هنا سأذكر الأ سواق القديمة التى كانت موجودة بالمدينة قبل إزالتها لصالح توسعة المسجد النبوي وتطوير المنطقة المركزبة المحيطة بالمسجد النبوي ، وتوسعة الشوارع الأ خرى ، وإليك :
لقد كان بالمدينة المنورة عدة أسواق متخصصه من أشهرها :
- سوق جوة المدينة ، الممتد من باب المصري غربا إلى برحة باب السلام شرقا ، وقد كان يطلق عليه قديما ( سوق الحدرة ) وهذا السوق كا ن يشتهر ببيع الأقمشة - حتى أن البعض كان يطلق عليه إسم سوق القماشة - ، وأيضا يوجد فيه جميع الصاغة الذين كانوا يبعون المشغولات الذهبيه والفضيه والمجوهرات ، وكذلك العطارين الذين يبيعون العطور والبهارات والأعشاب الطبية .
- شارع العينية وهو أشعر من نار على علم ، ويمتد من برحة باب الرحمة شرقا إلى المناخة غربا ، ويتفرع منه عدة أسواق سيأتي بيانها فيما بعد ، ويعتبر متمما لسوق جوة المدينة بل ربما يتفوق عليه لتنوع المحلات التجارية فيه ، ولوجود باعة الأقمشة وبعض الصاغة أيضا الذين لم يجدوا محلات لإستئجارها في سوق جوة المدينة ، ونظرا لسعته وكثرة محلاته فقد اصبح بمقياس هذ العصر السوق المركزى للمدينة ، فنجد فيه باعة الملا بس الجاهزة والحلويات والآيسكريم ومركبي الأسنان والصيدليات والمطاعم المتخصصة والمقاهى وبائعي الأحذية والبقالات .
- سوق ( كومة حشيفة ) ، الممتد من برحة باب الرحمة جنوبا إلى حوش الجمال شمالا ، وهذا السوق قد تخصص في بيع الخضار والفواكه والجزارة وبعض البقالات الصغيرة ، وقد كان يطلق على هذاالسوق إسم ( سوق العجزة والكسلانين ) لأن المعروض في محلاته أشياء محدوده وبكميات قليلة سرعان ما تنتهي نظرا لصغروضبق المحلات فيه ، فلا يستطيع صاحب المحل من عرض جميع الأشياء المعروضة والموجودة في السوق الكبير للخضار والفاكهة ، وفي الوقت نفسه فإن اسعار قيمة المعروض فيه تزيد عن الأسواق الأخرى .
- سوق القفاصة ، ويتفرع من شارع العينية ، ويمتد من شارع العينية جنوبا إلى الحماطة شمالا ، وفي هذا السوق كانت تصنع الأقفاص للطيور والدواجن والسرر وبعض الأشياء الأ خرى مثل الطاولات التى يوضع عليها الخبز لتنقل من الفرن إلى مكان بيعه في سوق العياشة وتسمى ( الشقة ) بتشديد الشين وفتحها وكذلك القاف، وحوامل طاولات العرض ، وجميعها كانت تصنع من جريد النخل ،
ومما يؤسف له فإن هذه الحرفة قد اندثرت نهائيا ولا يوجد بالمدينة من يتقنها أو يعرفها في الوقت الحاضر ، ( وقد شاهدت هذه الصناعة في مدينة الأحساء بالمنطقة الشرقية ) .
- سوق الشروق ، وهو يقابل سوق القفاصة ويمتد من شارع العينية شماللا إلى سوق جوة المدينة وباب المصري جنوبا ، و كإسمه فإن جميع الباعة فيه هم من نجد - وقد كان من عادة أهل المدينة يطلقون على كل من قدم من شرق المدينة إسم شرقي لايفرقون من قدم سواء من القصيم ومدنها وقراها أو الرياض - ، وفي هذا السوق كان يباع فيه العبي والمشالح الرجالية والمدس الشرقية والأ شمغة .
سوق الحراج :
هو أحد الأ سواق المتفرع من شارع العينية ويمتد من شارع العينية شمالا إلى با ب المصرى جنوبا ، وهذا السوق تباع فيه الأشياء القديمة من الأثاثات المنزليه والفرش والسجاد القديم وجميع الأشياء القديمة التى يقوم أهل المدينة ببيعها لتغييرها بأثاث وأشياء جديد ة أو الزائدة عن احتياجهم، وكانت تباع بالمزاد العلنى بواسطة الدلالين المنتشرين في السوق ، فإما أن تباع على من يرغب في شرائها من متوسطي الحال المحتاجين لها ، أو أن يقوم بشرائها أصحاب المحلات في السوق لعرضهاا ثانيا لبيعها ، كما كان يوجد فيه محلات لبيع السجاد العجمي والشيرازي والسجاد العربي والسياح المصنوعة من صوف الماعز والخيام والبسط الصوفية والقطنيه ويطلق عليها إسم ( الحنابل ) ،
سوق البرسيم :
وهذا الإسم من باب إطلاق الجزء على الكل ، ويتفرع من شارع العينية ويمتد من شارع العينية جنوبا إلى شارع الساحة فباب الشامي شمالا ، وليس هذا السوق مختص ببيع البرسيم فقط وإن كان هو الغالب لذلك سمي به ، ولكن يوجد فيه أيضا الحدادين والنجارين وبائعي المصتوعات الفخارية من شراب وأزيار الماء والأدوات المعمارية ، كما يوجد فيه مسجد وضريح الصحابي سيدنا مالك بن سنا ن رضي الله عنه الذي جرح في معركة احد وحمل إلى المدينة جريحا وتوفي في المكان الذي دفن به ، وفي الطرف الشمالى من السوق المطل على المناخة كان يوجد مقهى لأصحاب العربات ( الحنطور ) التى تجرها ا لخيول أو البغال وكانت تنقل أهل المدينة إلى الأمكنة البعيدة والمزارع خارجها .
سوق مسجد السيدة فاطمة :
وهو آ خر الأ سواق المتفرعة من شارع العينية ، ويمتد من شارع العينية شمالا إلى سوق الحبابة وباب المصرى جنوبا ، وفي هذاالسوق يوجد مسجد صغير يطلق عليه مسجد السيدة فاطمة ، وهذه السيدة فاطمة ليست السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها إبنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنها حفيدتها ، هي السيدة فاطمة الصغرى إبنة سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنه ، حيث دارها ومسجدها ،
وفي هذاالسوق تباع فيه الأ وانى المنزليه كما توجد فيه بعض البقالات ، ومن المفا رقات في هذا السوق أنه كان يوجد فيه أشهر صانع وبائع ( الكباب )يدعى الهبوبي النخلي، ويفرع من هذا السوق شارع يتجه إلى المناخة غربا وفيه سوق الجملة لبيع السمن والجبن البلدي والإقط ( المضير ) والعسل الذي يجلبه ابناء البادية إلى المدينة .
سوق الحبابة من اشهر الاسواق مدخله من المناخة غربا الى باب المصري شرقا وعلى الجانبين دكاكين الحبابين