¤¦¤ أهم المشكلات الاجتماعية وسبل الوقاية منها وعلاجها ¤¦¤
كاتب الموضوع
رسالة
الشبح
عضو فضي
الجنس : العمر : 36 كوكب الأشباح التسجيل : 06/09/2011عدد المساهمات : 512
موضوع: ¤¦¤ أهم المشكلات الاجتماعية وسبل الوقاية منها وعلاجها ¤¦¤ الأحد 27 نوفمبر 2011, 8:56 am
أهم المشكلات الاجتماعية وسبل الوقاية منها وعلاجها
في هذا العصر وسبل الوقاية منها وعلاجها، وسيتم التركيز على عدة مشكلات اجتماعية على رأسها انحراف الشباب، حيث سيتم الحديث عن الانحراف الفكري والانحراف السلوكي للشباب، يلي ذلك التعرض لمشكلة انتشار وسائل الإعلام المضللة، من خلال الحديث عن مفهوم الإعلام الصحيح، وأنواع وسائل الإعلام، والآثار السلبية لتلك الوسائل، وطرق حماية أنفسنا من تلك الآثار، أما ثالث هذه المشاكل فسيتناول ضعف صلة كثير من الشباب بعلماء الإسلام، لننتقل بعدها إلى المشكلة الرابعة ألا وهي انتشار الفواحش الأخلاقية، وعلى رأسها الزنا، واللواط، والقذف، والاختلاط. وخامس المشاكل الاجتماعية سيتناول مخاطر المخدرات والمسكرات والدخان، والآثار الخطيرة المترتبة على تعاطي هذه السموم، و ستكون الرشوة وأثرها في إفساد العلاقات الاجتماعية أخر مشكلة اجتماعية يتم التعرض لها. وفي نهاية المطاف سيتم تناول سبل الوقاية والعلاج من المشكلات الاجتماعية الخطيرة التي تم ذكرها مسبقاً.
انحراف الشباب
لا يخفى عليك أن الشباب الصالح يُعدّ مصدر قوة لمجتمعاتهم، فعليهم تعقد الآمال، وبإرادتهم الجادة تحقق الطموحات السامية، أما إذا كانوا فاسدين، فإنهم يكونون سبباً في تدمير أنفسهم ومجتمعاتهم. ويمكننا تلخيص أهم أنواع انحراف الشباب في الأمور الآتية:
الانحراف الفكري
من التحديات الكبيرة التي تواجه المسلمين اليوم الانحراف الفكري والتبعية الثقافية للغرب أو الشرق في المفاهيم والأفكار، حيث يعتنق الشباب أفكـار غـير سوية تعمل على هدم معالم الدين١، كالعلمانية، والقومية، أو اعتقاد عدم وجوب الحكم بما أنزل الله، أو التشكيك في الحة الإسلامية ومقوماتها٢، وغالباً ما يترتب على هذا الانحراف الفكري، التسبب في هدم الدين من داخله أو خارجه.
ومن أهم الأسباب التي تُؤدي إلى هدم الدين من داخله، الغلو والتشدد في الأخذ بتعاليم الدين وأحكامه، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله "إياكم والغلو وإنما هلك من كان قبلكم الغلو في الدين٣"، والغلو في الدين يُؤدي إلى الانحراف في فهم النصوص الشرعية، وتشدد المجتمع والاقه على ذاته، فيهدم الإسلام من داخله وينفر الناس عنه، ولذا دعا الرسول إلى الاعتدال والوسطية، ويشهد لهذا ما ورد: أن بعض أصحاب النبي قال: أنا أصلي الليل أبداً، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء إليهم النبي فقال أنتم الذين قلتم كذا كذا؟ أما والله إني أخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني٤".
انظر كيف استطاع الرسول ببيانه أن يحقق الأمن الثقافي للمجتمع المسلم، ويحميه من الانحراف الفكري والغلو في الدين وإن كانت دواعيه سامية.
ومن الأسباب التي تعمل على هدم الإسلام من خارجه، إقبال الشباب على الثقافات والأفكار غير الإسلامية، التي تُفسد فطرتهم، وتُضعف معتقداتهم، وذلك قبل أن يتعمقوا في دين الله ويحيطوا بمعالمه العامة، ويكوّنوا لأنفسهم حصانة فكرية تحميهم من الانزلاق في الشبهات وإتباع غير الحق، قال عمر رضي الله عنه: قلت للنبي : يا رسول الله إني مررت بأخ لي من قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك ؟ قال : فتغير وجه رسول الله قال عبد الله : يعني ابن ثابت فقلت له : ألا ترى ما بوجه رسول الله ؟ فقال عمر: رضينا بالله تعالى رباً و بالإسلام ديناً و بمحمد رسولاً، قال : فسري عن النبي وقال : والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم إنكم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين٥".
وإياك أن تفهم من هذا، أن الإسلام يمنع من الابتكار والتجديد والانفتاح على العلوم والثقافات الأخرى النافعة، إذ لا يخفى عليك أن كثيراً من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية دعت إلى العلم النافع الذي ينمّي المجتمعات، ويرفع من شأنها، ومن هذا قوله تعالى: وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا طه:١١٤. وقوله "الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها٦".
الانحراف السلوكي
مظاهر الانحرافات السلوكية تتعدد وتختلف من مجتمع لآخر ومن حضارة لأخرى نتيجة اختلاف المعايير والقوانين والثقافات، فما قد يُعتبر انحرافاً في أحد المجتمعات قد لا يعتبر كذلك في مجتمع آخر، إلا أن هناك مجموعة من السلوكيات التي لا يختلف مجتمع عن آخر ولا تشريع عن غيره في اعتبارها انحرافا سلوكياً كالسرقة مثلاً، ولا يخفى عليك وجود بعض مظاهر الانحـراف السلوكي عند بعض المسلمين في المعاملات المالية وفي الأخلاق، وقد نتج عن ذلك ازدياد أعمال الفساد والجريمة، مثل النصب و الاحتيال، وأكل أموال الناس بالباطل، فضلاً عن التبرج والاختلاط، والجرأة على فعل المنكرات، والامتناع عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كما نَشِطَ التشبه بغير المسلمين في المناسبات كالأعياد وحفلات الزواج، وأزياء الملابس (الموضات)، ونحو ذلك مما فيه ابتعاد عن هذي النبوة، وينطبق عليه قول النبي : "من تشبه بقوم فهو منهم٧". هذا، ويجب عليك أن تعلم، إنما نهينا عن التشبه بغير المسلمين، تجنباً لحبهم وموالاتهم، وحفاظاً على الهوية الإسلامية والشخصية المسلمة المتميزة بعقيدتها وأخلاقها وسلوكها وولائها للإسلام. هذا، وينبغي عليك أن لا تخلط بين عبادات غير المسلمين وعاداتهم، وبين إنجازاتهم التي فيها مصلحة للمسلمين في حياتهم الدنيوية، كالابتكارات والاختراعات، فإنه يجب علينا الاستفادة منها، وهي ليبست من التشبه بهم في شيء، ويشهد لهذا اقتراح سلمان الفارسي على النبي حفر الخندق لصد هجوم الأحزب على المدينة٨.
ضعف صلة كثير من الشباب بعلماء الإسلام
من أخطر المشكلات الاجتماعية التي يُواجهها المسلمون في هذا العصر مشكلة ابتعاد كثير من الشباب عن علماء الإسلام وضعف الصلة بمجالسهم، ظناًّ منهم أنهم قادرون بأنفسهم على تكوين مشاعر إيمانية، وأخلاق دينية، وثقافة إسلامية كافية من الكتب، أو من وسائل الإعلام. والواقع غير ذلك، لأن العلماء الربانيين، هم ورثة الأنبياء، وهم منارات الهدى في أي مجتمع، بما أعطاهم الله من العلم النافع، وهم الحصانة للأفراد في السر والعلانية، ولهذا فضلهم الله على غيرهم فقال تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَاب الزمر:٩. وإن صحبتهم من أقوى العوامل في إصلاح الفرد المسلم، وتعميق إيمانه، وتطبيع أخلاقه على الاعتدال، وتفقيهه أمور الدين، وإعداده روحياًّ وتكوينه تربوياًّ.
انتشار الفواحش الأخلاقية
حرم الله سبحانه وتعالى الفواحش بأنواعها المختلفة، ليبقى المجتمع نظيفاً طاهراً، قال تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ الأنعام:١٥١. وفي الفقرات التالية نتعرف على حكم بعض الفواحش والحكمة من تحريمها، والأخطار المترتبة عليها ومن هذه الفواحش:
¤¦¤ أهم المشكلات الاجتماعية وسبل الوقاية منها وعلاجها ¤¦¤