۞ منتديات كنوز الإبداع ۞
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

۞ منتديات كنوز الإبداع ۞


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ۩�۩ مدرسة رمضان تفتح أبوابها ۩�۩

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفيروزي

عضو ذهبي  عضو ذهبي
الفيروزي


الجنس : ذكر
العمر : 37
الموقع المدينة المنورة
التسجيل : 30/09/2011
عدد المساهمات : 706

۩�۩ مدرسة رمضان تفتح أبوابها  ۩�۩ Empty
مُساهمةموضوع: ۩�۩ مدرسة رمضان تفتح أبوابها ۩�۩   ۩�۩ مدرسة رمضان تفتح أبوابها  ۩�۩ Icon_minitimeالإثنين 28 نوفمبر 2011, 9:34 am



مدرسة رمضان تفتح أبوابها


ها هي مدرسة رمضان تفتح أبوابها كالمعتاد، في موعد سنوي لا يتخلف منذ تأسيسها في السنة الثانية من الهجرة النبوية، وهي السنة التي فرض فيها الصوم في الإسلام. أي أنها منتظمة منذ أربعة عشر قرنًا و30 سنة.


إن شهر رمضان وصيام رمضان مدرسة حقيقية للتربية والتعبئة والتكوين والتدريب، ولو بحثنا لوجدنا جميع المتدينين مدينين في صلاحهم وتدينهم لمدرسة رمضان؛ فإما فيها بدأ تحولهم والتزامهم، وإما بفضلها يرمِّمُون ما يتضعضع من أحوالهم، وإما فيها يجددون عزائمهم، وإما في أجوائها يرتقون في مراتبهم.


مدرسة رمضان -كما هو معلوم- لا تستمر سوى شهر واحد، ولكنها تقدِّم مواد دراسية وتدريبات عملية مكثفة، بمستويات عالية الجودة والفعالية؛ مما يجعل الشهادة المحصلة للناجحين تفوق في قيمتها الشهادات المحصل عليها في سنة كاملة، أو حتى في عدة سنوات من الدراسات العادية. أما موادها الدراسية والتطبيقية فهي:

• مادة الصوم.

• مادة احترام الوقت.

• مادة الصلاة.

• مادة القرآن الكريم.

• مادة الكرم والإنفاق.

• مادة التزاور والتغافر.


• فأما المادة الأولى، فهي المادة الرئيسية في مدرسة رمضان، وهي التي تستغرق أكبر عدد من الساعات الدراسية. ومضمونها الامتناع والانقطاع عمّا هو مباح من شهوات البطن والفرج من الفجر إلى الغروب، ومن باب أولى الامتناع والانقطاع عمّا هو محرم من أصله.

ومقصود هذه المادة هو تمكين الصائمين من تحصيل التقوى وتدريبهم على ممارستها، وهو المقصد الذي أشارت إليه الآية الكريمة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

والتقوى في جوهرها منهج سلوك يتسم باليقظة والانتباه والاحتياط، ومقتضاه أن الإنسان عند كل خطوة يريد يقدم أن عليها: ينظر فيها، وينظر حواليها، وينظر ما قبلها وما بعدها.. وبعد ذلك يُقدِم عن بيِّنة ويمشي على بصيرة. وبيان هذا ومثاله ما روي "أن عمر بن الخطاب t، سأل أبيَّ بنَ كعب عن التقوى؟ فقال له أُبيُّ: أما سلكت طريقًا ذا شوك؟ قال: بلى. قال: فما عملتَ؟ قال: شمرت واجتهدت. قال: فذلك التقوى".

ومِثلُه عن أبي هريرة: "أن رجلاً قال له: ما التقوى؟ فقال: هل أخذتَ طريقًا ذا شوك؟ قال: نعم. قال: فكيف صنعت؟ قال: إذا رأيتُ الشوك عدلتُ عنه، أو جاوزته، أو قصُرت عنه. قال: ذاك التقوى".

وقد نظّم الشاعر هذا المعنى بقوله:

خَـلِّ الذنوب صغيـرَهـا *** وكبيـرَهـا.. ذاك التُّـقَى

واصنع كمـاشٍ فـوق أر *** ض الشوك يحـذر ما يـرى

فالصائم حين يصبح ويظل حذرًا متيقظًا؛ خشية أن يتناول ما يفسد صومه، من جرعة ماء، أو حبة تمر، أو لقمة طعام... وحين يغفل لحظة ثم ينتبه فيسحب الطعام أو الشراب من بين شفتيه، وحين يمسي خائفًا متوجسًا أن ينطق بكلمة غيبة أو كذب أو شهادة زور... وحين يغدو صارفًا سمعه وبصره عن هذه وتلك وهذا وذاك... وحين يُغضبه أو يستفزه أحد فتـثور ثائرته، لكنه يتذكر ويقول: اللهم إني صائم... وحين يهُمُّ بكسب حرام ثم يخاف على نفسه وعلى صيامه... حينئذٍ يكون فعلاً "كَمَاشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى". وتلك هي التقوى، وهو المعنى الذي يعبر عنه المغاربة بالمشي على البيض.


• وأما مادة احترام الوقت، فهي أن الإحساس بالوقت وضبطه والتقيد به، يكون في رمضان بما لا مثيل له ولا قريب منه في أي وقت آخر من السنة؛ فشهر رمضان يَعُدُّه الناس يومًا بيوم، فلا يكاد أحد يخطئ أو يتردد في كم مضى منه وكم بقي، بل يعدون أيامه ولياليه ساعة بساعة، ويعدون بعض مواعيده دقيقة بدقيقة، كما هو شأن وقت الإمساك ووقت الإفطار. وهذا فضلاً عن ضبط مواعيد الصلوات الخمس وصلوات التراويح.


• وأما مادة الصلاة، فهي وإن لم تكن خاصة برمضان، فإنها تعرف في رمضان زيادة كبيرة كمًّا وكيفًا، سواء بالمحافظة على أوقات الصلوات، أو بأدائها في المساجد والجماعات، أو في زيادة الصلوات النافلة، وخاصة منها صلاة التراويح. ولكن أهم ما تعرفه الصلاة في رمضان هو كثرة المنخرطين الجدد في صفوف المصلين.


• أما مادة القرآن الكريم، فتأتي أهميتها وخصوصيتها من كون رمضان هو شهر القرآن {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]. وكان جبريل u يأتي النبيَّفيدارسه ويعارضه القرآن مرة أو مرتين كل رمضان.


• وأما الكرم والإنفاق، فهما أيضًا مما يتضاعف ويزدهر في رمضان؛ وذلك أثر من آثار الصيام والإقبال على الله في هذا الشهر الذي يُوصف بالشهر الكريم. فحينما يهنِّئ الناس بعضهم بعضًا بحلول رمضان يقولون: "رمضان كريم". فرمضان شهر الجود والكرم والإنفاق، وفيه اشتهرت "موائد الرحمن" قديمًا وحديثًا. وهذا مما سنَّه رسول الله. قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كان رسول اللهأجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلَرسول اللهأجود بالخير من الريح المرسلة".

وهو القائل u: "من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا".

ومن أسباب ما يقع في رمضان من ارتفاع في أثمان المواد الغذائية والمواد الاستهلاكية عمومًا، كثرة الإطعام للفقراء، وكثرة الصدقة والإنفاق عليهم. ويتوج ذلك بإخراج زكاة الفطر في الأيام الأخيرة من رمضان وصبيحة الأول من شوال.

غير أن أعظم كرم يعرفه رمضان هو كرم الله تعالى الموصوف في الحديث النبوي الشريف: "إذا كان أولُ ليلة من شهر رمضان صُفِّدت الشياطين ومردة الجن، وغُلِّقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ كل ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة".


• وأما مادة التزاور والتغافر التي يكثر تداولها في رمضان بين الأقارب والجيران والأصدقاء، فلأن رمضان شهر المغفرة والتغافر، فمن يحب أن يغفر الله له فليغفر وليتغافر مع عباد الله {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22].

ومعلوم أن الأعمال الصالحة والإنجازات الناجحة -وهي كثيرة في رمضان- تبقى موقوفة القبول عند الله تعالى لكل من بينهم خصومة وقطيعة وتدابر. فمن هنا يبادر الناس إلى التزاور والتغافر والتصالح والتسامح في رمضان. ومن لم يكن عندهم شيء من هذا، فتواصلهم وتزاورهم خير على خير في شهر الكرم والخير.


وبقي أن أذكِّر كافة المسجلين في مدرسة رمضان أن الامتحانات النهائية تبدأ منذ "العشر الأواخر" من الشهر الكريم، وتبلغ ذروتها في ليلة القدر. وفي هذا الصدد يجب على الجميع أن يتذكروا قول السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان النبيإذا دخل العَشرُ شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله".


فمدرسة رمضان -ككل المدارس الجدية- ليست مضمونة النجاح لكل من يدخلونها ويمضون أوقاتهم بين جدرانها، وإنما النجاح فيها يكون بقدر ما تم تحصيله من موادها وتدريباتها، وما تم تحقيقه من مقاصدها وفوائدها. وقد حذّر النبيمن بعض الحالات التي لا يخرج أصحابها من مدرسة رمضان بشيء، قال u: "رُبَّ صائمٍ حظه من صيامه الجوع والعطش, ورُبَّ قائمٍ حظه من قيامه السهر". وقال: "من لم يدَعْ قولَ الزور والعملَ به، فليس لله حاجة في أن يدَعَ طعامه وشرابه".

وفي الحديث أيضًا "أن رسولصعد المنبر، فلما رقيَ عتبة، قال: "آمين". ثم رقي عتبة أخرى، فقال: "آمين". ثم رقي عتبة ثالثة، فقال: "آمين". ثم قال: "أتاني جبريل، فقال: يا محمد، من أدرك رمضانَ فلم يغفر له، فأبعده الله، قلت: آمين. قال: ومن أدرك والديه أو أحدَهما، فدخل النار، فأبعده الله، قلت: آمين. فقال: ومن ذُكرتَ عنده فلم يصلِّ عليك، فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين"[1].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
۩�۩ مدرسة رمضان تفتح أبوابها ۩�۩
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
۞ منتديات كنوز الإبداع ۞ :: ۞ المنتديات الإسلامية ۞ ::  ۩ رمضان .. شهر الصوم والقرآن ۩-
انتقل الى: