التعاسة الزوجية
هناك أسباب وعوامل تؤدي إلى التعاسة الزوجية والتي تجعل من الحياة نكدًا وحزنًا، وتؤثر تأثيرًا مباشرًا على الأسرة وبخاصة على الأبناء وأسلوب تربيتهم وتنشئتهم، كما تنعكس على الزوجين واتجاهاتهم النفسية نحو الحياة الزوجية.
وسبب تصدع الحياة الزوجية عوامل متداخلة متفاعلة كثيرة تؤدي أحيانًا للطلاق ومن هذه العوامل:
- اختلاف تكوين شخصية الزوجين من حيث الطبيعة البشرية (اختلاف في عقلية التنشئة الاجتماعية والعوامل الوراثية).
- الاتجاه الفعلي لكل من الزوج والزوجة نحو الزواج وليد الطفولة الأولى.
- جهل الزوجين بمسئوليات الحياة الزوجية الأسرية والتزاماتها المختلفة.
- الاختيار الخطأ لشريك الحياة من قبل الطرفين.
- السماح للآخرين بالتدخل في حل المشكلات بين الزوجين.
- الإسراف في المطالب وبخاصة الزوجة.
- انعدام مبدأ الصراحة والوضوح في التعامل لمجابهة المشاكل الزوجية.
- التنافر في الطباع واختلاف وجهات النظر بين الزوجين يؤدي إلى الاحتكاك والتصادم في الآراء والانفجار العاطفي.
- اختلاف المستوى الثقافي ومدى النضج العقلي يؤدي إلى التعاسة الزوجية.
- انطفاء جذوة التجاذب الجنسي بين الزوجين يحل محله النفور مما يسبب التعاسة الزوجية، ولعلاج هذه الظاهرة لا بد من تجديد التعاطف القلبي والوجداني، واستخدام الذكاء لإيجاد جو عائلي مستقر ومتوازن ومرغوب فيه.
- الظروف الاجتماعية المعيشية لكلا الزوجين قبل الزواج لها تأثير مباشر سلبًا كان أم إيجابًا على مسار الحياة الزوجية بينهما.
- الظروف التي يتعرض لها كل من الزوجين في عش الزوجية وما لها من تأثيرات.
إن معيار السعادة الزوجية يتوقف على مدى ما تحقق من فكرة كل منهما عن الآخر إبان الحياة الزوجية والفكرة عن الزواج، فمن الأزواج من يعتقد أن السعادة الزوجية في إيجاد أجواء مريحة في المنزل، ومنهم من يعتقد أن الإنجاب وكثرة الأبناء هو سر السعادة الزوجية، وفئة أخرى تعتقد أن الزوجة لا بد أن تكون عاملة لزيادة مستوى الأسرة المادي.
ويأتي السؤال هنا.. كيف يكون الزواج سعيدًا والزوجان فيه ناجحين معززين مكرمين؟
- حسن اختيار الزوج/ الزوجة.. قال تعالى: ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ﴾ (النور، آية: 26).
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ) إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض (.
- طاعة الزوجة لزوجها وتقديره لها.
ومن طاعة الزوج وبره:
* ألا تصوم زوجته في غير رمضان إلا بإذنه.
* لا تأذن لأحد بدخول بيته إلا بإذنه ورضاه.
* لا تنفق من كسبه إلا بإذنه.
- تبر أهله وتكرم والديه وكذلك هو ومن بر الزوجة وحسن معاشرتها زوجها إكرام أمه واحترامها وتقديرها وكذلك هو.
- التودد لزوجها والحرص على رضاه.. وتحرص على أن يكون سعيدًا راضيًا.
- لا تفشي له سرًّا ولا يفشي سرها.. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ) إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها (.
- تقف إلى جانب زوجها وتشاركه الرأي وكذلك هو.. لقد كان من سنن الله في الحياة أن يقوم الرجل والمرأة معًا بعمارة هذا الكون وتصريف شئون الحياة فيه، لا غنى للرجل عن المرأة ولا غنى للمرأة عن الرجل.
- تشجعه على الإنفاق في سبيل الله.
- تعينه ويعينها على طاعة الله.
- تملأ نفسه ويملأ نفسها، لا يغيب عن بال المرأة المسلمة أن من أجل أعمالها في الحياة بعد عبادة ربها أن تنجح في الدخول إلى قلب زوجها وأن تملأ نفسه بحيث يحس في قرارة نفسه أنه سعيد باقترانه بها.
- تتزين له ويتزين لها.. لقد كان من هدي هذا الدين للمرأة أن تتزين لزوجها وتتجمل بحيث لا يرى منها إلا ما يحب ولذلك حرم عليها أن تظهر في ملابس الحداد القاتمة فوق ثلاثة أيام إلا على زوجها، فقد أذن لها بالحداد عليه أربعة أشهر وعشرًا.
كما أن على الأزواج أن يظهروا بصورة جميلة أمام زوجاتهم تملأ نفوسهن حبًّا جارفًا بأن يستخدموا الطيب والملابس الأنيقة.
- تلقاه مرحة مؤنسة شاكرة ويلقاها كذلك هو.
- تشاركه أفراحه وأتراحه ويشاركها أفراحها وأتراحها.
- يحققان الهدوء والراحة والسكن.
هذه الوسائل إذا عمل بها الزوجان حصلا على السعادة الزوجية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛