البيدق
عضو جديد
الجنس : العمر : 42 رقعة الشطرنج التسجيل : 15/01/2012 عدد المساهمات : 18
| موضوع: ~¤¦¦☤¦¦¤~ أصناف الناس في القرآن ~¤¦¦☤¦¦¤~ الأحد 05 فبراير 2012, 12:58 am | |
|
۞۞۞۞۞۞
~¤¦¦☤¦¦¤~ أصناف الناس في القرآن ~¤¦¦☤¦¦¤~ ۞۞۞۞۞۞
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. وبعد: فأي الناس أنت؟
نرى أناساً في مجتمعنا كلهم يعتنقون الإسلام ولكن يتفاوت سلوكهم وطباعهم وتتسع المسافات في ارتباط كلٍ منهم بتعاليم الإسلام سلوكاً وعبادة ، فهذه أصنافٌ من الناس ذكرها القرآن الكريم صفاتاً و سلوكاً وعملاً ، فهناك من الناس ألوان وأنواع وأصناف وأجسام وأشكال ذكرها الله عز وجل في كتابه، وهذا التنويع في الناس يجعلنا نلتفت -أيها الإخوة- إلى هذه الأقسام، ثم نتعرف على حال أنفسنا من خلال هذه الأقسام المذكورة في الكتاب .
يقول الله سبحانه وتعالى : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ }[فاطر:32] فجعل الله -سبحانه وتعالى- الأمة على هذه الأصناف الثلاثة، فالمسلم الذي لم يقم بواجب الإيمان هو الظالم لنفسه، والمقتصد: هو الذي يؤدي الواجبات ويترك المحرمات، والسابق بالخيرات: هو المحسن الذي يعبد الله كأنه يراه فيزيد في المستحبات ويتقرب إلى الله بالنوافل بالإضافة للفرائض.
وقد ذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم سراً من الأسرار في أصل تكوين الناس وأصل خلقتهم، وكيف كان هناك ارتباط بين أصل الخلقة والتكوين من تربة الأرض وبين الطبائع والدين الموجود في النفوس، فقال عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث: إن الله عز وجل خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر هذه القبضة المأخوذة من جميع الأرض، جاء منهم الأبيض، والأحمر، والأسود -هذا من جهة الألوان: جاء من الناس أبيض وأحمر وأسود- وبين ذلك، والخبيث، والطيب، والسهل، والحزن وبين ذلك، فهذه القبضة التي أخذها ربنا من جميع الأرض جاءت فيها اختلاف الألوان والطباع
۞۞۞۞۞۞
1) المؤمنون : قال تعالى : { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ }. [ آل عمران : 110]
المؤمن : رجل ادرك حقيقة وجوده في هذه الحياه فهو يربأ بنفسه ان يستعبدها الشيطان او يذلها ويصعد متجها الى ربه مجيبا نداءه " قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " وهذه النفس تستمد قوتها من إيمانها بالواحد الأحد ولا يستطيع الشيطان هزيمتها لان اعظم معاقلها القلب ولا سلطان لاحد عليه ، ولذلك .. فمجموعة المؤمنين كانوا خير أمة .
۞۞۞۞۞۞
2) الشاكرون : قال تعالى : { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }. [ سبأ :13]
الشكر هو : الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع ، وإضافة النعم إلى موليها ، والثناء على المنعم بذكر إنعامه ، وعكوف القلب على محبته ، والجوارح على طاعته ، وجريان اللسان بذكره . والشكر من أعلى المنازل وأرقى المقامات ، والشاكرين هم المخصوصون بفضل الله ومنته عليهم من بين عباده ، وهم أهل عبادته ، وبيّن الله سبحانه أن الشاكرين قليلٌ من عباده ، وأن أكثر الناس على خلاف هذه الصفة .
۞۞۞۞۞۞
3) من يشتري نفسه لمرضاة الله : قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ } [البقرة:207] وبعض الناس يبيع نفسه طلبًا لرضا الله عنه , بالجهاد في سبيله , والتزام طاعته . والله رءوف بالعباد , يرحم عباده المؤمنين رحمة واسعة في عاجلهم وآجلهم , فيجازيهم أحسن الجزاء.
۞۞۞۞۞۞
4) السجادون لله : قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } [الحج:18]
أن الله سبحانه يسجد له خاضعًا منقادًا مَن في السموات من الملائكة ومَن في الأرض من المخلوقات والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب ؟ ولله يسجد طاعة واختيارًا كثير من الناس، وهم المؤمنون، وكثير من الناس حق عليه العذاب فهو مهين، وأيُّ إنسان يهنه الله فليس له أحد يكرمه. إن الله يفعل في خلقه ما يشاء وَفْقَ حكمته.
۞۞۞۞۞۞
5) من يريدون الدنيا والآخرة : قال تعالى : { وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }.[البقرة:201]
ومن الناس فريق مؤمن يقول في دعائه : ربنا آتنا في الدنيا عافية ورزقًا وعلمًا نافعًا, وعملا صالحًا, وغير ذلك من أمور الدين والدنيا, وفي الآخرة الجنة, واصرف عنَّا عذاب النار. وهذا الدعاء من أجمع الأدعية, ولهذا كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم, كما ثبت في الصحيحين. الحسنات المطلوبة في الدنيا ، يدخل فيها كل ما يحسن وقوعه عند العبد : من رزق هنيء واسع حلال ، وزوجة صالحة ، وولد تقر به العين ، وراحة ، وعلم نافع ، وعمل صالح ، ونحو ذلك من المطالب المحبوبة والمباحة . وحسنة الآخرة هي : السلامة من العقوبات في القبر ، والموقف ، والنار ، وحصول رضا الله ، والفوز بالنعيم المقيم ، والقرب من الرب الرحيم .
۞۞۞۞۞۞
6) الغافلون : قال تعالى : { وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ }. [يونس:92] فإن كثيرًا من الناس عن حججنا وأدلتنا لَغافلون , لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون .
۞۞۞۞۞۞
7) الجاهلون : قال تعالى : { ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }. [ سورة الروم : 30]
الإنسان أحْيانًا يُنَفِّذُ أمْرًا مِن دون اهْتِمام ، بسبب عدم حرصه على التعلم والمعرفة إما لقصور في البحث عن العلم ، أو عدم القدرة على الفهم ، أو الإنشغال عن العلم وطلبه .
۞۞۞۞۞۞
البخلاء: قال تعالى : { الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضله }. [ النساء: 37] فَالْبَخِيل جَحُود لِنِعْمَةِ اللَّه وَلَا تَظْهَر عَلَيْهِ وَلَا تَبِين لَا فِي مَأْكَله وَلَا فِي مَلْبَسه وَلَا فِي إِعْطَائِهِ وَبَذْله فَالْبَخِيل يَسْتُر نِعْمَة اللَّه عَلَيْهِ وَيَكْتُمهَا وَيَجْحَدهَا فَهُوَ كَافِر لِنِعْمَةِ اللَّه عَلَيْهِ .
۞۞۞۞۞۞
9) المجادلون : قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ }[الحج:3] . وبعض رؤوس الكفر من الناس يخاصمون ويشككون في قدرة الله على البعث; جهلا منهم بحقيقة هذه القدرة, واتباعًا لأئمة الضلال من كل شيطان متمرد على الله ورسله.ومن الكفار مَن يجادل بالباطل في الله وتوحيده واختياره رسوله وإنزاله القرآن، وذلك الجدال بغير علم، ولا بيان، ولا كتاب من الله فيه برهان وحجة واضحة .
۞۞۞۞۞۞
10) من يريدون الدنيا : قال تعالى : { فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ }. [البقرة: 200] فمن الناس فريق يجعل همه الدنيا فقط, فيدعو قائلا ربنا آتنا في الدنيا صحة, ومالا وأولادًا, وهؤلاء ليس لهم في الآخرة حظ ولا نصيب; لرغبتهم عنها وقَصْرِ هَمِّهم على الدنيا.
۞۞۞۞۞۞
11) الضالون عن الحق : قال تعالى : { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ إبراهيم:36]
ربِّ إن الأصنام تسبَّبتْ في إبعاد كثير من الناس عن طريق الحق, فمن اقتدى بي في التوحيد فهو على ديني وسُنَّتي, ومَن خالفني فيما دون الشرك, فإنك غفور لذنوب المذنبين -بفضلك- رحيم بهم, تعفو عمن تشاء منهم. ۞۞۞۞۞۞
12) المشركون : قال تعالى : { وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ }. [الروم : 33]
الشرك بالله، مصطلح إسلامي يشير إلى جعل لله شَريكًا في ملكه ، أي اعتقاد صفات الربوبية والألوهية في إله آخر مع الله تعالى ، حتى وصف الله هذا الذنب بالظلم العظيم ، فقال تعالى { إن الشرك لظلم عظيم } ( لقمان : 13) ۞۞۞۞۞۞
13) المضلون : قال تعالى : { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ }. [ الأنعام 144] وليس هناك أظلم ممن كذب على الله فنسب إليه ما لم يصدر عنه ، ولا سند له من علم يعتمد عليه ، وإنما يريد بذلك إضلال الناس. إن الله لا يوفق الظالمين إذا اختاروا طريق الباطل.
۞۞۞۞۞۞
14) المفسدون : قال تعالى : { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ }. [الروم:41 ]
تشير الآيات إلى ظهور الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس مؤكدة عقاب الله تعالى للمفسدين في الأرض لعلهم يرجعون عن فسادهم . والمفسدون هم : هم الذين يواكبون ويُمالئون الجماهير الضالة على باطلهم .. خشية أن تنصرف عنهم وجوه الناس ..! هم الذين يخذلون الحق من أجل فُتاتٍ يسير يُرمى إليهم من الطواغيت ..! هم الذين يأكلون بألسنتهم .. لا برماحهم وسواعدهم ! هم الذين يستشرفون العطاء والإحسان مما في أيدي الطواغيت الظالمين ..! هم الذين يرضون الناس بسخط الله ..! هم الذين يتقدمون في المواضع التي ينبغي فيها التأخر .. ويتأخرون في المواضع التي ينبغي فيها التقدم ! هم الذين لا يعرفون إلا أنفسهم .. لا يرون إلا أنفسهم .. لا يهمهم مجد إلا مجد أنفسهم وذواتهم .. ولو كان ذلك مؤداه إلى زهق الأرواح بغير حق .. وإلى ضياع حقوق العباد والبلاد!
۞۞۞۞۞۞
15) المرتدون عن إيمانهم : قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاء نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ }. [العنكبوت:10-11]
ومن الناس من يقول : آمنا بالله, فإذا آذاه المشركون جزع من عذابهم وأذاهم, كما يجزع من عذاب الله ولا يصبر على الأذيَّة منه, فارتدَّ عن إيمانه, ولئن جاء نصر من ربك -أيها الرسول- لأهل الإيمان به ليقولَنَّ هؤلاء المرتدون عن إيمانهم : إنَّا كنا معكم -أيها المؤمنون- ننصركم على أعدائكم, أوليس الله بأعلم من كل أحد بما في صدور جميع خلقه؟
۞۞۞۞۞۞
16) من يعبد الله على حرف : قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } [الحج:11]. ومن الناس مَن يدخل في الإسلام على ضعف وشكٍّ، فيعبد الله على تردده، كالذي يقف على طرف جبل أو حائط لا يتماسك في وقفته، ويربط إيمانه بدنياه, فإن عاش في صحة وسَعَة استمر على عبادته, وإن حصل له ابتلاء بمكروه وشدة عزا شؤم ذلك إلى دينه, فرجع عنه كمن ينقلب على وجهه بعد استقامة، فهو بذلك قد خسر الدنيا؛ إذ لا يغيِّر كفرُه ما قُدِّر له في دنياه, وخسر الآخرة بدخوله النار، وذلك خسران بيِّن واضح.
۞۞۞۞۞۞
17) الفاسقون : قال تعالى : { وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ }. [المائدة :49] إن الفاسق هو من أتى كبيرة ولــم يتب منها , أو أصرعلــــى صغيرة ، وعللوا ذلك بأن الإصرار على صغيره يجعلهاكبيرة الفسق منه ما هو أكبر ومنه ما هو أصغر، فالأكبر كما في قوله تعالى: وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {النور:55}. وقوله: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {التوبة:67}. وقوله عن إبليس: فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ {الكهف:50}.
وأما الأصغر: ففي قوله تعالى : وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ {البقرة:282}. وكما في حديث: سباب المسلم فسوق.
۞۞۞۞۞۞
18) السفهاء ضعاف العقول : قال تعالى : { سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }[ البقرة:142 ]
سيقول الجهال وضعاف العقول من اليهود وأمثالهم, في سخرية واعتراض: ما الذي صرف هؤلاء المسلمين عن قبلتهم التي كانوا يُصَلُّون إلى جهتها أول الإسلام; (وهي "بيت المقدس") قل لهم -أيها الرسول-: المشرق والمغرب وما بينهما ملك لله, فليست جهة من الجهات خارجة عن ملكه, يهدي مَن يشاء من عباده إلى طريق الهداية القويم. وفي هذا إشعار بأن الشأن كله لله في امتثال أوامره, فحيثما وَجَّهَنا تَوَجَّهْنا.
۞۞۞۞۞۞
19) الجاحدون للنعم : قال تعالى : { ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ }. [يوسف 38] كثير من الناس لايشكرون ربهم على نعمه وأفضاله عليهم ، إما غفلة ، أو جهل ، أو سوء خلق وقلة في الدين والعياذ بالله
۞۞۞۞۞۞
20) الملهيون عن طاعة الله تعالى : قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [لقمان:6].
ومن الناس مَن يشتري لَهْو الحديث - وهو كل ما يُلهي عن طاعة الله ويصد عن مرضاته- ليضلَّ الناس عن طريق الهدى إلى طريق الهوى, ويتخذ آيات الله سخرية, أولئك لهم عذاب يهينهم ويخزيهم .
۞۞۞۞۞۞
21) المنافقون : قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ } [البقرة:8]
ومن الناس فريق يتردد متحيِّرًا بين المؤمنين والكافرين, وهم المنافقون الذين يقولون بألسنتهم: صدَّقْنَا بالله وباليوم الآخر, وهم في باطنهم كاذبون لم يؤمنوا. ......................... { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ } البقرة204 وبعض الناس من المنافقين يعجبك -أيها الرسول- كلامه الفصيح الذي يريد به حظًّا من حظوظ الدنيا لا الآخرة, ويحلف مستشهدًا بالله على ما في قلبه من محبة الإسلام, وفي هذا غاية الجرأة على الله, وهو شديد العداوة والخصومة للإسلام والمسلمين .
۞۞۞۞۞۞
22) المجادلون في توحيد الله تعالى : قال تعالى : { أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ } [لقمان:20]
ألم تروا- أيها الناس- أن الله ذلَّل لكم ما في السموات من الشمس والقمر والسحاب وغير ذلك, وما في الأرض من الدوابِّ والشجر والماء, وغير ذلك مما لا يحصى, وعمَّكم بنعمه الظاهرة على الأبدان والجوارح, والباطنة في العقول والقلوب, وما ادَّخره لكم مما لا تعلمونه؟ ومن الناس مَن يجادل في توحيد الله وإخلاص العبادة له بغير حجة ولا بيان, ولا كتاب مبين يبيِّن حقيقة دعواه.
۞۞۞۞۞۞
23) المكذبون بالبعث والحساب : قال تعالى : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ } [الروم:8]
أولم يتفكر هؤلاء المكذِّبون برسل الله ولقائه في خلق الله إياهم , وأنه خلقهم , ولم يكونوا شيئًا. ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا لإقامة العدل والثواب والعقاب , والدلالة على توحيده وقدرته , وأجل مسمى تنتهي إليه وهو يوم القيامة ؟ وإن كثيرًا من الناس بلقاء ربهم لجاحدون منكرون; جهلا منهم بأن معادهم إلى الله بعد فنائهم , وغفلةً منهم عن الآخرة.
۞۞۞۞۞۞
24) الكافرون : قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ } [البقرة :165]
ومع هذه البراهين القاطعة يتخذ فريق من الناس من دون الله أصنامًا وأوثانًا وأولياء يجعلونهم نظراء لله تعالى, ويعطونهم من المحبة والتعظيم والطاعة, ما لا يليق إلا بالله وحده. والمؤمنون أعظم حبا لله من حب هؤلاء الكفار لله ولآلهتهم; لأن المؤمنين أخلصوا المحبة كلها لله, وأولئك أشركوا في المحبة. ولو يعلم الذين ظلموا أنفسهم بالشرك في الحياة الدنيا, حين يشاهدون عذاب الآخرة, أن الله هو المتفرد بالقوة جميعًا, وأن الله شديد العذاب, لما اتخذوا من دون الله آلهة يعبدونهم من دونه, ويتقربون بهم إليه.
۞۞۞۞۞۞
| |
|