۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 [«☸»] حدائق المعروف [«☸»]

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
القيصر

عضو نشيط  عضو نشيط
القيصر


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 68

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Empty
مُساهمةموضوع: [«☸»] حدائق المعروف [«☸»]    [«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Icon_minitimeالأربعاء 29 فبراير 2012, 12:13 am

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   778216
[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


[«☸»] حدائق المعروف [«☸»]


حدائق المعروف ، وواحة الإيمان .. ظل وارف ، وماء عذب ، ونسائم طيبة ، وقطوف دانية ، للعمل فيها بهجة ، وللإخلاص فيها نور ، وللصدق فيها سرور ، لا يحزن داخلها ، ولا يندم عاملها ، إنها حدائق ذات بهجة حقًا ، أنشأها الله لكل من في قلبه حب له ، أنشأها الله لكل من يريد الحياة السعيدة ، أنشأها الله لكل من يريد النجاة في الدنيا والآخرة ..

المعروف المقصود هنا هو فعل الخير وإسداؤه للعباد.

قال تعالى : { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }[البقرة:195]
وقال تعالى : { لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا }[النساء:114]
وقال تعالى : { يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ ارْكَعُواْ وَاسْجُدُواْ وَاعْبُدُواْ رَبّكُمْ وَافْعَلُواْ الْخَيْرَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ }[الحج:77]

عن ابن عمر أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله ونصف الأعمال أحب إلى الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً( في مسجد المدينة) ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غضبه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رخاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام)) [رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، وحسّن الألباني إسناده في السلسلة الصحيحة ح906]


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


☸ الحديقة الأولى ☸


❖ ستر عورات المسلمين ❖


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   2-1-2012-4-48-12761


وإن من الأمور التي هي من محاسن هذا الدين : ستر المعاصي والذنوب التي حصلت من بعض المسلمين وعدم تتبع عوراتهم وكشفها وتطلبها وفضح أهلها . وذلك لأن الإسلام يتشوّف إلى الستر ، ويتطلّع إلى إخفاء الزلات ، وكتمان العيوب.
إذ أن إفشاء ذلك يعيب صاحبه بالدّرجة الأولى، وهو سبب لفشوّ الفاحشة ، وانتشار الفساد.

وإن الستر صفة لله تعالى قال صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَلِيمٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ " .
ومعنى ذلك : كما قال العلامة السندي رحمه الله : ( أَيْ اللَّه تَعَالَى تَارِكٌ لِلْقَبَائِحِ، سَاتِرٌ لِلْعُيُوبِ وَالْفَضَائِح، يُحِبّ الْحَيَاء وَالسَّتْر مِنْ الْعَبْد لِيَكُونَ مُتَخَلِّقًا بِأَخْلَاقِهِ تَعَالَى، فَهُوَ تَعْرِيض لِلْعِبَادِ وَحَثّ لَهُمْ عَلَى تَحَرِّي الْحَيَاء)[شرح النسائي للسندي].
فينبغي على عباد الله أن يتحلوا بهاتين الصفتين العظيمتين وهما: الحياء والستر .

الستر نوعان : ستر حسي ، وستر معنوي :

أما الستر المعنوي ، فهو أن تجد المسلم قد اقترف الذنب أو ارتكب الفاحشة فلا تفضحه ، بل تنهاه عن معصيته ، وتلين له في نصيحة ملؤها الرفق والشفقة ، وتستر عليه فلا تبوح بخطيئته ، ولا تعريه من ستر الله عليه .

لقد اعترف ماعز الأسلمي رضي الله عنه بلسانه بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم بالوقوع في فاحشة الزنا ، ومع هذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم يحاول معه أن يستر على نفسه ، وأن يتوب بينه وبين الله ، فأخذ يقول له : (( ويحك ، ارجع فاستغفر وتب إليه )) رواه مسلم ، فيرجع ماعز غير بعيد ، ثم يعود فيقول للنبي صلى الله عليه وسلم : طهرني ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول له مثل ما قال ، حتى تكرر منه هذا الأمر ثلاث مرات ، فلما استيقن النبي صلى الله عليه وسلم من وقوعه في هذه الفاحشة ، وأنه يريد تطهير نفسه من درنها ، ويرجو أن يلقى الله وليس عليه وزرها ، أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة أن يقيموا عليه الحد ، فذهبوا به فرجموه ، فلما أذلقته الحجارة ، هرب من مكانه من شدتها ، فأدركه الصحابة بالحجارة حتى مات ، وفي رواية لأبي داود : لما علم النبي صلى الله عليه وسلم بهروبه ، قال لهم : (( هلا تركتموه ؛ لعله أن يتوب فيتوب الله عليه )) ، ثم قال عنه : (( إنه الآن في أنهار الجنة ينغمس فيها )) .

فلا ينبغي لمسلم أن يبحث عن عورات المسلمين المستورين ويكشفها ويفضحهم بها ويهتك أستارهم ويبين عوراتهم وينشرها بين الناس ، فإنه بذلك قد تعرض لسخط الله تعالى ، ويوشك أن يعاقبه الله تعالى بمثل صنيعه في أخيه المسلم ، فإن الجزاء من جنس العمل فمن تتبع عيوب الناس وأظهر سوءاتهم وكشف عيوبهم تتبع الله عورته وكشف سوأته وفضحه بين خلقه، وأظهر ذنوبه ومعاصيه للناس ولو فعلها في جوف بيته لأن الواجب على هذا أن ينصح أخاه سراً ويحرص على هدايته وتوبته من هذا الذنب الذي هو واقع فيه، وإصلاح عيبه لا أن يفضحه ويكشف ستره ويظهر مساوئه .

فواعجبًا : ممن يتربصون لأي فاحشة تقع ، أو منكر يحصل ، لا ليخبروا الجهة المسؤولة عن ذلك فتنكره بالوسائل الشرعية ، بل ليطيروا بخبره بين الناس ، وينشرونه على الشبكات المعلوماتية وغيرها ، إنها شهوة نقل الخبر التي عمت وطمت من غير سلوكٍ لوسائل النقل الصحيحة من التثبت والتأكد والستر والأدب ،فأين هؤلاء من أسس النصح الشرعي ؟ وأين هم من قول الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } النور : 19.

وليخف هؤلاء من الفضيحة على أنفسهم إذا لم يتركوا تتبع عورات الناس ، فإن أبا بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ : نَادَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَسْمَعَ الْعَوَاتِقَ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَةَ أَخِيهِ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ ) رواه أحمد وهو صحيح لغيره ، وإسناده حسن .

وأما الستر الحسي ، فهو أن تحسن إلى عارٍ من الثياب فتكسوه عن أعين الناس ، فو الله إن هذا لمن هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم ، ولقد جمعت قصة ماعز الأسلمي رضي الله عنه هذين السترين ، فقد جاء في روايةٍ لأبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم رغّب رجلاً يقال له هزّال بستر ماعز فقال له : (( لو سترته بثوبك لكان خيرًا لك )) رواه أبو داود .

فتأمل يا رعاك الله كيف يحرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يستر على المسلمين عوراتهم حسًا ومعنى ، أحياءً وأمواتًا .

ولتصغ أيها الموفق لحديثٍ دار بين رجلين من سلف الأمة ، يتذاكرون فيه هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام في ستره للمسلمين ، فهاهو ذا عَبْدُ اللَّهِ الْهَوْزَنِيُّ يقول : لَقِيتُ بِلَالًا مُؤَذِّنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحَلَبَ ، فَقُلْتُ : يَا بِلَالُ ، حَدِّثْنِي كَيْفَ كَانَتْ نَفَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَا كَانَ لَهُ شَيْءٌ، كُنْتُ أَنَا الَّذِي أَلِي ذَلِكَ مِنْهُ مُنْذُ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ ، وَكَانَ إِذَا أَتَاهُ الْإِنْسَانُ مُسْلِمًا فَرَآهُ عَارِيًا يَأْمُرُنِي فَأَنْطَلِقُ فَأَسْتَقْرِضُ فَأَشْتَرِي لَهُ الْبُرْدَةَ فَأَكْسُوهُ وَأُطْعِمُهُ ، حَتَّى اعْتَرَضَنِي رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ : يَا بِلَالُ ، إِنَّ عِنْدِي سَعَةً فَلَا تَسْتَقْرِضْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا مِنِّي ، فَفَعَلْتُ فَلَمَّا أَنْ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ تَوَضَّأْتُ ثُمَّ قُمْتُ لِأُؤَذِّنَ بِالصَّلَاةِ ، فَإِذَا الْمُشْرِكُ قَدْ أَقْبَلَ فِي عِصَابَةٍ مِنَ التُّجَّارِ ، فَلَمَّا أَنْ رَآنِي قَالَ : يَا حَبَشِيُّ ، قُلْتُ : يَا لَبَّاهُ ، فَتَجَهَّمَنِي ، وَقَالَ لِي قَوْلًا غَلِيظًا ، وَقَالَ لِي :أَتَدْرِي كَمْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الشَّهْرِ ، قَالَ : قُلْتُ قَرِيبٌ ، قَالَ : إِنَّمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ أَرْبَعٌ فَآخُذُكَ بِالَّذِي عَلَيْكَ فَأَرُدُّكَ تَرْعَى الْغَنَمَ كَمَا كُنْتَ قَبْلَ ذَلِكَ ، فَأَخَذَ فِي نَفْسِي مَا يَأْخُذُ فِي أَنْفُسِ النَّاسِ ، حَتَّى إِذَا صَلَّيْتُ الْعَتَمَةَ ، رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى أَهْلِهِ ، فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ ، فَأَذِنَ لِي ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ؛ إِنَّ الْمُشْرِكَ الَّذِي كُنْتُ أَتَدَيَّنُ مِنْهُ قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا ، وَلَيْسَ عِنْدَكَ مَا تَقْضِي عَنِّي وَلَا عِنْدِي ، وَهُوَ فَاضِحِي ، فَأْذَنْ لِي أَنْ آبَقَ إِلَى بَعْضِ هَؤُلَاءِ الْأَحْيَاءِ الَّذِينَ قَدْ أَسْلَمُوا حَتَّى يَرْزُقَ اللَّهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم مَا يَقْضِي عَنِّي ، فَخَرَجْتُ حَتَّى إِذَا أَتَيْتُ مَنْزِلِي فَجَعَلْتُ سَيْفِي وَجِرَابِي وَنَعْلِي وَمِجَنِّي عِنْدَ رَأْسِي حَتَّى إِذَا انْشَقَّ عَمُودُ الصُّبْحِ الْأَوَّلِ ، أَرَدْتُ أَنْ أَنْطَلِقَ فَإِذَا إِنْسَانٌ يَسْعَى يَدْعُو : يَا بِلَالُ، أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُهُ ، فَإِذَا أَرْبَعُ رَكَائِبَ مُنَاخَاتٌ عَلَيْهِنَّ أَحْمَالُهُنَّ ، فَاسْتَأْذَنْتُ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبْشِرْ ؛ فَقَدْ جَاءَكَ اللَّهُ بِقَضَائِكَ ، ثُمَّ قَالَ أَلَمْ تَرَ الرَّكَائِبَ الْمُنَاخَاتِ الْأَرْبَعَ ؟ فَقُلْتُ : بَلَى ، فَقَالَ : إِنَّ لَكَ رِقَابَهُنَّ وَمَا عَلَيْهِنَّ ؛ فَإِنَّ عَلَيْهِنَّ كِسْوَةً وَطَعَامًا أَهْدَاهُنَّ إِلَيَّ عَظِيمُ فَدَكَ فَاقْبِضْهُنَّ وَاقْضِ دَيْنَكَ ، …[ وفي الحديث أن بلالاً لما قضى دين رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره بذلك ] فَكَبَّرَ وَحَمِدَ اللَّهَ شَفَقًا مِنْ أَنْ يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ وَعِنْدَهُ ذَلِكَ ) رواه أبو داود وصححه الألباني .

الستر خلق جميل تجود به النفوس الكبيرة ، التي تنزه أرواحها من أن تملأ مجالسها بالكلام في أعراض الناس ، وترفع أقلامها أن تسطر أخطاءهم ، وتطهّر أسماعها أن تصغي لعوارهم ، ويا لروعة الستر الجميل ؛ فإن فيه اعترافًا بفضل الله الذي سترنا بأجمل الثياب بعد أن ولدنا عراة ، { يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } .(لأعراف:26)

وتكرم علينا فلم يفضحنا أمام خلقه بذنوبنا وتقصيرنا وقد رآنا ونحن نرتكبها ، وهل هناك أعظم سترًا من أن يسترك الله في يوم تنكشف فيه السوءات ، وتبدو فيه الذنوب ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ ، فَيَقُولُ : أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا ؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ أَيْ رَبِّ ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ ، قَالَ : سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ ، وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيَقُولُ الْأَشْهَادُ : ( هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) رواه البخاري .

فاسْقِ ـ أيها الحبيب ـ حديقة الستر على المسلمين بماء الإخلاص لتحصد جناها الطيب ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ في الدنيا والآخرة ) رواه مسلم .

فينبغي علينا عباد الله أن نتأدب بهذا الأدب النبوي وأن نحرص على الستر على أصحاب الذنوب والمعاصي المستترين بها ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، وأن نحرص على نصيحتهم لا على فضيحتهم. لأن إظهار عيوب الناس ونشر معاصيهم فيه إعانة للشيطان على أخيك المسلم ، وفيه نشر للشر والفساد بين المسلمين ، وفيه فضح له ، وفيه أذية لأخيك المسلم واعتداء عليه ، فإن الواجب على المسلم أن يرحم أخاه المسلم ويشفق عليه من عذاب الله ويحرص على نجاته وتخليصه مما هو واقع فيه خوفاً عليه من عقاب الله ، وإن من خصال المسلم أنه يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير ، فكما أنك لا تحب أن يفضحك أحد أويكشف عيوبك للناس، كذلك الناس لا يحبون ذلك منك.

اللهم استرنا بسترك الجميل ، وعفوك الكريم ، يا رحيم يا حليم .


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   72270_166510966700159_100000237702612_488915_4525569_n


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f





عدل سابقا من قبل القيصر في الأربعاء 29 فبراير 2012, 7:12 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القيصر

عضو نشيط  عضو نشيط
القيصر


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 68

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Empty
مُساهمةموضوع: رد: [«☸»] حدائق المعروف [«☸»]    [«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Icon_minitimeالأربعاء 29 فبراير 2012, 7:13 am


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


☸ الحديقة الثانية ☸


❖ حديقة قضاء حوائج المسلمين ❖


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   %25D9%2582%25D8%25B6%25D8%25A7%25D8%25A1+%25D8%25AD%25D9%2588%25D8%25A7%25D8%25A6%25D8%25AC+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25B33


قال الله تعالى : { وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } 77 الحج .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ ) رواه البخاري .
ويقول كذلك : ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ) رواه الطبراني وهو حديث حسن .
ويقول كذلك : (وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ ) متفق عليه .

وضع الرسول صلى الله عليه وسلم قضاء حوائج الناس على رأس أولويات التعاون على البر والتقوى ، وجعل من قضاء حوائج الناس بابا عظيما للخير فقد أخرج ابن أبي الدنيا قوله صلى الله عليه وسلم : “ إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس، حببهم إلى الخير، وحبب الخير إليهم، هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة ” .

وإذا دجى ليلُ الخطوبِ وأظلمت *** سبلُ الخلاصِ وخاب فيها الآملُ
وأيسْتَ من وجه النجاة فمالها *** سببٌ ولا يدنو لها مُتناوِلُ
يأتيك من ألطافه الفرجُ الذي *** لم تحتسبه وأنت عنه غافلُ

لا تتردد أن تقضي حاجة لأخيك ، ولو على حساب وقتك أو جهدك ، وثق في خالقك بأنه سيكون في حاجتك ، يخفف عنك همك ، ويرفع عنك غمك ، ويبارك لك في رزقك ، فالإسلام عندما يحث على السعي لقضاء حوائج الناس ، فهو يقصد تعميق أواصر الأخوة والتلاحم بين أبناء الأمة ، وتيسير أمور المسلمين بالطرق
المشروعة ، التي لا تعطي الحق لغير مستحق، أو تنصر ظالماً على مظلوم ، أو قوياً على ضعيف .

فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهرا
ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل )

ذلك أن خير العبادة ما يتعدى نفعها إلى غير العابد فيكون أجرها أعظم إذا احتسبتها عند الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من نفَّس عن مؤمن كربة نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه”.

وقضاء الحوائج زكاة أهل المروءات ، بل إن من المصائب عند ذوي الهمم عدم قصد الناس لهم في حوائجهم ، وكان حكيم بن حزام يحزن على اليوم الذي لا يجد فيه محتاجا ليقضي له حاجته ، فيقول : ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة ، إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها.

قضاء حوائج الناس من علامات الإيمان مدعاة لمغفرة الله .. وباب لإدخال السرور إلى القلوب ، ورد في الحكمة " ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط " ، والناس جميعاً في حاجة ، بعضهم إلى البعض ، مهما تفاوتت مراتبهم أو اختلفت وظائفهم أو تنوعت طبقاتهم ، وقال الإمام الشافعي رحمه الله :
الناس للناس من بدو وحاضرة
بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم

ومن بين كل البشر، يبرز معدن المسلم الأصيل، ساعياً في خدمة إخوانه ، مجتهداً في قضاء حوائجهم ، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ، وهكذا ينبغي أن يكون شأن المسلم الحق ، إنه ليس منكفئاً على ذاته ، لا ينظر إلا في مرآته ، بل يسع قلبه الناس جميعاً ، خاصة إخوانه المسلمين ، وكم تكون سعادته غامرة حين يقضي حاجة أخيه ، إنه يتذكر ساعتها أن الله عز وجل في حاجته.

لعل واحدة من الآثار الدنيوية لقضاء الحوائج هو الصحة، فقد أكد العلماء حديثاً أن أمراض القلب يمكن علاجها من خلال قضاء حوائج الآخرين ومساعدتهم، فعندما يبخل الإنسان ويصبح شحيحاً لا يهتم بالآخرين ولا يساعدهم، يصبح أكثر عرضة لأمراض القلب بسبب الملل والضيق الذي يعاني منه لأنه يفقد أهدافه في الحياة وتصبح أهدافه تافهة لا قيمة لها، وهذا ينعكس سلبياً على صحته، كما إن علماء النفس يؤكدون بقوة، أن العمل من أجل الآخرين هو طريق سهل لتحقيق السعادة والإحساس بالنشاط والقوة والراحة النفسية، فإذا أردتَ أن تعيش حياة مطمئنة مليئة بالسعادة، وإذا أردت السعادة في الآخرة فعليك بقضاء حاجة الآخرين.


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Njc2ODY


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القيصر

عضو نشيط  عضو نشيط
القيصر


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 68

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Empty
مُساهمةموضوع: رد: [«☸»] حدائق المعروف [«☸»]    [«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Icon_minitimeالأربعاء 29 فبراير 2012, 7:15 am




[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


☸ الحديقة الثالثة ☸


❖ الإنفاق والصدقة في سبيل الله ❖


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   1206266581shbabyat0192


يقول تبارك وتعالى : { مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [البقرة: 261-262].

وعود ربانية ، وقروض مضاعفة ، وأجور كريمة ، وجنان أكلها دائم وظلها ، لمن تكرّم بالصدقة السخية ، طيبة بها نفسه ، سعيدة بها روحه ، تتراءى له آيات الوعد الكريم : { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ }[ 11 الحديد] .

{ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }[ 274 البقرة] .

الصدقة نبع ثر يجرف مسيله كل أدران الحياة وعراقيلها ، والنفقة في وجوه المعروف بلسم الشفاء من عظيم الأدواء ، والعطاء في السر بركة للمال وَعَدَ بها رب الأرض والسماء ؛ { قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }[ 39 سبأ ].

صدقتك ـ أيها المحسن الكريم ـ بذرة بذرها أكرم من وطأ الثرى عليه الصلاة والسلام ، ( فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ ) رواه البخاري .

الصدقة من أسباب الوقاية من النار ولو كانت باليسير، وهي دليل على صدق إيمان العبد ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : « وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ » ، فهي برهان على إيمان العبد، لأن النفس مجبولة على حب المال، فإذا تغلب المسلم على نفسه، وأنفق في سبيل الله، كان ذلك برهان على أنه يقدم مرضاة الله ومحبوباته على محبوبات نفسه، -( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)- [التغابن/16]

وما أجمل عمل المنفق أو المتصدق عندما يكون سببا في مسح دموع مكروب، أو إدخال السرور على قلب فقير معدوم، أو يتيم فقد حنان والديه، أو تفريج عن مسجون في دين ونحوه، إنها السعادة، لا توزن بأموال الدنيا يهبها الله تعالى لعباده المحسنين المنفقين -( وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)- [آل عمران/134].

فضل الله كبير فهو القائل : { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } ، فلنبحث عن طرقه ومواطنه ، وإن من أجل مواطنه الإنفاق على الأهل والأقارب بنية القربة إلى الله تعالى ، فهذه أم سلمة رضي الله عنها تأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتقول له : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ فِي بَنِي أَبِي سَلَمَةَ أَنْ أُنْفِقَ عَلَيْهِمْ وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ هَكَذَا وَهَكَذَا إِنَّمَا هُمْ بَنِيَّ ؟ قَالَ : نَعَمْ لَكِ أَجْرُ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ ) رواه البخاري .

وهل يخلو يوم لا ننفق فيه على أزواجنا وأولادنا ؟! غير أن الأمر يحتاج إلى احتساب وطلب أجر من رب العالمين ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فَمِ امْرَأَتِكَ ) رواه البخاري .

فإن كتب الله لك البركة في رزقك فلا تبخل على نفسك وإخوانك في بلدك وخارجه من نفقة مباركة قليلة أو كثيرة

كن واحدًا ممن تدعوا له الملائكة : (اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ) رواه البخاري .
كن واحدًا ممن ينفق الله عليهم ، فإنه يقول في الحديث القدسي : ( أنفق يا ابن آدم يُنْفق عليك ) متفق عليه .
كن على يقين من أن ما أنفقته باق ولم يفن ، وإنما الفناء لما أمسكنا :
أنت للمال إذا أمسكته *** فإذا أنفقته فالمال لك

عن عَائِشَةَ رضي الله عنه : أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : ( مَا بَقِيَ مِنْهَا ؟ قَالَتْ : مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا ، قَالَ : بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا ) رواه الترمذي وقال : هذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ .

لا .. ليس ما أنفقنا باق فقط ، بل يزيد ويزيد ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ ) رواه مسلم .

واستمع إلى هذا الحديث الذي سيدني لك ثمرة من ثمار هذه الحديقة الجميلة ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ : اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ ، فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ [ والشرجة : مسيل الماء ] ، قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، مَا اسْمُكَ : قَالَ فُلَانٌ لِلِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي ، فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ ، يَقُولُ : اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ لِاسْمِكَ ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا ؟ قَالَ : أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا ، فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا ، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ ، وفي رواية : وَأَجْعَلُ ثُلُثَهُ فِي الْمَسَاكِينِ وَالسَّائِلِينَ وَابْنِ السَّبِيلِ ) رواه مسلم .

الإنفاق خلق جميل ، ويتضاعف جماله إذا كان على حال من الحاجة أو العوز ، فيلتقي الكرم فيه والإيثار ، دعني أحدثك بما عجب الله منه وهو الكريم المنان سبحانه : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني مجهود [ أي : بي سوء عيش وجوع ] ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض نسائه ، فقالت : والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ، ثم أرسل إلى أخرى ، فقالت مثل ذلك ، حتى قلن كلهن ذلك، لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من يضيّف هذا الليلة ؟ فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله ، فانطلق به إلى رحله ، فقال لامرأته : أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي رواية قال لامرأته : هل عندك شيء ؟ قالت : لا ، إلا قوت صبياني ، قال : فعلليهم بشيء وإذا أرادوا العشاء فنوميهم ، وإذا دخل ضيفنا ، فأطفئي السراج ، وأريه أنا نأكل ، فقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويين ، فلمّا أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( لقد عجب الله من صنيعكما بضيفيكما الليلة )) متفق عليه .

إنه مجتمع تربى على أخلاق النبوة ، واستقى من نبعها الصافي ، مجتمع لا يعرف الأنانية والأثرة ، هاك صنفًا من أصنافه يمتدحه النبي صلى الله عليه وسلم بصفة مثالية كريمة ، لو سارت الأمة عليه اليوم ما بقي فيها فقير واحد ، إنهم الأشعريون ، الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم : ( إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ) رواه البخاري .
واحذر ـ أيها الكريم ـ أن يخيّم عليك اليأس ، فما زال في الأمة من الكرماء من يسير على خطى النبي صلى الله عليه وسلم وسلفه الصالح ، فما نسينا أبدًا حملات الخير والتبرع لإخواننا المستضعفين في كل مكان ، صور من العطاء تبتهج من سخائها النفوس ، وتسعد بعطائها القلوب ، وإن المشاهِد لها ليجد أنها صمام الأمان لهذه الأرض ، وسر استقرارها وأمنها ، ولله الحمد والمنة .

ولم أر كالمعروف أما مذاقه *** فحلو وأما لونه فجميل

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه *** لا يذهب العرف بين الله والناس

قال الله تعالى آمراً نبيه صلى الله عليه وسلم : { قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ } [إبراهيم:31].

أيها المؤمنون .. أكثروا من الإنفاق في وجوه الخير فقد وعدكم ربكم بالمزيد ..
وصدق الله العظيم القائل { من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً } (سورة البقرة الآية:245)
وقال تعالى { الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } (سورة البقرة الآية:262).


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القيصر

عضو نشيط  عضو نشيط
القيصر


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 68

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Empty
مُساهمةموضوع: رد: [«☸»] حدائق المعروف [«☸»]    [«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Icon_minitimeالأربعاء 29 فبراير 2012, 7:16 am





[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


☸ الحديقة الرابعة ☸


❖ حديقة الرحمة ❖


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Img5


إنها حديقة يفوح شذاها فلاً ووردًا ، وتميس أغصانها طربًا لمقدم أصحاب القلوب الرحيمة ، القلوب التي تربت على الخضوع بين يدي الرحيم ، فلانت لخلقه ، ورأفت بعباده ، طلبًا لرحمة ربهم ورأفته بحالهم .

خلق الرحمة خلق عظيم وخصلة حميدة دعت إليه الشريعة وقررته ، وأثنت على الراحمين.

ومن أسماء الله تعالى الرحيم الذي رحم الخلق بخلقهم ورزقهم وهدايتهم ، وفي حديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لما قضى الله الخلق كتب في كتابه ، فهو عنده فوق العرش : إن رحمتي غلبت غضبي " رواه البخاري.

رحماء ، هكذا أرادنا الخالق ، من معين التعاطف نتزود ، ومن معين التراحم نستقي ، { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا } .

قال صلى الله عليه وسلم : " الرَّاحمُونَ يَرحمُهُم الرّحمنُ ارْحَموا مَنْ في الأرض يرحمْكُم من في السَّماءِ "

قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة ، كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض ، فجعل منها في الأرض رحمة ، فبها تعطف الوالدة على ولدها ، والوحش والطير بعضها على بعض ، وأخر تسعاً وتسعين ، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة وجعلها لأوليائه يوم القيامة يرحمهم بها "

هذا نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم يُنَاوَلُ صبياً تقعقع روحه في صدره تريد الخروجَ من جسده الصغير ، فهلت دمعات مباركات من عين النبي صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا هَذَا ؟! قَالَ : ( هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ ؛ وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ ) متفق عليه .

لتعلم يا رعاك الله : أن الرحمة سبيل إلى الجنة أجمل به من سبيل ، كيف لا يكون كذلك وقد أدخل الله رجلاً الجنة بسبب رحمة ملأت جوانحه ، على ماذا ؟ لندع الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يروي لنا فصول القصة بأوجز عبارة وأدقها ، يقول عليه الصلاة والسلام : ( بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ ،فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا ثُمَّ خَرَجَ ، فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ ، فَقَال :َ لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي ، فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ ، ثُمَّ رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا ؟ قَالَ : فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ ) متفق عليه .

ويا لتعاسة الفض الغليظ ، الإنسان عنده غير مرحوم ولو ببشاشة يرسمها على محياه ، فكيف بحيوان أبكم أصم ؟! بئست الحال حاله ، لست أنا ولا أنت قد حكمنا على هذا الجنس من الناس بالشقاوة ، بل رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم قد حكم عليه بذلك فقال : ( لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ ) رواه أحمد والترمذي وإسناده حَسَنٌ .

وهل بعد النار _ أيها المسلمون _ شقاوة ، هذه امرأة تستوجب النار وبئس القرار ؛ حينما انتكست فطرة الرحمة في قلبها المظلم بالجبروت ، يحدثنا عن مصيرها حبيبنا صلى الله عليه وسلم فيقول : ( عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ ؛ لَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلَا سَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا ، وَلَا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ ) رواه البخاري .

هل جربت ـ يا أخي ـ كيف ستغمرك الرحمة مرة في زيارةِ مريضٍ أرّقَ الألم عينيه ، وأسهر الوجع ليله ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً ، إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ [ أي ثمر مخروف ومجتنى من الجنة ] ) رواه الترمذي وقال حديث حسن .

أخي الحبيب : مُدّ يدَ الكفالة ليتيمٍ فقَدَ حنانَ الأبوة ورضعَ بؤسَ فَقْدِها ، ليكون لك في معروفك هذا نصيب من قول الحبيب صلى الله عليه وسلم : ( وَأَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا ؛ وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا ) رواه البخاري .

كن صدرًا ودودًا على أرملة فرّقَ الموتُ بينها وبين حبيبها ، فكسر الفراق قلبها ، وأثقلت الحاجة إلى الناس كاهلها ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ ) رواه البخاري .

اخفض ـ أيها الحبيب ـ جناح الرحمة لضعيف أضناه الأسى ، وفرق جمعه الضنى ، فإن الله يقول : { فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر } .

ظلل بخيام الرحمات على زوجتك وبناتك ونسائك فإنهن مهما بلغن في علمٍ ومال يظللن في حاجتك وعطفك ، وتذكر يا باذر المعروف أن حصاده مبارك وجناه طيب ، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا قالت : ( جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا ، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا ، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا ، فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا ، فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ ) رواه مسلم .

وعليك بصلة الأرحام فإنها مشتقة من الرحمة ، ولسوف تذوق حلاوة ثمرها في الدنيا قبل الآخرة ، يَقُولُ النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ أَوْ يُنْسَأَ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) رواه مسلم .

وتذكر ـ يا من أغناك الله من فضله ـ أن خادمك ما أتى إلا لحاجة ماسة ألمت به ، وسوء عيش أرق ذريته ، فلا تقس عليه ، وتجاوز عن أخطائه ، يقول أنس رضي الله عنه : ( خَدَمْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ ؛ فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ وَلَا لِمَ صَنَعْتَ وَلَا أَلَّا صَنَعْتَ ) رواه البخاري .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادمًا له قط ، ولا امرأة له قط ، ولا ضرب بيده إلا أن يجاهد في سبيل الله )) رواه أحمد وهو صحيح .

وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( إن خادمي يسيء ويظلم ، أفأضربه ؟ قال : تعفو عنه كل يوم سبعين مرّة )) ، رواه أحمد والترمذي وهو صحيح .

فواعجبًا كيف نطلب المطر وقد قصرنا كثيرًا في حق ضعفائنا ، وقد نسينا حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ ) رواه البخاري .

إن إعانة الضعيف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، اتباعه مثوبة ، والدوام عليه شرف وكرامة ، فلقد (كان النبي صلى الله عليه وسلم : يتخلف في المسير ، فيزجي الضعيف [ أي : يسوقه برفق ] ويُردف ويدعو له ) رواه أبو داود بإسناد حسن .

وما زال في الأمة مجاهدون اشتغلوا بالفقراء والمحتاجين ، يحنّون على ضعيفهم ، ويكسون عاريهم ، ويكفلون يتيمهم ، ويقومون على أرملتهم .

واحفظ ذمام صديقٍ كنتَ تألفُه *** وذمةَ الجارِ صنها عن يد الغِيَرِ
وصِل أخا رحمٍ تكسبْ مودتَه *** وفي الخطوبِ تراه خيرَ منتصرِ
ووصلُه قد يجرُّ الوصلَ في عقِبٍ *** وقد يزادُ به في مدةِ العُمُرِ
وجد على سائلٍ وافى بذلته *** ولو بشيءٍ قليلِ النفع محتقرِ


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   183714_501773007303_298015427303_6388724_710108_n


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القيصر

عضو نشيط  عضو نشيط
القيصر


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 68

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Empty
مُساهمةموضوع: رد: [«☸»] حدائق المعروف [«☸»]    [«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Icon_minitimeالأربعاء 29 فبراير 2012, 7:21 am

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


☸ الحديقة الخامسة ☸


☸ حديقة بر الوالدين ☸


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   116789


صنيعةٌ من صنائع المعروف لا تعدلها صنيعة ، من أين أبدأ الحديث عنها وكيف أنتهي !!

بر أوصى به الله بعد توحيده ، وحث عليه نبيه صلى الله عليه وسلم وحث عليه ، وأفاض فيه العلماء والوعاظ والخطباء ، فماذا عساي أن أقول بعد قول الله تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا(23)وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا(24)رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا } . الإسراء .

قال القرطبي رحمه الله في قوله تعالى : وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الأنعام:151] ، أي : ( برهما وحفظهما وصيانتهما وامتثال أوامرهما ) .

فقد أمرك الله تعالى ببر والديك ، وجعل هذا الأمر بعد الأمر بتوحيد الله عز وجل مباشرة لبيان عظم أمره ، وأوجب عليك سبحانه وتعالى أن تدعو لهما في حياتهما وبعد مماتهما ، فبر الوالدين طريقك إلى الجنة .

وماذا بقي لي أن أقول بعد قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( رَغِمَ أَنْفُهُ ،ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ ، قِيلَ : مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ ، أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ ) رواه مسلم .

غير أن المصيبة أننا نسى أن شجرة بر الوالدين سريعةُ الإثمار ، دانيةُ القطاف ، يراها صاحبها عيانًا بيانًا في دنياه ، ويُدّخَرُ له العظيم منها في أخراه ، فلماذا تهزُّ فتن الدنيا يقيننا بهذا ، حتى تميل بنا عن برنا لوالدينا ، بئست الحياة من غير جميل أو رد جميل ، وجميلُ الوالدين أي جميل :

فكيف تُنكِرُ أمًا ثُقْلُك احتملت *** وقد تمرغت في أحشائها شُهُرا
وأرضعتك إلى حولين مكملةً *** في حَجْرِها تستقي من ثديها الدرَرا
وعاملتك بإحسانٍ وتربية *** حتى استويت وحتى صرتَ كيف ترى
والوالدُ الأصل لا تنكر لتربيةٍ *** واحفظه لا سيّما إن أدرك الكِبَرا
فما تؤدّي له حقًا عليك ولو *** على عيونك حجَّ البيت واعتمرا

إنّ بر الوالدين ـ بعد توفيق الله ـ سر الفلاح في الحياة ، والنجاة من كثير من الكروب ، به تسعد النفوس ، وتنشرح الصدور ، ويرى البار بوالديه السعادة بأم عينيه ، بركة في صحته وماله وذريته .

أرعِ لهذا الحديث سمعك ، والتفت إليه بقلبك ، وتأمل فيها صنائع البر والمعروف ، وكيف كان جناها :
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَتَمَشَّوْنَ أَخَذَهُمُ الْمَطَرُ ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ فِي جَبَلٍ ، فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ ،فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ ،فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ فَادْعُوا اللَّهَ تَعَالَى بِهَا لَعَلَّ اللَّهَ يَفْرُجُهَا عَنْكُمْ ، فَقَالَ أَحَدُهُمُ : اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ وَامْرَأَتِي وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ أَرْعَى عَلَيْهِمْ ، فَإِذَا أَرَحْتُ عَلَيْهِمْ حَلَبْتُ فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ فَسَقَيْتُهُمَا قَبْلَ بَنِيَّ ، وَأَنَّهُ نَأَى بِي ذَاتَ يَوْمٍ الشَّجَرُ ، فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ ، فَوَجَدْتُهُمَا قَدْ نَامَا ،فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ ،فَجِئْتُ بِالْحِلَابِ ،فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا مِنْ نَوْمِهِمَا ، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ قَبْلَهُمَا ،وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمْ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا فُرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ ، فَفَرَجَ اللَّهُ مِنْهَا فُرْجَةً فَرَأَوْا مِنْهَا السَّمَاءَ ) رواه مسلم ، وهكذا صار كل واحد من الثلاثة يدعو الله بعمل صالح تقرّبَ به إلى الله حتى فرّج الله عنهم كربهم وخرجوا من هذا الغار .

لقد رأوا الحياة بعد الموت ، والنجاة بعد الهلاك ، إنه قطاف البر ، وجنى المعروف :
إنه قطافه وجناه : الذي ستراه أيها البار في صلاح أولادك ومحبتهم لك ، ورعايتهم لأمهم وحبهم لها ، فاهنأ ببرك في دنياك وآخرتك .

وماذا ـ بربكم ـ سيجني من عق والديه ، غير نكد في العيش ، وضيق في الصدر ، وشؤم في الأرزاق ، وعقوق من الأولاد ، يا ويل تلك النفوس الغليظة على الوالدين إن لم تعد إلى الله ، يا ويل تلك الأيادي الباطشة بالوالدين إن لم تتب إلى الله ، يا ويل تلك الألسنة السليطة على الوالدين إن لم تستغفر الله .

أنواع بر الوالدين كثيرة بحسب الحال وحسب الحاجة ومنها :
فعل الخير وإتمام الصلة وحسن الصحبة، وهو في حق الوالدين من أوجب الواجبات.
لا ينبغي للإبن أن يتضجر منهما ولو بكلمة أف بل يجب الخضوع لأمرهما، وخفض الجناح لهما، ومعاملتها باللطف والتوقير وعدم الترفع عليهما.
عدم رفع الصوت عليهما أو مقاطعتهما في الكلام، وعدم مجادلتهما والكذب عليهما، وعدم إزعاجهما إذا كانا نائمين، وإشعارهما بالذل لهما، وتقديمهما في الكلام والمشي إحتراماً لهما وإجلالاً لقدرهما.
شكرهما الذي جاء مقروناً بشكر الله والدعاء لهما لقوله تعالى : { وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً } [الإسراء:24]. وأن يؤثرهما على رضا نفسه وزوجته وأولاده.
اختصاص الأم بمزيد من البر لحاجتها وضعفها وسهرها وتعبها في الحمل والولادة والرضاعة. والبر يكون بمعنى حسن الصحبة والعشرة وبمعنى الطاعة والصلة لقوله تعالى : { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } [لقمان:14]، ولحديث : { إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات } [متفق عليه] الحديث.
الإحسان إليهما وتقديم أمرهما وطلبهما، ومجاهدة النفس برضاهما حتى وإن كانا غير مسلمين لقوله تعالى : { وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً } [لقمان:15].
رعايتهما وخاصة عند الكبر وملاطفتهما وإدخال السرور عليهما وحفظهما من كل سوء. وأن يقدم لهما كل ما يرغبان فيه ويحتاجان إليه.
الإنفاق عليهما عند الحاجة، قال تعالى : { قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ }[البقرة:215]، وتعتبر الخالة بمنزلة الأم لحديث : { الخالة بمنزلة الأم } [رواه الترمذي وقال حديث صحيح].
استئذانهما قبل السفر وأخذ موافقتهما إلا في حج فرض قال القرطبي رحمه الله : ( من الإحسان إليهما والبر بهما إذا لم يتعين الجهاد ألا يجاهد إلا بإذنهما ).
الدعاء لهما بعد موتهما وبر صديقهما وإنفاذ وصيتهما.


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   4010940493_f81bcb633e


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القيصر

عضو نشيط  عضو نشيط
القيصر


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 68

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Empty
مُساهمةموضوع: رد: [«☸»] حدائق المعروف [«☸»]    [«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Icon_minitimeالأربعاء 29 فبراير 2012, 7:29 am

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


☸ الحديقة السادسة ☸


❖ حديقة تربية الأولاد ❖


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   140


إنها حديقةٌ طريقها طويل وشاق ، غير أن فيه زينةً وجمالاً ، وإن مشوارها لمتعب ومرهق، لكن عاقبته طيبة محمودة ، الأولاد شجيرات مخضرة ؛ إذا سقيتها بماء الخلق . زهور جميلة ؛ إذا رعيتها بالتربية ، ربوع مشرقة إذا أضأتها بنور الإيمان ، فاصبر على طريق تربيتهم ، لتحصد منهم ما تقر به عينك ، ويسر به خاطرك ، فلفلاح أحدهم مرة ينسيك تعبك مرّات كثيرة ، ولنجاحهم سنة ينسيك سهرك معهم سنوات مديدة ، لا تلتفت ـ يا رعاك الله ـ إلى شقائك بهم في صغرهم ، فإنه سيثمر سعادة في كبرهم ، تابعهم في دروسهم وصلاحهم وصحتهم ، كن معهم بقلبك وقالبك ، فإن لم تستطع فبقلبك ودعائك ، واعلم أنهم أمانة في عنقك ، فلا تفرط فيها : ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ) رواه البخاري .

إنها سنوات سقي ورعاية تنبت لك حياة زهر وثمر ، سنوات تصبرها ، لترى بهجتها تملأ لك بها الدنيا بمقدمهم عليك ، وقد أصبح أحدهم مهندسًا بارعًا ، أو طبيبًا ماهرًا ، أو صانعًا حاذقًا ، أو معلمًا ناجحًا، أو داعية موفقًا ، وهم مع ذلك كله يلفونك ببرهم ، وتسعد بصلاحهم واستقامتهم ، فأي زينة للدنيا بعد هذه الزينة ، إنها حصيلة دعاء عباد الرحمن :
{ ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما } .

وسوف تجني من حديقة التربية الصالحة هذه حتى بعد موتك بدعاء أولادك لك ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ ؛ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) رواه مسلم .

ولتذوقن جناها برفعة درجتك في الجنة بإذن ربك ، فإن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ ؟ فَيَقُولُ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ ) رواه أحمد وإسناده حسن .

فما أجمل ربوع التربية وظلالها ، فثابر فيها بالعمل ، لتجتني أجمل الثمر .

بعض الأسس والمعالم لتربيه الابناء في الاسلام :
1- لقن طفلك كلمه التوحيد
2- رسخ في ذهن ابنك ان الله تعالي هو الخالق الرازق الشافي المحيي المميت
3- حذر ابنك من الكفر والشرك با الله
4- عرفه اركان الايمان
5- حببه في شخصيه الرسول صلي الله عليه وسلم
6- اغرس في نفس ابنك القيم الدينيه الساميه
7- عرفه با الحلال والحرام شيئا فشيئا
8- عوده الذهاب الي المساجد واحترامها
9- ساعده في اختيار الصديق الصدوق الصالح
10- رغبه في كتاب الله عزوجل
11- علمه شيئا من السنه المطهره
12- اعدل بين ابنائك
13- تفهم ان ابنك يقلدك فكن قدوه حسنه
14- ادفعه الي ممارسه الرياضه النافعه
15- حبب اليه الصدق والأخلاق الحميدة
16- حذره من الكذب والسرقة والأخلاق الذميمة
17- عوده النظافه منذ صغره
18- رغب ابنتك في الستر والحجاب والحياء منذ صغرها


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   1194632388


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القيصر

عضو نشيط  عضو نشيط
القيصر


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 68

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Empty
مُساهمةموضوع: رد: [«☸»] حدائق المعروف [«☸»]    [«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Icon_minitimeالأربعاء 29 فبراير 2012, 7:35 am

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


☸ الحديقة السابعة ☸


❖ حديقة الشفاعة للمسلمين ❖


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   158867


إنها حديقة قصّرنا كثيرًا في العمل فيها ، وقد قال الله تعالى : { مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا } [النساء:85] .

إنه وعدٌ من الله بأن يكون لك من شفاعتك الحسنة نصيب من الخير المترتب عليها إضافة على أجر شفاعتك ، إنها ضمانات ربانية لمن جعل في قلبه حبًا لإخوانه ، وراح يترجمُ هذا الحبَّ إلى سعي حثيثٍ بما يستطيعُ من جاهٍ أو بيان ليقضيَ لهم ما يقدرُ على قضائه ، ولقد جاء في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَال : " الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا إِذْ جَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ أَوْ طَالِبُ حَاجَةٍ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ : اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا ، وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا شَاءَ " .

ألا يكفي ـ يا أخي الكريم ـ أنك ستخرج بالأجر ولو لم تُسمَع شفاعتُك ، أو يتحقق مرادُك ، وأسوتك في ذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم شفع ولم يحصل ما شَفَع فيه ، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ مُغِيثٌ ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا _ أي خلف زوجته بريرة التي عتقت فأصبحت حرة وبقي هو عبدًا فقررت أن تتركه، فما زال _ يَبْكِي وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعبَّاسٍ : " يَا عَبَّاسُ ، أَلَا تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ ، وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لبريرة : لَوْ رَاجَعْتِهِ ؟ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ : إِنَّمَا أَنَا أَشْفَعُ ، قَالَتْ : لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ " رواه البخاري .

جرّب مرة فاشفع لأحد من الناس في حاجة له ، لتشعر كيف يُثلج صدرَك ما أسعدت به أخيك ، ولِتُبْهجَ خاطرك من دعائه لك ، إنها سعادة لحظة تتولد منها أفراح طويلة ، وبذل ساعة تَنْتُجُ منها حياةٌ سعيدة .

ومن نعم الله على العبد المسلم نعمة الجاه والمكانة بين الناس ، إذا قام بشكرها كانت نعمة ، وإذا قام بكفرها فحجب هذا الجاه عن أهله المستحقين له كانت نقمة ووبالاً عظيماً. قال صلى الله عليه وسلم : " من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل " رواه مسلم.

ومن أعظم أبواب النفع للمسلمين باب الشفاعة الحسنة ، الشفاعة الحسنة وبذل الجاه والمكانة للمسلمين أياًما كانوا ،أصبح في حكم المعدوم والنادر في هذا الزمان. وتناسى أصحاب المكانات والجاه والرئاسة الفضل العظيم في قبول الشفاعات الحسنة.

قال صلى الله عليه وسلم : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة في الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة " رواه البخاري ومسلم.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه السائل - أو صاحب الحاجة - قال : " اشفعوا فلتؤجروا ، وليقض الله على لسان رسوله ما شاء " رواه البخاري. الفتح 10/451.

قال الإمام الشافعي : " الشفاعات زكاة المروات " كشف الخفاء 1/129.

ومرة: جاء رجلٌ إلى الحسن بن سهل يستشفع به في حاجة ، قضاها ، فأقبل الرجل يشكره ، فقال له الحسن بن سهل : علام تشكرنا ، ونحن نرى أن للجاه زكاة كما أن للمال زكاة .
ثم أنشأ يقول :
وزكـاة جاهـي أن أعيـن وأشفعـا
فاجهـد بـوسعك كلـه أن تنفعا

فرضت علـي زكـاة ما سكلت يدي
فإذا ملكت فجـد فإن لـم تستطـع

إن الشفاعة الحسنة مبذولة لكل مسلم ، ليست لمعارفك ولا لإخوانك : إنك عمَّا قريب ستفارق جاهك ، وتفارق منصبك ، فلا تبخل حتى بجاهك ومساعدتك عن إخوانك المسلمين.

إنما المؤمنون إخوة ، " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً " .
إذا جاءك رجل مسلم يريدُ شفاعتك في كذا فقم معه ، ولا تتوانى ، ترفع عنه الظلم أو تجلب له الخير بشفاعتك الحسنة.

وهناك شفاعة أخرى غائبة عن كثير من الناس إلا ما رحم ربي وقليل ماهم . إنها الشفاعة للميت. نعم . "الميت" أحوج ما يكون للدعاء والشفاعة ، تشفع فيه بدعائك الصالح الذي قد يقبله الله منك . "الميت" أحوج لهذه الشفاعة من ذلك الحي الذي تسعى له بكل جهدك وأعمالك لتصلح من حاله.
يقول عليه الصلاة والسلام : " إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء "
وقال : " ما من رجل مسلم يموت ، فيقوم على جنازته أربعون رجلاً ،لا يشركون بالله شيئاً ، إلا شفعهم الله فيه "


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Scaled.php?server=184&filename=diwani9rk4


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القيصر

عضو نشيط  عضو نشيط
القيصر


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 68

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Empty
مُساهمةموضوع: رد: [«☸»] حدائق المعروف [«☸»]    [«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Icon_minitimeالأربعاء 29 فبراير 2012, 7:38 am


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


☸ الحديقة الثامنة ☸


❖ حديقة الإصلاح بين الناس ❖


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Sa275167230


{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }

{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَالِ قُلِ الأنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }.

إن الإصلاح بين الناس عبادة عظيمة .. يحبها الله سبحانه وتعالى .. فالمصلـح هو ذلك الذي يبذل جهده وماله ويبذل جاهه ليصلح بين المتخاصمين .. قلبه من أحسن الناس قلوباً .. نفسه تحب الخير .. تشتاق إليه .. يبذل ماله .. ووقته .. ويقع في حرج مع هـذا ومع الآخر .. ويحمل هموم إخوانه ليصلح بينهما ..

قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة " أي درجة الصيام النافلة وصدقة نافلة والصلاة النافلة " ، فقال أبو الدرداء : قلنا بلى يا رسول الله ، قال : إصلاح ذات البين " .

النفوس الطيبة لا تألف الشقاق ولا تنسجم معه ، بل تعده بيئة ملوثة بعيدة عن الصفاء ، نافرة من النقاء ، ولذلك فهي لا تستظل إلا بأفياء الطهر ، ولا تأنس إلا بنسائم الأخوة ، ولا ترتاح إلا بين مروج الحب وأزهار الود ، ولذلك فإنك ترى أحدهم لا يقر له قرار حينما تعصف بالأحبة عواصف الشحناء ، أو تهب عليهم ريح البغضاء ، وسوف تراه كحمامة السلام لا تهجع إلا بعد أن تعيد إلى القلوب ألفتها ، وإلى النفوس صفاءها ، فيا برد فؤاد المصلح بين ذات البين ، ويا لطيب خاطره الشفوق .

إن ثمرة هذه الحديقة مرضاة من الله وأجر عظيم ، { لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } .

ابدأ صلحَك بين أخويك بالدعاء أن يشرح الله قلبهما لهذا الخير ، فإن الله يقول : { والصلح خير } .

قرّب بين وجهات النظر ، وقلل من شأن نقاط الاختلاف ، وتودد لهما ، وأخبر كل واحد منهما بمحبة أخيه له ، وأنه لا يحمل في قلبه عداءً أو حقدًا عليه ، ولو كان ذلك بالكذب ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا أَوْ يَقُولُ خَيْرًا " رواه البخاري.

وإصلاحك بين أخويك صدقة ، فلا تنس أن تحتسب الأجر فيها ، فهو سر التوفيق ، ومفتاح الإصلاح ، وسبيل القبول ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " كُلُّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ : تَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ " متفق عليه .

إن ديننا دين عظيم .. يتشوّف إلى الصلح .. ويسعى له .. وينادي إليه .. ويحبّب لعباده درجته .. فأخبر سبحانه أن الصلح خير قال تعالى " فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما والصلح خير "

قال أنس رضي الله عنه ( من أصلح بين اثنين أعطـاه الله بكل كلمة عتق رقبة ) ..

وقال الأوزاعي : ما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة من إصلاح ذات البين ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار ..


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   446pio4bbae2bb70f6c


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القيصر

عضو نشيط  عضو نشيط
القيصر


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 68

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Empty
مُساهمةموضوع: رد: [«☸»] حدائق المعروف [«☸»]    [«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Icon_minitimeالأربعاء 29 فبراير 2012, 7:40 am

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


☸ الحديقة التاسعة ☸


❖ حديقة الدعوة والتعليم ❖


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   136136


فما أجملها والله من حديقة ، متنوعة الثمار ، فاتنة الأزهار ، لا يمل زائرها ، ولا ينضب معينها ، ظلالها ليس له حد ، وينابيعها لا تحصي لها عد ، الفالح من أعمل فيها قلبه ولسانه وفكره ، كالنحلة لا تعرف الكلل ولا الملل ، تنقل الرحيق ، وتنتج العسل ، فالعامل فيها مأجور ، والحاصد فيها منتفع ومسرور .

كن داعيًا بكلمة طيبة ؛ فالكلمة الطيبة صدقة ، كن داعيًا بابتسامتك ؛ فابتسامتك في وجه أخيك صدقة ، كن داعيًا بخلقك ؛ فإنك لن تسع الناس بأموالك ، ولكن تسعهم بخلقك .

بلغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو آية يا أخي ، حبب إلى أحبابك سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ، زيّن في قلوبهم طاعة ربهم ، ادعهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، وابتعد عن الغلظة والجفوة ، { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } 159 آل عمران

احتسب عفوك عمن أخطأ عليك دعوةً له ، واقصد بعونك لأخيك العاصي هدايته على يديك ، أنر عينيك بنور الشفقة على كل من ابتعد عن طريق الهداية حتى يسطع ذلك النور على من تحب هدايته .

كن داعيًا ـ أيها الحبيب ـ بشريط تهديه لجارك ، وكتاب ترسله لصديقك ، ودعوة صادقة لأخيك في الإسلام أن يمن الله عليه بالهداية .

كن داعيًا بكل قدراتك وأفكارك ، كن مباركًا في كل أرض تنزل بها ، لا تتوهم لنفسك العراقيل ، ولا تضخم الأعمال ، ابدأ دعوتك باستشارة أهل العلم والدعوة والدراية ، لتكن دعوتك على نور وبصيرة .

{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } .

وما عليك إلا البلاغ : { وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } (17) يس ، والله يتولى هداية القلوب وفتح أقفالها لمن يشاء من عباده ، { ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } 23 الزمر.

اسعد حينما ترى دعوتك قد آتت أكلها ، وأينعت ثمارها ، واجعل كل فلاح تصل إليه ، طريقًا إلى نجاحٍ آخر ينتظرك ، ويتطلع إلى خطواتك .

فكم سعد النبي صلى الله عليه وسلم بهداية قومه ، لا .. بل سعد النبي صلى الله عليه وسلم من هداية غلام يهودي مريض ، فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : ( كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَمَرِضَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَعُودُهُ ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: أَسْلِمْ فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ : لَهُ أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَسْلَمَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ ) رواه البخاري .

واسمع العبارات النبوية المضيئة وهي تنطلق من أكرم داعية إلى الله متوجهًا بها إلى أحد دعاته المخلصين ، وهي قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم خيبر : ( ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ ) رواه البخاري .

ولا تحسِب لنفسك كم من الأجر الذي سينالك بالدعوة إليه ، أو تعليم شيء من شرعه ، فكلُّ مَنْ عملَ بدعوتك أو طبّق شيئًا من علمك فلك مثل أجره ، لا ينقص من أجورهم شيئًا ، والله ذو الفضل العظيم .

وابدأ بنفسك ، ثم بأهلك وذريتك ، ثم بالأقرب فالأقرب ، لعل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في جهدك ، ويتقبل منك معروفك ، إنه جواد كريم .

واستمع إلى مشهد من مشاهد المعروف في الدعوة إلى الله ، يحدثنا به صاحبُ الشأن عن نفسه، وهو الإيطالي البرتو أوبتشيني ، فقال : (( الحمد لله الذي هداني إلى دينه الحق ، بعد أن كنت ملحدًا عربيدًا يعبد ذاته وغرائزه ، طغت المادة على حياتي ، كرهت كل الأديان السماوية ، وفي مقدمتها الإسلام ، الذي يمثل في تراثنا أسوأ صورة لدينٍ في التاريخ ، فالمسلمون في تصوراتنا الذهنية السائدة يعبدون أصنامًا ، ويرفضون معايشة الواقع ، و يلجأون إلى الغيبيات يلتمسون منها حل مشكلاتهم ، جبابرة دمويون ، عدوانيون يرفضون التعايش السلمي مع الآخرين ، نشأت وسط هذا المناخ المعبأ ضد الإسلام ، لكنّ الله كتب لي الهداية على يد شاب مسلم مهاجر إلى إيطاليا لكسب عيشه ، تعرفت به بدون إرادة ، في إحدى الليالي كنت أسهر في أحد البارات حتى الساعات الأولى من الصباح فرجعت من الحانة وأنا فاقد الوعي تمامًا من أثر المسكر ، وكنت أسير في الشارع ولا أدري شيئًا ، صدمتني سيارة مسرعة ، فوقعت على الأرض مخضّبًا في دمائي ، وكانت المفاجأة أن هذا الشاب المسلم هو الذي قام بإسعافي ، وإبلاغ الشرطة عن السيارة ، وتولى العناية بي حتى شفيت ، ولم أصدق أن من فعل ذلك معي هو مسلم ، تقربت منه ، وطلبت منه أن يشرح لي مبادئ دينه ، وما يأمر به وما ينهى عنه ، وموقف الإسلام من الأديان الأخرى ، تعرفت على الإسلام ، وعايشته ، من خلال سلوكيات هذا الشاب ، وأيقنت في النهاية أنني كنت أهيم على وجهي في الضلال ، وأن الإسلام هو دين الحق ، وصدق الله العظيم إذ يقول : } ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه { ، فأسلمت )) .

وكن عاملاً بالعلم فيما استطعته *** ليُهدَى بك المرءُ الذي بك يقتدي
حريصًا على نفع الورى وهداهُمُ *** تنل كلَّ خيرٍ في نعيمٍ مؤبّدِ


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   9179d1327865036t


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القيصر

عضو نشيط  عضو نشيط
القيصر


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 68

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Empty
مُساهمةموضوع: رد: [«☸»] حدائق المعروف [«☸»]    [«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Icon_minitimeالأربعاء 29 فبراير 2012, 7:43 am



[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


☸ الحديقة العاشرة ☸


❖ تفطير الصائمين ❖


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Sssssss%20(Custom)


حصاد مضاعف لمن أسهم فيها بسهمه مخلصًا لوجه ربه ، وكأنك تصوم في يومك مرتين ، بقليل من الزاد الطيب ، تستظل أنت بظلال هذه الحديقة الغناء ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .

واليوم ـ بفضل من الله تعالى ـ تقوم جهات الخير في كل بقاع الأرض بتسهيل هذه العبادة ، حيث تدلك على المشاركة فيها بيسير من الطرق والوسائل ، وبقليل من المال ، وما ذاك إلا رحمة من الله بالمحتاجين ، ومضاعفة لأجر المحسنين .

ولعلك شاهدت مرّة بعينيك منظر التفطير هذا ، حيث تمتد مائدةُ الخير والكرم في ساحات بيوت الله ، وقد التف على جوانبها الفقراء من الجاليات المسلمة وغيرهم ، في ود وحب وفرح ، وتفيض مشاعرك إيمانًا حينما ترى الأغنياء والموسرين يقومون على خدمة هؤلاء الغرباء والمساكين ، يباشرونهم بالماء البارد ، وبلقيمات دافئة ، وبأشكال من الحلوى ، تزيد حلاوتها بابتساماتهم المملوءة إخاءً وحنانًا ، أي جو إيماني هذا الذي يوقفك معتزًا بدينك الذي يجعل الغني يسعى لرسم الابتسامة على الفقير ، بل ويبحث عنه ، ويعطيه حتى يرضيه .

ولا أنس والله ذلك المنظر الأخوي الرائع حينما رأيت بعينيّ أحد الكفلاء يضع اللقمة في يده ويضعها في فم أحد عماله ، فغلب العامل الحياء فقام وترك المكان مهرولاً ، فأتبعه الكفيل يركض خلفه ، حتى وضع اللقمة في فيه ، إنها ليست صورة حديثة ، بل هي تطبيق لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ ، فَليُنَاوِلْهُ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ أَوْ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ فَإِنَّهُ وَلِيَ عِلَاجَهُ ) رواه البخاري .

ثواب تفطير الصائمين وهو :
1. غفران الذنوب .
2. عتق الرقاب من النار .
3. له مثل أجر الصائم .
4. له أجر عمل الصائم ما دام قوة الطعام فيه
. من سقى فيه صائماً سقاه الله من حوض المصطفى شربة لا يظمأ بعدها أبداً .

ان تفطير الصائمين وسيلة ميسرة – لمن انعم الله عليهم بالمال – يمكن بها اطالة العمر الانتاجى بالقدر الذى تريد , وذلك بتفطير اكبر عدد ممكن من الناس خاصة فى رمضان . فان من فطر صائما فله مثل اجره .

فاذا فطرت فى اليوم الواحد خمسة صائمين مثلا , سجل لك فى ذلك اليوم ثواب صيام خمسة ايام . ولو فطرت مائة صائم فى العام , فكانك اضفت الى رصيدك مائة يوم لم تعشها وكلها صيام . فكيف لو فطرت بعدد ايام السنة , فكانك صمت الدهر كله . فبانفاقك قليلا من المال يسجل لك ثواب صيام ايام لم تعشها ايضا . فاكثر لنفسك ما شئت او اقلل من هذه الايام .

الا ترغب ان يسجل لك على الاقل ثواب من يصوم كصيام داود عليه السلام ؟ بان تفطر مائة وثمانين صائما كل عام , فكانك صمت مائة وثمانين يوما وهو ما يساوى نصف السنة , اضافة الى صيامك لشهر رمضان .


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القيصر

عضو نشيط  عضو نشيط
القيصر


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 68

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Empty
مُساهمةموضوع: رد: [«☸»] حدائق المعروف [«☸»]    [«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Icon_minitimeالأربعاء 29 فبراير 2012, 7:46 am



[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


☸ الحديقة الحادية عشر ☸


❖ التيسير على المعسرين ❖


التيسير على المعسرين فضله كبير، وأجره عظيم ، وإن من وصايا الشريعة المحمدية التيسير على أهل الإعسار والفاقة ، والتسهيل لأهل الفقر والحاجة ، فمن واجبات الإسلام إمهال المعسر عن أداء الدين ، والإلزام بإنظار المدين إلى ميسرة ، ولهذا كان من أعظم أنواع التيسير على الناس، أن تتنازل عن دينك كاملاً، أو تضع منه جزءاً عاجلاً، ترجو خيره آجلاً، ترجو بركته، وتروم معونته .

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَهُوَ يَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا فَأَوْمَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِيَدِهِ إِلَى الْأَرْضِ ( مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ وَقَاهُ اللَّهُ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ )

وقال صلى الله عليه وسلم ( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ( كَانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ فَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ لَعَلَّ اللَّهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا. فَلَقِي اللَّهَ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ ) .

وعن حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ( تَلَقَّتِ الْمَلاَئِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَقَالُوا أَعَمِلْتَ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا قَالَ لاَ. قَالُوا تَذَكَّرْ. قَالَ كُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ فَآمُرُ فِتْيَانِي أَنْ يُنْظِرُوا الْمُعْسِرَ وَيَتَجَوَّزُوا عَنِ الْمُوسِرِ - قَالَ - قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَجَوَّزُوا عَنْهُ ).

وعن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أنظر معسراً، فله بكل يوم صدقة قبل أن يحل الدين، فإذا حل الدين فأنظره بعد ذلك فله بكل يوم مثليه صدقة» .

وعن أبي اليسر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أول الناس يستظل في ظل الله يوم القيامة لرجل أنظر معسراً حتى يجد شيئاً، أو تصدق عليه بما يطلبه، يقول: مالي عليك صدقة، ابتغاء وجه الله، ويخرق صحيفته»

إنظار المعسر واجب شرعا ولا يجوز لصاحب الحق مطالبته إذا علم عسره لقوله تعالى ( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:280) قال الضحاك رحمه الله تعالى : من كان ذا عسرة فنظرة إلى ميسرة وكذلك كل دين على المسلم فلا يحل لمسلم له دين على أخيه يعلم منه عسرة أن يسجنه ولا يطلبه حتى ييسره الله عليه وأن تصدقوا برؤوس أموالكم يعني على المعسر خير لكم من نظرة إلى ميسرة فاختار الله الصدقة على النظارة .

والتيسير على المعسر يكون بحسب عسرته ؛ فالمدين مثلا الذي ليس عنده مالا يوفي به يكون التيسير عليه إما بإنظاره ، وإما بإبرائه ، وإبراؤه أفضل من إنظاره ، والتيسير على من أصيب بنكبة أن يعان في هذه النكبة ، ويساعد وتهون عليه المصيبة ، ويوعد بالأجر والثواب وغير ذلك .

إذا أكرمك الله تعالى فمددت يد التيسير لأخيك في مال احتاج إليه ، فلا تنغص عطيتك المباركة بالتضييق عليه في رد مالك ، بل يسّر عليه ، وافسح له في وقته ، ولا تلحق سخاءك بالمن أو كثرة الإلحاح ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ) متفق عليه .

ولتزين حديقة إحسانك هذه بأن تضع شيئًا من المال فتسقطه عن هذا المعسر ، فتكون بذلك قد أنعمت فأكثرت الإنعام على نفسك أولاً بالأجر ، ثم عليه بالتخفيف من الدَّيْن، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ ) رواه مسلم .

وما أكثر ما نبحث عن السعادة في الدنيا ، غير أننا قد نخطأ طريقها ، أو نتوهم وجودها في مثل هذه السبل الربانية ، فلنملأ قلوبنا يقينًا بوعود الله لنا في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، لنسعد بها حقيقة في الدنيا والآخرة .


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   3050842968_8a4872dbcb


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القيصر

عضو نشيط  عضو نشيط
القيصر


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 68

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Empty
مُساهمةموضوع: رد: [«☸»] حدائق المعروف [«☸»]    [«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Icon_minitimeالأربعاء 29 فبراير 2012, 7:48 am

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


☸ الحديقة الثانية عشر ☸


❖ أن تجهز غازيًا أو تخلفه في أهله ❖


يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا ) رواه البخاري .

وهذا من التعاون على البر والتقوى ، فإذا جهز الإنسان غازياً ، يعني براحلته ومتاعه وسلاحه، ثلاثة أشياء: الراحلة، والمتاع، والسلاح، إذا جهزه بذلك فقد غزا، أي كتب له أجر الغازي ، لأنه أعانه على الخير.

وكذلك من خلفه في أهله بخير فقد غزا، يعني لو أن الغازي أراد أن يغزو ولكنه أشكل عليه أهله من يكون عند حاجاتهم، فانتدب رجلاً من المسلمين وقال : أخلفني في أهلي بخير، فإن هذا الذي خلفه يكون له أجر الغازي ؛ لأنه أعانه.

إنك تكسب بهذا المعروف أجر المجاهد وأنت بين أهليك وذويك ، فقط لتردَّ على أهل هذا المجاهد في سبيل الله أبوة والدهم ، وعطفه عليهم ، وتقوم على حاجتهم .

دل الحديث على أن تجهيز الدعاة والمجاهدين من موضوعات الدعوة التي ينبغي أن يعتنى بها ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على ذلك بقوله : « من جهز غازيا فقد غزا » وهذا فيه الحث على إعداد المجاهدين ، ومساعدتهم بالمال ، والكتب العلمية ، وإمداد المجاهدين بالسلاح ، والعتا د، وجميع ما يحتاجون إليه ؛ لقوله سبحانه وتعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71] وقوله عز وجل : {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60] .

فينبغي العناية وحث المسلمين على إعداد المجاهدين بالتعليم ، والزاد ، ووسائل النقل المناسبة ، والسلاح ، وغير ذلك من لوازم إعداد وتجهيز الدعاة والمجاهدين في سبيل الله عز وجل ، وفيه بيان لأهمية إعانة أهل المجاهدين ، بإصلاح حال أهلهم ، والقيام على ما يحتاجون إليه ، والنيابة عنهم بالرعاية ، والنفقة ، وتفقد أحوالهم ، وحمايتهم مما يضرهم ، والدفاع عنهم ، وإصلاح حال الأولاد ، ومراقبة استقامتهم .

قال الإِمام القرطبي رحمه الله: " القائم على مال الغازي وعلى أهله نائب عن الغازي في عمل لا يتأتى للغازي غزوه إلا بأن يكفى ذلك العمل، فصار كأنه يباشر معه الغزو، فليس مقتصرا على النية فقط، بل هو عامل في الغزو، ولما كان كذلك كان له مثل أجر الغازي كاملا.

وتجهيز الغزاة فيه فرصة كبيرة للرجل بأن يجهز غيره..سواء كان هو معذور في عدم الخروج كالأعمى والعاجز ونحوهما فبإمكانه تجهيز غازٍ في سبيل الله ليأخذ أجر غزوه ولاشك أن هذا باب عظيم من أبواب الخير والبر وأفضل ما بذلت فيه الصدقات والزكاة ومثل هذا المجال (أي تجهيز الغزاة) يعد مصرفاً من مصارف الزكاة وداخلاً في قول الله تعالى : ( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ).

وتجهيز الغزاة فرصة للمرأة التي لا تستطيع الخروج في سبيل الله فبإمكانها تجهيز الغزاة من مالها ومن حليها وما تملكه لتحصل على هذا الأجر العظيم .

وكذلك العاجز عن دفعه المال فإنه يستطيع أن يجهز غازياً بطريق جمع المال لتجهيز الغزاة في سبيل الله وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدال على الخير كفاعله.


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القيصر

عضو نشيط  عضو نشيط
القيصر


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 68

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Empty
مُساهمةموضوع: رد: [«☸»] حدائق المعروف [«☸»]    [«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Icon_minitimeالأربعاء 29 فبراير 2012, 7:52 am

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


الحديقة الثالثة عشر


إماطة الأذى عن الطريق


يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وتميط الأذى عن الطريق صدقة ) متفق عليه .

يعد موضوع إماطة الأذى عن الطريق من المواضيع التي أولاها الإسلام عناية خاصة لما لها من وقع إيجابي على حياة المسلمين أفرادا وجماعات إن كان فيهم من يؤدي هذا الواجب ويعطيه حقه. وفي نفس الوقت إذا لم يتم القيام بهذا الواجب فإنه يصبح وبالا على الفرد وعلى الأمة، ويترتب عنه ضرر كبير على جميع الأصعدة. وما ينبغي الإشارة إليه هو أن مفهوم إماطة الأذى لا ينبغي حصره في ذلك المفهوم البسيط: إزاحة حجر، أو شوك يؤذي المارين من طريقهم. بل إن الأمر يشمل مجالات أوسع تهم الإنسان في حياته الدنيا والأخرى إن على مستوى علاقة الإنسان بربه وهو ما يسمى بالخلاص الفردي، أو علاقته ببني جنسه.

إن هذا العمل ليس في الأصل موجه لعمّال النظافة أعانهم الله ، وإنما هو من أعمالنا نحن ، وما احتجنا إليهم إلا لتقصيرنا في هذا المعروف ، الذي وإن استحقر بعض الناس فعله ، وترفعوا عن القيام به ، إلا أن له عند الله منزلة عظيمة ، وجائزة ثمينة ، استمع لهذا الحديث الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ فَقَالَ : وَاللَّهِ لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ ، فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ) رواه مسلم .

غصن شجرة ترفعه عن الطريق جزاؤك فيه جنة عرضها السموات والأرض ، إنها حدائق المعروف ، ورب كريم رؤوف .

أخبر النبي أن إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان وأسباب دخول الجنان ، وأنها من أنواع الصدقة والإحسان ، وأن وضع الأذى في الطريق من أعظم الإساءة والعصيان ومن أسباب اللعنة والخذلان.

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم : { الإيمان بضع وستون - أو سبعون - شعبة، أعلاها لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان }

والأذى كل ما يؤذي المار كالحجر والشوكة والعظم والنحاسة والحديد والزجاج وغير ذلك. وإماطته : تنحيه وإزالته.

وعن أبي هريرة قال : قال النبي : { عُرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق. ووجدت في مساوىء أعمالها النخامة تكون في المسجد لاتدفن }

أن إماطة الأذى معناه تنحية وإبعاد كل ما يضر بالمسلم من طريقه سواء كان ذلك حجرا أو شوكا أو مدرا أو غيره، ومن ثم فكل ما يتأذى منه الإنسان بصفة عامة والمسلم بصفة خاصة فهو أذى أي ضرر ينبغي إبعاده، بنية التقرب إلى الله عز وجل بالعمل الصالح، وعليه ، فكل ما يؤذي الإنسان فهو أذى سواء كان كبيرا أو صغيرا كثيرا أو قليلا. وبالتالي فالرذائل أذى، والجهل أذى، والسكوت عن الحق أذى، والتلوث أذى، والأسلحة الفتاكة أذى، والاستكبار بشتى أنواعه وأشكاله أذى.


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   338ae1a58349801f388ce61e2d163a23


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القيصر

عضو نشيط  عضو نشيط
القيصر


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 68

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Empty
مُساهمةموضوع: رد: [«☸»] حدائق المعروف [«☸»]    [«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Icon_minitimeالأربعاء 29 فبراير 2012, 7:54 am

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


الحديقة الرابعة عشر


الكلمة الطيبة


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Do


الكلمـة الطيبـة
هي التي تسر السامع وتؤلف القلب
هي التي تحدث أثرا طيباً في نفوس الآخرين
هي التي تثمر عملاً صالحاً في كل وقت بإذن الله
هي التي تفتح أبواب الخير، وتغلق أبواب الشر

خصائـص الكلمـة الطيبـة
أنها جميلة رقيقة لا تؤذي المشاعر ولا تخدش النفوس
جميلة في اللفظ والمعنى
يشتاق إليها السامع ويطرب لها القلب
نتائجها، مفيدة، وغايتها بناءة، ومنفعتها واضحة
قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ))

من صفات الكلمة الطيبة
- أنها تؤلف القلوب وتصلح النفوس وتذهب الحزن وتزيل الغضب وتشعر بالرضا والسعادة لا سيما إذا رافقتها ابتسامة صادقة (تبسمك في وجه أخيك صدقة ) .
- وأنها مفتاح الدعوة والقبول ؛ جميلة اللفظ سهلة المعنى تغرس الخلق والأدب وتنشر الألفة والمودة في المجتمع وتعمق أواصر الوحدة بين الناس.
- وأنها توافق الشرع الحنيف فتدعو إلى ما يعزز التوحيد وينافي البدع والمنكرات والشهوات والشبهات { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَـالِحاً وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت: 33]
- وأنها تثمر عملاً صالحاً وتفتح أبواب الخير، وتغلق أبواب الشر .. نتائجها مفيدة، وغاياتها بناءة سامية.
الدعـوة إلـى الكلمـة الطيبـة في القرآن الكريـم
قال الله تعالى :- { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا } [البقرة: 83]..
وقال سبحانه:- { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن } (الاسراء :53)
وقال سبحانه :- { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِح يَرْفَعُهُ }

الدعوة إلـى الكلمـة الطيبـة فـي السنـة النبويـة
قال صلى الله عليه وسلم: (( اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة ))
قال صلى الله عليه وسلم: (( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه بها درجات ……))
وقال: (( والكلمة الطيبة صدقة ))
وقال: (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ))
(( وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( في الجنة غرفة يُـرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها)) فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله ؟ قال: " لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات والناس نيام))

فوائـد الكلمـة الطيبـة
الكلمة الطيبة شعار لقائلها ودليل على طيب قائلها
الكلمة الطيبة تحول العدو إلى صديق بإذن الله، وتقلب الضغائن التي في القلوب إلى محبة ومودة
تثمر عملاً صالحاً في كل وقت بإذن الله
تصعد إلى السماء فتفتح لها أبواب السماء، وتقبل بإذن الله: (( إليه يصعد الكلم الطيب …))
أنها من هداية الله وفضله للعبد، قال تعالى : (( وهدوا إلى الطيب من القول ))
الكلمة الطيبة ثوابها ثواب الصدقة
تطيب قلوب الآخرين، وتمسح دموع المحزونين، وتصلح بين المتباعدين

بالكلمة الطيبة تستطيع أن
تنادي المدعو وتدعوه بأحب الأسماء إليه وأوقعها في نفسه، فهو أسلوب محبب إلى قلب المدعو
تدع للمدعو إلى الاستجابة لأمر الله وأمر رسوله من خلال الترغيب في الخير والترهيب من الشر
تربط حياة المدعو بمعاني الإسلام قولاً وعملاً من خلال العيش معه عيشاً جماعياً
تشيع كل عمل إسلامي تراه أو تسمع به، فهي وسيلة لزرع الحس الإسلامي في نفوس الناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة
تذكر المدعو بفضائل الأعمال الصالحة، فهي من أهم الحوافز إلى عمل الخير والاستزادة منه
تشكر كل من ساهم في نشر الخير والدعوة، ففي هذا الشكر تشجيع للعاملين للعمل الخيري والدعوي
تطرح مشاريع خيرية ودعوية في المجالس العامة والخاصة ولك أجر الدلالة على الخير
تشجيع كافة أعمال البر والخير لاسيما في مجال الدعوة ونشر العلم
تكتب مقالاً في مجلة أو جريدة أو إنترنت وغيرها من وسائل الإعلام المقروءة والمرئية
تقدم نصيحة إلى الآخرين، فالدين النصيحة
تهدي ضالاً، وتعلم جاهلاً، وترشد تائهاً، وتذكر غافلاً
تدعو كافراً إلى الإسلام
تبذل شفاعة حسنة
تقدم رأياً وتقترح فكرة
تروح قلباً وتنفس كربةً
تبلغ آية وتروي حديثاً وتنقل فتوى
تحيي سنة وتميت بدعة
تنشر دعوة، تنشط خاملاً، وتنمي موهبة وتخطط مشروعاً
تشغل الناس بالله تعالى وأمره ونهيه وجنته وناره
تعلن عن محاضرة أو كتاب أو شريط مفيد

أخي الحبيب : إذا لم تستطع أن تمد يدك بكريم النفقات ، واستعظمت أن تبذل من وقتك أو جاهك أو قوتك في عون المسلمين ، أو لم تستطع ذلك لأي حال ، فلا أقل من تبذل لأخيك الكلمة الطيبة ، وإنها لعظيمة ، ترضي بها ربك ، وتؤنس بها أخاك ، وتنال بذلك الأجر الوفير ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ ) رواه البخاري .

وهكذا تتأكد قيمة الكلمة الطيبة وأهميتها في حياتنا الدنيوية والأخروية فما تكلفة هذا الأمر غير تحريك اللسان والشفاه برضا الله عز وجل ؟ فتأمل يا عبدالله .
ولله در الشاعر حين قال :

أُخيَّ إنَّ البرَ شيءٌ هينُ *** وجهٌ طليقٌ وكلامٌ لينُ


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Heartmyox4


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القيصر

عضو نشيط  عضو نشيط
القيصر


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 68

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Empty
مُساهمةموضوع: رد: [«☸»] حدائق المعروف [«☸»]    [«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Icon_minitimeالأربعاء 29 فبراير 2012, 7:56 am

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


الحديقة الخامسة عشر


كَفُّ الأذى عن الناس


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   134_11296994602


كثيرة هي حدائق المعروف ، وفضل الله فيها كثير ، وسبل الخير فيها عديدة ، فلا المقام يكفي ، ولا الزمان يفي ، غير أنها دلالة فحسب ، وإلا ففي كتاب الله تعالى وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ما يشفي ، غير أن نفوسًا قد تضن على نفسها ، وتبخل على صفحاتها ، وتمسك عن إخوانها ، حتى بالكلمة الطيبة التي لا يتحرك فيها من أجسادهم إلا اللسان ، فلا هم في عمل خير باذلون ، ولا هم بالكلمة الطيبة متحدثون ، فما بقي إلا أن نقول لهم : اصنعوا في أنفسكم معروفًا ، فكفوا أذاكم عن الناس ، فلا تؤذوهم عملاً وقولا ، فإن أبا ذر رضي الله عنه قال : ( سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ : الْعَمَلِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ ، قُلْتُ : فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ أَعْلَاهَا ثَمَنًا وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا ، قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟ قَالَ تُعِينُ ضَايِعًا أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ ، قَالَ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ : قَالَ : تَدَعُ النَّاسَ مِنَ الشَّرِّ ؛ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بِهَا عَلَى نَفْسِكَ ) رواه البخاري.

إن كف الأذى عن كل مسلم عبادة جليلة دل الكتاب والسنة على فضلها وعظم منزلتها.
قال تعالى : ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينً ).

إن إيذاء المسلمين ورد فيه وعيد شديد وعقوبة أخروية قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ).

وعن أبي موسى الأشعري قال : قلنا يا رسول الله : أي الإسلام أفضل ؟
قال: (من سلم المسلمون من لسانه ويده). متفق عليه.

وقال رسول الله : (لا يتناج اثنان دون واحد فإن ذلك يؤذي المؤمن والله عز وجل يكره أذى المؤمن). رواه الترمذي.

إن الشارع نهى عن أذى المسلمين لعظم حرمة المسلم ولأن ذلك يفضي إلى وقوع العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع ويؤدي إلى انتشار الفوضى وزعزعة الأمن الاجتماعي وقطيعة الرحم وانصرام حبال المودة بين الأصحاب.

إن المسلم كما يؤجر على فعل الطاعات وبذل المعروف كذلك يؤجر على كف الأذى وصرف الشر عن المسلمين لأن ذلك من المعروف وداخل في معنى الصدقة .

قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟
قال : (تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك). متفق عليه.

إن الله عز وجل كما تعبدنا بفعل الطاعات تعبدنا أيضا بحفظ حرمة المسلمين وعدم التعدي عليها بنوع من الأذى.

إن إيذاء الغير يشمل كل أذى حسي ومعنوي فيدخل في ذلك الاعتداء على مال الغير وأهله وولده ودمه والاستيلاء على أملاكه بغير وجه حق ويشمل أيضا الاستهزاء واللمز والسخرية بالغير.
ومن الإيذاء الشائع الطعن في أنساب الناس والنقيصة لهم في المجالس على سبيل التشهي واللهو.
ومن الإيذاء الذي يستهين فيه البعض التدخل في خصوصيات الأقارب والجيران وتتبع عوراتهم وإبداء الرأي في أحوالهم وإلقاء اللوم عليهم ونقد تصرفاتهم دون استشارة منهم أو إذنهم وعلمهم بذلك في الوقت الذي لا يسمح المتكلم لأحد التدخل في شؤونه.

وقد قال الرسول : ( يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله). رواه الترمذي.

ومن صور الأذى أن يتفكه بعض الناس في المجالس بغيبة المسلمين والسخرية بهم ويجعل ذلك مادة للضحك والفرفشة وجذب الأنظار إليه واعتبار هذا السلوك من الظرافة وخفة الروح وهو مع تحريمه يدل على سفه العقل ونقص المروءة.


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   12030


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القيصر

عضو نشيط  عضو نشيط
القيصر


الجنس : ذكر
العمر : 48
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 31/01/2012
عدد المساهمات : 68

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Empty
مُساهمةموضوع: رد: [«☸»] حدائق المعروف [«☸»]    [«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   Icon_minitimeالأربعاء 29 فبراير 2012, 7:59 am


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205

خمس وصايا في طريقك إلى حدائق المعروف

إنها وصايا موجزة تأمن بها على نفسك ومعروفك من الضياع بإذن الله تعالى :

أولها : اقصد بعملك وجه الله تعالى ، واتبع فيه هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه لا يصلح العمل إلا بهذين الشرطين ، { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } ، 110 الكهف

ثانيها : لا تتأخر في الاستجابة لنداء المعروف ، بل سارع فيه بنفس طيبة راضية سعيدة ، فإن ذلك من التقوى ، فإن الله يقول : { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } .
واستمع إلى نادرة من نوادر المعروف ، وهي أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه كان يصلي نفلاً ، وكان مولاه نافع جالسًا بقربه ينتظر منه أي أمر يحتاج إليه ليؤديه ، ولا يخفى أن نافعًا كان من كبار العلماء ، وأنه من رواة موطأ الإمام مالك رحمه الله ، وقد أحبه عبد الله بن عمر حبًا شديدًا لما وجد من صفات عالية ، وفي أثناء قراءة عبد الله بن عمر _ في صلاته وصل إلى قوله سبحانه وتعالى : { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ، وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم } . فأشار عبد الله بن عمر رضي الله عنه بيده فلم يفهم نافع لم يشير مع شديد حرصه على تنفيذ ذلك ، فبقي ينتظر تسليمه ليسأله : إلى ماذا يشير ؟ فقال عبد الله رضي الله عنه : تأملت فيما أملك فما وجدت أعزّ لي منك ، فأحببت أن أشير إليك بالعتق وأنا في الصلاة ؛ خوفًا أن تغلبني نفسي فأعدل عن ذلك بعد الصلاة ، فلذلك أشرت ، فبادر نافع ـ رحمه الله ـ وقال : إذًا الصحبة ، فقال ابن عمر _ : لك ذلك .

ثالثها : إذا وفقك الله لصنع المعروف فأحسن فيه واجتهد ، فإن الله يقول : { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } (26) يونس .

واحرص على عمل المعروف مجتهدًا *** فإن ذلك أرجى كلَّ منتظرِ

وضع نفسك في حال أخيك الذي احتاج إليك ، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) متفق عليه .

رابعها : لا تذكّر نفسك بمعروفك ، ولا تمنَّ به على من تكرمت به عليه ، ولا تحدِّث به أحدًا من الناس إلا إذا رأيت مصلحة في ذلك ، فإن الله يقول : { يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى } ، واعلم يقينًا أنه قد وضع في ميزانك عند الله الكريم ولو أنكره أهله :

ولا يضيع وإن طال الزمان به *** معروفُ مستبصرٍ أنثى أو الذكر
إن لم تصادف له أهلاً فأنت إذًا *** كن أهله واصطنعه غير مقتصرِ
أغث بإمكانك الملهوف حيث أتى *** بالكسر فالله يرعى حال منكسر

خامسها : كافئ من صنع لك معروفًا ولو بكلمة طيبة ، فإن ذلك يساعدك بعد الله على صنع المعروف : فإن الله يقول : { ولا تنسوا الفضل بينكم } .

وكافئن ذوي المعروفِ ما صنعوا *** إن الصنائعَ بالأحرار كالمطر
ولا تكن سَبِخًا لم يجدِ ماطرُه *** وكن كروض أتى بالزهر والثمر
واذكر صنيعة حرٍ حاز عنك غنى *** وقد تقاضيتَه في زي مفتقِرِ


وختامًا

هذه بعض حدائق المعروف ، وهذه بعضًا من رياضها ، ميسّرة السبل ، مفتحة الأبواب ، طيبة الثمر ، كريمة الأجور والأثر ، فاللهم لك الحمد على عطائك ، وكرم فضلك ، اللهم إنا نسألك التوفيق إلى ما تحبه وترضاه ، ونسألك أن ترزقنا الجنة وتقينا النار ، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا من الأزواج والذرية والأموال ، واجعل ذلك قرة عين لنا في الدنيا والآخرة ، واغفر اللهم لنا ولوالدينا ، ولجميع المسلمين ، إنك سميع مجيب .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   D63778c07a85d83fe5f7671031d3b205

[«☸»]  حدائق المعروف [«☸»]   F8cee0aea2a4f0c427924494ea56448f
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
[«☸»] حدائق المعروف [«☸»]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» [☼]:: " لا تمنعن يد المعروف عن أحد ما دمت مقتدرا " ::[☼]
» ™¤{« حول تفسير "حدائق الروح والريحان"»}¤™
» »؛° حدائق ماجوريل....جمال يفوق الخيال °؛«

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ الإسلام .. دين السلام ۩-
انتقل الى: