الصحافة فن باعتبار الممارسة.
- الصحافة علم باعتبار المعرفة.
- الصحافة صناعة باعتبار الجوانب الاقتصادية والإدارية.
• هل الظاهرة الصحفية جديدة أم قديمة ؟- الظاهرة الإعلامية أو الاتصالية قديمة قدم الوجود البشري.
- أما الظاهرة الصحفية فهي جديدة بدأت في نهاية القرن السادس عشر وبداية السابع عشر في أوربا وفي بداية القرن الثامن عشر في أمريكا.
الإطار المعرفي للصحافة لم تتضح معالمه إلا في النصف الأول من القرن العشرين ولم تبرز الحاجة إلى تنظيم هذه المعرفة من خلال البحوث العلمية والدراسات إلا في منتصف القرن العشرين. وبدأت الدراسات الصحفية في كنف علوم اجتماعية أخرى كالتاريخ والاجتماع والسياسة ولم تكن لها مناهج بحث مستقلة وإنما استعارت مناهج البحث المستخدمة في العلوم التي نشأت في كنفها كالمنهج التاريخي والمنهج الوصفي..
- اليوم توسعت العمليات الصحفية لتصبح صناعة معقدة فيها جوانب إدارية وتسويقية واقتصادية وسياسية ...
مــــــــــــــفـــهوم الصـــــــحافة وتعريــــــــــــفها
• ما هو تعريف الصحافة؟
من الصعب الوصول إلى إجماع حول تعريف الصحافة. وهناك أربعة مداخل للتعريف وهي :
اللغوي / القانوني / الوظيفي / التكنولوجي
أولاً : المدخل اللغوي :
- في قاموس أكسفورد :
Press : معنى مرتبط بالطبع والطباعة ونشر الأخبار والمعلومات.
Journal : ويقصد بها الصحيفة.
Journalism : الصحافة.
Journalist : الصِحافي الذي يعمل في مهنة الصحافة.
- القاموس المحيط للفيروزاباد : "الصحيفة : الكتاب وجمعها صحائف وصحف".
- المنجد : "الصحِافة عند المحدثين: كتابة الجرائد. والصحافي: هو الذي اتخذ الصحافة مهنة له. والصحيفة جمعها صحائف وصحف : القرطاس المكتوب".
- المعجم الوسيط : "الصحافة: هي مهنة من يجمع الأخبار والآراء وينشرها في صحيفة أو مجلة. والصحفي من يأخذ العلم من الصحيفة لا عن أستاذ ومن يزاول حرفة الصحافة. والصحيفة : إضمامة من الصفحات تصدر يومياً أو في مواعيد منتظمة بأخبار السياسة والاجتماع والاقتصاد والثقافة وما يتصل بذلك. وجمعها صحف وصحائف".
- أما المعنى المتعارف عليه اليوم فيرجع الفضل فيه إلى نجيب حداد منشئ صحيفة "لسان العرب" في الإسكندرية وحفيد ناصيف اليازجي وهو أو ل من استعمل لفظة الصحافة بمعنى صناعة الصحف والكتابة فيها. ومنها أخذت كلمة صِحافي.
ثانيا ً: المدخل القانوني :
ويقصد به التعريف الذي تأخذ به قوانين المطبوعات وعلى أساسه تعامل الصحف من قبل الحكومات.
• في مصر :الصحيفة: يقصد بها "كل مطبوع يصدر باسم واحد بصفة دورية في مواعيد منتظمة أو غير منتظمة".
الصحفي المحترف : "هو من باشر بصفة أساسية ومنتظمة مهنة الصحافة في صحيفة يومية أو دورية أو وكالة أنباء مصرية أو أجنبية تعمل في مصر وكان يتقاضى عن ذلك أجراً يستمد منه الجزء الأكبر اللازم لمعيشته".
• في السعودية :
الصحيفة : يقصد بها "كل مطبوعة يتكرر صدورها في مواعيد محددة كالصحف والمجلات والنشرات".
الصحافة : يقصد بها "مهنة تحرير وإصدار المطبوعات الصحفية".
الصحفي : يقصد به "كل من اتخذ الصحافة مهنة له يمارسها على سبيل الاحتراف أو شبه الاحتراف".
ويشمل العمل الصحفي : "التحرير في الصحف وإخراجها وتصحيح موادها وإمدادها بالأخبار والتحقيقات والصور والرسوم".
• في لبنان :
الصحافة : يقصد بها "مهنة إصدار المطبوعات الصحفية".
المطبوعات الصحفية : ويقصد بها "مختلف أنواع المطبوعات الدورية :
المطبوعة أو النشرة التي تصدر بصورة مستمرة باسم معين وبأجزاء متتابعة وتكون معدة للتوزيع على الجمهور.
الوكالة الصحفية الإخبارية المعدة فقط لتزويد مؤسسات نشر بالأخبار والمقالات والصور والرسوم.
الوكالة الصحفية النقلية المعدة لنقل قصاصات المطبوعات الصحفية وتوزيعها على طالبيها.
النشرة الاختصاصية المعدة للتوزيع على مؤسسات "الاختصاص".
الصحفي : يقصد به "كل من اتخذ الصحافة مهنة ومورد رزق".
ويشمل العمل الصحفي : "الكتابة في المطبوعات الصحفية وإصلاح كتاباتها ومدها بالأخبار والترجمات والتحقيقات وسائر المواد الصحفية بما فيها الصور والرسوم".
ثالثاً : المدخل الوظيفي:
يختلف تعريف الصحافة باختلاف الوظيفة التي تؤديها في ضوء الأيديولوجية أو النسق الفكري والسياسي الذي يتبناه النظام الصحفي القائم في المجتمع الذي تصدر فيه.
- التعريف اللبرالي: يقوم على اعتبار الصحافة أداة للتعبير عن حرية الفرد من خلال حقه في ممارسة حرياته السياسية والمدنية وعلى رأسها حقه في التعبير عن أفكاره وأرائه.
- التعريف الاشتراكي: يعتبر الصحافة ظاهرة اجتماعية ملتزمة تخدم أهداف طبقة معينة.
- التعريف التنموي: يركز على دور الصحافة في التنمية.
- التعريف الإسلامي: يؤكد على الالتزام بالضوابط الدينية والأخلاقية وتحقيق المواءمة بين الحرية الصحفية ومسؤوليتها في تنوير المجتمع.
رابعاً : المدخل التكنولوجي: المقصود بتكنولوجيا الصحافة هو التطبيق العملي للاكتشافات العلمية في مجال الصحافة أو الإعلام. ولقد أرتبط ظهور الصحف تاريخياً باختراع المطبعة ومرت الظاهرة الاتصالية والإعلامية بالمراحل التالية:
1- المرحلة السمعية : (النفخ في البوق والمنادون).
2- المرحلة الخطية : (النقش على الأحجار والرسوم على الجدران والكتابة المنسوخة على الجلود أو الورق ....).
3- المرحلة الطباعية : (الصحف والمجلات).
4- المرحلة الإلكترونية : ( الراديو والتلفزيون والفيديو واستخدامات الكمبيوتر والأقمار الصناعية).
الصحف لم تعرف في المرحلتين الأولى والثانية ولكنها عرفت في المرحلة الثالثة ثم استفادت من المرحلة الرابعة في:
- مجال التغطية الصحفية والحصول على المادة وتوصيلها إلى الصحيفة (الراديو - التلكس - أجهزة الإرسال والاستقبال - الفاكس - الكمبيوتر).
- حفظ واستدعاء المعلومات الصحفية (المصغرات الفيلمية – نظم المعالجة الآلية للمعلومات عن بعد- بنوك المعلومات).
- في مجال جمع وطبع المادة الصحفية (نظم الجمع التصويري - الأوفست- الكمبيوتر في الإدارة الصحفية – الطباعة عبر الأقمار الصناعية في نقاط عديدة في العالم).
لذلك فإن فهم ظاهرة الصحافة المطبوعة يتطلب وجود نظرة شمولية لمفاهيمها في ضوء المداخل الأربعة المذكورة.
وبناء على ذلك يمكن القول أن الصحافة تستخدم للدلالة على أربعة معانٍ هي:
1- الصحافة بمعنى الحرفة أو المهنة. ولها جانبان:
أ. يتصل بالصناعة والتجارة من خلال عمليات الطباعة والتصوير والتوزيع والتسويق والإدارة والإعلان.
ب. يتصل بالشخص الذي أختار مهنة الصحافة فمنها اشتقت كلمة صحفي – صِحافي.
2- الصحافة بمعنى المادة التي تنشرها الصحيفة كالأخبار والأحاديث والتحقيقات والمقالات وغيرها.. وهي بهذا المعنى تتصل بالفن والعلم (فنون التحرير الصحفي – فنون الإخراج الصحفي).
3- الصحافة بمعنى الشكل الذي تصدر به. فالصحف دوريات مطبوعة تصدر من عدة نسخ وتظهر بشكل منتظم وفي بمواعيد ثابتة متقاربة أو متباعدة. وهذا المعنى يعني قصر المفهوم على الدوريات المطبوعة فقط أي التي ظهرت بعد اكتشاف المطبعة.
4- الصحافة بمعنى الوظيفة التي تؤديها في المجتمع الحديث أي كونها رسالة تستهدف خدمة المجتمع والإنسان. وهي بهذا المعنى تتصل بطبيعة الواقع الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع الذي تصدر فيه الصحيفة ونوع النظام الفكري والسياسي الغالب عليه. وهو الأمر الذي أنتج المدارس الصحفية المتباينة.*