~¤¦¦♦¦¦ الحديث القدسي ¦¦♦¦¦¤~
الحديث القدسي هو ما رواه النبي عن الله، أو هو كل حديث يضيف فيه النبي قولا إلى الله.
وقد يكون بأي كيفية من كيفيات الوحي، كرؤيا النوم، والالقاء في الروع، وعلى لسان الملك، أو من وراء حجاب، أو تكليما مباشرا.
وقد يأتي في الحديث بعبارات مثل: (قال الله تعالى) ، أو: (يرويه عن ربه تبارك وتعالى) ، أو: (إن روح القدس نفث في روعي) وهو كلام الله بالمعنى واللفظ للرسول.
قال الشريف الجرجاني:
«الحديث القدسي هو من حيث المعنى من عند الله تعالى ومن حيث اللفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ما أخبر الله تعالى به نبيه بإلهام أو بالمنام فأخبر عليه السلام عن ذلك المعنى بعبارة نفسه فالقرآن مفضل عليه لأن لفظه منزل أيضا»
وقال المناوي:
«الحديث القدسي إخبار الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام معناه بإلهام أو بالمنام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك المعنى بعبارة نفسه »
وقال محمد عبد العظيم الزرقاني:
«الحديث القدسي أُوحيت ألفاظه من الله على المشهور والحديث النبوي أوحيت معانيه في غير ما اجتهد فيه الرسول والألفاظ من الرسول »
ونسبة الحديث إلى القدس (وهو الطهارة والتنزيه) لأنه صادر عن الله من حيث أنه هو المتكلم به أولا والمنشيء له، وأما كونه حديثا فلإن النبي هو الحاكي له عن الله.
الفرق بين الحديث القدسي والنبوي
والفرق بين الحديث القدسي والأحاديث النبوية الأخرى أن هذه نسبتها إلى النبي ، وحكايتها عنه، وأما الحديث القدسي فنسبته إلى الله، والنبي يحكيه ويرويه عنه، ولذلك قيدت بالقدس أو الإله، فقيل : أحاديث قدسية أو إلهية، نسبة إلى الذات العلية، وقيدت الأخرى بالنبي ، فقيل فيها:
«أحاديث نبوية نسبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن كانت جميعها صادرة بوحي من الله عز وجل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الحق »
ومصداقه قول الله في سورة النجم: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى - سورة النجم.
ومن أهم الفروق بين الحديث النبوي والحديث القدسي:
الحديث القدسي ينسبه النبي إلى الله، أما الحديث النبوي: فلا ينسبه إليه.
الأحاديث القدسية أغلبها يتعلق بموضوعات الخوف والرجاء، وكلام الله مع مخلوقاته، وقليل منها يتعرض للأحكام التكليفية. أما الأحاديث النبوية فيتطرق إلى هذه الموضوعات بالإضافة إلى الأحكام.
الأحاديث القدسية قليلة بالنسبة لمجموع الأحاديث أما الأحاديث النبوية فهي كثيرة جداً.
الأحاديث القدسية قولية فقط والأحاديث النبوية قولية وفعلية وتقريرية.
عدد الأحاديث القدسية ونماذج منها
ذكر العلامة ابن حجر الهيثمي أن عدد الأحاديث القدسية المروية يتجاوز المائة، قال:
«إن مجموع الأحاديث القدسية المروية يتجاوز المائة، كـما أن بعضهم جمعها في جزء كبير»
وبلغ بها المناوي: 272 حديث قدسي. وبلغ بها الشيخ محمد المدني 863 حديثا.
ومن الأمثلة على الحديث القدسي:
ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال: « قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الله يقول: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني »
وما رواه الترمذي عن معاذ: قال: « سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء »
وما رواه البخاري عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره.»
أهم كتب الحديث القدسي
المقاصد السنية في الأحاديث الإلهية - علاء الدين علي بن بلبان بن عبد الله الفارسي الشهير بابن بلبان. (المتوفى 739هـ)
الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية - محمد عبد الرؤوف بن تاج العارفين المناوي. (المتوفى 1031هـ)
الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية - محمد بن محمود بن صالح بن حسن الطربزوني الحنفي الشهير بالمدني. (المتوفى 1200هـ)
ومن الكتب المعاصرة:
الجامع في الأحاديث القدسية - عبد السلام بن محمد علوش.
الصحيح المسند من الأحاديث القدسية - مصطفى العدوي.
الأحاديث القدسية - المجلس العلى للشؤون الإسلامية/مصر.