صقر طيبة
عضو مبدع
الجنس : العمر : 46 طيبة الطيبة التسجيل : 08/09/2011 عدد المساهمات : 242
| موضوع: ۩۞۩ كيف يعمل التلفاز ؟ ۩۞۩ الأربعاء 21 سبتمبر 2011, 6:24 am | |
|
كيف يعمل التلفاز عندما ينظر شخص مباشرة إلى مشهد ما فإنه يرى المنظر بكامله دفعة واحدة. ولكن لايمكن أن يرسل التلفاز صورة المشهد كاملة دفعة واحدة. بل يرسل التلفاز الصورة في شكل أجزاء بالغة الصغر الواحد بعد الآخر. وتُقسم آلة التصوير التلفازية الصورة إلى مئات الآلاف من الأجزاء الصغيرة. وتسمى هذه العملية بالمسح. وعندما تمسح آلة التصوير الصورة فإنها تكوّن إشارات إلكترونية لكل جزء من الصورة.
ويستخدم جهاز التلفاز هذه الإشارات لإعادة تكوين الصورة على الشاشة. وتُعيد عملية المسح تكوين الصورة كما كانت عليه عند الإرسال. ولايستطيع المشاهد رؤية ذلك، لأن المسح يتم بسرعة عالية، ولذلك يرى المشاهد الصورة كاملة.
تتضمن عملية إرسال الصور والأصوات التلفازية ثلاث خطوات 1ـ تحويل الموجات الصوتية والضوئية من المنظر الذي يتلفز إلى إشارات إلكترونية 2ـ إرسال هذه الإشارات إلى جهاز الاستقبال التلفازي. 3ـ إعادة ترتيب الإشارات، ثم تحويلها مرة أخرى إلى نفس الموجات الصوتية والضوئية التي أتت من المنظر الأصلي.
تكوين الإشارات التلفازية تبدأ الإشارة التلفازية عندما يدخل الضوء المنبعث من المنظر التلفازي إلى آلة التصوير التلفازية. تحول آلة التصوير الضوء إلى إشارات إلكترونية. وفي الوقت نفسه يلتقط الميكروفون الأصوات من المنظر ويحولها إلى إشارات إلكترونية. ويسمي مهندسو التلفاز إشارات آلة التصوير إشارات الفيديو، وإشارات الميكروفون الإشارات السمعية.
يصف هذا الجزء من المقالة كيف تُكوِّن آلة التصوير التلفازية إشارات الفيديو. ويشرح كذلك كيفية الحصول على إشارات الفيديو من التليسينما (أفلام التلفاز) وأشرطة الفيديو. وتتكون الإشارات السمعية التلفازية بالطريقة نفسها المستخدمة في الإشارات الراديوية. ولمزيد من المعلومات عن هذه العملية، انظر: الراديو.
إشارات الفيديو التي تبثها معظم محطات التلفاز إشارات لونية متوافقة. وتنتج هذه الإشارات صورة ملونة عند استقبالها على جهاز تلفاز ملون، وصورة غير ملونة عند استقبالها على جهاز أبيض وأسود.
يستخدم التلفاز الملون ألوان الضوء الرئيسية الثلاثة الأحمر والأزرق والأخضر ـ لإنتاج صور ملونة. ويعطي المزج المناسب لهذه الألوان الثلاثة أي لون من ألوان الضوء. فمزج الضوء الأحمر والأخضر مثلاً ينتج ضوءًا أصفر، وكميات متساوية من الضوء الأحمر والأزرق والأخضر تنتج ضوءًا أبيض.
آلة التصوير التلفازية لكي تنتج آلة التصوير إشارة لونية متوافقة ينبغي أن تقوم بثلاث مهام:
1ـ تلتقط صورة المنظر الذي يصور 2ـ تُكوّن إشارات فيديو من الصورة 3ـ تُعدُّ الإشارات اللونية للبث. ولتأدية هذه المهام تستخدم آلة التصوير التلفازية عدسة ومنظومة مرايا ومرشحات وصمامات كاميرا، ودوائر إلكترونية معقدة. وقد توضع بعض هذه الدوائر الإلكترونية في مكان آخر بمحطة التلفاز وترتبط بآلة التصوير بوساطة أسلاك.
التقاط الصورة. تجمع العدسة صورة المشهد أمام آلة التصوير. وتُبئر (تجمع وتحني) عدسة آلة التصوير الضوء من المشهد وتكوِّن صورة واضحة تمامًا كما يحدث في عدسات آلات التصوير الأخرى وعين الإنسان. وتحتوي هذه الصورة على كل ألوان المشهد. ولكي تنتج آلة التصوير إشارات لونية لابد أن تجزئ الصورة الملونة كلها -إلى ثلاث صور منفصلة- واحدة لكل لون رئيسي.
تستخدم معظم آلات التصوير التلفازية مرآتين ثنائيتي اللون لتجزئ الصور إلى الألوان الرئيسية وتعكس المرآة الأولى الصورة الزرقاء وتسمح للضوء الأحمر والأخضر بالمرور من خلالها. وتعكس المرآة الثانية الصورة الحمراء تاركة الصورة الخضراء فقط التي تمر إلى صمام آلة التصوير. وتعكس مرايا أخرى الصور الحمراء والزرقاء إلى صمامات أخرى منفصلة. ويتم الفصل بين الألوان في العديد من آلات التصوير باستخدام مرشحات ألوان ومنشورات توضع في علبة صغيرة تسمى كتلة المنشور.
تكوين إشارات الفيديو يُحول صمام آلة التصوير الصورة الضوئية إلى إشارات فيديو. ويوجد بآلات التصوير غير الملونة صمام واحد، بينما تحتوي معظم آلات التصوير الملونة ذات الجودة العالية على ثلاثة صمامات. وتكوِّن هذه الصمامات إشارة فيديو منفصلة لكل من الألوان الرئيسية الثلاثة. ولكن كثيرًا من آلات التصوير الصغيرة والمحمولة وآلات التصوير ذات الجودة المنخفضة تحتوي على صمام واحد. ويوجد على سطح هذا الصمام العديد من شرائط الترشيح الحمراء والزرقاء والخضراء الدقيقة. وتقسم هذه الشرائط الضوء إلى الألوان الرئيسية الثلاثة، ثم يحوِّل الصمام كل لون من هذه الألوان إلى إشارة فيديو منفصلة.
وصمامات آلة التصوير الملونة هي صور معدلة من صمام يسمى فديكون. ويصف هذا الجزء عمل الصمامات في آلات التصوير التي تحتوي على ثلاثة صمامات.
يحتوي صمام الفديكون على لوح واجهة زجاجيّة في مقدمته، ويوجد على ظهره طبقة شفافة تسمى لوح الإشارة. ويوجد لوح ثان يسمى الهدف خلف لوح الإشارة. يتكون الهدف من طبقة ذات موصلية ضوئية، توصل الكهرباء عند تعرضها للضوء. ويوجد في مؤخرة الصمام جهاز يسمى مدفع الإلكترونات.
يصل الضوء من الصورة إلى الهدف بعد مروره من خلال لوح الواجهة ولوح الإشارة. ويسبب الضوء تحرك جسيمات سالبة الشحنة، تسمى الإلكترونات في اتجاه لوح الإشارة. وتخلّف هذه الحركة شحنات كهربائية موجبة على ظهر لوح الهدف. وتتوقف كثافة الشحنات الموجبة في أية منطقة من الهدف على شدة الإضاءة الساقطة على هذه المنطقة. ويغير صمام آلة التصوير الصورة الضوئية المجمعة بالعدسات إلى صورة كهربائية مماثلة مكونة من شحنات موجبة على ظهر الهدف.
ويقذف مدفع الإلكترونات شعاعًا من الإلكترونات إلى ظهر الهدف. ويتحرك الشعاع عبر الهدف بنمط منتظم، يسمى نمط المسح، مصطدمًا بمناطق ذات كثافة مختلفة من الشحنات الموجبة، وتجذب المناطق ذات الكثافة العالية من الشحنات معظم إلكترونات الشعاع. ويحدث هذا لأن الجسيمات ذات الشحنات المختلفة تتجاذب، بينما تجذب المناطق الأخرى عددًا أقل من الإلكترونات. وتتحرك الإلكترونات خلال الهدف وتسبب تيارًا كهربائيًا يمر في لوح الإشارة. وتتغير شدة هذا التيار من لحظة إلى أخرى تبعًا لاصطدام الشعاع بمنطقة مضيئة أو مظلمة من الصورة. ويُستخدم هذا التيار المتغير للحصول على جهد متغير. وهذا الجهد هو إشارة الفيديو من صمام آلة التصوير.
يمسح مدفع الإلكترونات الهدف من اليمين إلى اليسار، ومن القاع إلى القمة. ويمسح الشعاع الإلكتروني خطًا ويترك التالي له على الهدف. وبعد أن يمسح الشعاع خط القاع، يعود سريعًا إلى اليمين. وعندئذ يبدأ في مسح الخط الثالث، والخامس، وهكذا دواليك. وعندما يصل الشعاع إلى قمة الهدف، فإنه يعود سريعًا للخط الثاني من القاع ويبدأ في مسح كل الخطوط الزوجية.
في كثير من الدول يتبع نمط المسح في آلات التصوير التلفازية نظام الخط المتناوب الطور بال الذي يتكون من 625 خطًا منها 312,5 خط فردي، و312,5 خط زوجي، ويُكمل الشعاع مسح مجال واحد عندما يمسح 312,5 خط، وتتكون الصورة التلفازية من مجالين، وتسمى حينئذ إطارًا. ويتحرك الشعاع الإلكتروني بسرعة تمكنه من إنتاج 25 إطارًا كاملاً في الثانية الواحدة. ولو عرضت 25 صورة فقط في الثانية الواحدة فإن الصورة قد تبدو متذبذبة. ولكن بإرسال كل إطار في مجالين فستعرض 50 صورة كل ثانية. وعند هذا المعدل الأسرع، لاتتبين العين تذبذب الصورة.
وفي نظام المفوضية القومية للمقاييس المعيارية للتلفاز (إن. تي. إس. سي) المطور في الولايات المتحدة، تتكون الصورة من 525 خطًا مع 30 إطارًا كاملاً في الثانية الواحدة. وفي النظام الفرنسي سيكام قد يكون عدد الخطوط 625 أو 819 خطًا مع 25 إطارًا كاملاً في الثانية الواحدة.
تشفير إشارات اللون تُضم إشارات الفيديو الثلاث إلى الإشارات الأخرى للحصول على إشارة ملونة متوافقة. وتتضمن الخطوة الأولى في هذه العملية ضم إشارات الفيديو الثلاث إلى إشارتين لتشفير الألوان، تسميان الإشارتين التلوينيتين. أمّا الإشارة البيضاء أو السوداء فتسمى إشارة النصوع. وتؤدي هذه الوظيفة في المشفر دائرة تسمى المصفوفة. وتقوم دائرة أخرى في المشفَّر، تسمى دائرة الجمع بضم الإشارات التلوينية وإشارة النصوع، وكذلك بإضافة دفعة الألوان وإشارات التزامن. وتمكن دفعة الألوان جهاز التلفاز الملون من فصل معلومات الألوان الموجودة في الإشارات التلوينية. وتتيح هذه المعلومات بالإضافة إلى إشارة النصوع إنتاج صورة كاملة الألوان على شاشة التلفاز. وتربط إشارات التزامن جهاز الاستقبال بنمط المسح نفسه المستخدم في آلة التصوير.
التليسينما جهاز يحول الصور من الأفلام أو الشرائح إلى إشارات تلفازية. وتستخدم التليسينما مجموعة من آلات عرض الأفلام والشرائح بالإضافة إلى آلة تصوير تلفازية واحدة، تسمى آلة تصوير التليسينما لتكوين مثل هذه الإشارات. وتتكون وحدة التليسينما التي تسمى أحيانًا سلسلة الفيلم ـ من آلتين من آلات عرض الأفلام، وآلة عرض شرائح ومضاعف بالإضافة إلى آلة تصوير التليسينما. والمضاعف عبارة عن نظام من المرايا توجه الصور من الأفلام والشرائح إلى آلة تصوير التليسينما. عندئذ تحول آلة التصوير هذه الصور إلى إشارات فيديو.
تسجيل شريط الفيديو تُخزن الصور التلفازية والأصوات في شكل نبضات مغنطيسية على الشريط. وتسجل إشارات الفيديو عادة على شكل مسارات مائلة في منتصف الشريط، بينما تسجل الأصوات وإشارات التحكم على طول حافة الشريط. وعلى العكس من الأفلام التي يجب أن تظهَّر (تُحمَّض) قبل العرض، فإن شريط الفيديو يمكن مشاهدته بعد التسجيل مباشرة.
مولِّد الرموز أو كاتب العناوين يكتب ويرسم بعض الصور البسيطة مباشرة على شاشة التلفاز دون استخدام آلة تصوير. ويعمل الموّلد مثل الحاسوب الصغير، ويستطيع أن يُكوِّن حروفًا وصورًا يسيرة ذات أحجام وألوان مختلفة ويخزنها ويحركها.
التقاط البث في السابق اعتمد المرناة على التقاط الموجات الأرضية فقط باستعمال هوائي. وبتطور تقانة الاتصال صار بالإمكان الآن التقاط موجات لقنوات جديدة عبر الفضاء تبث من "سواتل " أقمار صناعية تدور حول الأرض. ونتج عن ذلك زيادة هائلة لعدد القنوات صارت تعرف بالفضائية وأصبحت بالمئات هذا ما عزز دور الحاكوم في عملية اختيار قناة.
إرسال الإشارات التلفازية. تُبث معظم الإشارات التلفازية عبر الهواء. ويستخدم المهندسون في محطة التلفاز جهازًا يسمى المرسل، لإنتاج إشارة تلفازية من إشارات الفيديو والإشارات السمعية. وعندئذ تنقل الإشارة بوساطة سلك إلى هوائي الإرسال ثم تُبث. وتسمى الإشارة المرسلة الموجة الكهرومغنطيسية. وتستطيع هذه الموجات الانتقال عبر الهواء بسرعة الضوء، التي تقارب 300,000كم/ث.
ويمكن استقبال الإشارة بوضوح حتى مسافة 250كم، ولإرسال إشارات تلفازية لمسافات أبعد يجب استخدام طرق إرسال أخرى. وتشمل هذه الطرق استخدام الكبلات المحورية، وكبلات الألياف الضوئية، والموجات الدقيقة والأقمار الصناعية.
البث قبل بث الإشارة التلفازية، يُكبِّر المرسِل الإشارة ويرسلها إلى هوائي الإرسال. وتحتاج الإشارة التلفازية لتردد مرتفع لحمل معلومات الصورة عبر الهواء. ويُكبِّر المرسِل الإشارة لزيادة مداها.
ويُدمج المرسل إشارات الفيديو والإشارات السمعية في شكل موجات كهرومغنطيسية في عملية تسمى التضمين. ويولد المرسل أولاً موجات كهرومغنطيسية عالية التردد، تسمى الموجات الحاملة. ويستخدم المرسل إشارة الفيديو لتغيير اتساع الموجة الحاملة لإنتاج جزء الفيديو من الإشارة التلفازية. وتسمى هذه العملية تضمين الاتساع.
يستخدم المرسل الإشارات السمعية لتضمين موجة حاملة أخرى والتي تكوّن الجزء السمعي من الإشارة التلفازية. وتسمى العملية المستخدمة تضمين التردد، وتسبب تغييرًا في تردد الموجة الحاملة. وعندئذ يضم المرسل الموجات الحاملة المضمنة بإشارات الفيديو والإشارات السمعية لتكوين الإشارة التلفازية. وعندئذ تكبر هذه الإشارة عادة لقوة مقدارها يتراوح بين 1,000 و100,000 واط.
يحمل سلك يسمى خط النقل الإشارة التلفازية إلى هوائي الإرسال، الذي يبث الإشارة إلى الهواء. وعادة تقيم محطات التلفاز هوائياتها على مبانٍ مرتفعة أو أبراج؛ بحيث تصل الإشارة إلى أبعد مسافة ممكنة. ويتراوح أقصى مدى لمعظم الإشارات التلفازية مابين 100 و 250كم. وتبث محطات التلفاز في المنطقة الواحدة على ترددات مختلفة، بحيث لاتتداخل الإشارات. وتُعرف مجموعة الترددات التي تبث عليها محطة واحدة باسم قناة.
تبث محطات التلفاز في مدى الترددات العالية جدًا ومدى الترددات فائقة التردد. ويمتاز مدى الترددات فائقة التردد بأنه يتسع لعدد كبير من القنوات وبأنه أقل عرضة للتداخل الكهرومغنطيسي.
الكبل المحوري والكبل الليفي البصري كبلان يستخدمان في حمل الإشارات التلفازية لمسافات بعيدة أو لمناطق يصعب استقبال الإشارات فيها؛ بسبب وجود عوائق كالضباب والمرتفعات. وفي بعض الدول ترسل شبكات التلفاز برامجها عادة إلى المحطات المرتبطة بها خلال كبلات محورية، ومن ثم تبث هذه المحطات البرامج لمشاهديها. وتستخدم أنظمة التلفاز الكبلي الكبلات المحورية أو الكبلات الليفية البصرية لحمل الإشارات إلى منازل المشتركين. انظر: الكبل المتحد المحور؛ البصريات الليفية.
الموجات الدقيقة. وتسمى أيضًا الموجات المتناهية الصغر (المايكروويف) وهي موجات كهرومغنطيسية مماثلة للإشارات التلفازية. وفي بعض الدول، تنقل البرامج من شبكات التلفاز إلى المحطات المرتبطة بها باستخدام هذه الموجات عبر أبراج ترحيل عالية تبعد بعضها عن بعض نحو 250كم. وتقوم الأجهزة في كل برج تلقائيًا باستقبال الموجات الدقيقة وتكبيرها وإعادة إرسالها إلى البرج التالي. وتغير المحطات المرتبطة إشارات الموجات الدقيقة إلى الإشارات التلفازية.
أقمار الاتصال الصناعية تحمل الإشارات التلفازية بين المحطات التي لايمكن إنشاء وصلات كبلية أو بناء أبراج الموجات الدقيقة فيما بينها. فمثلاً تنقل الأقمار الصناعية إشارات التلفاز عبر المحيطات. وهي تعمل مثل أبراج الترحيل ولكن في الفضاء، حيث تستقبل إشارات التلفاز المشفرة من محطة أرضية خاصة وتكبرها ثم ترسلها إلى محطة أرضية أخرى. وقد تبعد المحطتان إحداهما عن الأخرى آلاف الكيلو مترات.
تستخدم شركات التلفاز هذا النوع من الأقمار الصناعية، الذي يمكن أن يحمل أيضًا قنوات الاتصال الأخرى. وتستخدم هذه الأقمار الصناعية للاتصال بالمراسلين عبر البحار أثناء البرامج الإخبارية. ويستخدم المراسلون أحيانًا وصلات محمولة للقمر الصناعي ذات هوائيات طبقية؛ وذلك لإرسال التقارير مباشرة من مواقع نائية.
وتستخدم محطات التلفاز نوعًا آخر من الأقمار الصناعية هي أقمار البث المباشر. وترسل هذه الأقمار برامج التلفاز مباشرة إلى المنازل. ويتطلب استقبال البرامج في هذه الحالة هوائيًا طبقيًا ومحللاً للشفرة وموالفًا خاصًا. ويدفع المشتركون عادة رسومًا لهذه الخدمة.
استقبال الإشارات التلفازية تتم تغذية جهاز التلفاز المنزلي بالإشارات التلفازية الصادرة من المرسل عن طريق هوائي الاستقبال. ويستخدم جهاز التلفاز هذه الإشارات لإعداد نُسخ من الصور والأصوات من المشهد الذي تتم تلفزته. ولإعادة عرض البرنامج التلفازي، يستخدم جهاز التلفاز موالفًا، ومكبرات وفاصلات، وصمام صورة.
هوائي الاستقبال يجمع الهوائي الجيد إشارة تلفازية كافية القوة تمكن جهاز التلفاز من عرض الصورة. ويلتقط هوائي داخلي صغير إشارة كافية القوة في مدى عدة كيلو مترات من المرسل. أما المسافات الأبعد فقد تحتاج إلى هوائي جيد مثبت على السطح. ونحصل على أفضل استقبال عندما يُوجه الهوائي في اتجاه محطة الإرسال المطلوبة. ويمكن أن تدار بعض الهوائيات باستخدام جهاز تحكم عن بعد لتصطف مع محطات الإرسال في الاتجاهات المختلفة.
الموالِف. تُدخَل الإشارات من الهوائي في موالف جهاز التلفاز. ويختار الموالف الإشارة من المحطة التي يرغب المشاهد في استقبالها ويمنع جميع الإشارات الأخرى.
المكبِّرات والفاصلات تتجه الإشارة التلفازية من الموالف إلى مجموعة من الدوائر الإلكترونية المعقدة في جهاز التلفاز. وتكبر هذه الدوائر الإشارة، كما تفصل جزء الفيديو عن الجزء السمعي. وتتحول الإشارات السمعية إلى موجات صوتية بوساطة مكبر الصوت. وتتجه إشارات الفيديو إلى صمام الصورة؛ حيث يعاد تكوين الصورة. يوجد بالجهاز الملون دوائر تستخدم دفع الألوان لفصل إشارة الفيديو إلى الإشارتين التلوينيتين وإشارة النصوع. ومجموعة أخرى من الدوائر، تسمى محلل الشفرة أو المصفوفة، تقوم بتحويل هذه الإشارات إلى إشارات حمراء وزرقاء وخضراء تطابق الإشارات الصادرة من صمامات آلة التصوير الثلاثة.
صِمام الصورة يحوِّل صمام الصورة إشارات الفيديو إلى نمط ضوئي لإعادة تكوين المشهد الموجود أمام آلة التصوير. ويكون أحد طرفي صمام الصورة مستطيل الشكل ومسطحًا تقريبًا. وهذا الطرف يمثل شاشة جهاز التلفاز. وفي داخل الجهاز، يتناقص قطر صمام الصورة تدريجيًا ليصبح عنقًا صغيرًا. ويحمل عنق صمام الصورة الملونة ثلاثة خوانق إلكترونية، خانقًا للإشارة الحمراء وخانقًا للإشارة الزرقاء، وثالثًا للإشارة الخضراء. ويوجد خانق إلكتروني واحد للصمام الأبيض والأسود.
يرسل كل خانق إلكتروني شعاعًا منفصلاً من الإلكترونات على الشاشة. ويمسح كل شعاع الشاشة، مثلما يمسح شعاع كل صمام آلة التصوير لوح الهدف. وتعمل إشارة التزامن التي هي جزء من إشارة الفيديو على التحقق من أن نمط مسح صمام الصورة يتبع النمط المستخدم بآلة التصوير. ويجب أن تتزامن الأشعة للحصول على صورة ثابتة غير مشوهة.
وتُغطي شاشة معظم الصمامات الملونة بأكثر من 300,000 نقطة فوسفورية صغيرة. وتُجمع النقاط في مجموعات ثلاثية ـ واحدة حمراء، وواحدة زرقاء، وواحدة خضراء. وتتوهج هذه النقاط بألوانها الذاتية عندما يسقط عليها شعاع إلكتروني. ويوجد لوح معدني به آلاف من الثقوب الصغيرة على بعد 13ملم خلف الشاشة. ويسمى هذا اللوح قناع الظل. وتمنع ثقوب اللوح أي شعاع من أن يسقط على أية نقاط ملونة سوى النقاط الخاصة به.
تعتمد كمية الضوء المنبعثة من النقاط على شدة الشعاع في لحظة سقوطه على النقاط. وحيث إن شدة الشعاع محددة بإشارة الفيديو، المنتجة أساسًا بوساطة آلة التصوير فإن النقاط تكون مضيئة، حيث يكون المشهد مضيئًا، ومظلمة حيث يكون المشهد مظلمًا. وعندما يعرض جهاز التلفاز برنامجًا ملونًا، تأتلف النقاط الملونة على الشاشة في عقل المشاهد ومن ثم تنتج بالتالي جميع الألوان في المشهد الأصلي. وتنتج النقاط كميات مختلفة من الضوء الأبيض للبرنامج الأبيض والأسود.
تطور تقنية التلفاز أدى التقدم في تقنية التلفاز في الثمانينيات إلى صور أكثر وضوحًا. وتعتمد جودة الصور على عدد خطوط المسح المستخدمة في تكوين الصور، وعلى كمية التفاصيل في كل خط مسح. وللحصول على صور أكثر وضوحًا، يجب أن تحمل إشارات التلفاز معلومات أكثر مما تحمله حاليًا.
التلفاز ذو الصورة الواضحة تم تطويره في الثمانينيات. على عكس التلفاز العادي الذي تُمْسَحُ فيه الخطوط ذات الأرقام الزوجية، والفردية على مرحلتين، فإن التلفاز ذا الصورة الواضحة يعرض صورة تحتوي على الـ 525 خطًا جميعها في جزء واحد من ستين جزءاً من الثانية. وتخزن رقائق الحاسوب المعلومات فورًا، كما أنها تضم بعضها إلى بعض ونتيجة لذلك، ينتج التلفاز ذو الصورة الواضحة صورة أكثر وضوحًا.
التلفاز ذو الوضوح العالي يطوِّر حاليًا، وهو يستخدم أكثر من 1,000 خط مسحي وينتج كل خط مسح على الأقل ضعف كمية التفاصيل المتاحة حاليًا. وتبقى الصورة واضحة المعالم حتى لو كُبِّرت على شاشة كبيرة بمساحة الحائط. وشاشات التلفاز ذي الوضوح العالي أعرض من الشاشات العادية، ومن ثم تعرض للمشاهد معلومات أكثر. وبالإضافة إلى ذلك فإن أجهزة التلفاز ذات الوضوح العالي تعيد إنتاج الصوت رقميًا، أي شفرة عددية. وتضاهي جودة الصوت صوت الأقراص المدمجة.
ولقد بدأ إرسال محدود للتلفاز ذي الوضوح العالي في اليابان في عام 1989م. وتقرر أن يبدأ في أوروبا في أوائل التسعينيات.
تحسينات المستقبل. تستقبل ملايين المنازل الآن الإشارات التلفازية من الأقمار الصناعية ذات البث المباشر. وقد يصل هذا البث لمنازل أكثر، حيث أصبحت الهوائيات المنزلية أصغر. ويأمل المهندسون في خفض قطر الهوائيات المنزلية من ثلاثة أمتار إلى أقل من 30سم. وتعالج تقنية التلفاز الرقمي الإشارات التلفازية رقميًا مثلما يعالج الحاسوب المعلومات. وتستطيع الإشارات الرقمية حمل كميات كبيرة من المعلومات، ومن ثم سيزداد تحسين جودة الصورة والصوت.
| |
|