تقول دراسة أمريكية حديثة إن الطلاق والترمل قد يحدثان أثراً سلبياً، مباشراً وطويل المدى، على الصحة الجسدية والنفسية، وإن إعادة الزواج قد لا تجدي في تخفيف هذا الأثر المدمر.
وتأتي الدراسة كتأكيد لأبحاث سابقة بأن الزواج يعزز صحة الرجل و"حافظة نقود" المرأة، بالإشارة إلى أن "أبغض الحلال" قد يؤدي لانتكاسات صحية، من الإصابة بأمراض القلب وحتى السرطان.
ووجدت الدراسة التي قامت بأبحاثها أخصائية علم الاجتماع، ليندا ويت، مدير "مركز الشيخوخة بمركز أبحاث الآراء القومي في جامعة شيكاغو"، أن المطلقين عرضة، وبنسبة 20 في المائة، أكثر للإصابة بأمراض مزمنة، كأمراض القلب والسكري والسرطان، عن الأشخاص المتزوجين.
وركزت الدراسة، التي قامت بها ويت وإليزابيث هيوز، من "كلية الصحة العامة" بجامعة جونز هوبكنز بلومبيرغ، على قرابة 9 آلاف شخص تراوحت أعمارهم بين سن 51 و61 عاماً.
ولم يقتصر التأثير عند الإصابة بالأمراض، بل القدرة على الحركة أيضاً، حيث وجد المطلقون صعوبة في الحركة - مثل تسلق الدرج أو المشي لمسافات قصيرة - وبنسبة فاقت 23 في المائة أولئك المتزوجين
ورغم ما يعرف من فوائد الزواج على الصحة، ويعتقد أن مبعث ذلك هو الإحساس بالاستقرار المالي والتأثير الإيجابي للزوجة بالإشراف على النمط الغذائي والمعيشي للزوج، أظهرت الدراسة الحديثة أن تلك "المآثر" لا تنطبق على "الجولة" الثانية أو الثالثة من الزواج.
وبينت التحليلات أن 12 في المائة من المتزوجين للمرة الثانية مازالوا عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، ويجد 19 في المائة منهم صعوبة في الحركة، مقارنة بمن استمرت زيجتهم الأولى.
وفي هذا الصدد علقت ويت بالقول: "إعادة الزواج تساعد في وضعك مجدداً في مسار صحي، إلا أنها تضعك عند أدنى نقطة انطلاق."
ومن التأثيرات الأخرى للزواج وفق الدراسة التي ستنشر في دورية "الصحة والسلوك الاجتماعي":
* العزاب ممن لم يتزوجوا مطلقاً اشتكوا من صعوبة الحركة، وبنسبة 12 في المائة، أكثر من المتزوجين
تزايد احتمالات الإصابة بالاكتئاب بواقع 13 في المائة من تلك الفئة والمتزوجين.
وأكدت العديد من الأبحاث الأخيرة أن الزواج يحسن النمط المعيشي بوسائل شتى، وأن العزاب أكثر عرضة للتوجه نحو الكحول والإسراف في تناولها، والموت بأمراض متصلة بالتدخين.