الحب مفتاح لحلّ المشكلات الزوجية
عندما تمتلك ذلك الشعور الودّي تجاه زوجتك، فهذا يعني أنك امتلكت المفاتيح الذهبية لحل مشكلاتك الزوجية بسهولة، ولا شك أن هذا الحب سيسهم في تذليل الصعاب التي قد تواجه أي زوجين دبّ بينهما الخلاف.. يقول علماء النفس في دراسة ظاهرة الزوج النكدي كمثال لمشكلة تلاقيها الزوجة: "إن الحب الزوجي يلعب دوراً كبيراً في القضاء على ظاهرة الزوج النكدي، فبالحب وحده تستطيع الزوجة فض الاشتباك، وإذابة الجليد واستعادة احترام وتقدير وحب زوجها لها". فلو أخذنا مثالاً لمشكلة زوجية، هي: تأخّر الزوج عن المنزل بشكل مستمر، فقد تشك الزوجة في ذلك، وتعتبره حالة من التقصير والتهميش، فتنشأ حرب ضروس بينهما جرّاء ذلك، لأن مشاعر الحب غائبة عن الموقف، وإذا تصوّرنا الحدث ذاته، ولكن مع وجود مشاعر الحب، فإن الزوجة سوف تحمل زوجها على محامل كثيرة من محامل الخير، فهي تعرف أنه لا يهمّشها، فتجد له العذر في تأخّره وتقدّر أنه كان عن غير قصد، أو لأي سبب من الأسباب التي لابدَّ أن تكون مسوَّغة لديها.. وإن كان التقصير من جانب الزوج، فستسعى لبذل قصارى جهدها لحل المشكلة، عبر التفاهم الهادئ أو أخذ الأمور بحلم ورؤية أو غير ذلك أملاً بصلاح قريب.. إن الكثير من محاولات الإصلاح الزوجي قد تفشل، لأن العلاقة لم يتخللها الحب، أو يكون هذا الحب قد نُسي في أوقات النزاعات، ما يجعل كل طرف يميل إلى التخلّص من الآخر، أو الانتقام منه. أما إذا كان الزوجان يتبادلان معاني الحب، من وقت لآخر، فإن هذه المعاني المتبادلة تمنحها دافعاً قوياً لتقريب المسافات، وتضييق شقّة الخلاف عند حدوث أي مشكلة بينهما، فيعود كل منهما للآخر بسرعة، ولا تقوِّض رياح الخلاف بناء السعادة الزوجية. ولهذا ينصح أحد الخبراء في المعالجات النفسية، أن يركّز المصلح بين الزوجين على الأيام الخوالي، وذكريات الهيام والسعادة التي عاشاها معاً.. لتنجذب النفسان كلُّ منهما نحو الآخر، ويسهل حل المشكلات بعدها، مهما بلغ الشقاق بينهما من الحدَّة والعنف. وكما أن وجود الإحساس بالحب في الحياة الزوجية، يسهم في حل المشكلات ووأدها قبل أن تولد، فإن افتقاد ذلك الإحساس يخلق الكثير من المشكلات الزوجية، الأمر الذي يعده علماء النفس أحد أهم أسبابها، ومن تلك المشكلات، عدم التقدير، والمعاملة الفظة، وحب السيطرة، وعدم احترام الحقوق، وسوء الظن وغيرها..