القيصر
عضو نشيط
الجنس : العمر : 48 المدينة المنورة التسجيل : 31/01/2012 عدد المساهمات : 68
| موضوع: ✿::✿ عيون يحبها الله :: و :: عيون يبغضها الله ✿::✿ الثلاثاء 28 فبراير 2012, 8:38 pm | |
|
::::::::::::::::::
✿::✿ عيون يحبها الله :: و :: عيون يبغضها الله ✿::✿
::::::::::::::::::
:: عيون يحبها الله ::
•●•●•●•●•●•
₪ عيون تحرس في سبيل الله ₪
وهذا ما يسمى بالرباط في الشريعة الاسلامية او المرابطة ، وهي الملازمة للموقع او الثغر او الحد بين المسلمين واعدائهم ترقبا للعدو وتربصا لتحركاته وهي ضرب من ضروب الجهاد في سبيل الله دعانا اليها الدين وامرنا الله تعالى بها فجاء في قوله عز وجل : { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون } هذه الآية كما ترون معي تدعو صراحة الى المرابطة في سبيل الله ، لأن في المرابطة حماية للدين والنفس والعرض .
ما أجمل أن تسهر عيون مخلصة للحراسة في سبيل الله حفاظا على الأمة رجالا ونساء ، تعتبر الحراسة في سبيل الله من أعظم القربات وأعلى الطاعات وهي أفضل أنواع الرباط ، أصحاب هذه العيون لا يرجون الأجر إلا من الله وحده .
ولذلك يمدحهم الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله . الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1639 - خلاصة حكم المحدث: حسن
وعن سعد بن معاذ عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله تبارك وتعالى متطوعا لا يأخذه سلطان لم ير النار بعينيه الا تحلة القسم فان الله تبارك وتعالى يقول : وان منكم الا واردها ]
روى النسائي وأحمد والحاكم عن أبي ريحانة الأزدي رضي الله عنه قال :{ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فأتينا ذات يوم على شرف فبتنا عليه فأصابنا برد شديد حتى رأيت من يحفر في الأرض حفرة يدخل فيها ويلقي عليه الحجفة ( الترس) فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس قال : من يحرسنا الليلة ؟ وأدعو له بدعاء يكون فيه فضل , فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله , قال ادن , فدنا , فقال من أنت ؟ فتسمى له الأنصاري , ففتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء , فأكثر منه , قال أبو ريحانة : فلما سمعت ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم , قلت: أنا رجل آخر , قال: ادن , فدنوت , فقال : من أنت ؟ قلت: أبو ريحانة, فدعا لي بدعاء هو دون ما دعا للأنصاري ثم قال : حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله }.
روى البيهقي والحاكم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ألا أنبئكم ليلة أفضل من ليلة القدر ؟ حارس حرس في أرض خوف لعله إن لا يرجع إلى أهله }.
•●•●•●•●•●•
₪ عيون تدمع من خشية الله ₪
فهي التي راعت حقوق الله فأدركت كنه عظمته وتفهمت معاني قوته وجبروته فبكت خشية منه سبحانه فنالت رحمته ورضوانه.
فهذا رسولنا الاعظم يبكي خشية من ربه ويقول : [ لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ]
واورد الامام القرطبي في تفسيره هذا الحديث وشرحه بقوله : يعني ما يعلم هو من أمور الآخرة وشدة أهوالها ، ومما أعد في النار من عذابها وأنكالها ، ومما أعد في الجنة من نعيمها وثوابها ، فإنه صلى الله عليه وسلم قد كان رأى كل ذلك مشاهدة وتحقيقا ، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان ، قليل الضحك جله التبسم . .
وهذا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كان يبكي وينتحب كثيرا من خشية الله ويقول : ليت أم عمر لم تلد عمر
وورد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه انه كان يقف على القبور متعظا بالموت ويظل يبكي حتى تبتل لحيته بالدموع
وبكى معاذ رضي الله عنه بكاء شديدا فقيل له ما يبكيك ؟ قال : لأن الله عز وجل قبض قبضتين واحدة في الجنة والأخرى في النار ، فأنا لا أدري من أي الفريقين أكون . . . .
فاستحق هؤلاء وأمثالهم أن يستظلوا في ظل الله يوم لا ظل الا ظله كما جاء في الحديث الشريف عن السبعة الذين يظلهم الله عز وجل يوم القيامة بظل رحماته وذكر من بينهم : رجلا ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ، في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل له إلا ظله : رجلا ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" : أي خوفا مما جناه واقترفه من المخالفات والذنوب ..وربما شوقا إليه وإلى لقائه جل جلاله.
قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه :لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار
وقال مالك بن دينار :البكاء على الخطيئة يحط الذنوب كما يحط الريح الورق اليابس . وما أجمل أن تنحدر دموع الباكين من خشية الله إما خشية منه سبحانه وتعالى فهو المتصف بصفات الجلال (الجبار –القهار- المنتقم –المذل-العزيز ..), وإما تنهال الدموع حين يستشعر صاحبها أن الله يسامح ويغفر ويتوب مع كثرة معاصينا فهو سبحانه المتصف بصفات الجمال (الرحيم –الرحمن- الرؤف- الغفور- العفو- التواب .....) فسبحان من يتصف بالجلال والجمال
•●•●•●•●•●•
₪ عيون تكف عن محارم الله ₪
أي العيون التي تكف عن النظر لما حرم الله تعالى لأن صاحب هذه العيون يعلم مدى حرمة النظر لما حرم الله تعالى فيغض عن محارم غير حتى يغض غيره عن محارمه ، ولأنها راعت حقوق العباد ولم تتتبع عورات الناس ، استجابة لقوله عز وجل : قال تعالى : { قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } . قال تعالى : { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } 36 الإسراء قال تعالى : { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ } 30النور. . قال تعالى : { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن } .
فهذا أمر من الله تعالى لعباده أن يغضوا من أبصارهم عما حرم عليهم ، فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه ، وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم ، فإن اتفق أن وقع البصر على محرم من غير قصد ، فليصرف بصره عنه سريعا كما روى مسلم في صحيحه من رواية جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فأمرني أن أصرف بصري .
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اضمنوا لي ستّاً من أنفسكم أضمنْ لكم الجنة: اصدُقُوا إذا حدَّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتُمِنْتُم، واحفظوا فروجكم، وغضُّوا أبصاركم، وكفوا أيديكم" (رواه أحمد والحاكم وابن خزيمة )
قال ابن منظور في لسان العرب : يقال غَضَّ وأَغْضى إِذا دانى بين جفنيه ولم يُلاقِ . وغَضَّ طَرْفَه وبَصره يَغُضُّه غَضّاً : كفَّه وخَفَضَه وكسره. وفي الحديث كان إِذا فَرِحَ غَضَّ طرْفَه أَي كسَره وأَطرَق ولم يفتح عينه وإِنما كان يفعل ذلك ليكون أَبعد من الأَشَرِ والمَرَحِ. وفي حديث أُم سلمة حما ديات النساءِ غَضُّ الأَطرافِ .
وأنشد كعب بن زهير :وما سُعادُ غَدَاةَ البَيْن إذْ رَحَلُوا إلاَّ أغَنُّ غَضِيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
وقال ابن عادل في تفسيره اللباب : الغض : إطباق الجفن بحيث يمنع الرؤية .
وقال ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير : الغض : صرف المرء بصره عن التحديق وتثبيت النظر .
كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلا قوس ولا وتر والعبد ما دام ذا عين يقلبها في أوجه الغيد موقوف على الخطر يسر ناظره ما ضر خاطره لا مرحباً بسرور عاد بالضرر
•●•●•●•●•●•
₪ عيون تتامل في خلق الله ₪
فهي تتقلب في السماء بشمسها وقمرها ونجومها وغيومها وصفائها وظلامها بالليل وضيائها في النهار..... وتتأمل في الفضاء الطيور والطائرات كيف يحملها الهواء .... وتتأمل في البحر وما فيها والأرض وما عليها والإنسان وتكوينه : { سَنُرِيهِمْ ءاياتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْأَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍشَهِيدٌ (53) أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُبِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54 ) } سورة فصلت
{ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ 12} سورة النحل فقد خلق الله الإنسان وخلق له عقلا، يدرك به الأمور، ويميز به بين النافع والضار، والصالح والفاسد، والخير والشر، وجعل مناط التكليف على وجود هذا العقل، فإذا اختل العقل ارتفع التكليف عنه. وقد أمر الله تعالى الإنسان أن يستخدم هذا العقل، الذي أنعم به عليه فيما يعود عليه بالنفع، يستخدمه في التفكر فيما حوله من المخلوقات العظيمة من أمامه، ومن خلفه، وعن يمينه، وعن شماله، ومن فوقه ومن تحته، بل يتفكر في خلق نفسه، فانقسم الناس في ذلك إلى أقسام، وخير هذه الأقسام من وصفهم الله بقوله سبحانه : الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار .[آل عمران:191] فيتبين بهذا أن التفكر في خلق الله تعالى من صفات المؤمنين الصادقين، أولي الألباب، وأصحاب العقول السليمة الراشدة .. فينبغي للمسلم أن يعتني به، فإن الإنسان مع طول الزمن والغفلة قد يتبلد إحساسه، فيغفل عن النظر والتفكر فيما حوله من المخلوقات العظيمة في هذا الكون.
وفي هذا المعنى يقول القائل :- تـأمل في نبـات الأرض وانظر إلى آثــار مـا صنـع المليـك عيون من لجين شاخصات بأحداث هي الذهب السبيك على كثب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك
•●•●•●•●•●•
₪ عيون تنظر في كتاب الله ₪
قال تعالى : { وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَامَعَ الشَّاهِدِينَ } [المائدة:83] وقال تعالى: { إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا } [ مريم :58] وقال تعالى : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ }. وقال تعالى : { أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ }.
قال ابن مسعود رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إقرأ علي : فقلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال نعم إني أحب أن أسمعه من غيري.فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } فقال حسبك الآن فإذا عيناه تذرفان "رواه البخاري ومسلم. . ما أجمل النظر في كتاب الله لتلاوة الآيات بتمعن وتدبر فترق القلوب, وتحن لرحمة الله, وما عنده من الخير الذي أعده الله في جنات النعيم متعنا الله والموحدين جميعا بنعيم الجنان, وكذلك هذه العيون عندما تقع على آيات العذاب فتوجل معها القلوب من خشية الله ومما أعده الله من صنوف العذاب في النار أعاذنا الله والموحدين أجمعين من عذاب النيران إن فضل القرآن الكريم كبيرٌ وعظيم , فالقرآن الكريم : نور الصدور، وجلاء الهم والغم، وفرح الفؤاد، وقرة العين.
وإنَّ كِتَابَ اللهِ أوثقُ شَافِعٍ * وأغنى غَناءًا واهباً مُتَفَضِّلا وخيرُ جليسٍ لا يُمَلُّ حديثُهُ * وتَرْدَادُه يزدادُ فيه تَجَمُّلا فيا أيُّهَا القَارِي بهِ مُتمسِّكاً * مُجِلاً له في كلِّ حالٍ مُبَجِّلا هنيئاً مريئاً والداكَ عليهِما * مَلابسُ أنوارٍ مِن التَّاجِ والحُلى
•●•●•●•●•●•
₪ عيون تنظر للفقراء برحمة ₪
قال تعالى : { لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } (البقرة: 177)
ربط الله تعالي الإحسان إلي الفقراء بالكثير من العبادات, وكان من طرائق هذا الإحسان ـ بل لعله أعظم طريق ـ إطعام الطعام سواء كان صدقة للفقير أو إطعاما للأسير, قال تعالي : { ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا }( الإنسان8-9)
إن أصحاب القلوب الرقيقة يكونون بفضل الله ذوي عيون بها الرحمة حتى من خلال النظرات الرحيمة التي تبعث الطمأنينة في نفس من يتلقى هذه النظرات بعيدا عن القسوة والجفاء وكثيرا ما تدمع هذه العيون رحمة ورقة لحال أهل الفقر والحاجة .
ويقول أحد الشعراء : من روائع الحكمة إن أنت لم ترحم المسكين إن عدما ---- ولا الفقير إذ يشكو لك العدما فكيف ترجو من الرحمن رحمته ----- وإنما يرحم الرحمن من رحما
:::::::::::::::::: ::::::::::::::::::
:: عيون يبغضها الله ::
•●•●•●•●•●•
₪ عيون لا تغض عن محارم الله ₪
قال تعالى : { يعلم خائنة الأعين }[غافر:19]
أن إطلاق البصر سبب لأعظم الفتن، فكم فسد بسبب النظر من عابد، وكم انتكس بسببه من شباب وفتيات كانوا طائعين، وكم وقع بسببه أناس في الزنى والفاحشة والعياذ بالله ، فالعين مرآة القلب، فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق العبد بصره أطلق القلب. شهوته وإرادته، ونقش فيه صور تلك المبصرات، فيشغله ذلك عن الفكر فيما ينفعه في الدار الآخرة.
في حديث النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا علي بن أبي طالب : ( يا علي ! لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى و ليست لك الآخرة ) رواه الإمام أحمد وأبو داود ووقال عليه الصلاة والسلام : { العينان تزنيان، وزناهما النظر } [متفق عليه]. وقال عليه الصلاة والسلام : { ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء } [متفق عليه]. وقال عليه الصلاة والسلام : " والنظرة سهم من سهام إبليس مسموم" قال ابن عباس رضي الله عنهما: الشيطان من الرجل في ثلاثة منازل: في بصره، وقلبه، وذكره، وهو من المرأة في ثلاثة منازل: في بصرها، وقلبها، وعجزها.
إن إطلاق البصر له أسباب كنيرة جدا ومن أهمها: 1- اتباع الهوى وطاعة الشيطان. 2- الجهل بعواقب النظر، وأنه يؤدي إلى الزنى، وربما أدى إلى الردة عن الإسلام ! 3- وجود لذة كاذبة يشعر بها الناظر في نفسه، وهي أثر من آثار الغفلة عن الله وقلة تعظيمه في القلب، إذ لو كان معظما لله عز وجل لما فرح بمعصيته.
فمن عقوبات النظر إلى المحرمات : 1- فساد القلب: فالنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية، فإن لم تقتله جرحته، فهي بمنزلة الشرارة من النار ترمى في الحشيش اليابس، فإن لم تحرقه كله أحرقت بعضه. 2- نسيان العلم: فقد نسي أحد العباد القرآن بسبب نظرة إلى غلام نصراني!! 3- نزول البلاء: قال عمرو بن مرة: نظرت إلى امرأة فأعجبتني فكف بصري، فأرجو أن يكون ذلك جزائي. 4- إبطال الطاعات: فعن حذيفة قال: من تأمل خلق امرأة من وراء الثياب فقد أبطل صومه!! 5- الغفلة عن الله والدار الآخرة: فإن القلب إذا شغل بالمحرمات أورثه ذلك كسلا عن ذكر الله وملازمة الطاعات. 6- إهدار الشارع عين من تعمد النظر في بيوت الناس متجسسا: فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { الو اطلع أحد في بيتك ولم تأذن له، فخذفته بحصاة ففقأت عينه، ما كان عليك جناح } [متفق عليه].
•●•●•●•●•●•
₪ عيون المتكبر ₪
قال الله تعالى : «سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق». وقال سبحانه «كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار» وقال تعالى «إنه لا يحب المستكبرين» وقال تعالى «إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين». وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر». رواه البخاري وقال صلى الله عليه وسلم «يقول الله تعالى الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما ألقيته في جهنم ولا أبالي» رواه مسلم.
المتكبر شخص يرى انه فوق الناس جميعا عندما يمشي المتكبر ينظر إلى الأعلى فلا هم له إلا من هم أعلى منه ولا يعير اهتماماً لمن معه أو دونه إن المتكبر مثل رجل فوق جبل يرى الناس صغارا ويرونه صغيرا
إن منشأ الكبر هو استحقار الغير وازدراؤه واستصغاره ولهذا شرح النبي صلى الله عليه وسلم الكبر في قوله «هو بطر الحق وغمط الناس» ووجه آخر فالكبر والعز والعظمة والجبروت لا تليق إلا بملك السموات والأرض الذي كل يوم هو في شأن فكيف إذاً يليق بالمخلوق الحقير الضعيف ان يتكبر وهو أصله نطفة حقيرة قذرة.
أخرج الشيخان: «بينما رجل يمشي في حلة تعجبه مرجل شعره مختال في مشيته إذا خسف الله به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة»، وروى الترمذي وغيره: «يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم من الذل من كل مكان يساقون الى سجن في جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال». وروى البزار في مسنده «كلكم بنو آدم. وآدم خلق من تراب لينتهين قوم يفتخرون بآبائهم او ليكونن أهون على الله من الجعلان».
يقول سيدنا علي لمن يتكبر : علام الكبر وأولك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة وتحمل في بطنك العذرة (وهو ربما الطعام المهضوم أو ما شابه ذلك)
•●•●•●•●•●•
₪ عيون المتجسس ₪
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ } [ الحجرات : 12 ] . قال ابن كثير في تفسير الآية : " وَلَا تَجَسَّسُوا " أَيْ عَلَى بَعْضكُمْ بَعْضًا وَالتَّجَسُّس غَالِبًا يُطْلَق فِي الشَّرّ ، وَمِنْهُ الْجَاسُوس ، وَأَمَّا التَّحَسُّس فَيَكُون غَالِبًا فِي الْخَيْر كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ إِخْبَارًا عَنْ يَعْقُوب أَنَّهُ قَالَ " يَا بَنِيَّ اِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُف وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْح اللَّه " ، وَقَدْ يُسْتَعْمَل كُلّ مِنْهُمَا فِي الشَّرّ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِيَّاكُمْ وَالظَّنّ فَإِنَّ الظَّنّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَنَافَسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَاد اللَّه إِخْوَانًا " رَوَاهُ الْبُخَارِيّ (6064) ، وَمُسْلِم (2563) . والتجسس : هو تتبع عورات الناس وهم في خلواتهم، إما بالنظر إليهم وهم لا يشعرون، وإما باستراق السمع وهم لا يعلمون ما داموا ظاهري الاستقامة غير مجاهرين بمعاصيهم، وكان ما يخفونه من أمورهم من السلوك الشخصي الذي يخصهم ولا يتعلق بكيد للمسلمين . قال تعالى : { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا 58} سورة الاحزاب
والتجسس مما يولد في المجتمع الأحقاد، ويورث العداوات والبغضاء ، إذ يشعر المتجسس عليه بأنه مشكوك بأمره غير موثوق ، وهما يكشفان عورات الناس، ويتسببان بإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا ، والتجسس دليل على ضعف الإيمان وفساد الخلق ، وهو دليل دناءة النفس وخستها، يوغر الصدور ويورث الفجور.
عن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من اتبع عوراتهم يتَبّع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته) الراوي: أبو برزة الأسلمي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4880 - خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
•●•●•●•●•●•
₪ عيون تسرق النظرات ₪
قال تعالى : ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ ﴾ العين أحياناً تسرق النظر، فإذا سرقت النظر إلى ما لا يحلُّ لها فقد خانت الأمانة، وما من مخلوقٍ على وجه الأرض يستطيع أن يعلم خيانة العين أبداً.
قال تعالى : ﴿ لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ الحجر/88 " أي : لا تمد عينيك معجبا ، ولا تكرر النظر مستحسنا إلى أحوال الدنيا والمُمَتَّعين بها ، من المآكل والمشارب اللذيذة ، والملابس الفاخرة ، والبيوت المزخرفة ، والنساء المجملة ، فإن ذلك كله زهرة الحياة الدنيا ، تبتهج بها نفوس المغترين ، وتأخذ إعجابا بأبصار المعرضين ، ويتمتع بها - بقطع النظر عن الآخرة - القوم الظالمون ، ثم تذهب سريعا ، وتمضي جميعا ، وتقتل محبيها وعشاقها ، فيندمون حيث لا تنفع الندامة ، ويعلمون ما هم عليه إذا قدموا في القيامة ، وإنما جعلها الله فتنة واختبارا ، ليعلم من يقف عندها ويغتر بها ، ومن هو أحسن عملا "
والله سبحانه جعل الحياء في خلق الانبياء والرسل وصفة الملائكة والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول : ( ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة ),, وكان يقصد سيدنا عثمان رضي الله عنه - الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2620 - خلاصة حكم المحدث: صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم اذا لم تستح فافعل ما شئت) الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4797 خلاصة حكم المحدث: صحيح
•●•●•●•●•●•
₪ العين الجامدة ₪
فجمود العين من القسوة والإصرا ر على معصية الله عز وجل
قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾
قال الله تعالى : ﴿ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ﴾ سورة الكهف
الإِصْرَارُ عَلَى الذُّنُوبِ يُسَبِّبُ الوَحْشَةَ بَيْنَ العَبْدِ وَبَيْنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ . ﴿ فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء ﴾
قال ابن عباس : إن للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القبروالقلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضا في قلوب الخلق "
•●•●•●•●•●•
₪ عين الحاسد ₪
يقول الله تعالى : { وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وما هو إلا ذكر للعالمين 51} سورة القلم "ليزلقونك بمعنى يحسدونك لبغضهم إياك قال تعالى: ومن شر حاسد إذا حسد [الفلق:5]. تعريف الحسد : هو تمني زوال النعمة عن المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها. وهو كراهه للنعمة على المحسود مطلقاً وهذا هو الحسد المذموم .
الإصابة بالعين إما أن تكون من عين إنسية او عين من الجن ،فالجن يصيبون بالعين كإصابة الإنس أو أشد ،ففي سنن النسائي عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِ الْجَانِّ وَعيْنِ الإنسِ فَلَمَّا نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ. يقول ابن القيم :والعَيْن عَيْنان ،عَيْنٌ إنسية ،وعَيْنٌ جِنِّية . فقد صح عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا النبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ قَالَ ((اسْتَرقُوا لها ، فإنَّ بها النَّظرَة)) . الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 937 - خلاصة حكم المحدث: صحيح
قال صلى الله عليه وسلم ( لا يجتمع في جوف عبد غبار في سبيل الله وفيح جهنم ، ولا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد ) . وقال { الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب } [رواه أبو داود وابن ماجه].
وداريت كل الناس لكن حاسدي *** مداراته عزت وعز منالها وكيف يداري المرء حاسد نعمة *** إذا كان لا يرضيه إلا زوالها
::::::::::::::::::
اسال الله ان يسلم عيوننا من الخيانه وان يعيننا على غض ابصارنا أسال الله أن يجمعنا في الدنيا على طاعته وفي الآخرة في مستقر رحمته في الفردوس الأعلى
::::::::::::::::::
::::::::::::::::::
| |
|