الثقة المتبادلة منشأ البيوت السعيدة
لا يمكن أن تنشأ البيوت السعيدة بدون الثقة المتبادلة بين أفرادها، وفي مقدمتهم قطبا العائلة الزوج والزوجة، فالثقة هي التي تترجم القول الكريم (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) (البقرة/ 187)، ومن هنا تأتي الثقة ويفضي كل من الزوجين إلى بعضهما البعض، فيتبادلان المشورة ويتقاسمان الأفراح بمثل ما يتشاركان الهموم. وهناك تقرؤون أكثر من تحقيق ودراسة واختبار وكلّها تحاول أن تؤكِّد احتياجنا جميعاً إلى الثقة المتبادلة، وركائزها الأساسية التي تعني إحترام الرأي الآخر، وعدم افتراض سوء النوايا، أو التعامل بمنطق المزاج الحاد، ومن جهة أخرى فإن أكثر ما يزعزع الثقة، افتراض سوء القصد، أو التعامل بعناد إنطلاقاً من مفهوم إظهار الذات أو القوّة. الثقة تعني المساواة في البوح والإصغاء، وعندما يثق الزوج بزوجته، والعكس، وزملاء العمل ببعضهم البعض، تكون النتائج إيجابية في إرساء مناخ من الألفة والود. يبقى أن نشجِّع بعضنا البعض على تبادل الثقة من خلال التعامل بصدق وشفافية، سواء في بيوتنا أو أماكن عملنا أو تعاملاتنا بشكل عام، وكم هو جميل أن نبدأ بغرس مفهوم الثقة وتبادلها مع أبنائها منذ الصغر لينشأوا بشخصية قوية وقدرة على التعبير والإنفتاح للتفهّم بدون توجس أو تشكيك. أمّا تبادل الثقة بين المرأة الرجل، كخطيبين أو زوجين، فتتطلّب أيضاً تدريباً للنفس على البوح الصادق والتعامل بإحترام وتعاطف.