❖[♦]❖ كيف نفهم مقاصد السورة القرآنية ؟ ❖[♦]❖
أكتب لك بعض الفوائد التي والله لا غنى لأحد منا عنها ، أرجو منكم الابحار معي في هذا الموضوع لما له من اهمية عظيمة لفهم مقاصد السور القرآنية والتعايش مع كتاب الله واستشعارها لابد لنا من تتبع الخطوات التالية:
1- النظرة الكلية للسورة بتتبع سريع مرة أو أكثر ثم قد ينفتح في الذهن موضوعات قد لايوصل إليها مباشرة ولكن بالتكرار " فلا محيص للمتفهم عن رد آخر الكلام على أوله والعكس إذ ذلك يحصل إلى مقصود الشارع منها " مثال سورة النصر أول آياتها إخبار " إذا جاء نصر الله والفتح " إخبار بكمال الدين وبلوغه ذروته والفتح بعدها في آخرها " سبح بحمد ربك واستغفره انه كان غفارا "
فالمقصد منها أنها بيان تمام الدين وما ينبغي أن يكون عليه المسلم في حال النصر والتمكين من الثناء والتنزيه لله بالحمد والاستغفار (سبح بحمد ربك واستغفره )
2- شدة التأمل والتمحيص مع دقة تمحيص للسورة وافتتاحيتها - كان هناك رجل يشكو من تعلق قلبه بالدنيا أوصاه احدهم بأن يقرأ سورة التكاثر قرأها مرة واحدة ولم يدرك المغزى منها فنصح أن يقرأها أكثر من مرة فقرأها ثلاثين مرة فاتصل بمن أوصاه وقال قد فهمت وكفتني علاجا ورجل آخر يشكو من تعلقه بالنساء فقال له اقرأ سورة النور فقال : لعلك تريد قوه تعالى فيها " قل للمؤمنين يغضوا إبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكي لهم " فقال له هي وغيرها ثم يقول الشيخ اتصل به الرجل وقال له انه في طريقه متجه لمكة لأداء العمرة وشفي ما في نفسه والله
3- الربط بين افتتاحية السور وخاتمتها فدائما تجد أول السورة مرتبط بخاتمتها مثل سورة البقرة قد بدأت بالحديث عن الإيمان في قوله ( يؤمنون بالغيب وبالآخرة هم يوقنون ) وفي آخرها قوله تعالى ( أمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون كل آن بالله وملائكته وكتبه ورسله وقالوا سمعنا واطعنا )
وسورة المؤمنون بدأت بقوله ( قد افلح المؤمنون ) وختمت بقوله ( إنه لا يفلح الكافرون ) فلو تأملنا ذلك لوجدنا أن أخر السورة مرتبط ببدايتها
4- مراعاة الألفاظ والحروف التي تتكرر في السور مثلا سورة ( ق ) تكرر فيها حرف (ق ) في كلمات ( القرآن - القلب - الحق ) ومعناه أن القرآن يصلح القلب فيصل الإنسان بصلاح قلبه للحق أو من أراد الحق فليصلح قلبه بالقرآن
5- النظر في موضوعاتها والربط بينها مثل سورة البقرة فلو سألنا أنفسنا عم تتحدث سورة البقرة لقلنا أن موضوعاتها متنوعة ومتفرقة ولكن في الحقيقة نجد سورة البقرة تشتمل على قواعد الدين الخمس ( الدين - العرض - العقل - النفس - المال )
كذلك سورة العنكبوت لو تأملنا فيها لوجدنا مقصدها العام يتحدث عن الفتن في بداية السور في قوله تعالى ( الم (1) أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) ويضع الحل و العلاج لهذه الفتن في آخر السورة وهو مجاهدتها وتحملها للتغلب عليها في قوله تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )
ونجد آن هذه الفتن تتمثل في
أ) - فتنة الوالدين في قوله (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به من علم )
ب) - فتنة بقاء العدو في الأرض سنين عديدة في قوله ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما )
ج ) – فتنة المجازفة
د ) – فتنة الشهوة وتمثلت في قوم لوط
هـ ) – فتنة عدم الاستفادة من العالم ومن علمه
و ) – فتنة المجادلة بدون علم حتى لو كان على معرفة فيخبر بالحكم الشرعي لكن لايجادل من لايعلم فيه
ز) – فتنة الدنيا والإقبال عليها
ن) – فتنة الأمن ولم يستغل في طاعة الله
6- إلقاء الضوء على الأحوال التي نزلت فيها السور مثل سورة التحريم في مقام زوجات النبي – صلى الله عليه وسلم – وتربية أهله وفي آخرها نساء الأنبياء