دراسة هامة عن الحج في المستقبل
بينت دراسة علمية أن آداء الحجاج مناسكهم مستقبلا بالطريقة التي تؤدى بها الآن سيكون أمرا بالغ الصعوبة ومحفوفا بالمخاطر والأذى ، إذ أن كثيرا من الحجاج يحرصون على أداء كل منسك في وقت محدد بطريقة محددة ، متجاهلين ما يمكن أن يترتب على هذا المسلك من أثار وأضرار على الحجاج الآخرين ، ظنا منهم أن الحج لا يتم ولا يجزي إلا إذا أديت مناسكه على هذا النحو .
وأشارت الدراسة التي أعدها الدكتور عمر سراج أبو رزيزة، أستاذ الهندسة المدنية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ، إلى أن كثيرا من الوعاظ والمرشدين يذكون في الناس هذا الحرص، متناسين أن التشبث بأداء سنة قد يؤدي في هذا الجو من الزحام إلى ارتكاب محرم بل ربما جريمة .
وأوضح الباحث في دراسته التي نشرتها مجلة ( الحج ) أن أعداده لهذه الدراسة جاءت نتيجة المشقة التي تلحق بالحجاج خاصة كبار السن والضعفاء ، بل موت أعداد كبيرة منهم كما حدث في حج عامي 1418هـ و 1421هـ عند التدافع والتزاحم في رمي الجمرات ، حيث تجمع في مكان واحد ووقت واحد أعداد تفوق طاقة المكان الاستيعابية .
وهدفت الدراسة إلى التوصل لعدد من الحلول التنظيمية تكون مؤازرة للحلول الإنشائية التي تقدمها الحكومة السعودية، مبينة أن جميع مناطق المشاعر المقدسة مساحتها محدودة ولا تستوعب الأعداد الهائلة من الحجاج ، والتي تتزايد أعدادها باستمرارفي مناطق مثل عرفة ومزدلفة ومنى والمسجدالحرام.
واقترح الباحث في الدراسة إمكانية تكرار الصلوات المكتوبات والجمع والاعياد والقيام بها في جماعات متتالية حتى لا يحتشد الحجاج والمعتمرون مجتمعين في صلاة واحدة خلف أئمة الحرمين كما هو عليه الحال الآن ، وبذلك تتوزع ذروة الزحام على أوقات مختلفة .
كما اقترح تقسيم الحجاج إلى مجموعات في الرجم ، يقوم في الاساس على استغلال عنصر الوقت مستندين في ذلك على اختلاف المذاهب الفقهية .
وأخذت الدراسة بعدم التشبث بآداء كل نسك في وقت الافضلية خاصة إذا ترتب على ذلك إيذاء للنفس والغير ، إضافة إلى تقسيم الحجاج إلى أقسام ، والاقسام إلى مجموعات ، في أداء مناسك الحج ، بدءا من الوقوف بعرفة ، وانتهاء بطواف الوداع ، متبعة في ذلك منهجا علميا شرعيا يحقق آداء الجميع الاحكام والرخص .
ودعت الدراسة إلى تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة في الحج مثل الاصرار على صعود جبل الرحمة والوقوف اسفله ، مع إن عرفة كلها موقف ، والنفرة من عرفة بعد المغرب مباشرة مما يؤدي إلى توقف السير وتعطل الطرق ، إضافة إلى الإصرار على الوقوف بالمشعر الحرام في مزدلفة للدعاء ، مع أن مزدلفة كلها موقف والخلط بين المبيت بها ومقدار مدته ، وإصرار الكثيرين على قضاء الليل كله