أيهما على هدى
18-قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الملك 28]
(قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي) من المؤمنين بعذابه كما تقصدون (أو رحمنا) فلم يعذبنا (فمن يجير الكافرين من عذاب أليم) أي لا مجير لهم منه
19-قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ [الملك 30]
(قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا) غائرا في الأرض (فمن يأتيكم بماء معين) جار تناله الأيدي والدلاء كمائكم أي لا يأتي به إلا الله تعالى فكيف تنكرون أن يبعثكم ويستحب أن يقول القارىء عقب معين الله رب العالمين كما ورد في الحديث وتليت هذه الآية عند بعض المتجبرين فقال تأتي به الفؤوس والمعاول فذهب ماء عينه وعمي نعوذ بالله من الجرأة على الله وعلى آياته