لماذا الزوجة لا تملك حق الطلاق...؟!!
هنا يتبادر إلى الأذهان سؤال كثيرا ما أثاره الذين لا يؤمنون بنظام الإسلام وعظمته وسمو حكمته، وهو: لماذا جعل الطلاق بيد الرجل وحده؟ ولماذا لم يجعل للمرأة رأي في ذلك ما دامت هي شريكة للرجل في حياته؟!!
إن الاحتمالات العقلية في هذا الموضوع لا تخلو عن خمسة:
1- أن يجعل الطلاق بيد المرأة وحدها.
2- أن يجعل الطلاق باتفاق الرجل والمرأة معا.
3- أن يجعل الطلاق عن طريق المحكمة.
4- أن يجعل الطلاق بيد الرجل وحده.
5- أن يجعل الطلاق بيد الرجل وتعطى المرأة فرصة في الطلاق إذا أساء الرجل استعمال حقه.
وهنا سنناقش كل احتمال على حدة:
أولا: لا سبيل لإعطاء المرأة وحدها حق الطلاق لأن فيه خسارة مالية للرجل وزعزعة لكيان الأسرة، والمرأة لا تخسر ماديا بالطلاق بل تكون رابحة لأنها تربح مهرا جديدا وعريسا جديدا وبيتا جديدا. وإنما الخاسر هنا هو الرجل الذي دفع المهر للمرأة وقام بنفقة البيت والأولاد ونفقات العرس وإذا أعطيت المرأة حق الطلاق بمحض إرادتها سهل عليها أن توقعه متى ما وقعت في خصام مع الزوج نكاية به ورغبة في تغريمه والانتقام منه، لا سيما أنها سريعة التأثر شديدة الغضب ولا تفكر بالنتائج وهي في ثورة غضبها.
ثانيا: أما جعل الطلاق بيد الرجل والمرأة معا، فأمر يكاد يكون من المستحيل اتفاقهما عليه، والإسلام لا يمنع أن يتفاهم الرجل والمرأة على الطلاق ولكن لا يعلق صحته على اتفاقهما معا. إذ ما يكون الحال فيما لو أصبحت حياة الرجل مع امرأته شقاء ليس بعده شقاء وأراد أن توافقه على الطلاق فأبت؟!! وكثير من النساء في مثل هذه الحالة - هداهن الله – يفضلن عذاب الرجل وتعاسته على راحته وخلاصه، ثم إن المرأة لم تنفق شيئا على البيت ولم تدفع مالا للرجل فلماذا تربط إرادته بإرادتها في إنهاء الحياة الزوجية؟ وكيف تجبره على امرأة كرهها ثم أبت أن توافق على طلاقها منه.
ثالثا: جعل الطلاق عن طريق المحكمة كما هو عند الغربيين فقد ثبتت أضراره من جهة وعدم جدواه من جهة أخرى.
أما أضراره فلما يقتضيه من فضح الأسرار الزوجية أمام المحكمة والمحامين عن الطرفين وقد تكون هذه الأسرار مخزية ومن الخير لأصحابها سترها، كما لو أن رجلاً اشتبه في سلوك زوجته وتقدم إلى المحكمة طالبا طلاقها لهذا السبب، فكم ستكون الفضائح في هذا الموضوع ؟ وكيف سيكون انتشارها بين الأقارب والأصدقاء والجيران. وأما عدم جدواه فإن المتتبع لحوادث الطلاق في المحاكم الغربية يتأكد أن تدخل المحكمة شكلي في الموضوع .
وأبشع من ذلك أن المحاكم في بعض البلاد الغربية لا تحكم بالطلاق إلا إذا ثبت زنا الزوج أو الزوجة، وكثيرا ما يتفقان فيما بينهما على الرمي بهذه التهمة ليفترقا، وقد يلفقان شهادات ووقائع مفتعلة لإثبات الزنا حتى تحكم المحكمة بالطلاق. فأي الحالتين أكرم وأحسن وأليق بالكرامة؟ أن يتم الطلاق بدون فضائح؟ أم أن لا يتم إلا بعد فضائح؟
رابعا: جعل الطلاق بيد الرجل وحده وهو الطبيعي المنسجم مع واجباته المالية نحو الزوجة والبيت، فما دام أنه هو الذي يدفع المهر ونفقات العرس والحياة الزوجية، كان من حقه أن ينهي هذه الحياة إذا رضي بتحمل الخسارة المالية والمعنوية الناشئتين عن رغبته في الطلاق.
والرجل في العموم الغالب أضبط أعصابا، وأكثر تقديرا للنتائج في ساعات الغضب والثورة، ولا يقدم على الطلاق إلا عن يأس من تحقق السعادة الزوجية التي ينشدها، ويقين بما يجره عليه الطلاق من خسائر، وما يقتضيه الزواج الجديد من نفقات وعلى علم تام بالمسؤولية، لذلك نجد أن إعطاء الرجل حق الطلاق وحده طبيعي ومنطقي ومنسجم مع قاعدة {الغُرم بالغُنم}.
موضوع:  لماذا الزوجة لا تملك حق الطلاق...؟!!  
الخميس 24 نوفمبر 2011, 11:00 am