* القاعدة السابعة: كن صريحا..... تكن سعيدا.
نعم ينبغي للزوجين إذا رأيا من بعضهما ما يكرهان ولا يحبان أن يتصارحا بما في نفسيهما ولا يكتما... لأن الكتمان سبب رئيس في الغليان الداخلي، وربما ينشط ويظهر ثوران البركان في أي لحظة مفاجئة، ويحدث الانفجار الكبير الذي تسيل فيه الأودية ويعلو الصراخ والعويل، وتتمزق فيه أشلاء المحبة وتوأد فيه المودة والسعادة.. وتسيل فيه دماء الاحترام والتقدير، ولا يمكن تدارك وإسعاف المتضررين إلا في النادر ولا حتى معرفة من المخطئ؛ لأن الجميع اشتركوا في هذه المعركة، لذا أقول: لا بد أن يتصارحا ولا يكتما فيندما، وتتعقد الأمور وتسوء الأحوال, فيصعب حينئذ الإصلاح، ومع هذا أقول: إن للمصارحة أدب لا بد أن يتعلمه كلا الطرفين ومن جملة الآداب التي يجب مراعاتها:
- عدم رفع الصوت.
- الانتباه من فلتات اللسان وعدم التلفظ بالألفاظ البذيئة النابية.
- اختيار الوقت المناسب للمصارحة.
- مراعاة النفسية وأعني أن يكون الزوج أو الزوجة مرتاح البال غير منشغل الذهن مستعدا للنقاش ومتهيئا له.
- ألا تكون المصارحة في حال الغضب أو عند وجود مشكلة.
لأن كلا منهما في حال غضبه سيبدي المساوئ والعيوب ولن يتذكر سوى الأشياء السيئة، وينسى في حال الغضب المحاسن والأشياء الجميلة، وقد يدفعهما إلى كفران العشير, لذا أقول: إذا لاحظ الزوج أو الزوجة أمورًا لا يحبانها حتى ولو في مسائل الفراش، فليبحثا عن الوقت المناسب وأفضل وقت لذلك إذا اقتربت القلوب من بعضها، وشعر الآخر بحرارة حب قرينه فهذا أفضل وقت، ثم يراعي اختيار الكلمات الجميلة والعبارات الرائعة ويبدآن بذكر المحاسن؛ ليكون ذلك أدعى للقبول وأسرع للحصول على المأمول، وأقرب طريق لإنهاء المشكلة وحصول التغيير، ومهما كان الغضب في أوجه ينبغي أن يبقى كلٌّ منهما على أدبه واحترامه، ويحافظ على لسانه من التلفظ بالألفاظ السيئة التي تجرح، وتزيد من تفاقم المشكلة وتعقدها.
قد يكون في المصارحة خجل وحياء أو ضعف وانكسار ولكن.. ما أجمله يوم أن ينفض المجلس بعناق حار، فهذا والله خير من حياة الكتمان والنكد، وقبل أن تفكرا في أن تفترقا فكرا في أن تُقَوِّمَا بعضكما، وتصلحا أحوالكما بما هو أدوم لاستمرار العلاقة في أجمل حال.
* القاعدة الثامنة: لا بد من عطلة يومية لسعادتكما الزوجية.
وأقصد لتدوم سعادتكما تفرغا لبعضكما... فمن المعلوم أن كلا الزوجين قد ينشغلان في زحمة الحياة بنفسيهما، فلا يجتمعان إلا على طعامٍ أو منام، وإن تفرغا فوقتٌ قصير، وتدور بهما عجلة الحياة ويغطيهما الروتين الممل بجلبابه، فلا طعم للحياة ولا مكان للسعادة والمتعة والبقاء؛ لكن إذا اهتما ببعضهما وتفرغا لنفسيهما بأن يجعلا ولو ساعة يوميًّا أو يومًا في الأسبوع ينقطعان سويًّا عن العالم الخارجي لا مواعيد مع الآخرين، ولا خروج فيه إلا للصلاة مع رب العالمين، ولا هاتف ولا زيارات، إنما هو انقطاع تام يشعر كل طرف باهتمام الآخر، ويصبحان كأجمل عروسين أضناهما البعد والفراق، فكم يترك ذلك في النفس من أثر, وما أجمل أن يتنازل الاثنان عن كثير من الأمور من أجل هذا اليوم، أو هذه الساعة فإذا التقيا كانا كأروع عروسين، إذا تشاورا في أمور المنزل كانا هما العاقلين، ويكون وقت تفرغهما لبعضهما هو وقت تجديد حياتهما والتشاور في بناء مستقبلهما.
لذا عليكما أيها الزوجان: من الآن أن تحددا عطلة أسبوعية أو ساعات يومية لتتفقدان حياتكما الزوجية، وتقوما بصيانة سفينتكما فربانها موجود ودفتها بين يديه وعناية الله تحيط بهما والسعادة تغمر حياتهما.
* القاعدة التاسعة: إذا غضب أحدكما وزمجر فليسكت الطرف الآخر.
والقصد إذا غضب أحدكما وبدأ في هيجانه وغليانه فلا يقابله الطرف الآخر بالهيجان والثوران، فتلتقي ناران فتأكلا كل ما في البيت في عدة ثوان، وكم هدم بيت بسبب هذا الأمر...!! وكم ذاق الزوجان بسبب ذلك المر، والواجب عليكما عند غضب أحدكما أن يسكت الطرف الآخر ولا يتفوه بكلمة، ولا حتى يعتذر أو يتأسف؛ لأن الطرف المقابل يراها إسكاتا له وإهانة وتحقيرا من شدة غضبه... فقط اصمت وتأمل... نعم!! كيف يكون حال الإنسان عندما يسيطر الغضب عليه، ويغطي على عقله حتى يصبح لا يدري ما يقول ولا ما يفعل، وتأمل ضعف الإنسان وحركاته وتعبيراته، فتعيش بين ضحك وبكاء، فإذا هدأت العاصفة وزال شيطان الغضب ليتكلم الطرف الثاني من قلب محب ويقول بصوت رقيق بالكاد يسمع وعين غارقة بالدمع ورأس مطأطأ، يقول: أنا كذا.. وفعلت كذا.. ويقر بالخطأ... وأنا والله أحبك ولم أقصد إغضابك.... وهكذا دمعة لؤلؤية.. وكلمة رومانسية حتى تعود المياه لمجاريها.
ثم اعلما أيها الحبيبان: أن للسكوت حرارة ومرارة؛ لكن لا يأتي بشيء كمصيبة الرد والكلام والمدافعة والمغاضبة؛ حتى ولو كان محقا فيما يقول... فمن يتقبل حقك وقد نزل بك الغضب من خصمك، ويتمنى في تلك اللحظة الفتك بك.. والحكيم يفهم قولي ويعلم قصدي فالزما الصمت والسكون, ثم انظرا بعدها ما يكون.
* القاعدة العاشرة: استخدما أنوثة المرأة... كي تدوم السعادة.
قد يقف في طريق السعادة الزوجية بعض العثرات، وذلك في عدم تحقيق بعض الرغبات لأي منهما، فيتضايق الطرفان ويشعران بالتوتر والنفور، وكي يتحقق للزوج ما يريد، وللمرأة ما تريد استخدما أنوثة المرأة....!! والقصد أن يستخدما أنوثة المرأة لتحقيق المراد، فإذا أراد الزوج من زوجته شيئا أو طلب منها حاجة وأبت، فليخاطب أنوثتها لا عقلها، ويتودد لها بألطف العبارات ويسمعها أرق وأجمل الكلمات، ويبحر في جمالها ودلالها ليصل إلى ما يريد وأكثر، وكذلك المرأة تستخدم أنوثتها ورقتها وحنانها ودلالها وغنجها، ولا تستخدم عقلها فعقل المرأة إذا قابل عقل الرجل تصارعا واختصما، وسيغلب الرجل حتما؛ لأنه الأقوى لكن...!! إذا استخدمت أنوثتها ورقتها ذاب الرجل كما تذوب الصخرة لا الثلجة.
دعيه يظفر بما يريد حتى ولو كان مغضبًا.. لكنك ستظفرين أنتِ بما تريدين كذلك، واحرصا دومًا على سعادتكما وإذا فقدتموها فاسعيا للبحث عنها حتى تجدوها.