►[◙]◄ تفسير سورة (المسد) ►[◙]◄
{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)}
(1)- خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى البَطْحَاءِ يَوْماً فَصَعِدَ الجَبَلَ، وَنَادَى وَاصَبَاحَاهْ. فَاجْتَمَعَتْ قُرَيشٌ، فَقَالَ لَهُمْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ حَدَّثْتُكُمْ أَنَّ العَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أَوْ مُمَسِّيكُمْ أَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي؟ قَالُوا نَعَمْ: قَالَ: فَإِنِّي نَذِيرٌ إِلَيْكُمْ بَيْنَ يَدَي عَذَابٍ شَدِيدٍ. فَقَالَ لَهُ أَبُو لَهَبٍ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ تَبّاً لَكَ.
فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ السُّورَةَ.
وَمَعْنَى الآيَةِ: الخُسْرَانُ وَالهَلاكُ وَالتَّبَاتُ لأَبِي لَهَبٍ (وَأَبُو لَهَبٍ عَمُّ الرَّسُولِ)، وَقَدْ نَسَبَ تَعَالَى الخُسْرَانَ وَالتَّبَابَ لِيَدَي أَبِي لَهَبٍ لأَنَّهُمَا أَدَاةُ العَمَلِ وَالبَطْشِ، وَقَدْ تَبَّ وَهََلَكَ. (فَالجُمْلَةُ الأُولى دُعَاءٌ، وَالجُمْلَةُ الثَّانِيَةُ إِخْبَارٌ بِأَنَّ هَذَا الدُّعَاءَ قَدْ تَحَقَّقَ، وَأَنَّ أَبَا لَهَبٍ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ).
تَبَّتْ- هَلَكَتْ أَوْ خَسِرَتْ أَوْ خَابَتْ.
{مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)}
(2)- وَفِي الآخِرَةِ لا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ وَلا عَمَلُهُ الذِي كَانَ يَقُومُ بِهِ فِي الدُّنْيَا مِنْ مُعَادَاةِ الرَّسُولِ وَإِيذَائِهِ.
{سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3)}
(3)- وَسَيَذُوقُ فِي الآخِرَةِ حَرَّ النَّارِ، وَسَيُعَذَّبُ فِي لَظَاهَا.
{وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)}
(4)- وَسَتُعَذَّبُ فِي هَذِهِ النَّارِ أَيْضاً زَوْجَتُهُ لِسَعْيِهَا فِي الفِتْنَةِ والنَّمِيمَةِ لإِطْفَاءِ نُورِ الدَّعْوَةِ الإِسْلامِيَّةِ، وَإِيذَاءِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم بِالقَوْلِ وَالفِعْلِ.
(وَامْرأَةُ أَبِي لَهَبٍ اسْمُهَا أَرْوَى بِنْتُ حَرْبٍ وَهِيَ أُخْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَتُكَنَّى بِأَمِّ جَمِيلٍ).
حَمّالَةَ الحَطَبِ- تَسْعَى فِي الفِتْنَةِ وَنَشْرِ الأَكَاذِيبِ.
{فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)}
(5)- وَفِي عُنُقِهَأ حَبْلٌ مِنْ لِيفٍ غَلِيظٌ أُحْكِمَ فَتْلُهُ، وَهِيَ تَرْبُطُ بِهِ حُزْمَةَ حَطَبٍ إِلَى جِيدِهَا مِثْلَ الحَطَّابَاتِ المُمْتَهِنَاتِ.
وَقَدْ صَوَّرَهَا تَعَالَى بِهَذِهِ الصُّورَةِ المُزْرِيَةِ احْتِقَاراً لَهَا وَلَزِوْجِهَا.
حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ- حَبْلٌ مِنْ لِيفٍ.