¦¦[◕☼◕]¦¦ عظم نفع الذكر ¦¦[◕☼◕]¦¦
الحمدُ لله وليِّ الصالحين، أحمده سبحانه يحبُّ من عبادِه الذاكرين الشاكرين، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبد الله ورسوله خاتم النبيِّين وإمام المتقين ورحمةُ الله للعالمين، اللّهمّ صلِّ وسلِّم عليه وعلى آله وصحبِه صلاةً نرجو أجرَها يومَ الدين.
فيا عبادَ الله، اتَّقوا الله الذي خلَقَكم ورزَقَكم منَ الطيّبات، وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً [لقمان:20]، وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم:34].
أيّها المسلمون، إنّه لمّا كان ذكرُ المحبوبِ سَببًا لدوام محبَّته وسبيلاً إلى استِدامةِ مودَّته وطريقًا إلى نيلِ مَرضاته والظفَر بكريم معيّتِه، ولما كان الله تعالى أولَى وأحقَّ بكمال الحبِّ والعبودية تعظيمًا وإِجلالاً له وشَوقًا إليه ورجاءً له واعتِمادًا وتوكُّلاً عليه كان ذِكرُه سبحانه بالقلوبِ والألسِنة من أعظم ما ينتفِع به العبدُ من أعمالٍ يرجو بِرَّها وذُخرها ويحتَسِب أجرَها ويأمل حُسنَ المآب بها.
وقد جاء في كتابِ الله الأمرُ بذكرِ الله كثيرًا والثناءُ الجميل على الذّاكرين اللهَ كثيرًا والذاكرات، فقال عزّ اسمه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً [الأحزاب:41، 42]، وقال تعَالى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الجمعة:10]، وقال جلّ شأنُه: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:35].
وإنّه لشَرَفِ مقامِ الذّكر وعلوِّ منزلته وجميلِ العُقبى فيه وكرِيم الجزاءِ عليه كان خيرَ الأعمال وأزكاها عند اللهِ كما جاء في الحديث الذي أخرجه مالكٌ في الموطّأ وأحمد في مسندِه والترمذيّ وابن ماجه في سنَنِهما بإسنادٍ صحيح عن معاذِ بن جبل رضي الله عنه أنه قال: قال رسولُ الله : ((ألا أنبِّئُكم بخيرِ أعمالِكم وأزكاها عند مليكِكِم وأرفعِها في درجاتِكم وخيرٍ لكم من إنفاقِ الذهب والفضّة ومِن أن تلقَوا عدوَّكم فتضرِبوا أعناقَهم ويضربوا أعناقكم؟)) قالوا: بلى يا رسولَ الله، قال: ((ذكرُ الله))[1].
وكفى بذكرِ الله شَرفًا أن جعلَه الله سببًا لذكرِ الله عبدَه الذاكرَ له، كما جاء في الحديثِ الذي أخرجَه الشيخان في صحيحَيهما عن أبي هريرةَ رضي الله أنه قال: قال رسول الله : ((يقول الله تعالى: أنا عِند ظنِّ عبدي بي، وأنا معَه إذا ذكرني، فإن ذكرَني في نفسِه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرتُه في ملأ خيرٍ منهم)) الحديث[2].
ولو لم يكن لذكرِ الله تعالى إلا هذه الفائدة لكفَى بها شرفًا وفضلاً، كيف ومِن فضائلِه أنه يطرُد الشيطانَ ويقمعه، ويزيل الغمَّ ويجلِب السرور، ويقوِّي القلبَ ويثبّته، وينوّر القلب والوجهَ، ويكون سببًا لجلبِ الرّزق، ويُكسِب الذاكرَ مهابةً وحلاوة ونضرَة، ويورث المعرفة والمراقبةَ حتى يدخلَ الذاكرَ في باب الإحسان فيعبد الله كأنه يراه، ويورثه الإنابةَ وهي العودةُ إلى الله عزّ وجَلّ، فإذا أكثَر الرجوعَ إليه بذِكرِه أورَثَه ذلك رجوعَه بقلبِه إليه في كلِّ أحواله، فيبقَى الله مفزَعَه وملجَأَه وملاذَه ومعَاذَه وقِبلةَ قَلبِه ومَهربَه عند النوازل والبلايا، ويورثه الهيبةَ لربِّه سبحانه وإجلالَه له لشدّةِ تمكُّنه من قلبِه، بخلافِ الغافل فإنّ حجابَ الهيبةِ رقيقٌ في قلبه، ويورِثه حياةَ القَلبِ؛ لأنّ الذكرَ قوتُ القلبِ وغِذاء الروحِ، قال العلامة الإمامُ ابن القيّم رحمه الله: "وسمعت شيخَ الإسلام ابن تيمية يقول: الذكرُ للقلب كالماءِ للسّمك، فكيف يكون حالُ السمك إن فارَقَ الماء؟!"[3]، ويورِث جلاءَ القلبِ مِن صَدَئِه، فإنَّ لكلِّ شيءٍ صدَأً، وصدأُ القلب الغفلةُ والذنوب، وجِلاؤه الذكرُ والاستغفار، وهو يحطّ الخطايا ويذهِبها؛ لأنّه من أعظَمِ الحسنات، والله تعالى يقول: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ الآية [هود:114]، وهو سَببٌ للنّجاة من عذابِ الله، وسببٌ لتنزّل السكينةِ وغِشيان الرّحمة وحُفوفِ الملائكة، كما أخبَر بذلك رسولُ الهدى في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحِه[4]، وهو أيضًا سبَبٌ لاشتغالِ القلب عن الغيبةِ والنميمة والفُحش والباطل، ويؤمِّن العبدَ من الحَسرةِ يومَ القيامة، كما جاء في الحديث الذي أخرجَه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((ما مِن قومٍ يقومون من مجلسٍ لا يذكُرون اللهَ فيه إلاّ قاموا عن مثلِ جيفةِ حمار وكان لهم حَسرة))[5] أي: يوم القيامة كما ثبت في بعض طرق الحديث عند الطبراني وغيره بإسناد جيد، وهو مع البكاء في الخَلوة سبب لإظلال الله العبدَ في ظلّ عرشه والناس في حرّ الشمسِ يوم القيامة، كما جاء في الحديثِ الذي أخرجه الشيخان في صحيحَيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسولِ الله أنه قالَ: ((سبعةٌ يظلّهم الله في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلّه))، فذكر الحديث وفيه: ((ورجلٌ ذكرَ اللهَ خاليًا ففاضَت عيناه))[6]، إلى غير ذلك من فوائدِ الذّكرِ ومنافعِه التي ذكرَ بعضُ أهلِ العلم منها أكثرَ من مائةِ فائدة.
أيّها المسلمون، إنّه قد أظلَّكم زمانٌ ندَبَكم ربّكم إلى ذكرِه سبحانه فيه، ألا وهي الأيّام المعدوداتُ المباركَات، أيّامُ التشريق التي تستقبِلون بيومِكم هذا أوّلَ أيامِها الثلاثة، وقد وصفَها رسول الهدى بقوله: ((أيامُ منى أيّام أكلٍ وشرب وذكرٍ لله عزّ وجلّ)) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث نبيشَة الهذلي[7].
وفي هذا البيانِ النبويِّ الكريم إشارَةٌ ـ كما قال الإمامُ ابن رجبٍ رحمه الله ـ إلى أنَّ الأكلَ في أيّام الأعيادِ وأنّ الشربَ فيها إنما يُستعان به على ذكرِ الله تعالى وطاعته، وذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات، وقد أمر اله تعالى في كتابه بالأكلِ منَ الطيّبات والشكرِ له، فمن استعان بنِعَم الله على معاصيهِ فقد كفَرَ بنعمةِ الله وبدَّلها كفرًا، فهو جديرٌ أن يُسلَبَها، خصوصًا نَعمَة الأكل من لحوم بهيمةِ الأنعام كما هي في أيّام التشريق، فإنَّ هذه البهائمَ مطيعةٌ لله لا تعصيه، وهي مسبِّحة بحمدِه قانِتةٌ له كما قال تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء:44]، وأنها تسجُد له كما أخبرَ بذلك في قولِه: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ الآية [النحل:49]، وأباحَ الله ذبحَها حتى تتقوَّى بها أبدانُهم وتكمُلَ لذّاتهم، فيكون ذلك عونًا لهم على علوم نافعةٍ وأعمال صالحةٍ، يمتاز بها بَنو آدمَ على البَهائم، ولتكونَ عونًا على ذكرِ الله وهو أكبرُ مِن ذكرِ البَهائم، فلا يليقُ بالمؤمِنِ مع هذا إلاّ مقابلَة هذه النّعَم بالشّكر عليها والاستعانةِ بها على طاعةِ الله عزّ وجلّ وذكره؛ حيث فضَّل سبحانه بني آدَمَ على كثيرٍ ممّن خلق، وسخَّر له هذه الحيوانات كما قال سبحانه: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [الحج:36]، فأمّا من قتل هذه المخلوقاتِ المطيعَةَ الذاكرة لله عزّ وجلّ ثم استعان بأكلِ لحومِها على معاصِي الله عز وجلّ ونسِيَ ذكرَ الله فقد قلَبَ الأمر وكَفَر النّعمة. انتهى كلامه يرحمه الله[8].
ألا وإنّ الإقرارَ بالنِّعم والشهادةَ بالمنَن واللّهَجَ بالفضائل والبيانَ للمحامد كلُّ أولئك مما يقَع به الشكر ويرتفِع به الثناء ويصحّ به الحمد لله ربِّ العالمين، فإنه مسدي هذه النعم ومجزِلُ هذا العطاء ومفيضُ هذا الخير؛ ولذا كان الإعراضُ عن شكرِ الناس على ما قدَّموه من صالحاتِ الأعمال التي يعُمّ نفعها ويعظُم أثرُها كان هذا إعراضًا في الحقيقة عن شكرِ الله تعالى، كما جاء في الحديثِ الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه وابن حبانَ في صحيحه بإسنادٍ صحيح عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن رسولِ الله أنه قال: ((لا يشكُرُ اللهَ من لا يشكُرُ الناس))[9].
وإنَّ مما امتنَّ الله به على هذه البلادِ المباركة ما وفَّق إليه سبحانَه ولاةَ أمرها إلى بذلِ كلِّ الممكنِ في خدمةِ حرمِه وحرَمِ رسوله عليه الصلاة والسلام ورِعايةِ حجّاج بيتِ الله الحرام، ممّا ليس في الإمكانِ جَحده ولا إنكارُه، فحمدًا لك اللهمّ حمدًا على هذا الفضلِ الكبير، ونسألك أن تجزِيَهم من لدُنك الجزاءَ الضافيَ الكريمَ، وتكتُبَ لهم به الأجرَ العظيم بمنّك وكرمِك إنّك أكرم مسؤول.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [البقرة:203].
فيا عبادَ الله، إنّ ذكرَ الله الذي أمِرنَا به في قوله عزّ اسمه: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ [البقرة:203] هو أنواعٌ متعدِّدة:
منها ذكرُ الله تعالى عقِبَ الصلوات المكتوبات، وذلك بالتكبيرِ في أدبارها، وهو ـ أي: هذا التكبيرُ ـ مشروعٌ إلى آخرِ أيّام التشريق عند جمهورِ أهلِ العلم.
ومنها ذكر الله بالتّسميةِ والتكبيرِ عند ذبحِ النّسُك من الهديِ والأضاحي، وجمهور أهلِ العلم من الصحابة والتابعين ومَن بعدهم على أنّ الذبحَ يختصّ بيومَين من أيّامِ التّشريق، وهو قول أبي حنيفةَ ومالكٍ والمشهورُ عن أحمد رحمهم الله أجمعين، وقال الإمام الشافعيّ رحمه الله: "إنّ وقتَ الذبح ممتدٌّ إلى آخرِ أيّام التشريق"، واختاره شيخُ الإسلام ابن تيميةَ وتلميذه الإمامُ العلاّمة ابن القيّم رحمه الله لأدلّةٍ مبسوطة في موضعِها.
ومنها ذِكرُ الله عندَ الأكلِ والشّربِ، فإنّ السنّةَ أن يُسمّيَ الله في أوّلهِ ويحمدَه في آخرِه، ففي صحيحِ مسلمٍ رحمه الله عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله : ((إنَّ اللهَ تعالى ليَرضَى عنِ العبد أن يأكلَ الأكلَةَ فيحمَدَه عليها، أو يشربَ الشربةَ فيحمَده عليها))[10]، وفي الصّحيحين عن عمرَ بن أبي سلمةَ رضي الله عنه وكانَ غُلامًا تطيش يده في الصَّحفَة فقال له النبيّ عليه الصلاة والسلام: ((يا غلام، سمِّ الله، وكُل بيمينِك، وكُل ممّا يليك))[11].
ومنها ذكرُه سبحانه بالتكبيرِ عند رميِ الجمارِ في أيّام التشريق، وهو نوعٌ من الذّكر خاصّ بأهلِ الموسم.
ومنها الذكرُ المطلَق لله تعالى، فإنّه يُستحَبّ الإكثارُ مِنه في أيّامِ التشريق، وكان عمَر رضي الله عنه يكبِّر في مِنى في قبَّتِه، فيسمعه الناس فيكبِّرون، فترتجّ منى تكبيرًا[12]، وقد قال سبحانه: فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ [البقرة:200-202]؛ ولذا استَحبَّ جمهرةٌ من السّلَف الإكثارَ من هذا الدعاءِ والتضرّعَ به في أيّام التشريقِ، فهو ـ كما قال العلاّمة ابن رجَبٍ رحمه الله ـ من أجمع الأدعية للخير، وكان النبيُّ يكثِر منه، وكان إذا دعا بدعاءٍ جعله منه، فإنّه يجمع خيرَيِ الدنيا والآخرة، وفي الأمرِ بالذِّكر عندَ انقضاءِ معنى، وهو أن سائرَ العبادات تنقضِي ويُفرَغ منها، وذكر الله باق لا ينقضِي ولا يفرَغ منه، بل هو مستمِرّ للمؤمنين في الدنيا والآخرة. انتهى كلامه رحمه الله[13].
فاتَّقوا الله عبادَ الله، واختِموا مناسكَكم بخير خِتام، واذكُروا على الدّوَام أنَّ الله تعالى قَد أمَرَكم بالصّلاة والسّلام على خيرِ الأنامِ، فقال في أصدقِ حديثٍ وأحسَن كلام: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمّد، وارضَ اللهمّ عن خلفائه الأربعة...
---------------------------------------------------------------------------
[1] موطأ مالك (490)، مسند أحمد (5/195)، سنن الترمذي: كتاب الدعوات (3377)، سنن ابن ماجه: كتاب الأدب (3790)، من حديث أبي الدرداء مرفوعا، إلا الموطأ فقد جاء فيه من كلامه رضي الله عنه، وصححه الحاكم (1/496)، وقال الهيثمي في المجمع (10/73): "رواه أحمد وإسناده حسن"، وحسنه الألباني في تعليقه على الكلم الطيب (1).
[2] صحيح البخاري: كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالى: وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ (7405)، ومسلم: كتاب الذكر والدعاء، باب: الحث على ذكر الله تعالى (2675).
[3] انظر: الوابل الصيب (ص63).
[4] صحيح مسلم: كتاب الذكر (2699) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[5] مسند أحمد (2/389، 515، 527)، سنن أبي داود: كتاب الأدب (4855) ، وأخرجه أيضا البيهقي (6/108)، وصححه الحاكم (1808)، والنووي في الأذكار وفي الرياض، وهو في صحيح سنن أبي داود (4064).
[6] صحيح البخاري: كتاب الرقاق (6479)، صحيح مسلم: كتاب الزكاة (1031).
[7] صحيح مسلم: كتاب الصيام (1141).
[8] لطائف المعارف ().
[9] مسند أحمد (2/295)، سنن أبي داود: كتاب الأدب (4811)، صحيح ابن حبان (3407)، وأخرجه أيضا البخاري في الأدب المفرد (218)، والترمذي في البر (1954)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، وهو في صحيح سنن الترمذي (1592). وفي الباب عن أبي سعيد الخدري والأشعث بن قيس والنعمان بن بشير رضي الله عنهم.
[10] صحيح مسلم: كتاب الذكر (2734).
[11] صحيح البخاري: كتاب الأطعمة (5376)، صحيح مسلم: كتاب الأشربة (2022).
[12] علقه البخاري عن عمر رضي الله عنه مجزوما به في كتاب العيدين، باب: التّكبير أيّام منى، وقال ابن حجر في الفتح (): "وصله سعيد بن منصور من رواية عبيد بن عمير قال: كان عمر يكبّر في قبّته بمنى, ويكبّر أهل المسجد ويكبّر أهل السّوق, حتّى ترتجّ منى تكبيرا، ووصله أبو عبيد من وجه آخر بلفظ التّعليق, ومن طريقه البيهقيّ".
[13] لطائف المعارف ().