مهارات نفسية في التعامل مع غضب الزوج
الفشل في التعامل مع غضب الزوج بطريقة إيجابية يشكل أكبر عقبة أمام الشعور بالرضا عن العلاقة الزوجية، لذا فهناك بعض العادات الإيجابية التي يستحسن أخذها في الاعتبار أثناء وجود مواقف الغضب والانفعال من قبل الزوج:
أولا: تذكري خطورة الغضب صحيًّا.
تذكري أن الغضب والعصبية سيؤديان بك إلى أمراض نفسية كالقلق، وأمراض عضوية كالضغط، وأخطرها النوبات القلبية المفاجئة، كما أن الإنسان في حالة الغضب والانفعال تصبح مناعته ضعيفة في مقاومة الأمراض.
ثانيا: احذري مقابلة غضب زوجك بالمثل.
إياك والتخاطب مع زوجك بانفعال وغضب بمثل الحالة التي هو عليها، فستكونين أكثر استفزازًا له في إثارة مزيد من العصبية، إذًا فلو انفجرتي غضبًا لن تتمكني من تبديل مجرى الأحداث إلا للأسوأ.
ستدفعين زوجك لإحدى الحالتين أو كليهما:
* استخدام العنف اللفظي (العبارات الجارحة).
* استخدام العنف الجسدي (الضرب).
ثالثًا: استخدمي الاستماع الجيد.
وتلك العادة تتطلب منك الصمت المتقن أي عدم مقاطعة الزوج أثناء الحديث... وهذا فعلا ما عليك أن تطبقيه في بعض الحالات، حتى وإن صدر منه ألفاظ وعبارات فعندما ينتابك الشعور بالغضب، الجئي إلى لغة الصمت.
رابعًا: أظهري احترامك لمشاعر وحديث زوجك.
أي عندما تلتزمين الصمت حاذري أن تفسدي عليك المردود الإيجابي من صمتك نتيجة استعانتك وقيامك ببعض التعبيرات على وجهك أو ما شابه ذلك، كأن يرافق صمتك بعض نظرات السخرية أو ملامح الغضب، فمن أسباب سعادة الرجل وزيادة حبه لزوجته هو شعوره بأنك احترمتِ غضبه.
خامسًا: الاعتراف بالخطأ.
عندما يكون زوجك في حالة غضب بسبب تقصير منك فلا تحاولي تبرير ذلك إلا بسرعة الاعتذار وبالمقابل تقبلي ما قد سيقوله لك، لأن تعبيره عن انزعاجه من تقصيرك يشكل وسيلة إيجابية للتنفيس عن جزء من غضبه، وأيديه ببعض الكلمات مثل "معك الحق".
سادسًا: ركزي على سبب غضبه الحالي.
بمعنى لا تخلطي بين مشكلة أمس باليوم والنهار بالليل، تفهمي سبب غضبه الحالي ولا تحاولي استفزازه أو إعادة فتح مواقف إشكالية ماضية، لأن بأسلوبك هذا تتفاقم المشكلة ويزيد حجم غضبه منك.
سابعًا: الاستئذان مع الانسحاب.
بمعنى انسحبي بهدوء، واتركيه بمفرده يجلس مع نفسه حتى تهدأ النفوس قليلا من جهتك وجهته، وحتى تتيحي لكل منكما الفرصة لمراجعة العوامل والأسباب التي أدت إلى إثارة الغضب بينكما.
ثامنًا: لا تحاولي أن تقرري: مَن المخطئ؟
لا بد من مناقشة مسببات الغضب حتى يمكن تلافيها مستقبلا، لكن هناك نقاش إيجابي، وهناك نقاش عقيم فلا تحاولي توجيه اللوم بل ركزي على البحث عن حلول، ناقشيه في الأسباب وحاولي أن لا تطيلي في النقاش بالتوصل إلى حل سريع، لأن الرجل بطبعه لا يميل للحديث الكثير.
تاسعًا: هدفك في حياتك الزوجية.
راجعي أهدافك في حياتك الزوجية وما هي الأمور المهمة حقا بالنسبة إليك، وخلصي نفسك من الاختلاف على المسائل التي لا تشكل أهمية حتى لا تكون تلك الأمور على حساب صحتك وحالتك النفسية.
فالأحرى لك التركيز على إنقاذ حياتك الزوجية بإنجاز وتحقيق الأهداف المهمة على وجه أفضل مما يجعلك تحتفظين بهدوئك ومزاولة نشاطك وإقبالك على الحياة.
وأخيرًا: تصالحا قبل الخلود للنوم.
لا تنامي وهو غاضب منك، فبعد أن تهدأ الأمور حاولي المبادرة بالصلح كما قال أبو الدرداء لأم الدرداء - رضي الله عنهما -: «إذا غضبتُ فاسترضيني وإذا غضبتِ أسترضيك».
و لنا أسوة حسنة في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: ) أن رجلا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أوصني، قال: لا تغضب، فردد مرارًا، قال: لا تغضب (.
ويجب ألا تعتقدي أن الحب والتفاهم بينكما قد فتر فغضب الزوج ليس دليلا على نهاية الحب.