الجنس : العمر : 48 مجهول المكان التسجيل : 18/10/2011عدد المساهمات : 168
موضوع: ►[₪]◄ مسجد الاجابة بالمدينة المنورة ►[₪]◄ الأحد 11 ديسمبر 2011, 1:46 am
مسجد الاجابة بالمدينة المنورة
مسجد الإجابة ( مسجد بني معاوية ) الذي صلى ودعا به الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة المنورة
بَنى هذا المسجد في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بنو معاوية بن مالك بن عوف الأوسيون، وسُمّي باسمهم، ثم تغير اسمه إلى مسجد الإجابة؛ لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد دعا الله فيه وطلب ثلاثًا فأجاب الله دعوتين ومنعه الثالثة. ففي صحيح مسلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع ركعتين، وصلينا معه، ودعا ربه طويلاً، ثم انصرف إلينا، وقال: "سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته أن لا يهلك أمتي بالسَنة (القحط) فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها".
موقعه
الإحداثيات: 24°28'19"N 39°37'6"E
يقع المسجد شمالي البقيع وفي الجهة الشمالية الشرقية من المسجد النبوي.و يبعد عنه بمسافة تقدّر بستمئة و خمسين متراً ، و يطلق على الشارع الذي يمرّ بالقرب منه شارع الستين . وقد جُدد المسجد في عهد عمر بن عبد العزيز وبني بالحجر المنحوت، وفي القرن التاسع رُمّمت حوائطه، وفي سنة 1925م تهدمت بعض أجزائه فرممت. وأعيد تنظيم مسجد الإجابة؛ فبني بالخرسانة المسلحة، ووضعت المئذنة في الركن الشمالي الغربي منه، وألحق بالجهة الشمالية.
يوجد هذا المسجد على بعد يقدر بحوالي نصف كيلو متراً إلى الشرق من مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، وموقعه في شمال البقيع، على يسار المتجه إلى العريض بالحرة الشرقية بالمدينة المنورة، وكان المسجد في القرن العاشر وسط تلال، هي بقايا آثار قرية بني معاوية بن مالك، ذلك أن امتداد العمران بالمدينة المنورة لم يكن قد وصل هذه المنطقة، حيث كانت تعتبر كضاحية للمدينة المنورة. والآن تجاوزها العمران بكثير، ومبنى مسجد الإجابة حالياً في موضعه التاريخي، ففي غربه شارع الستين، وهو طريق دائري حول المدينة المنورة، وفي شرق المسجد حارة الإجابة، ومنطقة المسجد تحد منطقة الأسواف من الجنوب والشرق.
تطور عمارته: وينسب مسجد الإجابة إلى بني معاوية بن مالك بن عوف، من الأوس كما سبق، وأشار إلى عمارة المسجد ابن النجار رحمه الله في القرن السابع الهجري، فقال: بهذا المسجد أسطوانات قـائمة ومحراب مليح، وباقي المسجد خراب، ووصفه السمهودي رحمه الله ي بداية القرن العاشر الهجري، فذكر أنه رمم وأصلح، وذكر أبعاده آن ذاك فقال: (طوله من الشرق إلى الغرب حوالي خمس وعشرون ذراعاً، أي يزيد قليلاً على اثني عشر متراً وعرضه من الشمال إلى الجنوب نحو عشرين ذراعاً أي حوالي عشرة أمتار) أي أن جملة مساحة مسجد الإجابة في القرن العاشر الهجري قدرت بحوالي مائة وعشرين متراً مربعاً، وفي رواية عن الشيخ أحمد بن عبد الحميد العباسي في كتاب (عمدة الأخبار) ذكـر أن المسجد في القرن العاشر الهجري كان غير مسقوف، بل كان أربعة جدران ومحراباً كبيراً وذكر أطوال المسجد كما حددها السمهودي رحمهما الله.
مناسبة تسمية المسجد: أما مناسبة تسمية المسجد ( مسجد الإجابة ) فلقد روي في صحيح مسلم من حديث عامر بن سعد عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية، دخل فركع ركعتين، وصلينا معه، ودعا ربه طويلاً ثم انصرف إلينا عليه الصلاة والسلام، فقال(سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته أن لا يهلك أمتي بالسنة، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغـرق فأعطانيهما، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعنيها))، لهذا سمي بمسجد الإجابة، ولقد صلى الرسول عليه الصلاة والسلام عدة مرات بهذا المسجد، وقال السمهودي رحمه الله، جاء في الموطأ: عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك قال: جاءنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، جاءنا في بني معاوية وهي قرية من قرى الأنصار، فقال: أتدرون أين صلى النبي عليه الصلاة والسلام في مسجدكم هذا ؟ فقلت: نعم، وأشرت إلى ناحية منه، قـال: أتدرون ما الثلاث التي دعا بهن فيه ؟ قلت: نعم، قال: فأخبرني، قلت: دعا أن لا يظهر عليهم عدو من غيرهم، وأن لا يهلكهم بالسنين، فأعطيهما، ودعا ألا يجعل بأسهم بينهم، فمنعها، قال: صدقت فلن يزال الهرج إلى يوم القيامة.
المسجد حالياً: مسجد الإجابة بالمدينة المنورة بني حالياً في نفس موضعه، وعمارته الحديثة تمت في العهد السعودي، ويشرف على أوسع الشوارع العصرية بشرقي المدينة المنورة، ومساحته من داخله تقدر بحوالي خمسمائة متر مربع، وهذه المساحة تزيد على مساحة المسجد في القرن العاشر الهجري أربع مرات، وطول مسجد الإجابة حالياً ومن داخله حوالي خمسة وعشرون متراً، أما عرضه من الشمال إلى الجنوب ومن داخله أيضاً يبلغ عشرين متراً، وينقسم المسجد إلى قسمين ردهة مكشوفة تمثل صحن المسجد، ثم رواق مسقوف وهو رواق القبلة، ومثله في ذلك مثل المساجد التاريخية بالمدينة المنورة. ويوجد الرواق المسقوف في جنوبي المسجد، وطول جدار القبلة وهو الجدار الجنوبي، خمسة وعشرون متراً وبه ثمان نوافذ زجاجية مستطيلة، وعرض هذا الرواق اثنا عشر متراً، ويمثل العرض الجدارين الشرقي والغربي، وبالجدار الشرقي بابان خارجيان، هما مدخلا المسجد، وبهذا الجدار أربع نوافذ وبالجدار الغربي ست نوافذ، وارتفاع الجدران حوالي أربعة أمتار، ومساحة الرواق القبلي حوالي ثلاثمائة متر مربع، ويرتفع سقفه على صفين من الأعمدة يمتدان بطوله، وفي كل صف أربعة أعمدة وتحمل السقف مباشرة، فالمسجد يخلو من العقود.
ويطل رواق القبلة من ناحية الشمال على صحن المسجد، ويمتد بطول المسجد من الشرق إلى الغرب، وعرض الصحن من الشمال إلى الجنوب من داخل المسجد، حوالي ثمانية أمتار، وميضأة المسجد من داخله في الجهة الشمالية وتمتد بطول الصحن وتنفتح عليه، ولها مدخل خارجي في شرقي المسجد، ومحراب المسجد يتوسط جداره الجنوبي، وسعة فتحة المحراب حوالي المتران وارتفاعه نحو ثلاثة أمتار، ومنارة المسجد في الركن الشمالي الغربي، عند لقاء الجدار الشمالي للمسجد بالجدار الغربي، ويصل ارتفاعها نحو خمسة عشر متراً، ولها شرفة واحدة، تعلوها مظلة خرسانية، وفي نهايتها هلال من أعلاها والمسجد مفروش بالسجاد وزود بالمراوح للتهوية.،
نظراً للأهمية التاريخية التي يحتلها مسجد الإِجابة فقد تم بناؤه وتوسعته في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وذلك في سنة 1418هـ / 1997م، والمسجد عبارة عن مبنى مسقف مساحته الإِجمالية نحو (1000م2) ويحتوي على مصلى للنساء في الجهة الشرقية الشمالية بمساحة (100م2) وارتفاع السقف يتراوح ما بين (70ر3م و70ر5م و70ر7م)، وفي مقدمة المسجد قبة ارتفاعها (70ر11م) بدون الهلال وقطرها (50ر9م) وفي الجنوب الشرقي منارة ارتفاعها (75ر33م) ومع الهلال (36م). وفي الجهة الشمالية ملحق لدورات المياه للرجال بمساحة (6×10=60م2) ويحتوي على (15) مواضئ و (12) دورات للمياه، وهناك ملحق منفصل للنساء بمساحة (60م2) يحتوي على (6) مواضئ و (5) دورات للمياه. وفي الشمال الغربي مستودع للمسجد. وقد بلغت التكلفة الإِجمالية لبناء المسجد مليوناً وخمسمائة ألف ريال، وقام بأعمال البناء مؤسسة مصطفى حسين معمرجي.