الجنس : العمر : 36 كوكب الأشباح التسجيل : 06/09/2011عدد المساهمات : 512
موضوع: !~¤§¦ سمات المجتمع الإسلامي ¦§¤~! الأحد 27 نوفمبر 2011, 8:38 am
سمات المجتمع الإسلامي
قد تميز المجتمع الإسلامي عن غيره من المجتمعات بعدد من السمات جعلته بحق مجتمعاً فريداً لم تعرف البشرية مجتمعاً مثله جمع في ثناياه هذه السمات الحميدة، ليكون أنموذجاً يرتجى، ومثالاً يحتذى عند العقلاء من بني البشر، وسنتناول في هذا الموضوع أهم سمات المجتمع الإسلامي وأولاها: أنه مجتمع ملتزم بشرعه في كل تصرفاته، وثانيها: أنه مجتمع جاد في كل أعماله، ولهذه الجدية مظهرين: العلم النافع، والعمل الصالح، وثالثها: أنه مجتمع متسامح مع أتباعه، ومع غير أتباعه، ورابعها: أنه مجتمع آمن، لأنه آمن بمولاه فآمنه في دنياه وآخرته.
يمكن القول أن المجتمع الإسلامي يتميز بعدة سمات وعلى رأسها أنه مجتمع ملتزم بالشرع، وجاد، ومتسامح، وآمن، وفيما يلي شرح مفصل لهذه السمات الأربع.
مجتمع ملتزم بالشرع
من أهم سمات المجتمع الإسلامي أنه مجتمع ملتزم بالشرع، ونعني بهذه السمة، أن لهذا المجتمع مرجعيته العليا وهي الكتاب والسنة يصدر عنها المجتمع في كل تصرفاته، فهي التي تدير شؤون أفراده وتحكم تصرفاتهم، وهذا من مقتضيات الاستخلاف في الأرض، قال تعالى: ِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون النور:٥١.
إن الالتزام والقيام بما تأمر به شريعة المجتمع، هو الجانب العملي في العقيدة، وهو دليل قوّة الاستمساك بالعقيدة، إذ العمل جزء من العقيدة مرتبط بها، يعلو بعلوها وينحطّ بانحطاطه١، وهذا يجعلنا نشدّد على أن المجمتع الإسلامي مجتمع يقوم على أساس العقيدة التي تربط بين قلوب أفراد هذا المجتمع، تقوم على الاقتناع الحر الذي لا إكراه فيه ولا عنت٢ قال تعالى: لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَي البقرة:٢٥٦.
يعني هذا أن المجتمع الإسلامي يحتكم إلى قاعدة الحسن ما حسّنه الشرع والقبيح ما قبّحه الشرع، فتكون تصرفات الأفراد وشؤون الأسرة وأخلاقيات المجتمع وفق أوامر الشريعة الإسلامية، لا على الأهواء البشرية، ويرى ذلك كله جزءاً من التزامه الديني وعبوديته لله تعالى٣ فهو لا يلتفت إلى تلك الدعوات التي تصدر بين الحين والآخر باسم الحريّة والتطور وحقوق الإنسان والتي تسعى إلى النيل من ثوابت المجتمع والمساس بالتزاماته تجاه مرجعيته العليا. وكل فرد في هذا المجتمع عليه أن يراقب ذلك المجتمع، وأن يقوم بواجبه نحو حمايته من كل آفة تهدد ثوابته، وتجلب له الشقاء والوهن٤.
مجتمع جاد
وبعد أن درسنا السمة الأولى والآن تعال بنا ننتقل إلى السمة الثانية آلا وهي سمة الجدية. في المجتمع الإسلامي مظاهر عدّة تشهد على أنّه مجتمع جادّ لا مكان فيه لصغائر الأمور وسفاسها، ويمكن أن نعدّ الحرص على العلم النافع والسعي إلى العمل الصالح، أبرز مظهرين يتضح من خلالهما جديّة هذا المجتمع٥.
مجتمع جاد
العلم قيمة عليا من قيم المجتمع المسلم، لا تفارقه ولا تنفك عنه ما دام يحمل اسم الإسلام، إن العلم في الإسلام أفق محيط لا يجمد ولا يضيق، فالإنسان في الإسلام يتعلم كل ما ينفعه وكل ما يطمح له٦، فالعلم النافع هو كل علم يقرب من الله سبحانه وتعالى، ويزيد الخشية منه، ويدفع إلى الع الصالح، ويدخل في هذا العلم الشرعي، والعلوم الأخرى التي تدفع الإنسان إلى التفكير في المخلوقات وإدارك قدرة الله تعالى وبديع صنعه، فالمجتمع الإسلامي يرحب بهذا العلم ويهيئ المناخ المناسب له، لأنه الوسيلة الفاعلة لتحقيق مقاصد ثلاثة يحرص المجتمع عليها وهي توجيه التفكير، وإصلاح العل وإيجاد الوازع النفسي٧.
إن المجتمع الإسلامي يرفض كل علم لا يكون وسيلة لتحقيق إحدى الغايات السامية للمجتمع، ويصنفه على أنه علم لا ينفع، وقد أرشدنا النبيّ إلى هذا الفهم حين استعاذ من هذا العلم، فكان يقول: "اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعْ٨"، هذا النوع من العلم، يسعى المجتم الإسلامي إلى محاصرته والتضييق على أهله أياً كان الوعاء الذي يظهر فيه، لأن نتيجته واحدة وهي الترويج للعبث، والتشكيك في الثوابت الدينية، وإثارة الشبهات حولها، وهي أمور كان يخلو المجتمع الإسلامي منها في عصوره الذهبية٩.
العلم الصالح هو العلم الذي يتبعه العمل الصالح إذ أنهما متلازمان، ولا يتصور انفصالهما، إذ لا يكون العمل صالحاً ما لم يبن على علم نافع، ولهذا قدّم الله تعالى الأمر بالعلم على الأمر بالعمل في قوله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات محمد:١٩، ولا قيمة لعلم ما ل يتبعه عمل صال، ولا لقول لا يتبعه الفعل، ولذا حذرنا الله سبحانه وتعالى من ذلك١٠ حيث قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُون٢ َبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُون الصف:٢-٣
إن مفهوم العمل الصالح، مرتبط بمفهوم العبادة كما يفهمها المجتمع الإسلامي، فدائرة العمل الصالح واسعة جداً تشمل الحياة وما فيها ولا تختص بالشعائر التعبدية، كما تشمل كيان الإنسان كله ظاهره وباطنه، وهذا ما وضحه الإمام ابن تيمية رحمه الله عند ما عرف العبادة بقوله: "هي اسم جامع لكل ما يح الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة" فكل عمل يؤدي إلى مرضاة الله ويجلب النفع إلى البشرية، فهو عمل صالح يرحب به في المجتمع الإسلامي، ويفتح له الأبواب ويشجع عليه أصحابه، وليس من طبيعة المجتمع الإسلامي تصنيف الأعمال إلى رفيع ووضيع، وإنما يعمل به مادام صالحا وتدعو الحاجة إليه، بينما يضيّق المجتمع الإسلامي على الأعمال العبثية بكل أنواعها، لأنها مهدرة للوقت والجهد، مشغلة عن الجد، فلا مكان لمجتمع أنيطت به مهمة الخلافة في الأرض لمثل هذه الأعمال مهما حاول أهلها تزيينها، وذلك أن المجتمع الإسلامي يقظ بكل أفراده١١.
مجتمع متسامح
يجدر بنا أن ننتقل إلى سمة أخرى وهي أهمية التسامح الإسلامي مع معتنقيه وغير معتنقيه على حد سواء. التسامح في اللغة مصدر سامحه إذا أبدى له السماحة القوية، لأن صيغة التفاعل هنا ليس فيها جانبان، فيتعين أن يكون المراد بها المبالغة في الفعل، مثل عافاك الله، وأصل السماحة سهولة المعاملة فيما اعتاد الناس فيه المشادة، فهي وسط بين الشدة والتساهل١٢، فالتشدد في كل شيئ ممقوت، ول يأتي غالباً بخير، أما الرفق واللين فتحقق آثاراً طيبة، ونتائج مثمثرة.
إن السماحة صفة بارزة في المجتمع الإسلامي، لأنها ظاهرة في ثنايا الإسلام كله، فالأحكام الشرعية مبنية عليها، فهذا قول الله تعالى ينطق بها: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ البقرة:١٧٣، والله سبحانه وتعالى يصف رسوله بالسماحة ويحثّه للمداومة عليها، وذلك في قول تالى: َبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِك آلعمران:١٥٩، ويرجع معنى السماحة إلى التيسير المعتدل، وهي معنى اليسر الموصوف به الإسلام١٣ قال النبي : "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا١٤".
تظهر السماحة في المجتمع الإسلامي جلية في المواطن التي يظن فيها ظهور ضدها كالانفعال والغضب والأنانية، وذلك في حالات البيع والشراء، وأماكن الاحتكاك العامة، فإن أبناء المجتمع الإسلامي يمتثلون قول النبيّ : "رَحِمَ اللهُ رَجُلاً سَمْحاً إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَ١٥"، فالسماحة بمفهومها الواسع، صفة مصاحبة لتصرفات المجتمع الإسلامي، فهم بعيدون عن الانفعالات، معرضون عن التجاوزات، وهذا ما تقتضيه الأخوة في الدين١٦.
ولكن كيف نوفق بين تسامح الإسلام وبين بعض الآيات الكريمة مثل قوله تعالى: لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ آلعمران:٢٨. وقوله تعالى: فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ التوبة:٥. الآيات السابقة لا صلة لها البتة بموقف الإسلام المتسامح، لأنه وردت في المعتدين على الإسلام والمحاربين لأهه، وتنفير أفراد الأمة من معاونة خصومها واجب يتجدد في كل عصر١٧.
ولا يعني هذا أن المسامحة محصورة بين المسلمين فيما بينهم، فقد أمر الله بها مع المخالفين في الدين، فأمر بالإحسان إلى الوالدين الكافرين، وأذن ببر المخالفين ما لم يكونوا محاربين، وأباح الزواج من نساء اليهود والنصارى، وأجاز المعاملات الدنيوية معهم، وهذه هي السماحة بعينها١٨. ولا يُعْذر المسلم بترك السماحة والإعراض عنها بحجة أن غيره لا يعني بها أو بحجة كثرة الهموم وضغط العمل وسوء الأحوال، فإن الله وصف عباد الرحمن١٩ بقوله: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا الفرقان:٦٣.
وسيرة النبيّ حافلة بالأحداث التي تؤكد سماحته مع كل من تعامل معهم، فهذا أعرابيّ يجذب رسول الله جذبة شديدة ثم يقول له: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله فضحك ثم أمر له بعطاء٢٠".
مجتمع آمن
تعرفنا من خلال الموضوع آنف الذكر على سماحة المجتمع الإسلامي، وذلك لسماحة الدين الإسلامي الذي يتصرف وفق أوامره، وتظهر وتتلألأ معالم هذه السماحة كلما كان المجتمع الإسلامي أقرب إلى الكتاب والسنة وفهم مقاصدهما، في ضوء سيرة رسول الله ، وبعد أن فهمنا هذا، وما سبقها من السمات، فحريّ بن الآن أن ننتقل إلى السمة الرابعة، وهي سمة الأمن، فهي تعدّ نتيجة وحصيلة السمات السابقة.
يتصف المجتمع الإسلامي بأنه مجتمع آمن، والأمن هو تحقق السكينة والطمأنينة والاستقرار على مستوى الفرد والجماعة. والإسلام يعتبره نعمةً وفضلاً، لأنه عامل من أهم عوامل الراحة والسعادة لبني الإنسان في الحياة، وهو مطلب رئيس للمجتمعات جميعها، بيد أن حصولها عليه ليس بالأمر اليسير، وإن ال والأحداث من حولنا لتشهد بهذا٢١. ثمة تلازم واضح بين الأمن والإيمان، وبين الكفر والخوف، قال تعالى: وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُون النحل:١١٢.
ولما كان المجتمع الإسلامي مجتمعاً مؤمناً ملتزماً، كان بالضرورة آمناً، ونحسب أننا لا نبالغ عندما نقول إن البشرية قلما شهدت مجتمعاً ساده الأمن والأمان كالمجتمع الإسلامي على مرِّ العصور، وحسبنا دليلاً على هذا، الإحصاءات والأرقام التي تتحدث عن أعداد مذهلة ومخيفة في جرائم القتل والسرقة والاغتصاب، في الدول التي تنصف على أنها من دول العالم الأول٢٢.
مجتمع آمن
الطريق الأول: سلامة منهج الفرد، واستقامة سلوكه، فإن الأصل في الإنسان المسلم أنه لا يحتاج إلى رقابة القانون وسلطة الدولة لكي يرتدع عن الجرائم، لأنّ رقابة الإيمان أقوى، والوازع الإيماني في قلب المؤمن حارس يقظ، لا يفارق العبد المؤمن ولا يتخلّى عنه، فالإيمان هو الذي يحقق الأمن للمجتمع ويقيه من الأخطار، فإذا تخلى أبناء المجتمع المسلم عن دينهم أحدقت بهم المخاوف من كل جانب وانتشرت بينهم الجرائم٢٣.
الطريق الثاني: المجتمع، فما المجتمع الإسلامي في أصل تكوينه إلا عدد كبير من الأسر التي نشأت على هدي من الله تعالى، فقامت بدورها المنوط بها في رعاية أفرادها وتوجيههم، ليكونوا عناصر خير وحراس أمن في المجتمع.
يضاف إلى هذا، أن المجتمع نفسه تحكمه ضوابط أخلاقية وتسود فيه روابط اجتماعية، منبعها كلها الإيمان، تزين لأبنائها كل أشكال الخير وتحثهم عليه، وتقبح عليهم كل أشكال الشر، وتحذرهم منه، فالمجتمع الإسلامي بهذه المواصفات المتميزة يرعى أبناءه، ويحاصر فيهم نزعة التفرد والتمرد، ويعزّ في نفوسهم احترام القيم الجماعية، وهذا يسهم إلى حدٍ بعيد في توفير الأمن لهذا المجتمع.
الطريق الثالث: العقوبات، وهي موانع لفئة من الناس عن المساس بأمن المجتمع، فإن الإسلام لا يركن في هذا المقام إلى الوازع الفردي والرقابة الجماعية فحسب، فإن بعض النفوس تميل إلى حبّ السيطرة والعدوان، والقويّ ميّال إلى النيل من الضعيف، فقد لا تكفي والحالة هذه صيحات التهذيب والإصلاح، ولا آيات الوعد والوعيد في الآخرة تصون المجتمعات، فلابد من رادع ماديّ وعقاب عاجل، كي تنزجر هذه الفئة، ويعيش المجتمع آمناً٢٤.
ولقد أثبت التاريخ أن المجتمع الإسلامي عندما طبق الحدود، عاش آمناً مطمئناً على أمواله وأعراضه ونظامه، وقد كانت الحجاز مرتعاً خصباً لأشنع جرائم السرقة وقطع الطريق، فما أن طبقت الدولة السعودية الحدود حتى استتب الأمن وانقطعت السرقات حتى أصبحت البلاد مضرب المثل المستغرب في انقطاع الم٢٥.
إن الّذين يعترضون على هذه الحدود بحجة الإشفاق على الأفراد، هم في حقيقة الأمر يعتدون على حقوق مججتمع بأكمله، فجرمهم بهذا المسلك، أشدّ وأقبح من جرم من ارتكب جريمته. كما أننا نقول لأولئك الذين يرون أن بعض العقوبات قاسية، تعذر عليهم – لجهلهم- أن يتصوروا قساوة الجريمة التي قام بها من استحق هذه العقوبة، إذ لو لم تكن العقوبة بمستوى الجريمة، لما كانت هذه العقوبة رادعة.
أخي الطالب لقد غاب عن هؤلاء الذين يعترضون على العقوبات الشرعية، أن حياة المجتمع وأمنه، منوطة بها، قال تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ البقرة:١٧٩، أيها القارئ النجيب إن التهديد بقتل من يقتل، أو تنفيذ حكم القصاص فيه، كفيل بأن يحول بين عشرات جرائم القتل التي كانت قد تحدث لولا الخوف من القصاص، وأن الوقائع والأحداث التأريخية خير شاهد على هذا.
وبناءً على ما تقدم ينبغي على أبناء المجتمع الإسلامي أن لا يلتفتوا إلى أدعياء الإنسانية، والمستترون بحقوق الإنسان، والذين يهدفون إلى تدمير المجتمع، وإلى إشاعة الفاحشة فيه، وإلى نزع الأمن الإسلامي من جنباته، وذلك عن طريق الاعتراض على العقوبات الشرعية بحجة الغيرة المزعومة على حياة أفراد لم يعد لهم مكان في المجتمع بسبب انحرافهم.
إن العقوبات التي شرعها الله تعالى بشروط وضوابط هي غاية في الاحتياط تعدّ رحمة من الله تعالى، لأنها تحفظ على المجتمع أمنه، وتجعله متميزاً بمثله وقيمه بين المجتمعات الأخرى بهذه السمات التي مرت عليك٢٦.
الخلاصة
المجتمع الإسلامي مجتمع ملتزم بالشرع، والمقصود بهذا، أن لهذا المجتمع مرجعيته العليا وهي الكتاب والسنة يصدر عنها المجتمع في كل تصرفاته، فهي التي تدير شؤون أفراده وتحكم تصرفاتهم.
المجتمع الإسلامي مجتمع جادّ لا مكان فيه لصغائر الأمور وسفاسفها، ويمكن أن نعدّ الحرص على العلم النافع والسعي إلى العمل الصالح، أبرز مظهرين يتضح من خلالهما جديّة هذا المجتمع.
يتحلى المجتمع الإسلامي بقيم التسامح والعدالة، فيما بينهم ومع غيرهم ممن لم يعتدوا عليهم، جاعلين نصب أعينهم قول الله تعالى: وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ المائدة:٨.
يتصف المجتمع الإسلامي بأنه مجتمع آمن، والأمن هو تحقق السكينة والطمأنينة والاستقرار على مستوى الفرد والجماعة. والإسلام يعتبره نعمةً وفضلاً، لأنه عامل من أهم عوامل الراحة والسعادة لبني الإنسان في الحياة، وهو مطلب رئيس للمجتمعات جميعها.